الخميس، 18 أغسطس 2011

إيران تريد خنق انتفاضة السوريين

جريدة الشرق الأوسط اللندنية 15 من رمضان 1432هـ / 15 من أغسطس 2011م

من هو الرئيس العربي الوحيد، عدا العقيد معمر القذافي، الذي انتقد الانتفاضة السورية؟ ليس إلا نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، الذي سماها فوضى وتخريبا!

سبب الانقلاب في الموقف يشرحه التصريح الذي أدلى به قيادي بارز في كتلة دولة القانون، التي ينتمي إليها حزب المالكي، لـ«الشرق الأوسط»، قال: «إن إيران ضغطت على حلفائها في بغداد من أجل دعم السلطات السورية بمبلغ 10 مليارات دولار»، وقال: «إن المؤكد أن المالكي رضخ للضغط الإيراني وقام بدعم الرئيس السوري بشار الأسد». أستبعد أن يكون الرقم صحيحا لأنه غير معقول، لكن الأرجح أن إنقاذ الأسد أصبح سياسة مستعجلة لإيران، ولهذا السبب قام المالكي باستقبال وفد حكومي من سوريا، وإيران تقدم الدعم النفطي والمالي والأسلحة لسوريا وتمدها بميليشيات وخبرات أمنية وعسكرية للقضاء على الانتفاضة.

وإذا كنا لا نستطيع أن نلوم إيران على دعم صديقتها سوريا، وإلا فما قيمة الصداقة؟ إلا أن الذي نخشاه ما يتردد من إشاعات أن إيران تحاول المساومة من أجل إنقاذ النظام في دمشق. من ذلك أن إيران تهدد واشنطن بأنها ستمنع القوى الحزبية العراقية من التمديد للقوات الأميركية التي ينتهي عقدها في نهاية هذا العام. كما شهدت الساحة العراقية سلسلة أعمال تفجيرية وكل الدلائل تدل أن إيران خلفها. ولا نستبعد أن تذهب إيران، التي هي في خوف شديد مما تراه يحدث في سوريا، إلى أبعد من ذلك بتقديم عروض مغرية لإقناع الأميركيين من أجل خنق الانتفاضة السورية.

وستكون قراءة خاطئة من الحكومات الغربية إن ظنت أولا أن إيران في موقف فعلا يعطي ويمنع، فنظامها في حالة اضطراب ومهما قدمت من وعود فإن شهرة النظام الإيراني أنه أكثر أنظمة العالم تراجعا عن وعوده. والخطأ الآخر أن الغرب ليس في موقف يسمح له بالمساومة على مطلب الشعب السوري، لأنه لا يملك سلطة عليه، ولا يد له في الانتفاضة، بخلاف ما حدث في العراق. فلولا التدخل الأميركي ربما كان المالكي يقيم اليوم في نفس شقته في حي السيدة زينب منفيا في العاصمة السورية، وصدام حسين يتبختر في قصره، وأجهزته الأمنية تقمع العراقيين صباح مساء. السوريون، بأنفسهم وعبر تضحيات مروعة، يقررون اليوم مستقبلهم، ومصير علاقتهم بالنظام، إن شاءوا أصلحوه وتعايشوا معه، وإن شاءوا قاوموه وخلعوه.

الكاتب :- عبدالرحمن الراشد

هل اقتنعت إيران بنهاية الأسد ؟

جريدة الشرق الأوسط اللندنية 14 من رمضان 1432هـ / 14 من أغسطس 2011م

كتبت هنا، ونقلا عن مسؤول مطلع، أن إيران باتت تراهن على أن يكون العراق هو البديل لسوريا في حال سقط نظام بشار الأسد. واليوم المعلومات الجديدة تقول إن إيران تتحرك مع الحوثيين أيضا، مما يدعم فكرة أن طهران باتت مقتنعة بأنه لا أمل في الحليف البعثي بدمشق.

