الخميس، 18 أغسطس 2011

مشاريع الحلف الإيراني العراقي السوري في مهب الريح

السياسة الكويتية 14-رمضان-1432هـ / 14-أغسطس-2011م

طموح وقوي للغاية مشروع الربط والدعم الاقتصادي للنظام الإيراني بحلفائه في العراق والشام من خلال مشروع أنبوب تصدير الغاز الإيراني إلى اوروبا عبر العراق وسورية , وهذا المشروع الذي يمثل قطب الرحى في التوجه السياسي والاقتصادي الإيراني يعمل عليه الإيرانيون من أجل ضرب عصافير عدة بحجر واحد, ولعل الرؤية الأمنية هي التي تؤكد ذلك المشروع وتعطيه قابلية الحركة والدعم , فمن المعروف إن إيران التي تعاني من حصار اقتصادي دولي واسع النطاق تعتبر من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي وبما يوفر لها موارد مالية مهمة تدعم مشروع نظامها في التمدد الإقليمي, لذلك كان العمل حثيثا و مباشرا على تجميع الحلفاء و الأنصار و الأنظمة المتأزمة التي تعاني من سكرات الموت و الاضمحلال وفي طليعتها النظام السوري الذي تهز عرشه أوسع و أكبر ثورة شعبية عربية في العصر الحديث والتي انتجت من صور الشجاعة و التضحية صورا تاريخية لن تمحى أبدا من الذاكرة النضالية للشعوب الحرة , و النظام الإيراني وهو يسعى إلى استثمار موارده من أجل تأمين نفسه ودعم حلفائه المخلصين الموشكين غلى الاضمحلال لا يمكن أن يتجاوز أبدا هدفه الستراتيجي في التحول إلى اكبر دولة مصدرة للطاقة في الشرق الأوسط من خلال الهيمنة على مفاتيح القرار السياسي في بعض الدول الرخوة سياسيا وأمنيا واقتصاديا وفي طليعتها العراق تحت إدارة الأحزاب والجماعات الطائفية المتناحرة والتي تقودها تلكم الأحزاب الإيرانية الهوى والهوية و التأسيس والولاء.

فالعراق نفسه رغم كونه يحتوي على احتياطيات مهمة و كبيرة جدا من الغاز الطبيعي يحرص الإيرانيون على إفشال المشاريع العراقية لاستثمار تلك الثروة لتظل إيران هي اللاعب الأقوى في مجال الطاقة إقليميا , كما أن أنبوب الغاز الطبيعي الإيراني المار بالعراق وسورية والمتوجه نحو موانئ المتوسط هو أكبر من كونه مجرد مشروع اقتصادي لأنه يصب في مصلحة دعم اقتصاد النظام السوري ودعم مالية و ميزانية "حزب الله" اللبناني أيضا وهو ما يضيف إلى مشهد التحالف "النوروزي" أبعاداً مهمة للغاية تتمثل في الربط الاقتصادي بين أنظمة سياسية متحالفة يكون النظام الإيراني هو قائدها و موجه مسيرتها و المهيمن على مسارات اقتصادها خصوصا من جهة العراق الضعيف بحكومته الطائفية المريضة و التي جلها مجرد ملحق لحكومة الولي الصفوي الفقيه في إيران والتي تحاول جاهدة وبوسائلها الالتفافية الخبيثة منع الشعب العراقي من استثمار ثروته الغازية لصالح المشاريع الإيرانية .

أهداف ذلك التحالف الشيطانية واضحة وجلية وهي لا تتعلق أبدا بإحداث تنمية حقيقية لتلك الشعوب بقدر ما تهدف إلى تقوية الحلف الشيطاني الممتص لدماء الشعوب الحرة و تضحياتها , لكن وبكل تأكيد فان نيران الثورة الشعبية السورية لن تخمد وهي اليوم في منعطف حاسم سيغير وجه الشرق القديم بأسره, وكل مخططات الدعم وحقن المقويات الإيرانية لن تفلح أبدا في الالتفاف على الحقيقة الميدانية القائمة و المتجسدة بانتصار الثورة السورية وانهيار بقايا نظام البعث السوري و الذي سيتبعه بالضرورة تقويض كامل للتحالف "النوروزي" الإيراني الصفوي في المنطقة.

الشعب السوري الحر يصنع التاريخ ويؤطره بمنطلقات و متغيرات سيكون لها دورها الحاسم في قلب الطاولة على رؤوس كل المعادين لحريات الشعوب وحقها في تقرير المصير. لن ينجح أبدا تحالف المنحوسين مع خائبي الرجاء و الفاشيين لقد قال الشعب السوري الحر كلمته الحاسمة وكفى.. معسكر التخلف و الطغيان و الطائفية الرثة إلى سعير. *كاتب عراقي

الكاتب :- داود البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق