الأربعاء، 27 يوليو 2011

خمس دقائق في مؤتمر ايراني بالقاهرة

جريدة المصريون 25 من شعبان 1432هـ / 26 من يوليو 2011م

اتصل بي صديق يطلب مني حضور مؤتمر عن المقاومة والثورة في نقابة الصحفيين وفي غمرة انشغالي لم أسأله من منظم المؤتمر ولا من الحضور فمن عادتي أرحب بكل عمل من أجل دعم المقاومة. ويوم الأحد الساعة 11 توجهت لنقابة الصحفيين ودخلت قاعة الاحتفال وتوالت المفاجآت؛ من أول نظرة وجدت أشكال شيعية وأخذت أتأمل الحاضرين فوجدت كوكتيل من الشيعة والمتشيعين واليساريين الشيوعيين والناصريين وقليل جدًّا من أصحاب الفكر المحترم، فسلمت على صديق صحفي وسألته عن أشخاص حاضرة فازدادت معرفتي بشيعية المؤتمر، ثم صعد المنصة جمع من الشيعة؛ إيراني واثنين من حزب الله والموالين لهم (وحزنت لوجود الأخ المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط معهم على المنصة).

فعلمت أنني وقعت في فخ في استجابة دعوة الصديق المحترم فضحكت في نفسي وهممت بالانصراف ولكن وجدت القارئ يتلو القرآن فاستمعت إلى آيات الله وما إن انتهى حتى رأيت أحدهم يتحدث بصوت عال عن المقاومة والثورات العربية ثم يُمجّد في حسن نصر الله وبدأت مسرحية معتادة فظهر شاب يهتف لحسن نصر الله ووراءه مجموعة تردد هتافاته، فانصرفت بعد خمس دقائق وقعتُ فيها في فخ شيعي في مؤتمر في قلب القاهرة عاصمة أهل السنة!

الشاهد أن الايرانيين يخططون لاستغلال الحالة الجديدة في مصر للتواجد بقوة:

1- عن طريق تحالف مع بعض النصارى في مصر وأقباط المهجر بالخارج والضغط لرفع الصوت بالمظلومية للقفز على أي مكتسب في المشهد السياسي بدعم القوى الغربية.

2- عن طريق التحالف مع الناصريين والقوميين العرب واستغلال صوت هؤلاء العالي بالمقاومة للدخول في قلبهم بل وامتطاء ظهر المقاومة عنوة بشعارات مستغلة حرب بيروت.

3- استغلال الحالة الفلسطينية وتعاطف المسلمين معها وفتح مكاتب للفلسطينيين في إيران ولبنان وسوريا وإكراههم على قبول الواقع الشيعي بكل ما فيه للمرور إلى داخل كل مسلم وعربي وكان على المنصة أسامة حمدان ممثل حماس بلبنان.

4- استغلال حالة الثورات العربية للقفز داخلها رغم أنهم أشد الناس قسوةً وظلمًا وطغيانًا وسفكًا للدماء في مواجهة الثورات، والواقع يفضحهم في إيران وسوريا.

وذكروا فقط ما حدث في البحرين، لأن الشيعة هم من قاموا بالمظاهرات، أما أهل السنة العرب في الأهواز فلا ذكر لثورتهم، والمسلمين العرب في سوريا فلا ذكر لثورتهم في نفاق واضح يكشف زيفهم.

5- الذي يجمع كثير من الحاضرين في المؤتمر هو كراهيتهم وعدائهم لأهل السنة تحت مسمى السلفيين أو الوهابيين (وتوجد قلة محترمة) وكثير منهم له كتابات صحفية وتصريحات وحوارات في ذلك.

6- منذ الثورة المصرية والشيعة يحاولون جاهدًا الظهور ويخططون لإنشاء حزب وتحالفوا مع النصارى في قانون دور العبادة لإنشاء مساجد شيعية لهم وأصدروا صحيفة آل البيت تم توزيعها في ميدان التحرير مجانًا وكلها حقد ضد أهل السنة.