المعلومات تقول إن الحوثيين، وبمساعدة طهران، باتوا يرتبون صفوفهم اليوم استعدادا لمرحلة ما بعد علي عبد الله صالح، حيث تقول المصادر إن الحوثيين، وبأعداد لا يستهان بها، يقومون بتدريبات عسكرية مكثفة على عمليات إطلاق صواريخ، والقيام بعمليات عسكرية. وكل ذلك يتم من أجل أن يكون الحوثيون مستعدين لمشاغلة السعودية في المرحلة المقبلة.

وقد يقول قائل: ما علاقة هذا بإيران، وسوريا، والعراق؟ الإجابة واضحة؛ فطهران تشعر بأنها تلقت ضربة عنيفة بتدخل قوات «درع الجزيرة» الخليجية، في البحرين، مما أفسد المخطط الإيراني لتطويق السعودية من خلال حدودها الشرقية. كما أن إيران تشعر بأنها مهددة اليوم بخطر حقيقي في لبنان، وتحديدا في حال سقط الأسد، حيث سيتم تمزيق الحزام الطائفي الذي ضربته إيران على المنطقة من خلال محور إيران - سوريا - لبنان، ومؤخرا العراق، بعد سقوط صدام حسين، وهو ما حذر منه العاهل الأردني ذات يوم حين تحدث عن خطورة الهلال الشيعي.

اليوم وبعد أن تعرض نظام الأسد لضربة غير مسبوقة عبر الانتفاضة الشعبية السورية، فإن إيران تخشى من أن تصبح المجموعات المحسوبة عليها في منطقتنا محاصرة من جهة سوريا ما بعد الأسد. وهنا تبرز الحالة اللبنانية ممثلة في حزب الله، ناهيك عن الصفعة الموجعة التي تلقتها طهران في البحرين، مما يشعر إيران بأن السعودية تنتفض اليوم دبلوماسيا لتكون محررة من قيود محيطة تهدد أمنها القومي لتتصدى للتمدد الإيراني في المنطقة. ولذلك فإن إيران باتت تحاول اليوم التحرك في مناطق قد تكون مناسبة لها، من حيث الجغرافيا المحيطة بالسعودية، والتي من الممكن أن توفر عملاء لإيران فيها.

ومن هنا تبرز أهمية العراق، حيث إن كل المؤشرات الأخيرة القادمة من هناك تشير إلى زيادة التحرك الإيراني في المناطق العراقية، وليس عبر حكومة المالكي وحسب، بل عبر ميليشيات شيعية موالية لطهران في بغداد والمناطق الأخرى.

أما بالنسبة إلى اليمن، وفي ظل عدم اتضاح الرؤية حول ما إذا كان الرئيس صالح ينوي التنحي، ومتى، وكيف، ومن سينوب عنه، وكيف سيكون شكل اليمن الجديد، فإن الحالة السياسية هناك اليوم تشير إلى أن كل ذلك يمثل فرصة مواتية لتقوم طهران بترتيب أوضاع حليفها الحوثي في اليمن استعدادا لقادم الأيام، ومن أجل تدعيم موقف الحوثيين في العملية السياسية القادمة في اليمن، وكذلك تعزيز مواقعهم العسكرية على الحدود الجنوبية السعودية.

ما تفعله طهران اليوم، في العراق واليمن، يعني أن إيران باتت أكثر قناعة بأن نظام بشار الأسد إلى زوال في سوريا، كما يعني أن إيران تعد العدة من أجل إعادة الالتفاف على السعودية من ناحية اليمن، كما العراق، على طريقة لعبة الشطرنج، فهل تنجح طهران في ذلك، أم يتنبه المستهدفون لخطورة هذا الأمر؟ هنا السؤال.

