السبت، 9 أبريل 2011

إذن: لم تعد حرب أفكار يا أيران !

جريدة الشرق الأوسط اللندنية 28-11-1430هـ / 16-11-2009م

قصة إيران مع العرب لم تعد مجرد حروب كلامية، بل أصبحت لها ترجمة عسكرية على أرض الواقع شهدناها في لبنان والعراق وغزة، وأخيرا في اليمن. ولكل مسرح عمليات عسكرية خصوصيته الكاشفة فيما يخص مستقبل المنطقة العربية. التكتيك الأخطر في هذا التنازع الدائر في المنطقة هو الذي تعتمده إيران، وهو الغش في طرح الأفكار، إذ يكرر الإيرانيون في كل مؤتمر لهم أن «الإسلام طائر بجناحين، جناح سني وجناح شيعي»، وأن إيران تمثل جناحا وبقية المسلمين بمن فيهم العرب يمثلون جناحا آخر.

هذا الطرح يفترض المساواة الديموغرافية، أي أن تعداد شيعة إيران يساوي بقية المليار مسلم بمن فيهم أكثر من ثلاثمائة مليون عربي. هذا التوصيف الذي تكرره إيران وتلهج به ألسنة ببغاوات إيران في الإعلام العربي فيه تضخيم لحجم إيران ودور الدولة الفارسية. الشيعة أقلية تمثل عشر تعداد السنة في الشرق الأوسط، بينما الفرس، كَعِرْق، هم أيضا أقلية حاكمة في طهران إذا ما أخذنا في الاعتبار حجم الأقليات في الدولة الفارسية. وفي هذا الجو من الغش، ظن معظم العرب أن إيران قوة مساوية لهم في الحجم والمقدار، وهذا قول مناف للحقيقة. ولكن رغم منافاة هذه الدعاية الإيرانية للحقيقة إلا أنها نجحت في تسويق إيران كمساو للعرب مجتمعين، شيء أشبه بما تفعله إسرائيل في علاقتها مع الجوار العربي. ولتضخيم الحجم والصورة هذا دلالات سياسية كلها تصب في إعطاء إيران الحق في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

فلإيران اليوم حدود مع مصر عبر جماعة حماس، أو ما أسميته في مقال سابق بالتشيع السياسي، أي ما تقوم به جماعات الإخوان المسلمين وهم سنة من مساندة وقتية للمشروع الإيراني الرامي إلى تفتيت الدول العربية من الداخل. ومخطئ من يظن أن حرب غزة في العام الماضي كانت بين حماس وإسرائيل. جوهر المعركة كان افتعال أزمة تعاونت فيها إيران وإسرائيل وحماس من أجل إضعاف مصر ودورها، فمن مصلحة إسرائيل أن تكون مصر ضعيفة، ومن مصلحة إيران أن تكون القوة المنافسة لها في الإقليم ضعيفة، أما حماس والإخوان فقبلوا أن يكونوا أداة في يد إسرائيل وإيران لإضعاف الدول العربية المحورية من الداخل على أن يُكافَؤُوا بتسلم الحكم فيما بعد. قد يبدو هذا غير منطقي، ولكنها تحالفات إيران، التي خبرناها في فضيحة «الإيران ـ كونترا».

إذن الاعتداء على الحدود المصرية من قبل حماس التي اخترقت سور رفح، كان الهدف منه أن يوضح للعالم أن مصر غير قادرة على ضبط حدودها، أي أنها دولة فاقدة للهيبة وأولى علائم فقدان الهيبة للدول هي القبول بانتهاك الحدود تحت أي ذريعة حتى لو كانت نزوح فقراء غزة إلى الأراضي المصرية.

الرسالة نفسها تريد إيران إيصالها إلى العالم فيما يخص المملكة العربية السعودية وهيبة الدولة فيها، إذ استخدمت نفس سيناريو حماس مع مصر، ولكن استبدلت حماس بالحوثيين في صعدة الذين تدفقوا على الحدود السعودية، مما أدى إلى اشتباك القوات السعودية معهم. وكما أدان إخوان مصر السلوك المصري عندما أطلق البوليس المصري النار على المتسللين من غزة، تسمع اليوم من يدينون السعودية، لأنها لم تصمت حيال امتهان الحوثيين لحدودها.

مصر كانت تحت ضغط شعبي كبير فيما يخص التعامل مع أهل غزة، فعلى سبيل المثال كانت الصحف المصرية وقتها تغص بالمقالات التي تدين سلوك القيادة المصرية، ربما كانت هناك حوالي أربعة مقالات لا أكثر نشرت في مصر تؤيد حق مصر في عدم التهاون في مسألة سيادتها على حدودها. وبالفعل تراجعت القيادة تحت تأثير الضغط الشعبي، وكسب الإيرانيون الجولة على أرض مصر وفي صحف مصر وتلفزيونات مصر، أي أن إيران لم تنجح فقط في أن يكون لها وجود على حدود مصر عبر «حماس»، بل كسبت الرأي العام المصري وضمت الكثير من أهل الكلام في الفضائيات والصحف لصفها أيضا، فغدت العديد من الصحف المملوكة للدولة تتقاسمها الحكومة مع إيران، أما فيما يتعلق ببعض الصحف الخاصة التي تقبض من الأموال القادمة من طهران، ففي هذا حدث ولا حرج.

فشلت مصر في التعاطي مع الأزمة التي اختلقتها إيران على حدودها، والذين تحدثوا عن قدسية حدود الدولة في مصر لم يتعدوا وزير خارجية مصر وأربعة كتاب لا غير. أما البقية ممن أسميتهم منذ سنين بجماعة «بن لكن»، فكانوا يرون أن مقاومة المشروع الإيراني في المنطقة مهمة، ولكن مقاومة المشروع الأميركي أهم. إذن لنترك إيران تفعل بنا ما تشاء، طالما أن الدولة الفارسية ترفع شعار أنها تخرب الدول العربية الكبرى من أجل تحرير فلسطين.

ألم يقل صدام حسين من قبل إنه ذاهب إلى الكويت كي يحرر فلسطين، ولم يلق اعتبارا للجغرافيا التي تقول بأن اتجاهه كان معاكسا؟ فهل تريد إيران اليوم تحرير فلسطين عبر الحدود السعودية؟ وكما انطلى الأمر وناصر قسم كبير من الشارع العربي غزو صدام للكويت، انطلت الخديعة نفسها في موقعة امتهان حدود مصر، فهل ستنجح الألاعيب الإيرانية على الحدود السعودية اليوم؟

أمام السعودية فرصة كبيرة اليوم لاستعراض القوة وحسم الأمور، فالتهاون في مسألة الحدود مرة واحدة يجعل مسألة انتهاكها مرات أخرى واردة. يجب أن ترسل السعودية رسالة واضحة، وتلقن درسا لكل من سولت له نفسه العبث بسيادتها عبر انتهاك الحدود. إذا نجحت المملكة في إيصال هذه الرسالة القوية فالأمر قد ينتهي عند موقعة الحوثيين هذه، أما إذا لم تستغل الفرصة لتوصيل رسالتها بكل القوة التي لديها، فإن تكرار الأمر وارد، مرة من البر ومرات كثيرة من البحر.

لا يمكن، وتحت أي مسمى من المسميات، أن تطمئن السعودية لوجود إيران عند حدودها البرية عن طريق جماعة الحوثيين في اليمن. لا بد من معالجة الأمر بأقصى أدوات القوة حتى تنتهي هذه القصة وتكون عبرة للآخرين.

أمام السعوديين فرصة لاستخلاص الدروس والعبر من حرب غزة أو من القضية التي قبض فيها على خلية حزب الله في مصر. فالتغلغل الإيراني على حدود الدول الكبرى في المنطقة يأتي مترافقا مع التغلغل الثقافي عبر مشروع تصدير الثورة وعبر المال الإيراني الذي اشترى الكثير من الأقلام والعقول والمحطات في العالم العربي التي تبنت الدعاية الإيرانية القائمة على الغش أصلا. وقد يكون من بشائر الوعي أن قامت إدارتا «عرب سات» و«النايل سات»، بإسقاط قناة «العالم» من بثيهما، ولكن وقف البث الفضائي ينقصه الـ«بس» الأرضي، أي أن تقول الدول المعنية «بس خلاص» للمروجين للمشروع الإيراني على أراضيها. إذ لا يكفي في محاولة لكبح جماح الدعاية الإيرانية إسقاط قناة «العالم»، لأن العالم الذي يمثل العمود الفقري للدعاية الإيرانية ليس في إيران وإنما عندنا، ممثلا بهذا الحشد من المحللين والمفكرين والإعلاميين الذين يظهرون بشكل متكرر على شاشاتنا وصحفنا.

كتبت منذ أعوام عن اللوبي الإيراني في الإعلام العربي، وقلت يومها بأنه واضح كالشمس أن العالم العربي يقع بين مطرقة الفرس وسندان الأميركيين، وأن العالم العربي مفعول به في مشروعين أحدهما أميركي والثاني فارسي. ورغم أن كثيرا من العرب مغرمون بتحليل المشروع الأميركي الهادف إلى تقسيم العرب من الخارج، فإن كثيرا منهم يخجلون من الحديث المباشر عن المشروع الفارسي الهادف إلى تقويض العالم العربي من الداخل. كتبت هذا عندما كانت الحرب بين إيران والعرب كلامية، أما ونحن نشهد اليوم وبوضوح أن الكلام الإيراني يترجم كواقع عسكري على الأرض، فقد آن الأوان للعرب أن يفكروا بجدية في مستقبل دولهم وحدودهم.

مصر كانت تجربة الأمس في قصة غزة، والسعودية اليوم في قصة الحوثيين. فماذا سيكون غدا، هل هو ابتلاع البحرين، أم حركة شبيهة بغزو صدام للكويت؟

ملامح المشروع الإيراني تجاوزت مرحلة الأفكار والكلام، المنطقة أمام خطر داهم ومشروع مخيف.


الكاتب / مأمون فندي

وهم «الأغلبية الشيعية»

الوطن الكويتية 19/3/2011

من البحرين الى لبنان والعراق، يصدق الكثيرون وهم «الأغلبية الشيعية»، ويبنون عليها مختلف الحسابات السياسية والاجتماعية، هؤلاء للاسف ينظر الى الجزر الشيعية الصغيرة ويغفلون عن محيط واسع من العرب والمسلمين غير الشيعة! فمهما بلغت نسبة الشيعة في هذه الدول، حتى لو بلغت مئة بالمئة، سيبقى الشيعة قطرة من بحر، وكتلة سكانية «مذهبية»، في اغلبية كاسحة غامرة.

ايران نفسها ضحية وهم كبير من هذا القبيل فهي تنظر فقط الى ما أن تحب ان تراه، وتغفل عن اهل السنة داخل ايران وخارجها، وان نسبة الشيعة لاتزال ضئيلة جداً مقارنة بعدد بقية المسلمين في العالم.

واذا كان عدد سكان ايران مثلاً ثمانين او حتى مئة مليون نسمة، فان دولة واحدة مثل اندونيسيا سكانها نحو مئتي مليون نسمة، دع عنك بنغلاديش وماليزيا وغيرها!.

مشكلة الشيعة ليست في انهم اقلية صغيرة جداً ان كانوا اغلبية في بعض البلدان، بل مشكلتهم كذلك تاريخية وفقهية واجتماعية ومذهبية، كما انها اليوم، ومنذ الثورة الايرانية عام 1979، سياسية كذلك بسبب تسييس المذهب الشيعي، وتعبئة شباب الشيعة وبعض نخبهم الدينية والاكاديمية والقيادية فتعمقت بذلك الشكوك ضدهم وازدادت المخاوف. الشارع العربي والشارع في العالم الاسلامي لا تقوده النخب المتسامحة المستنيرة والمتفهمة للاختلافات المذهبية والتنوع الديني والثقافي، ومن كان من هؤلاء في سدة القيادة حاصرته التطورات والفتن، واسكتته الاحداث!.

عندما بدأت الثورة الايرانية عام 1979 استقطبت عواطف العرب والمسلمين الى اقصى حد، وقدمت ايران «الاسلامية» نفسها لقيادة العالم الاسلامي، ولكن الحقائق والمخاوف المذهبية والسياسات عزلت الثورة وابعدت معظم العالم العربي والاسلامي عن هذه الثورة، وبرهنت بشكل قاطع للاسلامي والعلماني والليبرالي، بأن «الأقلية المذهبية» لا تستطيع ان تقود ثورة اسلامية بالشكل الذي اعلنته القيادة الايرانية وأدبيات ثورتها، وحتى داخل ايران نفسها عادت الثورة الى قواعدها الايرانية ولغتها وثقافتها ومصالحها الاقليمية، والى الدروس الثمينة التي استوعبتها من معاركها العسكرية مع العراق، وصراعاتها السياسية مع الواقع السياسي في دول الجوار وعموم العالم الاسلامي.

هذه التجربة الايرانية الشيعية لم يستوعبها للاسف الشديد شيعة العالم العربي، لا في لبنان ولا في العراق ولا الكويت والبحرين، ويتلخص اهم دروس التجربة أنه:

1 - لا تستطيع المجتمعات العربية والاسلامية تجاهل الاختلاف المذهبي الشيعي - السني في التحرك السياسي الكبير.

2 - لا يستطيع الشيعة ولا ينبغي لهم، قيادة اي معارضة سياسية وطنية الأفق منفردين او بشكل رئيسي، اذ لا مهرب من اثارة بعض المخاوف والحساسيات المذهبية داخل مجتمعاتهم.

3 - مخاوف «الشارع السني» من اي حركة يقودها الشيعة، اكبر من مخاوفهم من اي نظام سياسي قائم، مهما كانت تجارب الناس مع هذا النظام.

4 - من الخطأ ان يطرح الشيعة مطالب سياسية تتجاوز مطالب اهل السنة، اما الخطأ الأكبر فهو طرح شعارات يختلف الشيعة انفسهم حولها مثل «الجمهورية الاسلامية» او «ولاية الفقيه».

5 - هناك نخبة معارضة ليبرالية او قومية او يسارية تؤيد التغيير مهما كانت الانتماءات المذهبية لقيادتها، ولكنها في اغلب الاحوال نخبة محدودة الحجم والتأثير.

6 - لدى تساوي كل عوامل ومعطيات النجاح والفشل في التحرك السياسي داخل المجتمعات العربية والاسلامية، فان الارجح والانجح انقياد الشيعة للسنة.

ختاماً، هذه كلها استنتاجات شخصية وربما انطباعات بحاجة الى دراسات تحليلية وإحصائيات، وهذه متروكة للباحثين.


الكاتب / خليل علي حيدر

الانقلاب الشِّيعي وبيع الوهم على الذَّات

موقع المسلم 30-ربيع الآخر-1432هـ / 4-إبريل-2011م

بين يدي الطَّبعة الثَّانية من السِّيرة الذَّاتية التي كتبها الشَّاعر والأديب الشِّيعي عادل اللباد لتوثيق طرف من ذكرياته، ويقع الكتاب في (464) صفحة من القطع الكبير، وقد صدرت هذه الطَّبعة عام 1431 عن دار ليلى دون تحديد مكانها. وأهدى اللباد كتابه إلى أوائل معتنقي مذهب التَّشيع، وإلى علماء الشِّيعة، وإلى (الشُّهداء) بسبب اعتناقهم المذهب من فجر الإسلام حتى انتفاضة (1400) الباسلة كما يصفها، ولم ينس الثَّكالى ورفاق الدَّرب والسُّجناء، كما شمل الإهداء الذين تاجروا بآمال البلاد عسى أن تكون لهم ذكرى نافعة حتى لو كانوا غير مؤمنين كما توحي النِّقاط المتتابعة!

وأشار المؤلف إلى الانتقادات والتَّهديدات التي تعرَّض لها حين أعلن عزمه على خوض هذه التَّجربة الجريئة، حتى قيل له: مَنْ أنت حتى تنتقد بلدك وتشوِّه صورتها! والقائل يقصد بالبلد الحركة الرِّسالية حسبما أوضح الكاتب الذي لم يقلقه غضب أبناء طائفته؛ وإنَّما أهمَّه مدى جدوى ما يكتبه للأجيال، ولم يمنعه ذلك من مناداة كلِّ ذي تجربة لتسطيرها عسى أن تنير الطَّريق للسَّائرين على المذهب.

وقد جعل اللباد ذاته محوراً لينقل للآخرين صورة مما حدث لها؛ مستفيداً من تجربته الشَّخصية، ومن بعض النِّقاشات بينه وبين رفقاء العمر، ومن الحوار مع مشايخ الحركة الذين ظلوا أوفياء لها أو انقلبوا عليها لاحقاً، بالإضافة إلى مطالعة أدبيات تلك الفترة؛ والرُّجوع إلى بعض مواقع النت. واستغرق التَّأليف بضع سنوات قبل أن يدفع الكاتب بأوراقه إلى المطبعة. والكتاب سرد ماتع مع ما فيه من عبارات قاسية، أو معلومات تبقى بحاجة إلى عرضها على محك التَّثبت، وفيما أعلم فهو غير متاح للبيع في المكتبات، وقد قرأت في مواقع شيعية أنَّه يُباع في بعض مكتبات القطيف، وأشار الباحث المختص بشؤون إيران والشِّيعة الأستاذ عمر الزِّيد في لقاء فضائي إلى وجود نسخة إلكترونية منه في الشَّبكة العنكبوتية.

يبدأ المؤلف حكايته من قريته العوامية، ويطيل الحديث عن بذور تدينه التي ترافقت مع أحداث عام (1400) في المنطقة الشَّرقية، ويرويها بأسى بالغ من منظوره الخاص، وللشِّيعة باع عريض في المآسي واللطميات والأحزان إن باطلاً أو حقاً، ثمَّ يمضي في الحديث عن تفاصيل تلك الأيام وما فيها من دروس دينية وتربوية على يد أشياخ المذهب. وقد تحقق له حلمه إبَّان أداء فريضة الحج بملاقاة بعض الوفود الإيرانية و"الإفادة" منها، والمشاركة في مسيرة البراءة التي أبهجته برفع صور الخميني في مكة الطَّاهرة! ومن مبالغاته وصفه المظاهرة بالمليونية، وتحميله قوات الأمن السُّعودية نتائج مظاهرات حجاج إيران عام(1407)، وفي تلك الرِّحلة وما تخللها من اجتماعات انبثقت لديه فكرة الدِّراسة الدِّينية في إيران كأمنية سعى لبلوغها.

ولتحقيق هدفه استعدَّ للسَّفر إلى سوريا في طريق (الهجرة) إلى الجمهورية، وشاء الله أن تفشل رحلته بسبب مخالفة أمنية ارتكبها قائد السَّيارة بالاتفاق معه، وبدلاً من السَّفر عاد أدراجه إلى السِّجن في رحلة أبدع في وصفها مكاناً مكاناً، وقد أفاض في ذكر أحواله في السِّجن منذ أن كان انفرادياً إلى أن التحق بمجموعة من معارفه وعاش معهم فترة تربية وتعليم خلف القضبان، وكانت الابتهالات والأدعية الشِّيعية زاده الإيماني خلال هذه الفترة إلى أن أُطلق سراحه. ولنصرة المذهب كوَّن مع بعض أصحابه خلية رباعية تمتهن السَّرقة وتوزع المنشورات، إلى أن ضاقت به الأرض ولج عليه حلمه الحوزوي فقرر السَّفر متحدياً قرار حظر مغادرة البلاد.