والمؤتمر الأخير الذي عقد في قلب القاهرة بنقابة الصحفيين بدعم ناصري يساري مؤشر خطير على التغلغل الشيعي في مصر وهو دليل على استمرارهم في محاولات الاختراق تحت استغلال المقاومة وأخيرًا يستغلون الثورات العربية التي يريدون امتطاءها إذا لم تكن ضدهم أما إذا كانت ضدهم فسفك الدماء والقتل أسلوبهم والمصيبة أن من يجلسون معهم يسكتون عن ذلك.

ويبقى على المسلمين أهل مصر السنة أن ينتبهوا لأن الأعداء كُثُر والأحداث تتوالى بسرعة شديدة والإسلاميين مسؤوليتهم كبيرة في الدعوة والحفاظ على هوية مصر الإسلامية السنية.

وكلمتي الأخيرة لمؤتمر خيار المقاومة والثورات العربية في نقابة الصحفيين أن ثورة الشعب السوري فضحتكم وفضحت نفاقكم وأنتم لا تستحيون.

والله شعرت وأنا أتصفح بعض الوجوه في ذلك المؤتمر أنها وجوه مسودّة لا تستحي.
وإن شاء الله يسقط الطاغية بشار ويسقط حماة التشيع في المنطقة العربية.

الكاتب :-
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب

التهديدات الإيرانية والنفاق الأميركي

الرأي الكويتية 14-6-2011م

في صيف عام 90 ازدادت التهديدات العراقية للكويت، وبرغم جديتها ووصول التقارير التي تشير إلى أن العراق على وشك غزو الكويت، إلا أننا كنا نسمع التطمينات، ومن أشهرها أنها (سحابة صيف).

وفي فجر 2/ 8 اكتشف الشعب الكويتي أن ما كان يوصف بأنه سحابة، كان في حقيقته إعصاراً مدمراً، أطاح الشرعية، واحتل البلاد وشرد العباد، وبقي الكويتيون بين مقهور في بلده، وبين مشرد خارجه لا يدري هل سيكون له نصيب فيرجع إليه مرة أخرى.

هذه المحنة لا أظن أن هناك كويتيا على استعداد أن يعيد تجربتها مرة أخرى، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، أقول هذا ونحن نشاهد سيناريو مشابهاً، والذي تولى كبره فيه جار سوء آخر وهو إيران، فالمؤشرات لا تبشر بخير، فالشبكة التجسسية التي تم اكتشافها، وازدياد العمالة الايرانية، وخاصة فئة الشباب، التصريحات الخطيرة الصادرة من بعض القيادات الإيرانية، التدخل السافر في شؤون دول مجلس التعاون ومنها الكويت، النظرة التوسعية لتصدير الثورة، الخطة الخمسينية المشهورة، والتي تم افتضاحها وهي الرغبة في احتلال الخليج، وتحقيق مشروع أم القرى، وهي أن تكون (قم) المركز الذي ينبغي أن يحج له المسلمون بدل مكة، تأجير إيران لثلاث جزر من مجموعة جزر دهللك الواقعة في البحر الأحمر من ارتيريا، لتكون مراكز تدريب عسكري، يلتحق فيها بعض أبناء الخليج ممن يوالون الثورة الإيرانية، والآن يتدرب فيها الحوثيون للمشاركة في ثورتهم للانفصال عن اليمن.

كل هذه تدفعنا للتفكير ملياً في الأسلوب الأمثل لمواجهة هذه التهديدات بشكل جدي، البعض يقول لا تزعجوا أنفسكم فالاتفاقيات الأمنية مع الدول الغربية تكفينا وفي مقدمتها أميركا، ونقول لكل مخدوع لا يوجد في السياسة صديق دائم، وإنما مصلحة دائمة من حققها فهو صديقي، أميركا إنما يهمها البترول بالدرجة الأولى ولو احترق الخليج بأهله، ألا ترى كيف أنها سلمت العراق للمرجعيات الشيعية بتكتلاتها وأحزابها، مقابل أن تفوز هي بالبترول العراقي، وقد وقعت اتفاقية مع رئيس الوزاء العراقي السابق الجعفري وأيدها المالكي تحصل أميركا من خلاله على البترول العراقي ولمدة 41 عاما بقيمة دولار واحد فقط لبرميل النفط!