الكاتب :- طارق الحميد

مشاريع الحلف الإيراني العراقي السوري في مهب الريح

السياسة الكويتية 14-رمضان-1432هـ / 14-أغسطس-2011م

طموح وقوي للغاية مشروع الربط والدعم الاقتصادي للنظام الإيراني بحلفائه في العراق والشام من خلال مشروع أنبوب تصدير الغاز الإيراني إلى اوروبا عبر العراق وسورية , وهذا المشروع الذي يمثل قطب الرحى في التوجه السياسي والاقتصادي الإيراني يعمل عليه الإيرانيون من أجل ضرب عصافير عدة بحجر واحد, ولعل الرؤية الأمنية هي التي تؤكد ذلك المشروع وتعطيه قابلية الحركة والدعم , فمن المعروف إن إيران التي تعاني من حصار اقتصادي دولي واسع النطاق تعتبر من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي وبما يوفر لها موارد مالية مهمة تدعم مشروع نظامها في التمدد الإقليمي, لذلك كان العمل حثيثا و مباشرا على تجميع الحلفاء و الأنصار و الأنظمة المتأزمة التي تعاني من سكرات الموت و الاضمحلال وفي طليعتها النظام السوري الذي تهز عرشه أوسع و أكبر ثورة شعبية عربية في العصر الحديث والتي انتجت من صور الشجاعة و التضحية صورا تاريخية لن تمحى أبدا من الذاكرة النضالية للشعوب الحرة , و النظام الإيراني وهو يسعى إلى استثمار موارده من أجل تأمين نفسه ودعم حلفائه المخلصين الموشكين غلى الاضمحلال لا يمكن أن يتجاوز أبدا هدفه الستراتيجي في التحول إلى اكبر دولة مصدرة للطاقة في الشرق الأوسط من خلال الهيمنة على مفاتيح القرار السياسي في بعض الدول الرخوة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وفي طليعتها العراق تحت إدارة الأحزاب والجماعات الطائفية المتناحرة والتي تقودها تلكم الأحزاب الإيرانية الهوى والهوية و التأسيس والولاء.

فالعراق نفسه رغم كونه يحتوي على احتياطيات مهمة و كبيرة جدا من الغاز الطبيعي يحرص الإيرانيون على إفشال المشاريع العراقية لاستثمار تلك الثروة لتظل إيران هي اللاعب الأقوى في مجال الطاقة إقليميا , كما أن أنبوب الغاز الطبيعي الإيراني المار بالعراق وسورية والمتوجه نحو موانئ المتوسط هو أكبر من كونه مجرد مشروع اقتصادي لأنه يصب في مصلحة دعم اقتصاد النظام السوري ودعم مالية و ميزانية "حزب الله" اللبناني أيضا وهو ما يضيف إلى مشهد التحالف "النوروزي" أبعاداً مهمة للغاية تتمثل في الربط الاقتصادي بين أنظمة سياسية متحالفة يكون النظام الإيراني هو قائدها و موجه مسيرتها و المهيمن على مسارات اقتصادها خصوصا من جهة العراق الضعيف بحكومته الطائفية المريضة و التي جلها مجرد ملحق لحكومة الولي الصفوي الفقيه في إيران والتي تحاول جاهدة وبوسائلها الالتفافية الخبيثة منع الشعب العراقي من استثمار ثروته الغازية لصالح المشاريع الإيرانية .

أهداف ذلك التحالف الشيطانية واضحة وجلية وهي لا تتعلق أبدا بإحداث تنمية حقيقية لتلك الشعوب بقدر ما تهدف إلى تقوية الحلف الشيطاني الممتص لدماء الشعوب الحرة و تضحياتها , لكن وبكل تأكيد فان نيران الثورة الشعبية السورية لن تخمد وهي اليوم في منعطف حاسم سيغير وجه الشرق القديم بأسره, وكل مخططات الدعم وحقن المقويات الإيرانية لن تفلح أبدا في الالتفاف على الحقيقة الميدانية القائمة و المتجسدة بانتصار الثورة السورية وانهيار بقايا نظام البعث السوري و الذي سيتبعه بالضرورة تقويض كامل للتحالف "النوروزي" الإيراني الصفوي في المنطقة.

الشعب السوري الحر يصنع التاريخ ويؤطره بمنطلقات و متغيرات سيكون لها دورها الحاسم في قلب الطاولة على رؤوس كل المعادين لحريات الشعوب وحقها في تقرير المصير. لن ينجح أبدا تحالف المنحوسين مع خائبي الرجاء و الفاشيين لقد قال الشعب السوري الحر كلمته الحاسمة وكفى.. معسكر التخلف و الطغيان و الطائفية الرثة إلى سعير. *كاتب عراقي

الكاتب :- داود البصري