وبمساعدة من متبرع أعطاه جواز سفره الخاص، وبعد تغيير الصُّورة، وتنسيق مع آخرين في الكويت وسوريا، حزم عادل اللباد حقائبه وسافر إلى الكويت براً، وهناك شاهد مناظر لم يألفها في حياته، وبقي أياماً إلى أن طار نحو سوريا، ومكث بجوار القبور والأضرحة، وحدثت له مواقف لم يعتدها، إلى أن جاءت لحظة تحقيق حلمه الكبير، حلم الهجرة إلى بلد الثَّورة، وبر الأمان حيث ديار أبي أحمد كما يسميه بفخر ونشوة. وصار يعزي نفسه بترداد بيت شعر شهير بعد تحريفه ومخالفة قائله: بلادي وإن جارت عليَّ (ذليلة)؛ وأهلي وإن ضنّوا عليَّ (لئام)!

وفي أرض فارس استبان له مع الأيام أنَّ التَّدريب العسكري يسبق طلب العلم في الحوزات، فانضم دون رغبة شديدة منه إلى برنامج تدريب شاق في بستان معدٍّ لهذا الغرض، وكان التَّدريب على مختلف العمليات القتالية، بدءاً من فك الأسلحة وتركيبها، وإطلاق الرَّصاص والقاذفات، والتَّعامل مع المتفجرات، وألعاب الدِّفاع عن النَّفس، وتكتيكات الاقتحام والهروب والاختفاء، وتسلق الجبال والمشي على الظَّهر والتَّناوب على الحراسة، إلى رمي أهداف خشبية تحمل أسماء زعماء العرب. وكانت أناشيد الثَّورة تصب غضبها على حكومات الخليج وتهتف لقيادات طائفية كالمدرسي إخوان والصَّفار، وكلما فتر المتطوعون أطلق بعضهم شعارات وأشعاراً لإشعال فتيل الحماسة، وقد اكتشفوا لاحقاً أنَّ هذه الأناشيد كانت مرتبة لتنشيط المجموعة إن ضعفت أو تعبت.

وتحدَّث الكاتب عن منتدى التَّعذيب داخل المعسكر للتَّذكير بعذاب السُّجناء، كما وصف بامتعاض شديد التَّدريبات القاسية التي تؤديها المجموعة راغمة على يد مدربِّها صالح العجمي الذي يحتقر العرب كثيراً، وكانت هذه التَّدريبات مؤشراً لقياس الطَّاعة والولاء! فمن الارتماء جماعياً في بركة باردة آسنة؛ ونزع الملابس بلا استثناء ورفع ما يستر العورتين عالياً ليراه المدرب! إلى أكل القنافذ والسَّحالي، والتَّسابق إلى صيد أكبر عدد من الذُّباب، وأقبحها وضع ضفدع قذر لزج في الفم وتدويره بين الأشداق ثم تناقله بين باقي المتدربين! وقد كان عامة المتدربين من المتفرغين في "سبيل الله"، القادمين من بلدان الخليج؛ وأعمارهم تقع بين 12-25 عاماً، وروى المؤلف بعض التَّجاوزات الأخلاقية بين بعض صغارهم وكبارهم الملتحفين بدثار واحد.

ومن خلال هذا المعسكر علم أنَّه عضو في الحركة الرِّسالية التي تقلد المرجع الشِّيرازي، ولهذه الحركة ثلاثة أجنحة ثورية؛ أولها خاص بالعراق، والثَّاني منظمة الثَّورة الإسلامية بقيادة حسن الصَّفار، والجناح الثَّالث الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بقيادة هادي المدرسي، وإلى هذا الفصيل البحريني ينتمي اللباد السُّعودي في إشارة واضحة إلى أنَّ شيعة الخليج يتعاونون فيما بينهم متجاوزين السِّياسة وأعلام البلدان. وكانت أناشيد المعسكر طافحة بتمجيد هذه الحركة وقادتها، وغرس المدربون في روع أولئك الشَّباب المغرَّر بهم أنَّ الرِّسالي جندي تحت الطَّلب قبل أن يكتشف اللباد وبعض مَنْ معه أنَّ الرِّسالي جندي تحت البَّطانية في قصَّة طريفة أوردها في كتابه. وبإجلال وهيبة سطَّر الجندي الرِّسالي شعوره حين ذهبت فرقتهم لزيارة المرجع الشِّيرازي الذي أوصاهم بعشر وصايا منها إجادة القلم للكتابة، وتمرين اللسان للخطابة، وتكوين مكتبة في كلِّ بيت، وتزويج العزَّاب بمبالغ زهيدة.

وبعد حدوث عدد من التَّغيرات داخل إيران أصبحت الشِّعارات تعرج وتخطر على استحياء، وعلى إثر ذلك ونتيجة للاستعلاء الفارسي واحتقار العرب، اضطرت المجموعة للانتقال إلى الهند، حيث قضت هذه الرُّفقة فترة من الزَّمن ذابت فيها بعض المثل والقيم. وفي الهند حكى اللباد قصة المجموعة المصرية "المستبصرة" التي جاءت تطلب العلم حتى إذا عادت إلى بلادها قبضت عليها السُّلطات المصرية التي كانت بالمرصاد للمدِّ الشِّيعي. ومن الهند سافر المؤلف إلى سوريا لملاقاة أهله بعد طول غياب، وقد عبَّر عن حي السَّيدة زينب في سوريا بأنَّه مكان تعبئة الجماهير، واصطفاء النُّخب للانضمام إلى المعارضين، وهو أيضاً مصدر لتمويل خزائن المعارضة! وشراء أجهزة الفيديو!

وقفل اللباد عائداً مرَّة أخرى إلى إيران لطلب العلم في حوزة القائم؛ هذه الحوزة التي تتلمذ فيها (73) رجلاً من شيعة الخليج، وخطَّطوا لإسقاط حكومة البحرين في عملية فاشلة عام (1981). وفي إيران لاحت له معالم دكتاتورية النِّظام الإيراني حين جعلوا قبر الشِّيرازي في قم ممراً تدوسه النِّساء، وصيَّروا قبر شريعتمداري على عتبة دورة مياه عامة في قم! وتبَّدى أمامه حقيقة الخلاف والشِّقاق بين المعارضة الشِّيعية على أموال السُّعوديين وعلى الزَّعامة حتى انقلبوا على بعضهم وعلى مبادئهم، وفي هذا السِّياق اعترف الصَّفار بامتلاك المعارضة رصيداً ضخماً في أوربا! وقد أحدث له هذا الانقلاب انقلاباً في تفكيره ليتخذ قراره بالعودة لوطنه عام (1413) بعد غياب دام بضع سنوات، وقد أنصف سفارة المملكة في سوريا إذ شهد لها بحسن تعاملها مقابل صلافة سفارة الجمهورية التي كانت معقد آماله ومنتهى طموحاته.

وفي الكتاب نصٌّ خطير عن الشَّيخ عبد الحميد الخطي قاضي المواريث والأوقاف الذي وجَّه رسالة شفهية لحسن الصَّفار حين عزم على ترك المعارضة والعودة للدَّاخل: "لا تعودوا... والحكومة مالها أمان؛ ولن تعطيكم شيئاً!!"، وكان رأي الشَّيخ الخطي أن تظل المعارضة في الخارج للعمل على المطالبة بحقوق الطَّائفة، والضَّغط على الحكومة إعلامياً وسياسياً، وكان هذا الرَّأي هو مبدأ الصَّفار مع مَنْ أصر على المكوث في الخارج؛ حيث يرى أنَّ التَّواصل مع الحكومة جزء من المقاومة مع التزامه بدعم معارضة الخارج! وما أَبْيَنَ التَّكامل وتبادل الأدوار لدى القوم.

وفي خضَّم حوارات شباب الشِّيعة مع رموز المعارضة الذين قرروا العودة صرح هؤلاء الرُّموز أنَّهم وضعوا ساسة إيران في صورة خطوات التَّفاوض مع حكومة بلادهم! والكتاب مليء بسجالات تلك المرحلة وأفكارها الصَّريحة تجاه مَنْ استمر معارضاً، ونحو مَنْ يراه المؤلف وكثيرون غيره أنَّهم قاموا بانقلاب على مبادئ الحركة والمعارضة لإرضاء غرور فردي؛ أو لتحقيق مصالح شخصية بحتة؛ خاصَّة أنَّهم لن يغنموا من الحكومة ظفر دجاجة كما قال مرجعهم الشِّيرازي، وقد صار هؤلاء المنقلبون في نظرهم انتهازيين بعد أن كانوا قادة.

والمؤلف صريح في التَّعبير عن البغض الشَّديد للحكومة وجميع مَنْ اتصل بها، ورميهم بأوصاف لاذعة مقذعة، واعتبار ما سرقوه منهم "غنيمة"! ويقر الكاتب بالموقف الرافضي النمطي من أي حاكم ليس على مذهب الرَّفض وأنَّه عندهم امتداد ليزيد أو ابن زياد، وهو ما يعني بطلان حكمهم، وانتظار حال مواتية للانقضاض عليهم. وقد قال غير مرَّة بوقاحة: إنَّ مناطقهم واقعة تحت الاحتلال السُّعودي أو احتلال آل خليفة! ومن عجب أنّ شعارات ثورات الشِّيعة تدَّعي الوحدة مع السنَّة مع أنَّها تعترف بالجندية لصالح نظام الخميني الذي يسوم السنَّة والعرب أشدَّ العذاب. وليت أنَّ المخدوعين من أهل السنَّة ينعمون النَّظر في هذا الكتاب المهم لما فيه من حقائق صادمة ليقفوا على ما وراء دعوات الشِّيعة للمظاهرات والثَّورات التي تُغلَّف بمطالب مشتركة، وتخفي تحتها نيران المجوس الملتهبة.



الكاتب / احمد العساف

التمدد الإيراني والسكون الخليجي

جريدة الشرق الأوسط اللندنية 2 من جمادى الأولى 1432هـ / 5 من إبريل 2011م

بعد الإعلان عن إدانة قضائية في الكويت لعدد من حالات التجسس الإيرانية، وبعد التدخل السافر في البحرين، تظهر الحالة الإيرانية في الخليج مجددا وكأنها حالة شراهة للتمدد خارج الجغرافيا للولوج إلى التأثير في المنطقة لتحقيق مصالح استراتيجية. ولا تفعل السلطات في إيران هذا الأمر تاريخيا – أي محاولات التمدد – إلا نتيجة أزمة داخلية، ترى بعض دوائرها أن ذلك قد يخفف الاحتقان الداخلي، ويصرف النظر عن صراع داخلي بانشغال يسوق على أنه «وطني» في الجوار.

حدث هذا مرارا إبان تطور الدولة الإيرانية الحديثة، منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم، وهو يلبس لبوسا مختلفة ويتغطى بأغطية آيديولوجية، تراها قومية حينا وأخرى إسلامية، إلا أنه في نهاية المطاف يتوخى النتيجة نفسها.

اليوم إيران ليست في أفضل حالاتها، فمنذ نصف عقد، على الأقل، وهي تشهد صراعا حادا ومحتدما في داخلها على أكثر من وجه، الأول الخلاف المستحكم حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي هي بدورها كانت نتيجة احتقان في البحث عن ديمقراطية مؤطرة بتحكم رجال الدين، والثاني الوضع الاقتصادي الصعب الذي يطوقها جراء المقاطعة الدولية، أما الثالث فهو الخلاف مع دول بقية العالم، خاصة الصناعية، حول برنامجها النووي الذي لا يبدو أن له نهاية قريبة، والشكوك التي تحيط به مع استفحالها بعد كارثة اليابان الأخيرة، التي وضعت الاستخدام النووي، حتى السلمي، في نطاق الشك الحقيقي والهلع من أخطاره الكارثية.

تلك مجموعة من العناصر المستجدة التي تتحكم في المشروع الإيراني، والتي يدفعها للتنفيس إلى الخارج، إلا أن هناك عاملا قديما جديدا، خلف معضلة النظام الإيراني منذ بدأ، وهو الأفق المسدود تقريبا لحكم أصولي شيعي لم تتطور أدواته لتعايش العالم الحاضر، مع طموح الإيرانيين بسوادهم، إلى التقدم الحديث، أي أن هناك تناقضا حادا بين طموح القومية الآرية وحكم رجال الدين، وهو ما يشكل معضلة يرى بعض الساسة الإيرانيين أن حلها هو فيما يمكن تسميته بـ«أرينة» الإسلام، أي بدمج عناصر القومية الآرية والإسلام السياسي.

هذه الأرينة تجيب على السؤال لماذا التمدد الإيراني باتجاه العرب؟ الإجابة قد تبدو منطقية، وهو ما يربط بين العرب والإسلام. فأنت لا تستطيع أن تكون مسلمًا إلا بمعرفة بالعربية لغة الإسلام. من هنا فإن الصراع الخفي بين الملالي (ذوي العمائم البيضاء) من الإيرانيين، والسادة (ذوي العمائم السوداء)، التي تجعلهم من أصول عربية بالضرورة كأحفاد للنبي العربي، هو ما يفسر الاندفاع نحو الخاصرة العربية، وهي هنا العراق والخليج وما يتبعهما في لبنان، من أجل إقناع الطموح الآري القديم. إن أسلمة إيران قد يأتي معها أيضا إمبراطورية جديدة تحت تلك الراية!

في المقابل فإن منطقة الخليج العربي أو ما يعرف اليوم بمجلس التعاون يأخذ وضعية السكون، أو محاولة دفع الشر عن طريق عدم الحراك الإيجابي، وهذه الوضعية لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة، والمسار المرتبك الذي اتخذته ردة الفعل لمجلس التعاون تجاه الأحداث الأخيرة لا ينبئ بأن هناك استراتيجية حقيقية، خلاف الكلام والتصريحات، لمواجهة الطموح الإيراني الذي لا يخفى. يرى الاستراتيجيون في إيران أن قرب الخروج الأميركي من العراق يسقط العراق، كثمرة يانعة في استراتيجية إيرانية، كما أنه يحكم الطوق الثلاثي القائم على اندفاع الثورة الإيرانية، وحالة عدم الرضا العارم الذي يجتاح الثقل السكاني العربي من مصر إلى اليمن، والذي يغذي طموحات بعض الشرائح الداخلية في الخليج للاستقواء بإيران وهي فرصتها التاريخية للتمدد. هكذا من الواجب قراءة ما يحدث اليوم في الخليج.

يتوفر في إيران اليوم قرابة 80 مليون نسمة، وكل الخليج، الذي تضاعف عدد سكانه في الـ30 عامًا الأخيرة 3 مرات، لا يزيد كثيرا عن ربع ذلك العدد، كما أن المسار المرتبك الذي اتخذته آليات التقارب مثل توحيد العملة وتوحيد السوق الاقتصادية قد أوصل إلى منطقة مجزأة ومتضادة في بعض قراراتها الاستراتيجية، وهو ما يسهل الاختراق الإيراني بكل طموحه، وبكل المبالغ المالية المرصودة لهذا الاختراق عربيًّا من أجل هدف «أرينة الإسلام».

وضعية السكون الخليجي تحتاج إلى حراك، وهو حراك يتخطى التفكير الاقتصادي الذي ساد حتى الآن إلى تفكير استراتيجي، هو الحفاظ على الهوية، ليس للجيل الحالي فقط بل والأجيال القادمة. التفكير ما بعد الاقتصادي هو رفع العين عن العملة والسوق والسيادة المحلية إلى آفاق أرحب، إلى وفاق استراتيجي متكامل، تتخطى فيه الأنا إلى الكل يتوجه إلى إصلاحات بنيوية في العلاقات بعيدًا عن المجاملات التي تصلح ربما لأحداث النصف الأول من القرن العشرين ولكنها لا تتوافق مع أحداث الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.

الحديث عن الخليج ككيان وجب طرحه اليوم والعمل على تحديد آلياته. لم يعد الخليج العربي بعيدًا عن طموح الجيران ولم يعد أيضًا بعيدا عن الانخراط النشط فيما يجري بعيدًا عنه. المثال هو اشتراك دولتين منه بشكل مباشر في الأحداث الليبية، وهي خطوة كبرى، قد يضطر آخرون إلى خطوها آجلاً أو عاجلاً في الجوار أو في المحيط.

الاختلالات العربية المشاهدة أو تلك التي تنبعث اليوم في أكثر من مكان قد تغير المواقف السياسية التقليدية، وهي بالضرورة سوف تفعل. فموقف دول الخليج فرادى يعرضها إلى تحمل أعباء خارج قدرتها الفردية ولكنها داخل قدرتها الكلية.

لم يعد الأمر إذن تحقيق مكاسب تكتيكية أو الحصول على دخول اقتصادية، لقد أصبح الأمر مصيرًا وطنيًّا وحفاظًا على هوية مهددة في الواقع.


الكاتب / محمد الرميحي

وصال وصفا لا تكفي !

موقع لجينيات 4-جمادى الأولى-1432هـ / 7-أبريل-2011م

كل يوم تزداد اللهجة الصفوية /الإيرانية صراحة ووضوحا ، ويزداد إعلامها حدة ، وتزداد قنواتها شراسة وكثافة لتصب في صالح التجييش ضد دول المنطقة ( البحرين والسعودية والكويت..) ، والمحزن في الأمر أننا لم نستيقظ _ إن كنا قد استيقظنا فعلا _ إلا بعد أن تحوّل الخطاب الإعلامي والتعبوي إلى تحرّكات سياسية ، بل وتهديدات عسكرية تنذر المنطقة بليل أسود بهيم ، تحدّث الدكتور عبد الله النفيسي والشيخ عدنان العرعور وغيرهما عن بعض فصوله الكارثية ، وفي ظني أن الحقيقة أكبر من كل تصريح ، وأن القادم _ والعياذ بالله _ أسوأ ، إن لم يتم الاستعداد على كل الأصعدة ، التثقيفية ، والإعلامية ، بل حتى على مستوى التجهيز العسكري المناسب لمثل هذا التهديد بالاتفاقيات العسكرية والسياسية التي تضمن شيئا من الاستقرار ، وتشكل رادعا حقيقيا أمام الأطماع الفارسية ، التي تسقى بأحلام الثأر التاريخي ، ومزاعم التفوّق العرقي ، وخلفية الرصيد الديني المكذوب ، أضف إلى ذلك سنينا بل قرونا من التعبئة وإذكاء روح الحقد على كل ما هو إسلامي ، حتى وإن تدثّر بروح الطائفية ، وهو في حقيقته صراع اللاإسلامي مع الإسلامي ، لا صراع الإسلامي مع الإسلامي ، ولا يفوتني أن أشير وأشيد بما سماه الدكتور النفيسي بـ"ـالاتحاد الكونفدراي" الذي دعا إليه سابقا وكرر الدعوة إليه الآن الذي أتمنى من ولاة الأمر لدينا دراسته وتطبيقه بالشكل الذي يضمن لنا ولغيرنا السيادة الإقليمية التامة مع الوحدة العسكرية (على الأقل) .

من المحزن أن تقف قناتا "صفا" و " وصال " وحيدتين في ميدان المواجهة الإعلامية ، أو دعونا نخفف اللغة ونقول التثقيف الإعلامي بمخاطر المد الصفوي ، أقول وحيدتين وأنا أعني هذا الكلام ، فغيرهما من القنوات الإسلامية تقوم مشكورة ببث بعض البرامج واستضافة بعض المفكرين والعلماء الذين قاموا ويقومون بشيء من الواجب في التبيين والكشف ، ولكن لا أظن المرحلة التي نعيشها والتهديدات الصريحة التي نتلقاها من لدن العصابة الإيرانية ( هي عصابة حقيقة) تكفيها برامج مبثوثة هنا وهناك ، بل لا بد من مواجهتها ( إعلاميا) بأسطول قنواتي إن صح التعبير ، ليحصل بها التثقيف والتوعية المطلوبة ، وكشف المستور من أوراق إيرانية يبدو أنها نضجت جيدا ، وبدأت أيادي الصفويين تتهيّأ لتحريكها بالفعل ..

ولا أريد أن أذكر بذلك التيار الدافئ الذي يغذي عروق إيران وأمريكا ، نجم عنه صداقة دفينة وقديمة ! ، صداقة قديمة منذ أيام الشاه ، وتعززت _بحذر _ مع الأيام ، وإن كانت صداقة على المذهب الأمريكي ، تلك التي تبيح للآخر أن يشتمها في النهار ، ثم يغتسل معها في منتصف الليل ! ولا أريد أن أذكّر أيضا بتلك الأحلام الأمريكية القديمة التي حوّلتها إلى خطط ، واستراتيجيات تقول وبكل وضوح أنه لا بد من الوصول إلى الآبار السوداء التي يضمن احتياطيها استمرار الحياة في أمريكا لأكثر من مئتي عام ، فأمريكا تؤمن بمبدأ إصلاح خطأ الطبيعة _ والعياذ بالله _ التي باعدت _في زعمهم_ آبار النفط عن الشعوب المتحضرة ، واختصّت بها الشعوب المتخلّفة ! ولا أحد يستبعد تدخل أمريكا مع الأقوى ، والأقوى في المنطقة للقارئ البسيط هو ذلك الشبح الذي جنّد سبعمئة وخمسين ألف في صفوف الحرس الجمهوري ، هذا إن أغفلنا التهديد النووي الحقيقي ، لا الإشعاعي فقط !

أعتذر عن الاستطراد غير المقصود ، لأن المقصود هو ضرورة التصدي لهذا الشبح إعلاميا ، نعم فالإعلام هو الورقة الأصعب التي تمتلكها أي جهة تنوي التغيير ، أو حتى الثبات ! وكلّنا شاهدنا ما فعله الإعلام ( غير الرسمي للأسف) من كشف وتبيين لملامح دعاة الثورات في بلدنا ، وكيف أنه ساهم في خلق وعي منحنا بفضل الله هذا الاستتباب الأمني ، عندما كادت أيادي السفهاء أن تعبث بأمننا ، فقام الإعلام ( بكل ما تعنيه كلمة إعلام ) بنشر فتاوى العلماء ، ومقالات الكتاب ، والتقارير المحذرة ، وقد ظفرت الجهود الإعلامية بالنجاح والحمد لله ، وحديثي هنا عن الإعلام لا يُقلل أبدا من أثر الجهود الأمنية التي دحرت تلك الأحلام الرافضية .

والمطلوب الآن ممن بيده القرار ، ويهمه أمن واستقرار هذا البلد ، دعم الإعلام التثقيفي الذي لا أرى أن حاجتنا إليه بلغت من قبل ما بلغته هذه الأيام ، نعم نطلب خادم الحرمين وأخوته أن يدعموا القائم من هذه القنوات ، ويكرّموا القائمين عليها ، ويوصوا بإنشاء المزيد منها ، فها نحن نرى ما تقوم به "صفا ووصال" من مهمة تاريخية ، في حين نرى أيضا أين تقع قنواتنا الرسمية من خريطة هذه التهديدات ..

وبما أن الحديث قد وصل بنا إلى هذا المنحنى ، فأنا أطالب بعودة تلك القناة الفتية الوسطية ، التي كانت تستضيف كبار العلماء والدعاة ليبثوا الوعي والتثقيف الديني في أوساط الشباب، وأعني "قناة الأسرة" ، التي كانت تقوم بواجبها التثقيفي على مستوى الأسرة ، فهي قناة جاهزة ومستعدّة ، بكادرها الإعلامي وأستديوهاتها المجهزة ، بل وبعقودها المبرمة مع بعض الأقمار الصناعية و المدن الإعلامية ، فهي لا تحتاج أكثر من تمزيق ذلك القرار الظالم الذي بُيّت بليل ، واستند إلى عبثية شخص ، لا إلى مرجعية نظاميّة والذي قام بإلغاء ترخيصها الإعلامي ، بل نطالب بمحاسبة موقّع ذلك القرار ، وتعويض القناة عن كل خسارة وقعت فيها جراء إلغاء فسحها ، ثم إن عادت هذه القناة إلى سابق بثّها تدعم وتوجّه ليكون جزء من بثها خاصا بالتثقيف حيال ما نحن نتحدث عنه من تهديد صفوي لدول المنطقة .

إن قناة الأسرة أصبحت ضرورة ملحة ، يجب المسارعة في رفع الحظر عنها ، فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أنها وأخواتها من القنوات المحافظة كنّ خير حاجز يحول بين شبابنا وارتياد وديان الهلكة سواء كانت أفكارا أو سلوكيات ، وأنا متأكد تمام التأكد أن صاحب القرار بات مطلعا ومتصورا لجميع خلفيات الأمر ، وكما أنه قد دعم هيئة كبار العلماء بمنع كتاب الصحافة من التطاول عليهم ، ثم _ وهو الأهم _ بالعمل بفتاواهم ( فتوى الكاشيرة على سبيل المثال ) ودعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ماليا ، وبجعل فروعها تحت إدارة الأكفاء (فرع مكة على سبيل المثال) ، ودعم مراكز الدعوة وجمعيات التحفيظ .. فإنه _ أي ولي الأمر _ يدرك الآن جليا ضرورة عودة مثل هذه القناة ، والفسح لمزيد من القنوات المحافظة لتساهم في تثقيف المواطن ، الذي يهمّه كثيرا معرفة المخاطر التي تحيق بوطنه ، صرف الله عنا وعن المسلمين كل فتنة ، وردّ شر كل ذي شر ، والله المستعان .

الكاتب / علي جابر الفيفي
 

درع الجزيرة تواجه حصان طروادة الإيراني في البحرين

الشرق الأوسط اللندنية 26 من ربيع الآخر 1432هـ / 31 من مارس 2011م

تشبه الأحداث التي مرت بها دولة البحرين خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى حد كبير، ما ورد في قصة حصان طروادة الأسطورية، كما جاءت في كتابات الشاعر الإغريقي هوميروس. فقد روى هوميروس قصة صراع نشب بين الإغريق في بلاد اليونان ومدينة طروادة في الأناضول، وكيف أن الإغريق عندما فشلوا في احتلال طروادة بسبب مناعة حصونها، صنعوا حصانا خشبيا كبيرا اختبأ بداخله ثلاثون من رجالهم ووضعوه أمام باب المدينة. لما شاهد أهل طروادة الحصان أدخلوه بحسن نية إلى مدينتهم، وعندما جاء المساء خرج الإغريق من الحصان وفتحوا أبواب المدينة لتدخل جيوشهم وتستولي على طروادة عن طريق الخديعة. والآن بدلا من اليونان وطروادة، نشاهد الصراع الحالي يتم بين إيران والبحرين.

ففي 14 فبراير (شباط) الماضي، خرجت عدة مظاهرات تجوب الشوارع الإيرانية، لتأييد ثوار تونس ومصر ثم تحولت بعد ذلك إلى مهاجمة حكومة أحمدي نجاد هاتفة بالموت للديكتاتور. وكعادتها، عمدت السلطات الإيرانية إلى قمع المظاهرات بالقوة وقامت قوات مكافحة الشغب باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين اشتبكوا في معارك مع الشرطة أدت إلى مقتل متظاهر واعتقال مئات آخرين. وفي ذات اليوم 14 فبراير، خرجت جموع المحتجين في البحرين في مظاهرة وتجمعوا في دوار اللؤلؤة مطالبين بإجراء بعض الإصلاحات السياسية، وكما فعلت قوات الأمن في إيران، قامت قوات الأمن البحرينية بتفريق المتظاهرين بالقوة. والفرق بين الحالتين هو أنه بينما تصر السلطات الإيرانية على التعامل مع المحتجين بالقوة وترفض أي نقاش معهم، قرر حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، التعامل بجدية مع مطالب المتظاهرين، فأوقف رجال الأمن عن التدخل في المظاهرات وقرر سحب الجيش من الشوارع، ثم كلف ولي عهده لقاء ممثلي المعارضة والتعرف على مطالبهم حتى يتم تحقيقها. وأعلن ولي العهد سبعة مبادئ للإصلاح، تتمثل في منح مجلس النواب صلاحيات كاملة، وتشكيل حكومة تمثل إرادة الشعب، وتقسيم دوائر الانتخابات بشكل عادل، ومعالجة مشاكل التجنيس، والاحتقان الطائفي، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، والحفاظ على أملاك الدولة، ودعا جميع الأطراف السياسية إلى الجلوس على طاولة الحوار للوصول إلى اتفاق لتنفيذها.

كادت الأزمة البحرينية أن تنتهي سلميا بعد استجابة الملك لمطالب المعارضين، لولا تدخل عناصر من إيران وحزب الله بالتحريض ومد السلاح. فقد اعتقدت السلطات الإيرانية أن فرصتها سانحة لتحويل هذه المظاهرة السلمية إلى حصان طروادة الذي يفتح الباب أمامها لدخول البحرين. عندئذ رفض بعض قادة المعارضة التفاهم مع الحكومة وأعلنوا تعليق مشاركتهم في البرلمان، وقاموا بتصعيد مطالبهم، مصرين على إسقاط النظام بالقوة عن طريق إغلاق الطرقات والشوارع العامة ومنع الناس من الذهاب إلى أعمالهم، كما أغلقوا العاصمة في المنامة وشلوا الحركة بحيث أصبح الأمن غير موجود. وكادت إيران أن تخترق حصون البحرين لولا أن وقف الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي إلى جانبها. وسرعان ما انهارت آمال السلطات الإيرانية في 14 مارس (آذار)، عندما دخلت قوات درع الجزيرة إلى البحرين لتأمين الوضع في البلاد، وحماية النظام من تهديدات حصان طروادة الإيراني. اشتد غيظ الرئيس الإيراني لضياع الفرصة من بين يديه، واعتبر دخول درع الجزيرة لمساعدة البحرين في حماية المنشآت الحيوية تدخلا لقوات أجنبية يهدف إلى قمع ما سماه الانتفاضة الشعبية هناك. وفي مساء 19 مارس الماضي، وجه حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، كلمة تحريضية إلى المحتجين في البحرين قال فيها: «اثبتوا في الدفاع عن حقوقكم... إن دماءكم وجراحكم ستهزم الطاغين، وما أنتم عليه اليوم يستحق الشهادة وإن طالت المدة». ثم تبين أن إيران لم تكتف بتحريض شعب البحرين للانقلاب على حكومته، بل مدت بعض خلاياها النائمة بالمال والسلاح لمهاجمتها. فقد ضبطت السلطات البحرينية محمد فضلي – القائم بأعمال السفارة الإيرانية – أثناء محاولته إخفاء بعض الأسلحة التي أوصلها للمحتجين في مستشفى السلمانية ودوار اللؤلؤة.

ولا يخفى على أحد رغبة النظام الإيراني في مد سيطرته على البحرين التي يعتبرها جزءا من الأراضي الفارسية التاريخية. فقد كتب حسين شريعمداري - رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المقرب من المرشد الإيراني - في مقال افتتاحي بتاريخ 9 أغسطس (آب) 2007 قائلا: إن الوقت قد حان حتى تستعيد إيران سيطرتها على دولة البحرين. وأكد مداري أن البحرين تعتبر جزءا من التراب الإيراني، مستندا في ذلك إلى خرائط يونانية قديمة ترجع لعصر الإمبراطورية الفارسية.

وبالطبع، فإن هذا الكلام غير صحيح، فهناك فارق كبير بين أراضي الدولة التي تدخل في حدودها وأراضي البلدان الأخرى التي تستولي عليها هذه الدولة فتصبح ضمن إمبراطوريتها لفترة من الوقت، مهما طالت هذه الفترة. فقد قام قورش الفارسي، الذي وحد الأقوام الإيرانية عند منتصف القرن السادس قبل الميلاد، بالاستيلاء على أرض الرافدين وبعض أجزاء من الشاطئ العربي للخليج ومن بينها البحرين. وعندما وصل الرحالة اليونان خلال القرن الخامس قبل الميلاد، كانت جزيرة البحرين تخضع للإمبراطورية الفارسية الوليدة، لهذا وضعوها ضمن الأراضي التابعة لهذه الإمبراطورية. ثم خضعت البحرين بعد ذلك خلال تاريخها الطويل للسيطرة الإيرانية في فترات مختلفة، كان آخرها أيام حكم الأسرة الزندية ما بين 1601 و1783 عندما تمكن آل خليفة من طردهم من البلاد.

فدولة البحرين دولة قديمة تسبق في تكوينها دولة الفرس نفسها بأكثر من ألفي عام، وتنتمي إلى حضارة دلمون الخليجية التي ظهرت منذ أكثر من أربعة آلاف عام مضت. كانت البحرين تعرف في البداية باسم «أول»، وسماها السومريون أرض الفردوس، بينما سمتها المصادر اليونانية «تايلوس»، وتشير الأدلة الأثرية إلى أن الأقوام التي سكنت هذه المنطقة كانت عربية سامية تنتمي إلى جزيرة العرب، ولم تأت من بلاد فارس.


الكاتب / احمد عثمان

الجمعة، 8 أبريل 2011

الكويت ... مطالبنا... وبلطجة أتباع النظام الإيراني !

السياسة الكويتية 30-ربيع الآخر-1432هـ / 4-أبريل-2011م

لم تكن مستغربة عندنا, استقالة الحكومة بعد سلسلة من الأحداث لم تكن فيها الحكومة حازمة وغير قادرة على مواجهة الأمور وبخاصة في ما يخص امن الدولة وتحدي الموالين لنظام الملالي الصفوي بكل وقاحة, لما أقدموا عليه في البحرين.

فقد بدأت تلك الأحداث بالمجاملة الكبرى والمتحيزة للمقبور عماد مغنية, الذي قتل الكويتيين واختطف "الجابرية" وارتكب اعتداءات أخرى أضرت بالبلاد والعباد, وطالما حذرنا وحذر الكتاب الشرفاء من تلك المجاملة, انطلاقاً من المصلحة القومية لدولة الكويت, ولكنهم تلقوا الأذى من المؤبنين من خلال رفع قضايا ضدهم أمام القضاء, لكن الأمور تغيرت الآن بعد القذارة التي ارتكبها موالون للنظام الصفوي في إيران ضد مملكة البحرين.

وبعد ان تم ضبط شبكة التجسس الأخيرة وشبكات أخرى في الطريق والمعلومات المهمة والدامغة التي كشفها التحقيق حول المؤامرة الإيرانية ضد دولة الكويت ودول "مجلس التعاون" الخليجي.

وكنا قد نبهنا من ذلك الخطر في مقالات عديدة سابقة واليوم بدأت الحقيقة تظهر للجميع من خلال ادلة وقرائن دامغة تثبت المؤامرة الإيرانية الصفوية, وضلوع سفارتها بدولة الكويت بمحاولة في غاية الخطورة تهدف الى شل الحياة الاقتصادية والأمنية من خلال عناصر مأجورة وطائفية, وضمن المخطط الإيراني الصفوي الهادف لإحياء الدولة الفارسية في منطقة الخليج العربي, واستخدام هذا النظام في إيران اسم الإسلام ولغة الدولار في مناطق اخرى من العالم العربي, لاسيما في لبنان وفلسطين وشمال افريقيا, لخلق الفوضى والانطلاق منها للتبشير بولاية الفقيه. وهذا الامر ليس غريباً على النظام الايراني, فقد سبق وان تدخل في لبنان مستخدماً "حزب الله" ودمر هذا البلد من خلال اذكاء الفتنة الطائفية والحرب الاهلية, ودمر اقتصاد لبنان وخططه الامنية, وانكشفت اخيراً ايضاً مؤامرة هذا النظام البائس على مملكة البحرين وباءت بالفشل الذريع.

فقد أصبح واضحاً ان الدمار والخراب يعمان الديار والبلدان وأينما تواجد النظام الإيراني وعصاباته المأجورة والتجسسية. انه نظام مهلل ومشؤوم يحمل معه الكراهية والفتنة والحقد والدمار. والجميع يعلم ما حصل ويحصل في لبنان والعراق بفعل الوجود الإيراني والتدخل السافر بشؤون العرب.

نحن نحذر الجميع من ان الخطر الإيراني الصفوي لم يتوقف بكشف شبكة التجسس, لأنه لاتزال توجد خلايا نائمة تنتظر "الاشارة فقط" للتحرك, ولهذا لا ينبغي التغاضي عنها وكشفها وارسال افرادها والمتعاونين والمتساهلين معهم الى "قم" مهما كانت جنسيته وبأسلوب خاص جداً.

سنطالب الحكومة بدفع تعويضات لجميع الكتاب الشرفاء الذين تصدوا للمؤبنين والجواسيس وأذناب ايران ولاقوا الأذى وأرسلت الى بعضهم الطرود الملغومة وأشغلوا كتاباً آخرين بقضايا في المحاكم, وحكم عليهم بغرامات مالية, فالعدل والحق هما مطلبينا بعد ان اتضحت مخططات ايران ونظامها الصفوي ضد دولة الكويت والبحرين والسعودية وباقي دول "مجلس التعاون" الخليجي, عبر شبكاتها التجسسية وعملائها المأجورين. قالت الصحف ان المدعو عبدالحميد دشتي وصف نفسه بأنه معارض كويتي وذهب الى بغداد لينضم الى مجموعة معارضين للبحرين والسعودية, لا نعرف من هو كي يعارض وعلى ماذا يعارض... فعلاً انه زمن الرويبضة.

المرحوم المواطن الكويتي عبدالله دشتي وهو والد الدكتورة رولا دشتي عضو مجلس الامة نقل امواله وما يملك للاستثمار في إيران بعد قيام الثورة الإيرانية ظنا منه أن إيران سيكون لها مستقبل اقتصادي جيد... إلا انه صدم بقيام الثورة الإيرانية بتأميم ومصادرة أمواله وممتلكاته, وطلع من المولد بلا حمص.

شكراً لأحداث البحرين عندما بينت لنا من هم الموالون من الشيعة لأوطانهم وأنظمتهم ومن هم موالون لنظام الملالي في إيران.

النائب الدكتورة معصومة المبارك والنائب الدكتورة رولا دشتي هما من أول من أدانوا أفعال الخلايا التجسسية من الشيعة بينما هناك سبعة أعضاء آخرون لم ينطقوا بحرف واحد... و.....


الكاتب / ناصر العتيبي

السقوط الكبير لـ "حزب الله" الإيراني- اللبناني

السياسة الكويتية 23-ربيع الآخر-1432هـ / 28-مارس-2011م

اتضاح المواقف و تهاوي جدران الدجل وانكشاف زيف الأقنعة, هي أهم نتائج عمليات التغيير الكبرى الجارية اليوم بشراسة لا نظير لها في العالم العربي , وسقوط الأنظمة القمعية الإستئصالية الوراثية التي حولت البلاد لمزرعة سلطوية لأبناء العشيرة الذهبية أو لمماليك العصر الحديث و الشعب زمراً من العبيد التي تسبح بحمد جزارها , كان من المسائل المفروغ منها , فمنذ أن سقطت أصنام الهزيمة في وحل هزائمها كان واضحا بأن الشعوب قد استعادت زمام المبادرة و بأن عمليات الكنس و التطهير الكبرى التي بدأها الشعبان التونسي و المصري ثم توالت الأحداث تباعا في طرابلس الغرب وجماهيرية العقيد وجمهورية شاويش اليمن لتحط رحالها في دمشق التي هي على موعد دائم مع التاريخ ومع رياح التغيير , و السقوط المقبل القريب بعون الله للنظام الإرهابي الدموي السوري سيكون حدث الموسم و المفاجأة الدولية الكبرى في الشرق الأوسط .

فهذا النظام الذي كان عرابه يتبجح قبل أيام قليلة بالقول بأن وضعه يختلف تماما عن وضع رئيسي تونس و مصر سرعان ما كذبت توقعاته انتفاضة الشعب السوري الكبرى التي انطلقت من مسجد بني أمية العريق لتحط رحالها أمام بوابة وزارة الداخلية قبل أن تمضي جنوبا صوب درعا الشهيدة لتتواصل مع الأيام حتى يشهد الوطن السوري الكبير ثورته الشعبية العارمة التي ستنهي حكم نظام البعث السوري البائس المفلس بعد أن تحول مملكة مماليكية ومزرعة وراثية إستخبارية وأخطبوطاً مالياً ومافيوزي رهيباً , وبعد أن أنجبت الأسرة الحاكمة مجموعة جديدة من القتلة و الإستئصاليين بقيادة الرفيق الفريق ماهر الأسد الذي أستأسد في قتل شعبه بينما تأرنب في تحرير الجولان , و كان من الطبيعي أن يتنادى لنصرة النظام المتهاوي حلفاؤه المخلصون و أتباعه و كان طبيعيا للغاية أن يبرز الدور اللوجستي و القتالي لعصابة الرفيق الملا المبارز حسن نصر الله الذي هو رجل النظامين المتحالفين ستراتيجيا و إرهابيا , السوري والإيراني , وكان طبيعيا أيضا أن يعتمد النظام السوري على الخبرات القتالية و المهارات العصابية لمقاتلي حزب نصر الله في قتل الشعب السوري و في استئصال قوى الحرية السورية , فإنتصارها الحتمي القادم يعني أساسا ضربة ستراتيجية مباشرة للمشروع الطائفي و الإيراني في المنطقة , كما يعاني أيضا بأن حزب خامنئي و نصر الله حينما يبدع في سحق الشعب السوري فهو إنما يمارس حربا دفاعية مشروعة من وجهة نظره الخاصة لدفع الضرر الكبير الذي سيصيبه فور سقوط النظام السوري و انكشاف الملفات الاستخبارية و افتضاح أمور و بلاوي عديدة لايراد لها أن تكون ظاهرة للعيان .

فالنظام السوري بعد أكثر من ثلاثة عقود طويلة على إبرام التحالف الستراتيجي مع نظام طهران قد بنى شبكة استخبارية و عملياتية كبرى و أسس لمشاريع إرهابية كبيرة بعضها تم تنفيذه فيما تم تأجيل بعض الحلقات إضافة إلى مشاريع مستقبلية تساهم في شد أزر الفاشية و قوى الظلام الإرهابية, وضع حزب نصر الله خبرات مقاتليه في خدمة النظام السوري إنما هو أمر يؤكد التحالف العضوي بين أهل المشاريع الطائفية التقسيمية , فهذا الحزب نفسه الذي هو أداة إيرانية متقدمة في العمق العربي قد مارس الدور الإرهابي نفسه مع جماهير انتفاضة طهران الكبرى في الربيع الماضي وهو اليوم يحاول خائبا منع نجاح انتفاضة الشعب السوري الكبرى التي ستكلل في النهاية بالنجاح مهما سفك السفاحون الفاشيست من دماء و مهما بلغت التضحيات , فقطار الحرية السوري قد انطلق وهو لن يتوقف إلا في محطته النهائية حيث كنس نظام العائلة و العشيرة و المماليك و الأتباع , ولن يستطيع حزب الشيطان الإيراني و لا حسن نصر الله و لا أفواج الدجالين العاملين في خدمة مشروعه الإيراني و من ضمنهم بعض الزعامات الطائفية العراقية التافهة من الوقوف بوجه أعاصير التغيير , لقد سقط الدجالون في شراك دجلهم الثقيل , واثبت "حزب الله" بأنه مجرد كذبة بعد أن ارتضى لنفسه أن يكون مملوكا رخيصا في خدمة نظام المماليك الاستخباري السوري الساقط لا محالة.. إنها أبشع نهاية بكل تأكيد , فسيسحق أحرار سورية الحرة كل رموز الدجل و العار و الخديعة والغدر.


الكاتب /داود البصري

الخميس، 7 أبريل 2011

الجالية الإيرانية في الكويت وأخطار التوظيف الأمني

لم تكن الكويت أرضاً جاذبة للعمالة الإيرانية في فترة ما قبل النفط، على رغم ان الساحل الإيراني يبعد 200 كيلومتر فقط عبر الخليج، فالبلد بلا موارد أو فرص عمل، إلا البحر، الذي كان ارتياده والغوص فيه مقتصراً على العرب، الذي سكنوا معظم سواحل الخليج، بينما فضل الفرس البقاء في أعالي هضبتهم وجبالهم ولم ينزلوا السواحل إلا مطلع القرن العشرين.

كتب ضابط البحرية البريطانية غوردن لوريمر في موسوعته الشهيرة (دليل الخليج)، أن سكان مدينة الكويت عام 1903 بلغوا نحو 35 ألفاً، بينهم ألف من ذوي الأصول الفارسية، فإذا أضفنا سكان القرى، مثل الجهراء والفنطاس وسكان البادية، فإن مجموع سكان الكويت وقتها كان في حدود 50 الفاً، يمثل الفرس منهم نحو اثنين في المئة فقط.

وخلال النصف الأول من القرن العشرين، هاجر كثيرون من شبه الجزيرة العربية، مشكِّلين معظمَ العمالة الوافدة وداخلين ضمن المجتمع الكويتي نفسِه. لكن، ومع أواخر الثلاثينات وظهور تباشير الثروة النفطية، توافدت الى الكويت أعداد من الإيرانيين عملوا في بعض المهن والحِرَف المستجِدَّة، فعندما توقف إنتاج النفط في إيران مثلاً، أثناء ثورة رئيس الوزراء محمد مصدق وتأميمه النفط، قام الإنكليز الذين يشرفون على الصناعة النفطية في كل من إيران والكويت، بنقل نحو ستة آلاف عامل إيراني للعمل في حقول النفط الكويتية.

وبسبب خلافات شيخ الكويت خلال الثلاثينات والأربعينات مع النخبة الكويتية المثقفة ذات التوجه العروبي، مالَ الى قبول الهجرة الإيرانية واستيعابها كجزء من المجتمع الكويتي، لأنها كانت بعيدة عن التفاعل السياسي وموالية تقليدياً للحاكم. وازدادت أعداد ذوي الأصول الإيرانية في الخمسينات، حتى بلغوا نحو ربع السكان، لكن نسبتهم تراجعت بعد ذلك بسبب وفود عدد كبير من أبناء القبائل الكويتية الحالية إلى الكويت وحصولهم على جنسيتها.

وفي فترة ما بعد الاستقلال عام 1961، اجتذبت الكويت مئات الآلاف من الوافدين من العرب وغيرهم، ومن بين هؤلاء عشرات الآلاف من الإيرانيين، وتخصص الإيرانيون في بعض الحِرَف، مثل البناء والحدادة والنجارة والمخابز، وكذلك التجارة البسيطة، مثل البيع في البقالات ومحلات السمك، كذلك كان بينهم صاغة ذهب. ونادراً ما كانت تأتي إلى الكويت عمالة إيرانية متعلمة، فلم يكن بينهم أطباء أو مهندسون او ما شابَهَ، وكانت الجالية الإيرانية ـ بشكل عام ـ مقبولةً بين الكويتيين حتى في الفترة التي توترت فيها العلاقات بين شاه إيران ودول الجوار الخليجي.

ومع وصول الخميني الى السلطة في طهران تغيَّرت الأمور، فمنذ البداية ساد التوتر العلاقات، وتعرضت الكويت طوال الثمانينات الى موجة من التفجيرات والأعمال الإرهابية الإيرانية. ومع أنه لم يتمّ «توريط» الجالية الإيرانية في هذه الأعمال بشكل كبير، حيث قام بمعظمها شيعة كويتيون وعراقيون ولبنانيون، فان الجالية الإيرانية وُضعت رغم ذلك تحت التحفظ، وكانت «الإيرانية» ضمن بضع جنسيات يحتاج حاملها الى اذن من جهاز أمن الدولة قبل صرف تأشيرة دخول أو إقامة، مما قلَّص هذه العمالة في الكويت الى حد كبير.

وعندما تحررت الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991، تحـــسنت العلاقات مع إيران، لكنّ التحــــفظ على العــــمالة الإيرانية ظل ـ بشكل عام ـ قائماً.

وبعد العام 2006 تبدّل وضع العمالة الإيرانية، فتراخت شروط استقدامها وتزايدت أعدادها، إذ وصلت في تشرين أول (أكتوبر) 2010 الى 45 ألفاً من الحاصلين على الإقامة والمستقرين في الكويت، يضاف الى ذلك العدد نحو ثلاثين ألف إيراني كانوا يتردّدون على الكويت بتأشيرات قدوم يتم تجديدها دورياً.

ولفتت هذه الزيادة في العمالة انتباه الكويتيين، ليس لجهة عددها فقط، بل لجهة الجهات الكويتية التي تستقبلها وتسهِّل لها فرص العمل، فالشبان الإيرانيون كانوا يأتون من مناطق فقيرة في إيران ثم فجأة يكون في أيديهم رأس مال من 20 أو 30 ألف دينار (100 ألف دولار) ليبدأوا فيه مشروع دكان او حرفة ما. روى «أبو عارف»، وهو مواطن كويتي في العقد السادس، لـ «الحياة» أنه كان يملك دكاناً في منطقة نائية لا يحقق أرباحاً، ولمّا عرضه للبيع جاءه 4 شبان إيرانيين وعرض كل منهم مبلغاً اكبر من الطبيعي لقاء «خلوّ» الدكان، ولما اشتراه أحدهم أنفق عليه آلاف الدنانير لتجديده على رغم انه غير مجد تجارياً.

مثل هذه الروايات تتكرر على ألسنة الكويتيين، بل لاحظ كاتب في احدى الصحف، أنه بدلاً من البائع الإيراني كبير السن عادة، بات هناك 3 أو 4 شبان يافعين بـ «أجسام عسكرية» في بقالة صغيرة لا تتحمل وجود هذا العدد، وهي أمور يتحدث حولها الكويتيون متخوفين من «تغلغل» إيراني، وأن «كتائب من الحرس الثوري الإيراني اتخذت مواقعها في الكويت تنتظر التوجيهات»، كما تتصور مدونات الإنترنت الكويتية وتخاف!!

كذلك سرت شكوك حول مصادر تمويل وثراء بعض الشيعة الكويتيين، خصوصاً ممن ليسوا ضمن الأسر الشيعية التجارية تقليدياً، وأكثر حديث الكويتيين هو عن تاجر في البورصة القريب من الحكومة حاز في السنوات الأخيرة شركات وعقــارات وأصولاً ببلايين الدولارات، فيما يتخــوف ســـياسيون من السنّة من أن الكويت ودولاً خليجية أخرى تُستخدم لغسيل أموال الأجهزة الإيرانية، التي تضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، فهي تهرب من الحصار التجاري الغربي على إيران وتستخدم المال المغسول لتعزيز نفوذ إيران المحلي في تلك الدول.

ثم جاءت أزمة البحرين الأخيرة وما أثارت من جدل سياسي وطائفي في الكويت وانتقادات حادة لما قيل من ان حكومة الشيخ ناصر المحمد خففت مشاركة الكويت في قوات درع الجزيرة استجابة لضغوط اللوبي الإيراني في الكويت، الذي يقوده ويمثّله نواب ورجال أعمال متحالفون مع الشيخ ناصر. وما زاد الطين بلة، ان الكويت شهدت ضبط شبكات تجسس إيرانية تركز عملها على القوات المسلحة وقوات التحالف الغربية في الكويت، وقد دان القضاء الأسبوع الماضي خمسة أفراد من إحدى الشبكات وحكم عليهم بالإعدام وبالسجن المؤبد.

في أجواء ما سبق، وجَّهَ النائب مبارك الوعلان سؤالاً الى وزير الداخلية يطلب فيه بيانات في شأن زيادة أعداد العمالة الإيرانية من 2003 وحتى 2010، وعن الشركات الكويتية التي تستقدمهم، كما سأل وزير الخارجية عن عدد الدبلوماسيين العاملين في السفارة الإيرانية، وقال في تصريحات صحافية إنه «متخوف من زحف إيراني مبرمج على الكويت»، ونُقل عنه أنه «تقدم بهذا الطلب لأن ما يحدث في البحرين واليمن ولبنان من محاولات تدخل إيرانية في الشأن الداخلي واضح للعيان، والكويت ليست بمنأى عن هذا».

الكويت - الكاتب - حمد الجاسر

الكاتب / ز

البحرين: قادة إيران والصدمة النفسية

الشرق الأوسط اللندنية 27-ربيع الآخر-1432هـ / 1-أبريل-2011م

ردة الفعل الغاضبة لرموز النظام الإيراني نتيجة لفشل مخططهم في البحرين تدل على عمق الصدمة النفسية التي تعرضوا لها والتي جعلتهم في حالة غضب، لا يدرون ماذا يقولون من عبارات، أولها عندما صور المرشد الإيراني علي خامنئي استعانة البحرين بقوات درع الجزيرة، التي جاءت بطلب من البحرين وتنفيذا لاتفاقية دول مجلس التعاون الدفاعية، على أنها تدخل سعودي ضد شعب البحرين، ويؤكد أن خسائر فادحة ستلحق بها، ولم يسأل نفسه لماذا يتدخل في الشؤون اللبنانية، كما جاءت ردة الفعل الغاضبة عند الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عندما انتقد مشاركة قوة درع الجزيرة في حماية أمن البحرين وانتقاده لجهود حكومة البحرين في حفظ الأمن والنظام فوق أراضيها، وكذلك في تصريح خاص لقناة «العالم» الفضائية أدان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أحداث البحرين وأكد أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين وأن دول الخليج سوف تدفع الثمن باهظا.

وتدلنا الأحداث على أنه منذ مجيء أحمدي نجاد رئيسا لإيران، مدت طهران نفوذها عبر جماعات موالية لتنفيذ أطماعها التوسعية على امتداد الوطن العربي، حيث مثل حزب الله اللبناني بؤرة النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يريد الانقلاب على النظام السياسي في لبنان، كما صرحت بذلك بعض القيادات اللبنانية، وبعد ذلك امتد مخططهم إلى اليمن عند تمرد الحوثيين، وهكذا في بقية الدول العربية. وعندما جاء الدور لمد هذا النفوذ للبحرين أخذت إيران بزرع خلايا نائمة في البحرين وبالتعاون مع حزب الله اللبناني. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلقد فشل المخطط الإيراني في البحرين التي كانت في نظرهم المحطة الرئيسية لمد نفوذهم في الخليج العربي، خاصة أن لإيران أطماعا قديمة في البحرين، وكانت حساباتهم خاطئة لأنها بنيت على مقدمات خاطئة، وهي أن الأحداث الجارية في العالم العربي تجعله مهيأ لتنفيذ مخططهم، ولقد قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة عندما التقى بقيادات من قوات درع الجزيرة إنهم تمكنوا من إحباط مخطط خارجي بدأ قبل 30 سنة، مؤكدا أن تلك المؤامرة لو كانت نجحت في البحرين لكانت قد انتشرت في الدول الخليجية الأخرى.

وتعقيبا على كل ذلك نقول إن قادة إيران لم يقرأوا التاريخ، وإن البحرين تظل عصية على الأطماع الإيرانية إلى ما لا نهاية، لا تخدعوا العالم يا قادة إيران، وأنتم بحاجة إلى خطاب حضاري مع دول العالم، خاصة أنكم تحت ضغط العقوبات الدولية التي أخذت في الزيادة، وكان الأجدر بكم أن تعالجوا الموقف السياسي المتأزم في بلادكم، وكما قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي «على إيران الاهتمام بالمظاهرات التي تحدث عندهم»، وعليكم أن تتصالحوا مع المعارضة في بلادكم والتي يمثل رموزها من أبناء الثورة الإيرانية وهم الآن في السجون، وكذلك عليكم أن تهتموا بالمستوى المعيشي لشعبكم وإلا فإنكم في انحدار إلى الهاوية، وسوف تثبت لكم الأيام ما كنتم تجهلونه. أما رئيس حزب الله اللبناني حسن نصر الله فلا ندري أهو رئيس لبنان أم رئيس حزب الله لأنه من المعروف أن السياسة الخارجية لأية دولة وموقفها من الأحداث الخارجية هي من اختصاص رئيس الدولة وليس رئيس حزب سياسي وكلك ليس له منصب سياسي في الدولة، وكفانا تدخلا في شؤون الآخرين!

الكاتب / شمسان بن عبد الله المناعي
 

إيران و"اللعب بالنار"

جريدة الحياة اللندنية 1-جمادى الأولى-1432هـ / 5-أبريل-2011م

منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في المنطقة العربية اختارت السلطات في طهران أن تنظر إليها على أنها نسخة عربية عن الثورة الإيرانية. واعتبرت أنها تجاوبٌ، تأخر اكثر من ثلاثين سنة، مع مشروع «تصدير» تلك الثورة، الذي اقلق جيران إيران آنذاك ودفعهم إلى الحذر من أهدافها. مع أن الثورة الإيرانية كان يمكن أن تستفيد من التباين العميق في النظرة إلى مصالح دول الخليج العربي، الذي كان قائماً بين هذه الدول وشاه إيران، وأن تبني عليه لإقامة علاقات طبيعية مع أبناء جوارها.

اعتبر الإيرانيون أن سقوط أنظمة حليفة للغرب، كما في حالتي مصر وتونس، من شأنه أن يعزز موقعهم ويخدم سياساتهم في الأنظمة الجديدة، فصنّفوا هذه الأنظمة مسبقاً في صف حلفائهم، من غير أن تكون لهذه الأنظمة كلمة في ذلك. وفي الوقت الذي كان القائمون بالانتفاضات العربية يؤكدون استقلالية قرارهم ويرفضون محاولات استغلالهم، كان المرشد الإيراني يتحدث عن «شرق أوسط إسلامي جديد»، في محاولة واضحة للإيحاء بأن الانتفاضات توفر الفرصة لانتصار المشروع الإيراني على مشروع جورج بوش الطيب الذكر!

ومن خلال النظرة الإيرانية المغلقة إلى أوضاع المنطقة العربية، والتي ترى أن قطبي المواجهة فيها هما أميركا وإيران وحدهما، مستخفّة بإمكان قيام حركات استقلالية حقيقية في العالم العربي، لا تكون مرتبطة بالمشروع الإيراني أو بالمصالح الأميركية، وبصرف النظر عن أن هذه النظرة تفتقر إلى الواقعية، لأن شعارات المنتفضين على الأنظمة كانت شعارات إصلاح داخلي، ولم ترفع أياً من أدبيات وإيديولوجيات الثورة الإيرانية، ومزاعمها في مواجهة الصهيونية و»الاستكبار العالمي»، فإن تلك النظرة أثارت أيضاً قلق الحركات الشعبية في العالم العربي، التي أسرعت إلى التبرؤ من أي علاقة بإيران، انطلاقاً من دفاع هذه الحركات عن استقلاليتها في وجه محاولات استغلالها من أية جهة أتت.

كان ذلك ممكناً في حالتي تونس ومصر، وكذلك في حالة ليبيا، حيث كان صعباً على إيران ممارسة وصاية مباشرة على الاحتجاجات، انطلاقاً من طبيعة الأكثرية المذهبية السنّية في البلدان الثلاثة. لكن الأمر بدا مختلفاً في حالة البحرين، خصوصاً بعد أن قفز السياسيون الإيرانيون ووسائل إعلامهم، وتلك المرتبطة بهم في العالم العربي، إلى استغلال مطالب المعارضة، الشيعية بأكثريتها، متجاهلين حساسية الوضع الداخلي في البحرين. ولم يفعل هذا التدخل الإيراني سوى قطع الطريق على فرص نجاح الحوار بين حكومة المنامة والمعارضين، على رغم الاستعداد الذي اعلنه ملك البحرين للبحث عن مخرج مقبول من الأزمة السياسية، يطوّر النظام ويبقي على البلد.

إضافة إلى هذا، كان من شأن الاستقواء الإيراني على البحرين، التي نظر إليها الإيرانيون دائماً على أنها الخاصرة الرخوة لمنطقة الخليج، أن يثير قلق دول مجلس التعاون، فأسرعت إلى مد يد العون العسكري من خلال «درع الجزيرة»، بموجب ما تسمح به وتنص عليه الاتفاقات بين دول المجلس الست. وبدل أن تنظر إيران إلى الخطوة الخليجية على أنها خطوة سيادية للمجلس، لا علاقة لإيران بها، ولا تستهدفها بأية حال، اختارت مرة جديدة أن تكشف حقيقة مشروعها ونواياها في منطقة الخليج، وحقيقة ميلها إلى الوصاية على شعب البحرين، والتحدث باسمه، فكانت حملتها السياسية والإعلامية الأخيرة على دول مجلس التعاون، وعلى الأخص على السعودية، متهمة إياها بـ «اللعب بالنار» في الخليج، كما طالب أحد نواب «مجلس الشورى» الإيراني السعودية بأن تعتذر من شعب البحرين عن «تدخلها» في شؤونه!

تتحدث إيران في تعليقاتها على الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية وموقف أميركا منها، عن ازدواجية أميركية تدافع عن حقوق الإنسان في مكان، فيما تقوم جيوشها بقمع الشعوب في أمكنة أخرى. هذا عن أميركا. هل من يفسر لنا طبيعة سلوك إيران حيال الانتفاضات العربية؟ كيف يمكنها أن ترى الدكتاتورية والقمع في بلد كالبحرين مثلاً، بحسب مزاعمها، وتهبّ للدفاع عن شعبه، ولا ترى ذلك، بل لا تخجل من الدفاع عنه، في بلد آخر، من تلك البلدان الموصوفة أنظمتها بـ «الممانعة»؟ ألا تستحق شعوب هذه الدول عطف المرشد الإيراني أيضاً؟


الكاتب / إلياس حرفوش

إيران والوعي العربي الجديد

جريدة الشرق الأوسط اللندنية 3 من جمادى الأولى 1432هـ / 6 من إبريل 2011م

منذ قيام ثورة الخميني في عام 1979 والنظام الحاكم في إيران يسلك خيار العنف في مواجهة المعارضة، وينهج أسلوب السحق التام للأقليات غير الفارسية الاثني عشرية المطالبة بحقوقها، تفعيلا للمادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني التي تنص على أن: «الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب هو الجعفري الاثني عشري» وبناء على هذه المادة، تواجه الأقليات الدينية، كالسنة، والشيعة غير الاثني عشرية، واليهود، والمسيحيين. والأقليات العرقية، كالعرب، والأكراد، والتركمان، والأذاريين، والبلوش، قمعا ممنهجا من نظام ولاية الفقيه الفارسي. ولا تزال منظمة العفو الدولية تعد تقريرا سنويا منذ قيام الثورة، وإلى اليوم، تؤكد فيه استمرار النظام في قمع المطالبين من هذه الأقليات بالمشاركة السياسية أو بحقوقهم الاقتصادية، وقد طال القمع الملالي أنفسهم إذا كانوا غير مؤمنين بولاية الفقيه المطلقة، أو يتبنون فكرا إصلاحيا تصالحيا مع هذه الأقليات.

كما يقوم النظام المتطرف في طهران بمنع هذه الأقليات من ممارسة حياتها الاجتماعية أو الثقافية الخاصة، ويصادر عليها أبسط حقوق المواطنة، وهو حق العمل في الأجهزة الحكومية، استنادا إلى نظام «غوزنيش» الخاص بالاختيار.

لذلك فإن أزمة الأقليات في إيران هي أزمة مواطنة بالدرجة الأولى، حيث ينبغي أن يتم التعامل مع رعايا الدولة الواحدة، وأبناء الوطن الواحد، باعتبارهم أفرادا متساوين في الحقوق والواجبات، المدنية والسياسية، دون النظر إلى التصنيف الديني أو العرقي.

ومن ثم فإن نظام ولاية الفقيه في طهران يظل فاقدا للشرعية، ليس فقط على المستوى الدولي، بل في بلده، وبين أبنائه، وتلك الشرعية المفقودة هي التي يحاول أن يصنع من خلالها أسبابا لزرع وتأجيج الطائفية في مناطق مختلفة من العالم العربي، والخليج العربي على وجه الخصوص.

لقد فشل نظام ولاية الفقيه على مدار العقود الثلاثة الماضية في تحقيق الحلم الفارسي الطائفي الكبير، المتمثل في تصدير الثورة إلى دول الجوار العربية والإسلامية، مع الاعتراف بأنة حقق نجاحا جزئيا في لبنان والعراق، متدثرا باسم المقاومة في لبنان، وبدعم وتسهيلات من قوات الاحتلال في العراق.

إلا أن الأحداث الأخيرة في العالم العربي، وفي البحرين واليمن على وجه الخصوص، بعثت ذلك الحلم من جديد، لكن في صورة أخرى، وتحت مسمى مختلف، يتماشى مع موجة التغيير والإصلاح التي تهب على المنطقة، وفي ذلك استغلال للمطالب المشروعة في أصلها، وتغييب للوعي الشعبي، وإيهام للرأي العام الإقليمي والعالمي بأن المطالب مجرد حقوق سياسية داخلية، وهي في الحقيقة مطالب إيرانية محضة، خاصة في البحرين.

وهي فرصة سانحة لتصدير الثورة من جديد، يحاول النظام استغلالها. لها نفس النكهة، لكن بألوان جديدة. إن مسألة إيقاظ الوعي السياسي في مجتمعاتنا العربية، والخليجية خاصة، تتعدى إدراك المواطن حقوقه السياسية أو الاقتصادية إلى ما هو أهم وأخطر، وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا، ألا وهو الاستشعار الكامل للخطر الفارسي التوسعي في منطقتنا، ويصبح الموقف أكثر تحديا، حينما يواجه المواطن البسيط أسلحة إعلامية فتاكة وموجهة له، تعيد تشكيل القضايا وصياغتها في محاولة مدروسة لتغييب وعيه السياسي تجاه ذلك الخطر.

وأبت تلك المؤسسات الإعلامية والاستخباراتية الإيرانية أو الدائرة في فلكها إلا أن تترك هفوات مهنية، تزيح قليلا من الأقنعة، لتكشف ملامح الصفقات السياسية، والاستغلال الطائفي للتآمر على دول وشعوب المنطقة من قبل النظام في طهران، وما البحرين والكويت عنا ببعيد.

فهل نعي، نحن العرب ديانات وطوائف مختلفة، تلك المخططات الفارسية لتغييب الوعي العربي من جديد؟


الكاتب / عبد الملك بن أحمد آل الشيخ
 

البراءة من قرن الشيطان قبل الولاء للأوطان

السياسة الكويتية 3-جمادى الأولى-1432هـ / 6-أبريل-2011م

أصدر القضاء الكويتي حكما بالإدانة ضد شبكة تجسست على الكويت لصالح إيران (قرن الشيطان) وقد نشرت حيثيات الحكم وتفصيله في بعض الصحف, وقد أسفنا لهذا التصرف من دولة لطالما اعتبرناها جارة وأخلصنا لها الجيرة وطالما أحسنا بها الظن وهي ليست أهلا له, وقد كنا حذرنا مرارا وتكرارا من جارة السوء إيران, فقد كانت بوادر الغدر بادية عليها, والإشارات كلها تشير إلى هذه النهاية التي لم نتمناها مع أننا توقعناها.

لا يوجد عاقل يتمنى الحرب لبلده, أو يتمنى أن تقاطع بلده بلدا آخر إلا إذا كان استمرار العلاقات يؤدي إلى الإضرار بأمن بلده ومصالحه, وعندما حذرنا من إيران وخطرها علينا, إنما فعلنا ذلك بعد أن رأينا إشارات ودلائل تشير إلى ذلك, والحمدلله أن الدولة قد اكتشفت المخطط قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه. يقول الله تعالى: »فمن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ« وهنا ربط الله تعالى الكفر بالطاغوت بالإيمان بالله, فلا إيمان بالله إلا مع الكفر بالطاغوت, بل أنه سبحانه جعل الكفر بالطاغوت سابقا للإيمان بالله, ولا يقبل الله إيمان به سبحانه من دون كفر بالطاغوت.

ولطالما سمعنا أناسا من بني وطننا يدافعون عن إيران وعن مصالحها السياسية وقياداتها, ويذودون عنها بتصريحاتهم وبأقلامهم, أما وقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن إيران أصبحت عدوا لنا وتتربص بنا الشر, فأين تصريحاتهم التي تدين هذه الشبكة وتدين بغاء إيران على الكويت ?

أين من ذادوا عن إيران أمام شاشات التلفاز وبالتصريحات النارية وانتفضوا لها من أخمص قدميهم حتى حواجبهم ? أين النواب الذين طالما مجدوا إيران ? أين من شارك في مظاهرات البحرين من الكويتيين لرفع الظلم بزعمهم ? ألا تستحق الكويت أن تنتصروا لها ولو بتصريح صحافي ? ألا تدينون إيران المعتدية الظالمة من اجل الكويت التي لها ما لها من الفضل عليكم ? أم أن تصريحاتكم موجهة فقط لإثارة الفتن ?

لا يمكن أن يجتمع حب للكويت مع عدم كره وبراءة ممن أراد السوء بالكويت, فالبراءة من قرن الشيطان يجب أن تسبق الولاء للأوطان.


الكاتب / مشعل النامي

الأربعاء، 6 أبريل 2011

واشنطن: شرارة الحرب على إيران تنطلق من الـ...

لم تستبعد قوى أمنية أميركية في مستشارية الأمن القومي وعسكرية في وزارة الدفاع (البنتاغون) أمس "أن تنطلق خلال الأشهر الخمسة المقبلة شرارة الحرب الدولية على إيران لتدمير برنامجها النووي بالقوة بعد المحاولات السياسية والدبلوماسية التي قام بها الغرب طوال السنوات العشر الماضية لاحتواء هذا البرنامج وحصره في الجانب المدني فيما تصر طهران على تحدي العالم بكشف نواياها الحقيقية في جعله برنامجا عسكريا يضع بين يديها قنابل الدمار الشامل التي ستملي بها على العالم العربي وبعض مناطق أوروبا والعالم شروطها كشرطي جديد للعالم الاسلامي وكالمحاور الوحيد مع المجتمع الدولي حول قضايا المنطقة وفي طليعتها الأزمة العربية - الإسرائيلية, وصادرات النفط إلى الخارج والتحكم بمسارات الأنظمة العربية حسبما يرتئي ملالي إيران".

وقال احد مسؤولي الأمن القومي في واشنطن لأحد قادة اللوبي اللبناني هناك: إن الحرب على إيران قد تنطلق شرارتها من إحدى دول الخليج إذا ما أقدمت حكومة خامنئي نجاد على مغامرة ما ضد إحدى هذه الدول على خلفية التحركات الشيعية فيها المدعومة من إيران والممولة منها والمسلحة من "الحرس الثوري" والتي تشارك في قياداتها مجموعات من ذلك الحرس و"حزب الله" اللبناني".

وأعرب المسؤول عن قلق الولايات المتحدة وأوروبا من المخاوف التي أبدتها دول مجلس التعاون الخليجي من "تهديدات طهران العلنية و"السافرة" لهذه الدول التي تشارك في قوات "درع الجزيرة" العسكرية التي بسطت الهدوء على البحرين بعد الاضطرابات التي أثارها ملالي طهران خلال الشهرين الماضيين", مؤكدًا أن "أي خطوة ناقصة لإيران في إحدى تلك الدول ستستدعي فورًا عملاً عسكريًا دوليًا شبيها بما حدث في ليبيا من دون أن تقع على المجتمع الدولي والدول الخليجية والعربية أي ملامة لان نوايا إيران أعلنت على الملأ بعدما شهرت سيف تدخلها السافر في اليمن وفلسطين ولبنان ومصر والآن في البحرين بواسطة التظاهرات الشيعية العنيفة ثم في الكويت عبر إرسال جواسيسها إليها".

وأكد احد جنرالات "البنتاغون" الذي يشارك في إدارة العمليات العسكرية في أفغانستان أن قرار مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي على ليبيا وانتقال قيادة الحملة الجوية إلى حلف شمال الأطلسي, "يثبتان خطأ حسابات إيران المستمر بأن الولايات المتحدة وأوروبا غير قادرتين على خوض حربين أو حروب عدة في أن واحد في أماكن مختلفة من العالم, خصوصا بعدما سحبت واشنطن معظم قواتها من العراق وقلصت وجودها العسكري في أفغانستان وأماكن أخرى من العالم, بحيث باتت جاهزة ومستنفرة للعمل ضد إيران في حال تعرض أي من حلفائها في الشرق الأوسط إلى اعتداء".

وقال الجنرال الأميركي في مقابلة معه على احد المواقع الالكترونية التابعة لوزارة الدفاع في واشنطن: إن "ما يحدث في الشرق الأوسط من ثورات وانتفاضات ضد الأنظمة الديكتاتورية الشبيهة بالنظام الديكتاتوري الإيراني المبني على التشدد والتزمت الدينيين وسط بحر من الاعتدال الإسلامي السني فيه, يصب كله ضد مصالح إيران ومخططاتها للسيطرة على المنطقة ويعطي الدول المتربصة بها والمكتوية بتدخلاتها في شؤونها الداخلية كما يعطي العالم القلق من البرنامج النووي الإيراني الذرائع المبررة والسليمة للانتقال خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى دعم الثورة الإيرانية المضادة لخامنئي وجماعاته والتي قد تنفجر فجأة لتطيح الأخضر واليابس".

إلا أن المسؤول العسكري الأميركي أعرب عن اعتقاده ان تكون "أحداث المنطقة المذهلة أعفت إسرائيل من مهمة إعلان الحرب على إيران لتدمير برنامجها النووي بعدما اخذ العالم على عاتقه مهمة إسقاط الديكتاتوريات القمعية واثبت انه لن يتردد بعد الآن في اتخاذ القرار المناسب لنزع الأنياب الإيرانية النووية إلا أن كل ما ينتظره هو استقرار الأوضاع في المنطقة بعدما تكون الثورات المتلاحقة أخذت مداها في إطاحة الأنظمة الإقطاعية الفاسدة, ونضوج الأفكار الإصلاحية داخل الشارع الإيراني وانتقالها إلى استخدام القوة كما حدث في ليبيا لان النظام في طهران لا يختلف في شيء عن نظام القذافي".

6/4/2011 - 3 جمادى الأولى 1432

رسالتنا إلى الشيخ محمد صباح السالم

قبل استقالة الحكومة شنت حملة غريبة على وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم خصوصا بعد اتضاح مواقف الكويت الرسمية من أزمة مملكة البحرين ، وتصريحاته الواضحة من الأزمة ومن التدخل الإيراني في شئون دول المنطقة والتي اختتمها بالتصريح الذي اتهم فيه إيران بالتورط بشبكة التجسس وطرد ثلاث دبلوماسيين إيرانيين بعد الحكم القضائي الذي صدر على أعضاء شبكة التجسس الإيرانية ..
وحتى لا يظن البعض إن هذه هي الأسباب فقط بل والأهم من تصريحات الشيخ محمد صباح السالم هي تصريحات شقيقه الشيخ أحمد صباح السالم والذي وأطلقها كما الرصاصة التي أصابت في مقتل من وجهت لهم هذه التصريحات ..
وبما أن الشيخ أحمد ليس بوزير لتتم محاسبته ولا عضو من أعضاء أي حكومة ولا بصاحب منصب سياسي لذا فقد شنت على الشيخ محمد صباح السالم الهجمات المنظمة ، وقدم له استجواب بل وذهب مقدم الاستجواب إلى أبعد من ذلك بالقول أنه مستعد لدعم أي استجواب سيقدم حتى لو كان لرئيس الحكومة شريطة أن يتم دعم استجوابه ، ونسي هذا النائب أنه في مجلس أمه وأنه أحد أعضاءه ولا يجب أن يحول هذا المجلس إلى حراج يزايد فيه على استجوابه طالما هو مقتنع باستحقاق استجوابه ..!
 
بعد استقالة الحكومة عاد هذا النائب ليصرح أن استجوابه قائم للوزير ولكن ينتظر أولا تشكيل الحكومة ومن ثم سينظر في التشكيل وبعدها سيتشاور مع آخرين للنظر هل سيقدم استجواب أم لا ..!
وهو ما يعني أمران :
1- إشارة واضحة للمساومة وفتح باب التفاوض معه ومع غيره ممن يقودون هذا النائب
2- هذا النائب وحسب كلامه مسير وليس مخير لأنه سيتشاور في استجواب لا نعلم هل كان مقتنع به أم هناك غيره هم المقتنعون به وطلبوا منه تقديمه ..؟
 
 
وفي قراءة سريعة لكل ما سبق فإننا نقول :
إن باب المساومات قد فتح على مصراعيه وأن هناك من سيساوم الحكومة على عدد الوزراء وسيطلب أن يكون للبعض عدد 3 وزراء ممثلين له في مجلس الوزراء ، في مقابل السماح بعودة الشيخ محمد صباح السالم للحكومة دون تقديم استجواب له ..!
 
لذلك فإن حدث هذا الأمر وقبل به الشيخ محمد صباح السالم الصباح فإن هذا الأمر سيكون نهاية تاريخ جزء من أسرة كريمة عشقها أهل الكويت كافة ، كيف لا وهو أبن حاكم الكويت الشيخ صباح السالم الصباح القائل

 أنا وشعبي كلبونا جماعة ... الدين واحد والهدف خدمة الشعب
 
وعمه أبو الدستور الشيخ عبدالله السالم والذي له من بعد الله رب العالمين الفضل بما يتمتع به اليوم الشعب الكويتي من قشور الحرية وقشور الديمقراطية والذي نتمنى أن تتحول من قشور إلى ديمقراطية متكاملة ..
فالشيخ محمد صباح السالم يُساوَم اليوم على منصبه فإما ثلاث وزراء وإما استجواب قادم له والخروج من الوزارة أو استقالة الحكومة فأيهما سيختار سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء ..؟
فإن قبل بالثلاثة فإن هذا يعني أن الشيخ محمد صباح السالم هو عبارة عن سلعة يقايض عليها وليس هو في حقيقته مشروع حاكم وابن حاكم أبا عن جد ومن ذرية حكام الكويت ..
وإن قبل الشيخ محمد صباح السالم كذلك بهذا فلا يبحث بعدها عن تاريخ أسرته وآباءه وأجداه لأنه أعطاهم الحق بمسحه عبر مساومة وقحة وغير أخلاقية ..!
 
 
رسالتنا لك يا شيخ محمد يا أبن المغفور له بإذن الله الشيخ صباح السالم الصباح ويا ابن أخ أبو الدستور المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم أن لا يوافق على مثل هذه المقايضة وأن لا يكون سلعة للمقايضة والابتزاز وأخذ ما يسمى بحقوق مزورة ، فإن سمحت بذلك يا شيخ محمد فإن غدا ستبعد عن مناصب أعلى وأعلى عبر مساومات ومقايضات وستكون الحلقة الأضعف في الأسرة الكريمة ونحن لا نرتضيها لك ..!
 
وهذا الكلام أيضا يوجه إلى شقيقه الشيخ أحمد صباح السالم الذي هو بالـأساس المراد والمقصود من هذا الاستجواب برفض مثل هذا الابتزاز ، ولتعلم يا شيخ إن الشعب الكويتي قد انتعش وشعر بالنشوة بعد كلماتك الرائعة التي أطلقتها ومكنتنا من رفع رؤوسنا وسط أخواننا أهل الخليج ..
لذا فلا تسمح للآخرين بابتزازك وإن عبر شقيقك فأنتم بالنسبة لأهل الكويت وشعبها كبار .. فلا ترضوا بالهوان ...
 
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
 

 
الكاتب / صحيفة جنوب السرة

janoubalsourra.com/ArticleDetail.… via

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

هل يتسبب المهدي المنتظر في إسقاط سلطة ولاية الفقيه ؟

مفكرة الإسلام/ 9-9-1427هـ

أخذت ساحة الصراع السياسي بين أجنحة النظام الإيراني تشتعل سخونتها من جديد, وذلك مع بدء تشكيل التحالفات لخوض انتخابات أعضاء ما يسمى بمجلس خبراء القيادة وشورى المجالس البلدية المزمع عقدها أواخر السنة الجارية, وذلك عقب فترة الهدوء النسبي التي أعقبت الانتخابات البرلمانية والرئاسية في العام الماضي, والتي تمكن فيها المحافظون من تسجيل الفوز على خصومهم في الجناح البراجماتي بقيادة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني والجناح الإصلاحي بقيادة الرئيس السابق محمد خاتمي.

وقد عادت سخونة الصراع بين أجنحة النظام الإيراني في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة علاقات دولية شديدة بشأن ملفها النووي, حيث استغل من يسمون بالإصلاحيين هذا الظرف ليصعّدوا من ضغوطهم الداخلية في وجه خصومهم المحافظين. ولما كان المحافظون قد تعودوا على استخدام سياسة القمع المدعومة بضوء أخضر من رأس الدولة ومرشدها الأعلى, الولي الفقيه آية الله علي خامنئي؛ لإسكات خصومهم, فكان لابد للإصلاحيين من البحث عن وسيلة تبطل فيها قدسية الولي الفقيه الذي يعد نقد سياساتها أو التعرض لقراراته خطًا أحمر لا يمكن المساس به أبداً. ولهذا فقد لجأ الإصلاحيون إلى إثارة مسألة غاية في الأهمية وهي مسألة "الإمام المهدي المنتظر" لتكون بابًا لتسليط الضوء على مكانة الولي الفقيه وسلطته المطلقة التي يستمدها من مكانته التي تعرّفه بأنه الحاكم بالنيابة عن الإمام الغائب.

فالإصلاحيون الذين يفترض أنهم ضد الخرافة والتعصب الطائفي قد تحولوا فجأة إلى أشد الناس تحمسًا لمسألة "المهدي الموعود" وبدأوا بنشر القصص والرواية وإحياء المناسبات الخاصة به بشكل لم يسبق له مثيل في إيران, وذلك اعتمادًا على تجربتهم السابقة في تغذية وإنعاش الحركات الصوفية التي نجحوا في جعلها ظاهرة تمكنت من استقطاب شرائح واسعة من أبناء المجتمع الإيراني, ولهذا عمدوا إلى دعم الحركة "المهدوية" لتكون ظاهرة قوية مرادفة لظاهرة الصوفية لاستخدامها وسيلة في مواجهة "سلطة الولي الفقيه"؛ حيث إن الحركتين لا تقيمان وزنًا لنظرية ولاية الفقيه وسلطته المطلقة. وهذا ما أثار المحافظين الذين أدركوا أن في ذلك لعبة تستهدف مرشد الثورة, آية الله علي خامنئي, الذي يمثل لهم الخيمة التي يستظلون بها في مواجهة خصومهم. لذا فقد سارع المحافظون إلى العمل على أبطال هذه اللعبة وسحب ورقتها من أيدي الإصلاحيين, وذلك بملاحقة أتباع ومريدي الحركتين عبر إصدار فتاوى التكفير تارة و تارة أخرى عبر المطاردة والاعتقالات. وقد دشن المحافظون حملتهم ضد "المهدويين" باعتقال آية الله السيد حسن أبطحي والد محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي, وذلك بتهمة ادعائه "الارتباط بالمهدي المنتظر"! كما طالت حملة الاعتقالات أكثر من خمسة عشر رجل دين من مؤيد آية الله أبطحي في مختلف المدن الإيرانية.

وفي خطوة بدت وكأنها استعراض للقوة فقد استغل "المهدويون" مناسبة النصف من شعبان الماضي الذي يعد بالنسبة لهم ذكرى ولادة المهدي المنتظر ليحشدوا أكثر من مليون شخص في حفل أقيم لهذه المناسبة في "مسجد جمكران" بمدينة قم. حيث أصبح هذا المسجد معقلاً لهم بعد أن صنعوا له رواية وأحاديث عديدة تزعم أنه المكان الذي يلتقي فيه المهدي بأنصاره ومريديه, وهو ما أحرج المحافظون ودفهم لتصعيد هجماتهم الإعلامية ضد الإصلاحيين, متهمين إياهم بالترويج للخرافات. وقد شارك في هذه الحملة إلى جانب وسائل الإعلام [صحيفة جمهوري إسلامي وغيرها من الصحف الإيرانية الكبرى الموالية لمرشد الثورة] عدد من رجال الدين الكبار من أمثال إمام جمعة مدينة قم وأحد أساتذة الحوزة آية الله الشيخ "إبراهيم أميني" الذي وصف ما جرى في ذلك الحفل بأنه من الخرافات, متسائلاً عن القيمة الثقافية والعملية التي قدمها المداحون لشباب في ذلك الحفل!! ومنتقدًا في الوقت نفسه التليفزيون الإيراني الذي نقل مشاهد ذلك الحفل الخرافي قائلاً: إن الناس قد حضروا بحسن نية إلا أن المنظمين للحفل استغلوا هذا الحشد لترويج خرافاتهم وخيانتهم.

والمقصود بكلمة "خيانتهم" فسّرها المراقبون يعني بها الإصلاحيين الذين أرادوا من وراء ذلك الحفل استهداف نظرية وسلطة ولاية الفقيه.

وفي السياق ذاته كتبت صحيفة جمهوري إسلامي الحكومية في 13 سبتمر أيلول المنصرم مهاجمة الحفل المذكور, طاعنةً بمصادر الروايات التي تتحدث عن "مسجد جمكران" على أنه ملتقى الإمام المهدي الغائب بمريديه. قائلة: إن أول المصادر التي تحدثت عن "مسجد جمكران" كانت كتب الميرزا حسين النوري الطبرسي [م ت 1320 هـ] وهي كتب ملؤها خرافات, مستشهدة على ذلك برأي الخميني السلبي من كتب المحدث النوري, حيث ذكر الخميني في بحثه المسمى "حجة ظواهر الكتاب" والذي كتبه في حاشية كتاب "كفاية الأصول" تعليقًا على مسألة "تحريف القرآن" الوارد في كتاب "فصل الخطاب" للنوري, فقد ذكر الخميني أن الذي كتبه صاحب فصل الخطاب لا يفيد علمًا ولا عملاً, وإنما هو إيراد روايات ضعاف أعرض عنها الأصحاب وتنزه عنها أولو الألباب من تقدم من أصحابنا كالمحمدين الثلاثة المتقدمين ـ رحمهم الله ـ وهذا حال كتب روايته غالبًا "كالمستدرك" ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد, وهوـ رحمه الله ـ شخص صالح متتبع إلا أن اشتياقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبله العقل السليم والرأي المستقيم أكثر من الكلام النافع.

هذا الاستشهاد الذي أوردته صحيفة جمهوري إسلامي عن لسان الخميني بحق "المحدث النوري" كان القصد من ورائه أبطال الروايات التي استند إليها "المهدويون" في تعظيم مسجد جمكران الذي نقل النوري بحقه رواية عن "المهدي المنتظر" تقول: من صلى فيه ركعتين كمن صلى في البيت العتيق!!

وقد أردفت الصحيفة في هجومها قائلة: إن جميع المصادر التي تحكي اليوم عن منزلة وأهمية "مسجد جمكران" ينسبها النوري إلى كتاب اسمه "تاريخ قم" لشخص مجهول الهوية يدعى "الحسن بن محمد بن الحسن القمي", وهو بدوره ينقل رواية مسجد جمكران عن كتاب آخر اسمه «مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين» للشيخ الصدوق [من أصحاب الصحاح الأربعة عند الشيعة], والذي قال: إن الصدوق ذكر فيه اسم شخص يدعى «الحسن بن مثلة الجمكراني», وهو الذي كان قد ادعى أن في ليلة 17 من رمضان عام 373هـ طرق باب داره طارق وقال له: «أجب‌ مولاك‌ صاحب‌ الزمان‌...», يقول: وقد امتثلت لدعوته وذهبت معه إلى لقاء "الإمام المهدي", وحين صرت بين يديه قال لي: إن هذه البقعة من الأرض مقدسة وتحظى بعناية ربانية, وآمرك أن تبني عليها مسجدًا ليكون يومًا ما مركزًا تتهافت عليه القلوب وتتوافد إليه الناس من أطراف الدنيا, والشباب يطوفون حوله كل الفراشات طالبين الهداية, ففيه تقبل توبتهم وتحل مشاكلهم!!

وقد استشكلت الصحيفة على تلك الرواية قائلة:

أولاً: لا النجاشي ولا الطوسي, الذين لم يتركوا شاردة أو واردة من مصنفات الشيعة ذكروا في فهارسهم المعروفة [فهرست رجال النجاشي] و[وفهرست رجال الطوسي] هذه الرواية, كما أن أيًا منهم لم يذكر اسم «الحسن بن محمد بن حسن القمي» أو كتابه «تاريخ قم».

 

ثانيًا: أن أياً من كُـتب "رجال الشيعة" المتأخرين لم يرد فيها اسم "للحسن بن علي بن الحسن القمي", كما أن المجلسي في كتابه بحار الأنوار "ج5", والذي تطرق فيه لموضوع "مسجد جمكران" صرح أنه لم يطّلع على كتاب "تاريخ قم", وهذا يدل على أن «الحسن بن محمد بن حسن القمي» شخص مجهول. يضاف إلى ذلك أن أصحاب الفهارس وتراجم الرجال الذين تناولوا حياة الشيخ الصدوق ومصنفاته لم يذكروا له كتابًا باسم «مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين», وهذا يدل على أن العملية مفبركة؛ حيث لا يخفى أن الشيخ الصدوق هو من أشهر الرواة والمؤلفين الشيعة, وجميع كتبه معروفة وفي غاية الشهرة, فكيف يمكن لأصحاب التراجم إهمال كتابه المذكور إن كان موجودًا؟! أما كيف استطاع الشيخ النوري العثور على كتاب "تاريخ قم" و كتاب "مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين" لينقل منهما رواية "الحسن بن مثلة الجمكراني", تقول الصحيفة: إنها قصة عجيبة!!

على هذا الهجوم العنيف من قبل "صحيفة جمهوري إسلامي" وباقي المشككين برواية "مسجد جمكران" فقد ردت الهيئة الإدارية للمسجد المذكور على لسان أمينها العام "أبو القاسم الوافي" الذي استهل كلامه بالآية الكريمة ﴿يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَقُولُوا ْ قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [سورة‌ الأحزاب‌، آية‌70]. مؤكدًا أن ما جاء في الصحيفة الموالية لمرشد الثورة "آية الله علي الخامنئي" من طعن و تشكيك في المحدث الميرزا حسين النوري ورواية "الحسن بن مثلة الجمكراني" عمل غير صالح وقول يغضب الله!! وأضاف قائلاً:

أولاً: إن مسجد جمكران من ناحيتنا يعد مكانًا مباركًا يتشرف بزيارته مئات الآلاف من الناس أسبوعيًا, ويصلون فيه ركعتي تحية وركعتين لصاحب الزمان الإمام المهدي, ويتضرعون فيه إلى الله ويتوسلون بأولياء الدين عليهم السلام طالبين من الله التعجيل في فرج مولاهم [المهدي]!!

ثانيًا: إن قائد الثورة المعظم [علي الخامنئي] في لقائه مع مسئولي "مسجد جمكران" وصف هذا المسجد المقدس بأنه, الخزانة الشيعية التي لا تنضب, وقد دوّن في دفتر الزيارات أن هذا المكان المبارك يعتبر قاعدة عظيمة للتشيع.

ثالثًا: إن "آية الله" الحاج شيخ حسين مرتضى الحائري عد "مسجد جمكران" من الآيات الباهرة وقال" إني أجزم بصحة ما جاء بحق هذا المسجد المبارك. كما أن إقبال الناس منقطع النظير على "مسجد جمكران" لا يمكن عده مجرد فعل عوام, بل إن هناك الكثير من الخواص وعباد الله الصالحين والنخب العليا في الحوزة العلمية ومن بينها شخصيات كبيرة من أمثال الملا محمد تقي المجلسي والشيخ البهائي والفيض الكاشاني وغيرهم ومنذ مئات السنين كانوا يترددون على هذا المسجد.

وقد انتقد الرد ضمنًا إمام جمعة مدينة قم الشيخ "إبراهيم أميني , الذي كان قد وصف الحفل الذي أقيم في "مسجد جمكران" بمناسبة النصف من الشعبان بأنه حفل لترويج الخرافة والخيانة. وقد تساءل أبو القاسم الوافي في رده قائلاً: أليست دعوة العلماء والمراجع الكبار من أجل إقامة صلاة الجماعة وإلقاء الخطب في حفل النصف من شعبان ونشر البوسترات الثقافية وتوزيع المنشورات المتنوعة بين المصلين وترويج الأخلاق والآداب الإسلامية وتوزيع الكتب الخاصة بفضائل أهل البيت لاسيما منها تلك التي تتحدث عن خصائص الإمام المهدي, عملاً ثقافيًا مفيدًا؟! وهل حضور العشرات من الشخصيات البارزة والمحققين من أساتذة الحوزة العلمية, إضافة إلى حضور أعداد كبيرة من الأخوات الدارسات والمطلعات إلى "مسجد جمكران" في ليلة الأربعاء والذين أخذوا على عاتقهم مسئولية نشر الثقافة المهدوية والإجابة على المسائل الشرعية ورفع الشبهات, يعد عملاً خرافيًا وفعلاً من أفعال العوام؟! فلماذا تسمح صحيفة حكومية أن تفتح موضوعًا مهمًا مثل هذا الموضوع ليكون مادة بيد وسائل إعلام أعداء الثورة الذين لا يعترفون بالنظام ولا بقائد الثورة, وليست لهم أية معتقدات دينية؟!

الإصلاحيون وجدوا فيما نشرته "صحيفة جمهوري إسلامي" من هجوم فرصة لكي يصعّدوا من الجدل الدائر بين "المهدويين" والمحافظين, ولهذا فقد قاموا بتوزيع كاتب بعنوان "الطرق العلمية للالتقاء بإمام العصر" وهو من تأليف أستاذ علم الأخلاق في حوزة قم الشيخ مرتضى الطهراني, وهو كتاب حديث جاء في أربعة فصول, شارحًا في الفصل الأول منه تعريف كلمة "المهدي" من الناحية اللغوية, ويستعرض فيه كيفية الاتصال بالمهدي, والأماكن التي يمكن أن يتم فيها اللقاء. أما الفصل الثاني فيقسم فيه اللقاء إلى قسمين: اللقاء العام واللقاء الخاص, ويبين فيه الأرضية والأسباب التي تهيئ فرصة اللقاء بالمهدي والتي من بينها, الزيارات المتكررة لمسجد جمكران, وكتابة العرائض للإمام المهدي يطلب فيها المريد اللقاء مع تقديم الهدايا.

أما الفصل الثالث فيشرح فيها الموانع التي تحد من عدم تحقيق اللقاء, وأهم هذه العوائق هي الذنوب.

أما الفصل الرابع والأخير فيؤكد على الراغب بلقاء المهدي أن يكون من المريدين المخلصين والسالكين للطريقة المهدوية.

وعلى الرغم من تأكيد صاحب الكتاب على أن تطبيق هذه الطرق العلمية حسب زعمه كفيلة بتحقيق اللقاء بالمهدي إلا أنه لم يقل إذا ما كان هو نفسه قد حظي بلقاء المهدي أم لا؟!