بماذا يمكننا أن نفسر خروج الاسطول الأميركي المتواجد بالقرب من الشواطئ البحرينية وانتقاله إلى مضيق هرمز، أيام الثورة البحرينية، والتي كادت أن تسقط فيه الحكومة البحرينية بأيدي الموالين لإيران لولا العناية الإلهية، وحنكت الحكومة السعودية بتدخل قوات درع الجزيرة

في اعتقادي أن تعزيز روح الترابط بين دول الخليج العربي هو من أقوى الأسلحة في مواجهة المخططات الإيرانية، هذا الترابط الذي يعزز اقتصادياً من خلال التبادل التجاري وتوحيد العملة وإلغاء الجمارك، ويعزز عسكرياً من خلال إعطاء قوات درع الجزيرة أهميتها بزيادة عددها ورفع كفاءتها، وفي ظني أن إنشاء اتحاد كونفيديرالي بين دول الخليج، يمكن من زيادة التنسيق بشتى صوره بين دول مجلس التعاون، بحيث يكون أقوى في صلاحياته وقدراته وفاعلية من مجرد ذلك التجمع الذي لم يلمس من خلاله المواطن الخليجي إلا الشيء اليسير من الإنجازات.

نحن لا نتمنى أن تتصادم دول الخليج العربي مع إيران، ونأمل أن يكون التفاهم السلمي هو الذي يسود المنطقة، ولكن من كانت له كل تلك الأطماع التوسعية، فلا يؤمن جانبه وينبغي الحذر منه، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لست بالخب ولا الخب يخدعني، (وخذوا حذركم).

الكاتب :- عبدالعزيز الفضلي

نجاد.. ولعبة التحدي وكشف الأسرار

مفكرة الإسلام 23-شعبان-1432هـ / 24-يوليو-2011م

علي رضا نادر/ مؤسسة راند البحثية

لا تزال تستعر المعركة الحامية بين الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" والمرشد الأعلى للثورة "علي خامنئي"؛ وهي المعركة التي بدأ فيها كلا الطرفين في استخدام سلاح التهديد لردع الآخر. فالرئيس الإيراني الذي يعرف الكثير من بواطن الأمور داخل النظام يلعب على وتر التهديد بكشف الأسرار، بينما يعمل خامنئي على استغلال وسائل الإعلام، وكذلك ولاء كبار قادة الحرس الثوري له من أجل كبح جماح وتشويه صورة رئيس حكومته الذي كان يومًا من أقرب معاونيه.

ويرى المحلل السياسي "على رضا نادر"- الباحث بمؤسسة راند البحثية الأمريكية- أنه بالرغم من كفاح نجاد المستميت من أجل السلطة فإنه ربما لن يكون قادرًا على الصمود أمام التحدي الصعب الذي يواجهه في المرحلة الراهنة. وقال في مقال له تحت عنوان "أحمدي نجاد في مواجهة الحرس الثوري" أن الحرس الثوري ربما سيبذل كل ما بوسعه للحفاظ على امتيازاته حتى ولو كان على حساب نجاد.
وفيما يلي نص مقال "أحمدي نجاد في مواجهة الحرس الثوري" وجاء فيه:

يواجه الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" مأزقًا صعبًا هذه الأيام. حيث أثار تحديه للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية "آية الله علي خامنئي"- والذي بدأ في أعقاب إقالته لوزير الاستخبارات في أبريل الماضي- غضبًا عميقًا لدى النخبة السياسية والعسكرية في إيران. حتى أن هناك حديث عن إمكانية إقالة الرئيس.

وفي الماضي، أثبت أحمدي نجاد أنه الأكثر صمودًا. ومهد طريقه ببراعة للوصول إلى أقوى ثاني منصب في إيران؛ إلا أنه يواجه الآن تحديًا ربما لن يكون قادرًا على التغلب عليه. فقد أسند خامنئي للحرس الثوري مهمة تقويضه- - وربما حتى اختيار من يحل محله كرئيس للبلاد.