المهم فيما كشف عنه الجدل الدائر بين أجنحة النظام الإيراني أن مسألة "المهدي المنتظر" تحولت إلى مادة صراع بينهما, كل طرف يحاول أن يجيرها لصالحه بما يتلاءم ومصالحه السياسية. وهنا يحاول كل طرف أن يستند إلى أكبر عدد ممكن من الروايات والأسانيد التي تدعم موقفه لتحقيق غايته, وهذا ما شاهدناه في العرض المتقدم, حيث لوحظ أن المحافظين قد لجئوا إلى الطعن بأحد أهم مصادر "المهدويين", وهو أحد مشاهير المحدثين الشيعية "الشيخ حسين النوري الطبرسي" وبكتبه لكي يفندوا رأي خصومهم ويردوا الهجمة التي تستهدف مرشد الثورة وسلطة الولي الفقيه. وهذا قد وضع المحافظين بين فكّي كماشة, فهم إن أرادوا تفنيد الأسانيد التي تدعم حجة خصومهم يكونوا قد فتحوا باب التشكيك بجميع الكتب التي تحدثت عن موضع "المهدي المنتظر", وبالتالي فإنهم يكونون قد لامسوا المحذورات لكونهم يكونون بذلك قد كشفوا عن هشاشة المصادر وزيف الروايات والكتب التي بنيت عليها نظرية المهدي المنتظر في العقيدة الشيعية. وإن هم سكتوا وسلموا بالروايات والأحاديث التي يستند إليها خصومهم في المحاجّة يكونوا بذلك قد أقروا بضعف موقفهم وبالتالي عليهم القبول بنسف سلطة ولاية الفقيه, وهذا ما لا يريدونه.

ولكن إذا ما استمر الجدل فهل سيطيح "المهدي المنتظر" بالولي الفقيه وسلطته المطلقة, أم أنه سينتصر له؟!! ذلك ما ستنبئ عنه الأيام.

 
الكاتب / صباح الموسوي

المصدر /مفكرة الإسلام/ 9-9-1427هـ

انتفاضة البنزين المرتقبة في إيران

السياسة الكويتية 15-محرم-1432هـ / 21-ديسمبر-2010م

قد تكون الانتفاضة المقبلة بداية نهاية النظام الديكتاتوري المكسورة شوكته في إيران في أحد الأيام الأخيرة من نوفمبر الماضي وفي موقف شديد الهزل الناجم عما هو أكثر هزلا والدال على تدهور كبير ذهب طالب في جامعة "جالوس" وهي مدينة بالقرب من بحر قزوين في شمال إيران وفي حركة رمزية احتجاجا على شح البنزين، ذهب راكبا حماراً من مدينته "نوشهر" لمسافة كيلومترات الى "جالوس" وشد عنان حماره وربطه أمام الجامعة!

وقبل اكثر من ثلاثة اعوام وفي ساعات العصر ليوم 25 يونيو عام 2007 أرسلت مصادر المقاومة الإيرانية و"مجاهدي خلق" تقارير من داخل إيران عبر الانترنت عن تأزم الموقف وحدوث حرائق في عدد من مناطق طهران مدن إيرانية عدة أخرى وبخاصة إضرام النار في محطات الوقود.

وفي الساعة الثانية صباحا ليوم 26 يونيو بث تلفزيون "سي إن إن" تقريرا مصورا عن هجمات المواطنين على محطات الوقود في مدن إيرانية عدة كخبر عاجل وأصبح الخبر في صباح اليوم نفسه الخبر الأول لوسائل الإعلام العربية والعالمية. واشتعلت النار في طهران ومدن عدة إيرانية. وتلك كانت بداية لنهضة ثارت واشتعلت فجأة في يومها الأول في طهران ومحافظات أخرى وأدت في الأيام التي تلتها إلى اثارة احتجاجات عدة.

وفي غضون ساعة واحدة ذهب دجل القيادة الإيرانية أدراج الريح عندما خطب نجاد متعهدا بإيصال حصة النفط إلى سماط المواطنين، وانضم الى أرشيف دخان الادعاءات الحكومية حول البرنامج النووي وشعار "الطاقة النووية هي حقنا المسلم" وذهبت إلى الهواء كغيرها وانهارت دعايات أصحاب المساومة مع النظام الإيراني وحُرقت في نار هذه الانتفاضة.

والانتفاضة التي قامت في يومي 25 و26يونيو من ذلك العام والتي تفجرت من أزمة بنزين كانت الصورة الحقيقية لمجتمع ازداد احتباسه وتذمره فانفجر. وجاءت هذه الانتفاضة لتكون أوضح دليل واكثر واقعية لمطالب الشعب الإيراني.. وكان على العالم آنذاك أن ينتظر عامين آخرين ليرى بأم عينه ما يعلن عنه هذا الشعب. وقد هزت الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني أسس الديكتاتورية الحاكمة في إيران في عام 2009 وأوصلته إلى حافة السقوط.

وبعد مضي عام ونصف عام من هذه الانتفاضة العارمة التي بددت أسطورة استقرار النظام الحاكم في إيران، يمكن التنبؤ بأن ما سيحدث في المستقبل قد يواجه بعدم قناعة البعض مثلما كان يحدث قبل"انتفاضة بنزين" في عام 2007.

ولمعرفة ماذا يحدث في إيران الآن دعونا نلقي نظرة على هذا الخبر: بث تلفزيون "شبكة خبر" الحكومي الإيراني يوم 21 نوفمبر الماضي في الساعة التاسعة ليلا كلام المدعو رويانيان رئيس هيأة النقل والوقود في إيران" قائلا: إن حصة البنزين للشهر الإيراني الحالي ("آذر"، أي من 22 نوفمبر إلى 21ديسمبر) هي 60 لترا ولا يوجد حاليا أي تغيير في الحصص وستكون الأسعار كتلك الأسعار السابقة، "ولكن ذلك لا يعني بأنه لا توجد امكانية التغيير في الشهر نفسه وفور بث الخبر، قامت رموز النظام بحذف عبارة "ولكن ذلك لا يعني بأنه لا توجد امكانية التغيير في الشهر نفسه" وأكدت وسائل اعلام النظام بشكل مستمر على أنه لا يوجد هناك أي تغيير لا في الاسعار ولا في حصص البنزين.

وفزعا من غضب المواطنين وهجومهم على محطات الوقود احتجاجا على الزيادة المحتملة في اسعار الوقود، وأبلغت ديكتاتورية الملالي محطات البنزين للتأهب الليلي. ويقول رئيس رابطة أصحاب محطات الوقود في انحاء البلاد أن الحكومة أبلغتهم بأن يتواجد مسؤولو المحطات طوال الليل فيها لأن من الممكن أن يعلن في احدى هذه الليالي رفعاً في سعر البنزين.

وكتبت صحيفة "مردم سالاري" الحكومية أيضا عن تأهب محطات الوقود للإعلان عن زيادة في سعر البنزين ومما جاء في الخبر: "أن الصفوف الطويلة أمام محطات الوقود في اليوم الأخير من الشهر الماضي كانت مثيرة ومستفزة عند رؤيتها حيث كانت في الانتظار امام كل محطة وقود اكثر من ستين سيارة على اقل تقدير".

إن ضغوط قرارات المقاطعة وحظر استيراد البنزين وشحه في البلد والصفوف الطويلة المترامية امام محطات البنزين وحصة لترين من البنزين في اليوم لكل سيارة في بلد كإيران التي تجلس على مصادر وخزانات هائلة من النفط ، أضف إلى ذلك أنواع الضغوط الهائلة التي تمارسها السلطة على المواطنين والقمع اليومي ضدهم، وكل ذلك مجتمعا يشكل وقودا لانتفاضة مرتقبة.

وفي يوم 7 ديسمبر الجاري أي يوم الطلاب في إيران تعالت الاحتجاجات وهتافات "الموت للديكتاتور وليطلق سراح السجين السياسي" وتلك المنبعثة من مختلف الجامعات الإيرانية قد دحرت وأفشلت التعبئة القمعية التي أصبحت منذ شهر الشغل الشاغل للنظام لتعزيز قدراته القمعية ومواجهة سقوطه المرتقب، وأثبتت مرة أخرى الطاقة الكامنة للمجتمع الإيراني واستعدادها للتفجر على الدوام لإسقاط نظام "ولاية الفقيه" الديكتاتوري الحاكم في إيران. وقد تكون الانتفاضة المقبلة انتفاضة بنزين أخرى ..فهل سيتمكن النظام القمعي المكسورة شوكته من احتوائها ؟


الكاتب / محمد إقبال

خبير ستراتيجي إيراني

حرب إيران الباردة في الخليج ؟

جريدة الرأي الأردنية 30-ربيع الآخر-1432هـ / 4-أبريل-2011م

لإيران قراءتها الخاصة لما يجرى بالمنطقة انها قراءة رغائبية قائمة على الأماني أكثر منها على الوقائع تلفها حالة من التناقض والإرباك ، فهي تؤيد الثورات الديمقراطية في العالم العربي على أساس سياسي وليس حقوقيا – انسانياً، لذا نجدها تؤيد بحماس ما جرى في تونس ومصر وما يجرى في اليمن ولكنها تصمت إزاء ما يجرى في سوريا وتتجاهل كل ما يجرى في ليبيا ، وتعلن وتمارس ما هو أكثر من التأييد أو الدعم لما قام به المحتجون الشيعة في البحرين حيث مارست افعالا وصلت حد التدخل الأمني المباشر والتورط فيه ، وفوق كل ذلك تعتقد طهران انها « واحة للديمقراطية « في نظرة تدلل على الغياب التام عن الوعي بوضعها الداخلي ومحيطها الخارجي ويعتبر النظام المستند عقائديا لنظرية « الولي الفقيه « ان من يخرج من الإيرانيين للتظاهر ضد النظام هو كافر ويستحق الإعدام .

هذه القراءة القاصرة والمتناقضة تدفع بنجاد ودوائر صنع القرار الأمني داخل النظام إلى الاستثمار بقوة في حالة الثورات العربية المتعاقبة ، وتعتقد انها وبما تملك من أدوات أمنية وخلايا سرية نائمة في دول الخليج العربي وفي مناطق نفوذها في الوطن العربي وفي الشيعة العرب بصورة خاصة قادرة على تحقيق نظرية « تصدير الثورة « ، وما يغريها في الذهاب إلى ابعد الحدود في هذا المجال نجاحها عبر أدواتها بالانقلاب على شرعية صناديق الاقتراع، في عدد من العواصم.

ومع هذا تدرك طهران ان إكمال هذا النهج في بقية الدول وبخاصة في الخليج العربي ليس بالمهمة السهلة حيث كانت البحرين بمثابة صفعة قوية لها رغم كل ما بذلته من جهد تحريضي وامني تحطم بفعل الدعم الخليجي السريع والحاسم والمتمثل بتدخل قوات درع الجزيرة ، والفشل في إشعال الأوضاع في المنطقة الشرقية في السعودية ، وكذلك في الكويت التي رأت طهران ان أسلوب التغلغل الأمني وزرع شبكات التجسس فيها هي الوسيلة المثلى بعدما فشلت في سياسة التجييش الطائفي بين الكويتيين .

ان أردنا إلقاء الضوء على حجم المأزق الإيراني في ركوب موجة الثورات العربية واستثمارها طائفيا وبخاصة في الخليج العربي علينا التوقف مليا عند بيان لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني والذي هدد السعودية بلغة فجة متوترة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين قائلا انها تلعب بالنار ان لم تسحب قواتها من البحرين معتبرا بقاء هذه القوات في البحرين يماثل احتلال نظام صدام للكويت .

الرد السعودي عكس في المقابل نبرة تحدٍ واضحة وواثقة وهي أجواء حرب باردة صنعتها طهران ليس فقط من اجل تصدير أزمتها الداخلية المتمثلة بالمواجهات مع الشارع الإيراني الذي يعيش في ظل دولة خارج اطار الزمن بكل ما تعني الكلمة من معنى ، بل لرغبتها في جر المنطقة برمتها الى حرب باردة وساخنة على أساس طائفي بعد فشلها في تسويق نفسها كدولة ثورية تتقدم على العرب في مشروع تحرير فلسطين .

ان لجوء طهران إلى ورقتها الطائفية التي هي سلاحها الفعلي والحقيقي يمثل قمة الضعف ولذا فانها الآن في جاهزية كاملة للتصرف بعقلية انتحارية متطرفة بعد سنين طويلة من ممارسة «التقية السياسية والدينية» مع العرب ، وهو امر يستدعي من دول الخليج والدول العربية الانتباه والحذر مما سيقدم عليه النظام الإيراني في المقبل من الأيام وليس بالضرورة في الخليج بل ربما يكون لبنان او العراق او حتى غزة منطلقا لما تريد طهران !

الكاتب / رجا طلب

فيلق بدر والأمة العربية

السياسة الكويتية 1-جمادى الأولى-1432هـ / 5-أبريل-2011م

ضمن صورة المهزلة الحكومية العراقية المستمرة فصولا حط زعيم عصابة فيلق بدر الإيراني و قائد إحدى أكبر فرق الاغتيال الإيرانية في العراق ووزير النقل العراقي المدعو هادي العامري رحاله وهو يرتدي البدلة وربطة العنق لأول مرة في حياته و ظهر بشكل مخالف للصورة الإيرانية المعروفة في قاهرة المعز ليحبو صوب جامعة دول عمرو باشا موسى العربية و يلتقي بالأمين العام و يبحث معه قضايا وهموم الأمة العربية وهي تعيش لحظات إنتفاضاتها التغييرية الكبرى.

والطريف أن قائد فيلق بدر قد جاء هذه المرة ليس بصيغة عملية تصفية لأحد المطلوبين للمخابرات الإيرانية بل جاء رسول سلام و محبة ( قومي ) يا حلاوة يا جدعان!!

و من أجل التسويق للقمة العربية المقبلة في بغداد و التي أدت حماقات الأحزاب الطائفية الإيرانية العراقية و مزايداتها الرخيصة وروحها الطائفية بتخريبها قبل عقدها إضافة إلى أن الأوضاع الأمنية المضطربة و المتدهورة في بغداد لم تعد توفر ضمانة حقيقية تسمح بعقد تلك القمة في عاصمة الرشيد التي استباحتها القطعان التخريبية و الإرهابية الهمجية سواء من العصابات التكفيرية الإرهابية أو العصابات الإيرانية الطائفية فضلا عن أن المزاج القومي العام ليس مناسبا بالمرة لعقد مثل هذا المؤتمر في بغداد التي تحولت للأسف لقاعدة مركزية من قواعد نباح الأحزاب الإيرانية على صعيد الهجمة الصفوية الحاقدة على أمن الخليج العربي بعد تطورات المسألة البحرينية .

و أكاد أشفق على وضعية السفير العراقي في جامعة الدول العربية وهو الدكتور السفير قيس العزاوي العروبي الفكر و العقيدة و الأستاذ الأكاديمي البارز و الناهل من نبع الثقافة الفرنسية وهو يستقبل بحكم منصبه وزير النقل العراقي هادي العامري أحد الملطخة أياديهم بدماء العراقيين و أحد كبار رموز التيار و المشروع الإيراني في العراق و الفارغ على المستوى الثقافي و الأكاديمي فكل خبراته العلمية لا تتعدى الركض في شوارع قم وطهران و التواجد في جبهات الحرب مع الإيرانيين أيام الحرب مع العراق ثم قيادة عمليات الاغتيال في الشوارع العراقية ضد معارضي وخصوم التيار الإيراني في العراق و منهم أعداد كبيرة من العسكريين و الطيارين العراقيين و النخب الأكاديمية المثقفة!!

فعلا إننا نعيش في زمن الغرائب و العجائب بحيث تحول هذا العنصر الإيراني البائس ليكون صوتا قوميا عربيا في عراق الفشل الإداري و الحكومي بقيادة زعيم حزب الدعوة الفاشل نوري المالكي الذي تدهورت أحوال و أوضاع العراق على يديه رغم أن العوائد النفطية العراقية بلغت مبلغا خرافيا لم تنعكس نتائجه على حال العراقيين , فالعراق يصدر اليوم أكثر من مليوني برميل نفط يوميا و بأسعار تجاوزت المئة دولار للبرميل ومع ذلك فالتردي و العجز الحكومي لا نظير له.

أما وزارة النقل التي تحول وزيرها لدبلوماسي مكفهر الوجه و بائس الطلعة فإنها رمز شاخص للفشل العراقي المقيم , فوسائل النقل في العراق قمة في البدائية و الخطوط الجوية العراقية أضحت في خبر كان , و بدلا من أن يهتم الوزير الذي لا يعرف شيئا في أمور النقل إلا نقل الجثث المغدورة بمجال عمله فإنه جنح صوب العمل الديبلوماسي محاولا تسويق المنطقة الخضراء قوميا .

و يقينا فإن من يرى طلعة و سحنة سماحة الوزير المجلسي البدري فإنه يفقد الرغبة في حضور قمة بغداد المترنحة , فتجهم الوزير و حالة الكآبة المفرطة الظاهرة على محياه تجعل منه نذير شؤم لتلك القمة !

والله حالة... و الله طرطرة.

كاتب/ داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

لا تغتصبوا وزراءنا من البوسنة الى الكويت

 
(نقلي للخبر لا يعني أني اتفق مع ما كتب او أني مصدق بما هو مكتوب (نقلت ما قرأة لكي نبحث عن الحقيقه لا ان نصدق كل ما يكتب)

اتركم مع المقال :-

لا تغتصبوا وزراءنا

أريد أن أعلق على موضوع الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح رئيس مجلس وزراء الكويت الذي بعث لكم به السيد ابن أبو مسعود ،فأنا أحد أهل السنة العرب الذين يعيشون في البوسنة منذ زمن بعيد ،ومن المعروف أن هذه الدولة المسلمة السنية كانت جزءاً من يوغسلافيا .وقد ظل أهلها صامدون ضد تحديات المد الشيوعي ثم الإبادة الصليبية الصربية ،مما يدل على تمسك البوسنيين بدينهم وبمذهبهم السني .وقد قاوموا كل عمليات البلشفة والتنصير  ثم عمليات التسلل  الصفوي الإثنا عشري الإيراني ورفضوا بناء الحسينيات والمراكز الثقافية التابعة لها،وتصدوا لعمليات تشييع البوسنيين التي حاول الإيرانيون وعملائهم العراقيين واللبنانيين وغيرهم من الصفويين مراراً وتكراراً أن يتغلغلوا بواسطتها لمدنهم عن طريقها دون جدوى رغم الإغراءات المادية والمعنوية ورغم والتنازلات عن أصول الدين وفروعه التي عرضها عليهم دعاة الشيعة بحجة أن موالاة آل البيت عليهم السلام من شأنها أن تجعلهم يشفعون للشيعة البوسنيين  في يوم القيامة مهما بلغت ذنوبهم . وكان تأثير ذلك عليهم محدوداً ،رغم أن الشعب البوسني شعب فقير ومحتاج لكل مساعدة . وقد كانت الدولة صامدة أمام عروض إيران بالمساعدات في مقابل بناء حسينيات ومساجد للشيعة.وكانت الحكومة البوسنية  واعية لألاعيب إيران الإثنا عشرية الصفوية فأقفلت جميع الأبواب أمام محاولاتها المباشرة وغير المباشرة .     