وفي مقابلة أجريت مؤخرًا مع قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد علي الجعفري" قال: إن قواته مسئولة حاليًا عن التعاطي مع "التيار المنحرف"؛ وهي أحدث لغة يتم استخدامها حاليًا في وصف "أحمدي نجاد" ومدير مكتبه المثير للجدل "إسفنديار رحيم مشائي" وغيرهم في دائرة نجاد المقربة. وأشار الجعفري إلى أن الحرس سوف يساعد في تهيئة الظروف للانتخابات البرلمانية التي ستجرى العام المقبل وكذلك الانتخابات المستقبلية.

وموجهًا خطابه للمعارضة، صرح الجعفري كذلك أن الإصلاحيين الذين لم يتجاوزوا "الخطوط الحمراء" للنظام سيتم السماح لهم بالمشاركة. وهذا ربما يتضمن الرئيس الإيراني السابق "محمد خاتمي"، الذي طلب مؤخرًا من النظام أن "يصفح" عن الإيرانيين الذين خرجوا في احتجاجات في أعقاب الانتخابات الرئاسية محل النزاع التي جرت عام 2009. وقد عكست تعليقات الجعفري مدى تصاعد سلطة الحرس الثوري كأداة تنفيذ سياسية لإيران.

لكن من غير المرجح أن يرحل "أحمدي نجاد" دون صراع. فقد رد بقوة على الجعفري بانتقاده المعابر الحدودية "غير القانونية"التي تستخدمها الوكالات الحكومية من أجل تهريب البضائع من وإلى إيران، والتي تُقدر بأنها تدر مليارات الدولارات من الأرباح غير المشروعة. وأعرب نجاد ضمنيًا أن المهربين كانوا "أخوة" لهم مصالح أمنية واستخبارية. وقد فُسرت تعليقاته على نطاق واسع في إيران على أنها تشير إلى الحرس الثوري، الذي من المعروف عنه إدارته لأرصفة بحرية ومعابر وموانئ في أنحاء البلاد. و قد أدان الجعفري لاحقًا هذه الادعاءات ووصفها بأنها "منحرفة".

إن من المفارقات، أن الحرس الثوري كان قد لعب دورًا حاسمًا في انتخاب "أحمدي نجاد" عام 2005 و2009. حتى أن "أحمدي نجاد" كان يعتبر في فترة ما بين أكثر الحلفاء المقربين للحرس الثوري، كما سمح لهم خلال رئاسته بتجميع المزيد من السلطات السياسية والاقتصادية. إلا أنه عندما ألمح إلى قضية التهريب، طرح بصورة علنية أنه على دراية بأسرارهم. كما أنه ربما يعلن عن المزيد من المعلومات الداخلية إذا ما استشعر بتهديد أكبر.

ومن المعروف عن الحرس الثوري أنهم قوة منقسمة؛ حيث يؤيد بعض عناصره الإصلاحيين بينما هناك آخرين هم من المواليين لـ "أحمدي نجاد". ومع ذلك، يبدو أن كبار قادة الحرس يقفون بقوة خلف خامنئي الذي ضمن لقادة الجناح العسكري الأعلى أنهم سيكونون حرس السياسة الإيرانية الأقوياء على المدى الطويل. ومن المستبعد أن يسمح خامنئي والجعفري للتيار السياسي الموالي لـ "أحمدي نجاد" أن يحقق الفوز في الانتخابات البرلمانية عام 2012 أو الرئاسية عام 2013.

لذلك فإن "أحمدي نجاد" ربما يعتزم تحدي الأعضاء الأبرز في النخبة السياسية، بما في ذلك خامنئي والجعفري. إلا أن الحرس الثوري أيضًا يُظهرون بوضوح أنهم على استعداد لبذل ما في وسعهم من قدرات متنامية- حتى وإن كانت ضد "إخوانهم"- من أجل حماية امتيازاتهم.

*علي رضا نادر: محلل سياسي بمركز أبحاث "راند" الأمريكي، وخبير متخصص في الشأن الإيراني. من أبرز أعماله "المرشد الأعلى القادم: الخلافة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

مغزى التهديدات الإيرانية للسعودية

موقع المسلم 17-رجب-1432هـ

تقف إيران وأتباعها في المنطقة, الذين حذرنا دوما منهم ومن كون تحالفهم هو تحالف طائفي وليس سياسي, في وضع استعداد وتحفز علني غير مسبوق, مطلقة تهديدات صريحة لدول المنطقة وعلى رأسها السعودية, غير مكترثة بأي أعراف دبلوماسية, متحججة بالدفاع عن "حق الشعب البحريني في الحرية", ولا نعلم لماذا لم تدافع طهران عن حق الشعب السوري في الحرية ؟

 وكذلك عن حق الشعب الأحوازي المحتل في الحرية ؟

 أم أن الحرية فقط يحتاجها الشيعة في العراق ولبنان والبحرين واليمن كي يدقوا الاسافين لاهل السنة ويسعوا للانقضاض على الحكم لتكوين بؤر شيعية تمهيدا لتنفيذ مخطط إنشاء امبراطورية فارسية في المنطقة..

إيران تتصرف كقوة عظمى اعتمادا على برنامجها النووي الذي فشل الغرب حتى الآن في وضع حد له؛ نظرا لتشابك المصالح التي تربط الطرفين, ورغم أن الكيان الصهيوني وجه هجوما عنيفا للبرنامج النووي العراقي في بداياته واغتال العالم المصري المشرف على البرنامج يحيى المشد, إلا أنه اكتفى بالتصريحات الجوفاء فقط تجاه البرنامج النووي الإيراني؛ مما يؤكد حجم العلاقات السرية بين الجانبين والتي تباركها الولايات المتحدة...

إيران تعبث بالمنطقة وتشكل لوبيا شيعيا واضحا ينافح عنها ويضغط من أجل عدم التصعيد تجاهها بل ويفجر المنطقة احيانا ليحقق لها مصالحها مثلما فعل حزب الله في لبنان عندما اختطف الجنديين الصهيونيين في وقت كانت إيران تحتاج إلى تخفيف الضغط الغربي عليها, ومنذ هذه الحرب التي كانت كارثة على الشعب اللبناني ظل حزب الله ساكنا واكتفى بتوجيه سلاحه للمعارضين لسياساته من اللبنانيين متمسكا بـ"سلاح المقاومة".. أي مقاومة وأين ومتى منذ سنوات ؟

لا أدري وليس من المهم أن يدري أحد ما دام الهدف هو مصلحة "الأم الحنون" للشيعة في العالم..إيران ترى أن ألد أعدائها في المنطقة والتي تقف لأهدافها بالمرصاد هي المملكة العربية السعودية هذه الدولة السنية الكبيرة التي يتجه إليها المسلمون من شتى أنحاء العالم ليحجوا ويعتمروا, والتي يقف علماؤها وطلابها بقوة أمام الخزعبلات الشيعية ويكشفون زيف العقيدة الإثنى عشرية ومخالفتها لثوابت العقيدة الإسلامية, ورغم المحاولات الإيرانية لتضليل الشعوب بأكاذيب "تكفير الوهابية لعموم المسلمين" إلا أن فتاوى علماء السعودية المدعمة بالادلة من الكتاب والسنة بشأن الشيعة ومخططاتهم تلقى قبولا شديدا بين المسلمين, بل وينضم إليهم يوما بعد يوم علماء من دول أخرى مؤيدين لهذه الفتاوى بعد أن غرر بهم الشيعة لزمن طويل تحت لافتة التقريب..

إن التهديدات الإيرانية لم تأت تلميحا أو من مواقع وصحف إيرانية كما كان معتادا من قبل حتى يسهل التنصل منها, ولكن جاءت بشكل واضح ومن خلال مسؤولين كبار فهذا رئيس المجلس التنسيقي لقوى «حزب الله» في ايران حسين الله كرم قال: "اذا لم تغادر القوات السعودية البحرين، فان لا خيار امامنا سوى تنفيذ عمليات استشهادية", واكد امام تجمع لمكتب الطلبة المدافعين عن "النهضات الاسلامية" قائلا: "لم يعد من الصحيح الصمت والتفرج على الاعمال التي تحصل (…) اليوم حان موعد الجهاد". كما أشار المستشار العسكري الأول للمرشد الإيراني رحيم صفوي أن السعودية قد تتعرض لهجوم, وقال: "إن الوجود والسلوك السعودي في البحرين نوعٌ من الهرطقة والمصير نفسه قد تلقاه الدولة ذاتها، وبالذريعة نفسها ربما تتعرض السعودية لهجوم". وأضاف أن "غضب إيران من تدخل السعودية في البحرين لم يفتر". كما دعا رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى الدفاع عن الشعب البحريني, في إشارة للمحتجين الشيعة.

واعتبر لاريجاني أن الدفاع عن الشعب البحريني "واجب إسلامي علي الجميع" وأن مواقف القوي الدولية إزاء التطورات الجارية في المنطقة "مزدوجة". وقد وصل الامر إلى مطالبة إيران لمجلس الامن بالتدخل لحماية شعب البحرين ـ في إشارة للشيعةـ مع أن طهران طالما أعلنت أنها لا تعترف بمجلس الأمن ولا بقراراته..

طهران تسعى لربط ما يحدث في البحرين بالثورات العربية الداعية لتغييرات سياسية واقتصادية متجاهلة الشعارات الطائفية التي تم رفعها من المعارضة الشيعية ودعم المقيمين الشيعة من غير البحرينيين لهذه التظاهرات ودورهم المؤثر في تسييرها, وهو ما لم يحدث في مصر ولا في تونس التي يحلو لطهران الاستشهاد بهما, كما أن تدخل قوات خليجية جاء لحماية الحدود وليس لقمع التظاهرات وفي إطار اتفاق للتعاون المشترك بين دول الخليج تم الإعلان عنه منذ فترة وهو متعارف عليه دوليا, خلافا لدعمها هي لقمع التظاهرات السورية في السر ومشاركة حزب الله اللبناني في قمع مظاهرات الاحواز..العجيب أن طهران رفضت مظاهرات للمعارضة على أراضيها تأسيا بثورتي مصر وتونس واحتفالا بهما رغم انها تظاهرات غير طائفية..

فلماذا سمحت لنفسها برفض وقمع تظاهرات للمعارضة السياسية على اراضيها وتندد في نفس الوقت بمنع تظاهرات لمعارضة طائفية في البحرين ؟

قد تبقى التهديدات الإيرانية في إطار الحرب الكلامية على الأرجح, إلا أنها قد تتطور لعمليات تخريبية يتم شنها من خلال طابورها الخامس المنتشر في عدة دول وهو ما ينبغي الحذر منه..لقد بدأت إيران تسفر عن وجهها الحقيقي, ويالها من سعادة يشعر بها المحذرون من الخطر الإيراني بعد أن تخلت إيران عن تقيتها وظهورها أخيرا على حقيقتها؛ فالعدو الصريح أقل خطرا بكثير مهما كانت قوته من العدو المستتر.

الكاتب :- خالد مصطفى

إيران.. تقيّة أم تغيير؟

جريدة الشرق الأوسط اللندنية 23 من شعبان 1432هـ / 24 من يوليو 2011م

بعد أن تفنن جل مرتدي العمائم في إيران، ومعظم مرتدي البزات العسكرية، في الهجوم على السعودية والبحرين، حيث لم يبق إلا مدير مرور طهران تقريبًا الذي لم يتوعد السعودية والخليج، خرج وزير خارجية إيران بتصريحات «ناعمة» تجاه الرياض والمنامة!

فبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، يقول علي أكبر صالحي: «ليست لدينا مشكلات خاصة مع السعودية، ونعترف بالسعودية بلدًا مهمًّا في المنطقة ومؤثرًا على الصعيد الدولي»، مضيفًا أنه «بعد الأحداث في المنطقة، حصل تباين في التفسير والتحليل. وأعتقد أن في الإمكان تبديد سوء التفاهم هذا». كما أعلن صالحي أن بلاده «تحترم السيادة الوطنية واستقلال البحرين وتريد السلام والاستقرار والأمن للبحرين»، مضيفًا أن بلاده تعتبر «قرار العاهل البحريني بدء حوار مع الشعب بأنه إيجابي. ونأمل أن يتيح هذا الحوار إيجاد حل للأزمة». وأعلن صالحي أيضًا استعداد بلاده للتفاوض مع أميركا!