    ولكننا فوجئنا بتغير مفاجئ في موقف الحكومة البوسنية وبسماحها ببناء الحسينيات الإيرانية وما يتبعها من أنشطة ثقافية واقتصادية ودينية واسعة بعد أن كان ذلك شبه مستحيل عليهم . وعند الإستفسار من أصدقاء لي في الحكومة البوسنية عن سبب هذا التغير قالوا لنا إن رئيس وزراء الكويت ساوم الحكومة البوسنية بطريقة دبلوماسية واعتذر عن  منحها أي معونات أو المساهمة في بناء مشاريع في تلك الدولة  ما لم تغير الحكومة البوسنية  موقفها وتسمح ببناء الحسينيات والمساجد الشيعية في البوسنة بحجة أن الزوار الكويتيين الشيعة يزورون البوسنة ويحتاجون إلى مساجد وحسينيات خاصة بهم ليتعبدوا بها ، مما اضطر الحكومة البوسنية للرضوخ لابتزازه لحاجتها إلى المساعدة وتمويل مشاريعها التنموية  .

واستغربت من الأمر ! أليست الكويت دولة سنية ! لماذا تتبنى القضايا الشيعية وتساوم الدول الأخرى على تحقيقها ؟ وأخذت أبحث عن جواب لسؤالي ، فاتجهت لصديق لي ممن له خبرة في بواطن الأمور في الكويت،فاستفسر عن الأمر وأجابني بعد عدة أيام بأن ماحدث هو أنه بعد أن عجزت إيران عن تحقيق مآربها أوعزت إلى عملائها الصفويين والشيعة المتعصبين الكويتيين بطرح الموضوع على الشيخ ناصر المحمد ليتبنى الأمر بطريقته الخاصة ،وفعلاً قابله اثنان من الغلاة الحاقدين على السنة وهما محمد باقر ألمهري عميل إيران الأول في الكويت والثاني هو التاجر المتظاهر بالتسامح والاعتدال تقية وهو علي المتروك القرمطي ، والذي هو في حقيقته من أشد الغلاة الحاقدين على السنة وأهلها والذي يتقيأ بهذا الكره بكتاباته الحاقدة  في صحيفة الوطن الكويتية .

 وقال لي صديقي  بأن كثيراً من الكويتيين باتوا يعتقدون بأن  رئيس وزرائهم أصبح أسيراً للمدعوة تهاني غلوم الإيرانية الصفوية والتي تعمل مديرة لمكتبه وأنها دست له سحراً أسوداً زودها به سحرة المجوس الصفويون تحول بعدها إلى أداة طيعة بيد الصفويين لدرجة أن أحد الإيرانيين الكويتيين المقربين قال لجلسائه من العجم:

" لاداعي لأن تحتل إيران الكويت كما احتلت الجزر الإماراتية فيكفيها أن رئيس وزرائها أصبح لعبة بيدها وبيد تهاني غلوم التي ملأت مكتبه بأتباعنا".

وبمراجعة التاريخ تجد أن قصصاً كثيرة حدثت في السابق ولازالت تحدث اليوم عند من لايخافون الله ولا رسوله

وعلى أية حال فقد أضاف صديقي أن هذا الشيخ المسحور قام بابتعاث هذين الشيعيين المتطرفين الحاقدين للترتيب للأمر قبل زيارته للبوسنة ،ولزيادة التمويه بأن الأمر رسمي ، أشرك وزارة الأوقاف بالأمر حتى تبدو وزارة الأوقاف السنية وكأنها هي المتبنية لهذا المشروع ،وأرسل هذا الرئيس الأبله معهم مسؤولاً كبيراً  بوزارة الأوقاف ليمثل الجانب الرسمي الكويتي في تلك العملية .  وقد سافر غرابا الشؤم محمد المهري وعلي المتروك القرمطي لإتمام الصفقة الشيعية الباطن السنية الظاهر .وقد تم لهما ما أرادا.

وبدأنا نلاحظ  بعد ذلك في مدن البوسنة تحركاًً صفوياً محموماً ومريباً لتشييع أهل السنة .وسرت في البوسنة فتن كقطع الليل  بسبب غباء رئيس الوزراء الكويتي  . وأصبحت أتساءل :ألا يخاف أميركم في الكويت على كرسيه من كيد الصفويين الشيعة والمتآلفين معهم من الشيعة الآخرين؟ ألا يعلم بأن طموحات وأطماع ملالي إيران  لاتنتهي إلا بالاستيلاء على حكم آل صباح بالكويت وتحويل المذهب السني في الكويت إلى مذهب الإثنا عشرية الإيرانية ؟ أين حكمة وبصيرة أسلافكم الكرام الذين حكموا الكويت بعدل وحرص على الدين ومذهبهم السني ؟ لماذا تتراخى الأسرة الحاكمة الكويتية اليوم عن أداء واجبها ؟ هل أصبحت هذه الأسرة عاجزة عن تقديم أفضل مالديها لحكم الكويت وإدارة أمورها ؟ لماذا أصبحت الصفوف الأولى التي تدير كويت اليوم من المتردية والنطيحة ،وأصبح  المخلصون من أبناء أسرة آل صباح مضطهدين ومبعدين ومحتقرين من قبل  القابضين على زمام الحكم في الكويت ؟ الا تعلمون أن غيركم انخدع  بكلمات الصفويين المعسولة فصدقوهم ,وكانت النتيجة أنهم الآن يذوقون الأمرين منهم.

 أنظروا ماذا حل بالعراق بعد استيلاء أعوان إيران على السلطة . ألم يكن التصنيف الرسمي للعراق أنها دولة عربية وأن أطيافها العرقية والمذهبية متساوون أمام القانون فما الذي حدث ؟ أصبحت العراق تابعة للدولة الفارسية الإثناعشرية بصيغتها المجوسية وليس العربية . انظروا ماذا حل بغزة بعد أن اشترى الصفويون ضمائر بعض الغزاويين فحولوا غزة من مستعمرة إسرائيلية إلى مستعمرة فارسية . وانظروا إلى لبنان ولعنة حسن نصرالله التي حلت به ،بل انظروا ماذا فعلوا بأبناء جلدتهم من الشيعة الإيرانيين حينما اكتشف الشعب الإيراني حقيقة سرقات الولي الفقيه ونجاد وعصابتهما التي تنتمي للحرس الثوري وقوات الباسيج وتزويرهم للإنتخابات ،أنظروا كيف عاقبوا الشعب الإيراني والقوميات الأخرى بسبب اعتراضهم على الظلم فأقدموا على أفعال يندى لها الجبين بعد أن تخصصوا بالإعتداء الجنسي على الوزراء السابقين وعلى نواب رئيس الوزراء ليهينوهم ويفقدوهم رجولتهم حتى أصبحت بعض اللافتات التي يرفعها المتظاهرون تحمل العبارة التالية "لاتغتصبوا وزراءنا". فاستر على نفسك يا شيخ ناصر المحمد واحذر من يوم يكون مصيرك فيه شبيه  بمصير الوزراء الإيرانيين المغتصبين ،أم أنك لاتكترث بهذا المصير ؟.أم أن النذل القريب إلى قلبك والذي أسست له صحيفة أوان الدكتور محمد الرميحي وأشركته معك في عملياتك التجارية لايشير عليك إلا بما يضرك ولا ينتفع به إلا هو ! أم أن عيونك مغمضة حينما يمارس هذا النذل سرقاته وتحايله وألاعيبه وكيده للمجتمع الكويتي الذي لم يعرف الرميحي إلا لاجئاً بحرينياً مطروداً من بلاده لسوء سلوكه وأخلاقه  حتى سارعت باحتضانه .هل أنت مغرم باحتضان النكرات السيئة أم ماذا؟ 

   وأين أنتم أيها النواب السنة ؟ألم يختاركم الشعب الكويتي لتمثيله ، وكانوا  نبلاء مع إخواتهم الشيعة بحيث أنهم لم يذكروا لكم شيئاً عن مناصرة مذهبهم السني ، في مواجهة الخطط الصفوية ،بينما كان المرشحون الشيعة يقسمون على القرآن لسادات الحسينيات بأن الأولوية القصوى لديهم هي  نشر المذهب الشيعي الصفوي ، والزحف المبرمج للاستيلاء على مقدرات أهل السنة ، وأن تلك الأولوية تتفوق على كل اعتبار بما في ذلك مصالح الوطن  والمواطنين.      

    وضرب لي  صديقي الكويتي مثالاً على غدر النواب بناخبيهم السنة هو رئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي الذي خيب ظنهم بعد أن انتخبوه عدة مرات فتجاهل أمور مذهبهم وركز على مجاملة أبناء المذهب الشيعي على حساب ناخبيه من أهل السنة،وركز أيضاً على مجاملة ذوي الشأن لتمشية مصالحه التجارية الخاصة بعائلته التي يديرها أخوه ناصر الخرافي الذي لايفيق من سكره، وإذا صحا من الخمرة أطلق تصريحات يمجد فيها حسن نصرالله العميل الصفوي رقم 1 في لبنان .والذي ينفق أمواله التي استحوذ عليها من الكويت على المشاريع الشيعية في لبنان . لماذا المجاملة ياخرافي ! ألا تخشى من هجمة صفوية ماكرة على الكويت؟، ألم تسمع كلام زميلك كروبي رئيس البرلمان الإيراني السابق وهو يفضح نظام الحكم الذي كان يمثله قبل أن يكتشف زيفه فقال :"إن عدداً من الشبان والشابات الذين اعتقلوا خلال تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد, تعرضوا للاغتصاب في السجن "بشكل وحشي". ألم تسمع بالرسالة التي بعث بها كروبي إلى رفسنجاني, الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء, وهما الهيئتين الاساسيتين في النظام, وقال فيها :"إن "بعض كبار المسؤولين قاموا بأمور مشينة وان عدداً من الاشخاص الموقوفين اكدوا ان بعض الشابات تعرضن للاغتصاب بشكل وحشي", مضيفا ان "شبانا ايضا تعرضوا للاغتصاب بشكل وحشي, ويعانون منذ ذلك الحين من انهيار عصبي ومشكلات نفسية وجسدية خطيرة".

    فإذا كانوا يهينون كروبي ويعتدون عليه بالضرب  وهو الملقب في إيران بأنه "أبو الشهداء",فتصور ماذا سيفعلون بك ، فلماذا تجامل الشيعة الصفويين أو حتى العامة من الشيعة الذين يتبعونهم على حساب أهل السنة الذين انتخبوك . أما سمعت أن زميلك الحالي رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني طالب بفتح تحقيق فوري بعد أن أقر بوقوع اعتداءات ومارسات مخالفة للقانون.

   أما باقي النواب السنة في الكويت فهم أسوأ من الخرافي لأنهم شياطين خرساء تجامل الشيعة الصفويين مع علمهم بخطورة الدور الذي يلعبونه بعد أن استولوا على المال والإعلام والسياسة ،هذا إذا استثنينا بعض النواب الصامدين بوجه الإستعمار الصفوي الماكر.

  لقد قال لي  صديقي الكويتي بعد أن فتح قلبه : "إن أهل السنة الكويتيين والذين هم الأغلبية هم المسؤولون  عن هذه المهزلة . لقد فقدوا الغيرة على مذهبهم وتفرقت كلمتهم فتسببوا بتدهور أحوالهم ، بينما  قيادات المذهب الشيعي  يزدادون تشدداً ويعتبرون الإنتماء إلى المذهب الشيعي معناه  التنازل عن الإردة والثروة وحتى العرض للقيادات الشيعية، ومن لايرضى بذلك من الشيعة فإنهم يزعمون بأن آل البيت عليهم السلام غاضبون عليهم   .   

    هل من المعقول أن يكون أهل السنة في الكويت بهذه السذاجة حتى يسمحوا لأقلية من الشيعة الصفويين أن يستولوا على الحكم في الكويت باستيلائهم على عقل وقلب وجوارح رئيسه رئيس وزرائهم المسحور ؟ لماذا لاتبدأون يا أهل السنة باجتماعات منظمة لمراجعة أمور السنة والدفاع عن مصالحهم مثلما يفعل الشيعة الصفويون؟ لماذا أنتم خائفون من سلاطة لسان الشيعة الصفويين ؟ ، فهل يحق لهم الإجتماع للد فاع عن مذهبهم دفاعاً شرساً ولايحق لكم أن تفعلوا مثلهم .لماذا ترضخون لهم وهم يبتزونكم كما يبتز اليهود من يدافع عن عقيدته فيتهمونه بمعاداة السامية حتى أصبحتم مرعوبين منهم كرعب الإوروبيين من اليهود  ؟

 أنصحكم أيها السنة أن تشكلوا رابطة تنظم أموركم  وتدافع عن حقوقكم  وتثبتون من خلالها وجودكم . لقد حان الوقت الذي تلتفون فيه حول أنفسكم بعيدا ً عن الشيعة أو غير الشيعة . إن نوابكم في البرلمان الكويتي لايحترمونكم ولا يقيمون أي اعتبار لكم لأنهم يعتقدون أنكم في النهاية ستدلون بأصواتكم لهم  بضغوط عائلية أو قبلية .فلماذا لاتهددون نوابكم بأنكم لن تصوتوا لهم في المستقبل إن لم يتبنوا مطالبكم السنية مثلما يفعل الناخبون الشيعة مع النواب السنة ومع نوابهم الشيعة .

    استفيقوا من غفلتكم فالحكم طلقكم بالثلاثة ونوابكم يضحكون عليكم وقياداتكم السياسية يساومون على أصواتكم.. فلاتعتمدوا إلا على الله ثم على أنفسكم , واعلموا أن أي تأخير في المبادرة بإنشاء هذه الرابطة غير الرسمية ستجعلكم تنتظرون يوماً يهجم عليكم الصفويون فيه منإيران ليستعبدونكم ويسلبونكم أموالكم ويغتصبون بناتكم وابنائكم كما فعلوا بالشيعة قبلكم  . وإذا كان الشيعة كانوا من قبلكم رفعوا شعار لاتغتصبوا وزراءنا فهل فكرتم في الشعار الذي سترفعونه حينما يحتلون بلدكم في وقت غير بعيد                                                                     .  

                                                 الكاتب /                                                     RAUOF. A.B                                                              سراييفو                                                      
 
رابط المقال :- 

الله يستر على  ديرتنا إن كان الكلام صحيحا     http://www.ku8na.com/NewsDetail.aspx?ID=480

                                                                                                                    

حكم الديمقراطية في الإسلام

فلقد أصبحت الديمقراطية شعارا يُرفع، وراية يُعمل تحت لوائها، يغنون لها، ويتاجرون على حسابها، بل أصبحت نظاما للحكم في العديد من الدول، حتى هذه التي تقول أن دينها الرسمي هو الإسلام.


وتصورت أعداد كبيرة من البشر أن المشاكل التي يعانون منها سببها الرئيسي هو غياب الديمقراطية الحقيقية، ويوم تطبق الديمقراطية بحذافيرها فسيعيشون في جنة على ظهر الأرض.


وإنه لمن المؤسف جدا أن ترى أن أكثر أصحاب الأقلام، من مفكرين وأحزاب سياسية، لا تتحدث إلا عن الديمقراطية، ولا تحاسب ما تراه في نظرها من أخطاء إلا من منطلقات الديمقراطية.


إن الديمقراطية - أيها الإخوة – هي حكم الشعب للشعب، إن الديمقراطية تعني أن نحتكم إلى الشعب ولا نحتكم إلى شريعة ربنا، إن الديمقراطية تعني أن نحكِّم المجالس التشريعية حتى ولو خالفت شريعة ربنا، إن الديمقراطية تعني أن نطبق ما وافق عليه غالبية أعضاء المجلس ولو كان مخالفا لشرعة ربنا.


وهذه - أيها الأفاضل – مخالفة صريحة لما أمرنا الله عز وجل به من الاحتكام إلى شريعته ونبذ قوانين البشر؛ حيث يقول: "إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ" [يوسف:40]، وقال سبحانه: "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" [المائدة:50]، وقال تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" [الأحزاب:36].


فالله عز وجل نهانا - في هذه الآيات - أن نحتكم إلى شريعة أو قانون غير شريعته.


أيها المسلمون: إن الديمقراطية من وضع وتأصيل أعداء الإسلام، واجهوا بها علماء ضلال ووثنية، وكهنة شر وفساد، وواجهوا بها دكتاتوريات بلغت غاية الاستبداد والظلم، سحقت تلك الدكتاتوريات شعوبها سحقا، بعد أن استعبدتها، وسلبتها حرياتها سلبا مهلكا، وحولتها إلى قطعان أحط من الحيوانات.


وليس لهؤلاء المظلومين المنهوكين دين يواجهون به هذا الواقع، فاخترعوا ما يسمى الديمقراطية أي حكم الشعب للشعب، لأنه ليس لهذه الشعوب أديان يوجد فيها العدل والإنصاف والعقائد الصحيحة، فوجدوا فيها متنفسا، على فجورها وكفرها وظلمها وانحطاطها، وتحللها من الأخلاق الإنسانية.


أما نحن المسلمون فلسنا بحاجة إلى الديمقراطية، وإنما أبدلنا الله بها بشريعته الإسلامية فإذا كانوا يتحاكمون إلى قوانين البشر، فنحن نتحاكم إلى قوانين رب البشر { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }المائدة 50 .


أيها المسلمون: إن حل مشاكلكم لا يكمن في الديمقراطية ولا في الدكتاتورية ولا غيرها من الأنظمة البشرية المخالفة لشرعة رب البرية، وإنما يكمن والله الذي لا إله إلا هو في الإسلام، في عقائده وتشريعاته ومنهجه، فلا خير للبشرية إلا في ظل تعاليمه، ولا عز للإنسانية إلا بتطبيقه وتحكيمه .


وفي دنينا الوفاء والحل لكل ما تطلبه الحياة، قال الله تعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾ المائدة 3 .


وكل المشاكل التي حلت بالمسلمين، فإنما هي من ثمار تفريطهم في كثير من أمور دينهم، ولا حل لهذه المشاكل إلا بالجد فيالأخذ بدين الإسلام جمعيا وتطبيقه.


فالحق في الإسلام وحده، والعقائد الصحيحة في الإسلام وحده، والعدل والإنصاف في الإسلام وحده، والرحمة والبر والإحسان على الوجه الذي يرضي الله، إنما هي في الإسلام .


أيها المسلمون: إن الواجب على حكام المسلمين وولاة أمرهم تحكيم شريعة رب العالمين، ونبذ ما خالفها من الأنظمة البشرية كالديمقراطية ونحوها.

الدكتور حمد بن محمد الهاجري
أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة جامعةالكويت
جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء

***
ملاحظة :

أمريكا تشد بكل عزمها لتنفيذ هذه الديمقراطية سراً وعلانية وهذا ما يلمسه الشارع العربي من المحيط إلى الخليج في خضم هذه الثورات الشعبية المعاصرة لتقطع الطريق على أهل الإسلام من تحقيق هدفهم السامي المفروض عليهم تطبيقه على الجنس البشري كافة وليس على العرب فقط وتنساق الشعوب مخدوعة بهذا الشعار الرنان البراق لا تدرك ما هي الأهداف للمطالبة بهذه الديمقراطية الكاذبة المخادعة والتي تصرف المسلمين عن شرع الله تعالى المفروض إتباعها لسعادة الدارين ...


وإلا من يستطيع أن يشرح لنا إن كان من الصادقين

لماذا إتبع العبيد والجواري والمستضعفين في مكة دين الإسلام
حينما دعى إليه خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم ...



***