وبالتأكيد أن أول سؤال سيتبادر إلى ذهن المتابع هو: ما الذي يحدث؟ كيف يقول صالحي ما قاله عن السعودية؟

 وخصوصًا أن مصدرًا سعوديًّا صرح لصحيفتنا قبل أيام موضحًا الرواية الرسمية لبلاده حيال الموقف من إيران، وقائلاً إن بلاده لم توجه دعوة لطهران! وبالنسبة إلى البحرين، فإن إيران ما فتئت تلوي الحقائق حول ما يحدث في المنامة، بل إن أحد الأئمة المتشددين في إيران، وهو مقرب من دوائر صنع القرار، طالب بأن يتم فتح البحرين إسلاميًّا، هذا فضلاً عن الهجوم على واشنطن دفاعًا عن حزب الله، الذي تطالب المحكمة الدولية لبنان بتسليمه أربعة من قيادات الحزب الإيراني بتهمة اغتيال الراحل رفيق الحريري. كما أن حديث صالحي عن العلاقة مع واشنطن يأتي في الوقت الذي تهدد فيه أميركا الميليشيات الشيعية المحسوبة على إيران في العراق، والتي ترتكب جرائم بحق السنة هناك، فهل نحن أمام تغيير إيراني حقيقي، أم هي التقية السياسية بشكل جديد؟

من الصعب بالطبع تصديق نيات إيران، فعند التعامل مع طهران، سعوديًّا، أو خليجيًّا، لا بد من تذكر المثل القائل: «لا يحزنني أنك تكذب عليّ، لكن يحزنني أنني لم أعد أصدقك»، إلا أنه -وأيًّا كانت نيات طهران- من المهم التنبه إلى نقطة جوهرية، قد تكون تصريحات صالحي أهم مؤشر عليها، وهي أن إيران باتت تشعر اليوم بالخطر مما يحدث في سوريا. وقد تكون طهران توصلت إلى قناعة بأن نظام الأسد لن يستمر، وأن التغيير قادم، وهذا يعني انهيار الدبلوماسية الإيرانية، كما أسلفنا مرارًا.

 مما يعني أن طهران ستواجه استحقاقًا داخليًّا تأخر قرابة الثلاثين عامًا، وهو قادم لا محالة، فكل المؤشرات تقول إن النار تحت الرماد في طهران.

لذا، فلا بد من التنبه إلى أن إيران تلعب سياسة صحيح، لكنها أقرب إلى الشطرنج، وقلاع إيران اليوم، أي نظام الأسد، توشك على السقوط، ومن أجل هذا تمارس طهران التقية، إذا أردنا إحسان الظن.

فهل هناك من يتنبه لهذا الأمر، عربيًّا ودوليًّا، ويعي قيمة الفرصة السانحة للمنطقة برمتها ؟ هنا السؤال !

الكاتب :- طارق الحميد

الأحد، 24 يوليو 2011

"بلطجية الوطني"... من أنتم !

 "بلطجية الوطني"... من أنتم!
كنت أتمنى أن ينشر هذا المقال حيث أكتب، لكن الله قدر وماشاء فعل، عموما المقال كما هو لم أنقص ولم أزد عليه حرفا واحدا، وهو  آخر مقال أرد به على الزميل أحمد عيسى، فأنا لا أريد أن يتحول الجدل بيني وبينه إلى مجرد سباق لتبادل اتهامات غير مبنية على حقائق بل مجرد كلام عام يطلقه دون أدلة وإثباتات.
يقول الزميل أحمد في مقالة "شبيحة الشعبي" إن مسلم البراك سعى إلى تعطيل جلسة تنصيب صاحب السمو حفظه الله، وأنا أقول له هذه حقبة مهمة في تاريخ الكويت فاترك عنك الكلام المرسل ودع عنك سوالف "شاي الضحى"، وقدم لنا دليلاً على كلامك هذا، أو سق لنا شهادة شاهد عيان من النواب تؤكد به صحة ما تقول، وليكن من نوابك "الوطنيين" وما أكثرهم في تلك الجلسة، أما أسلوب التحريض وإيغال القلوب فلا يليق بك ودعه لـ"عوالم" شارع الصحافة ممن تعرفهم ويعرفهم أهل الكويت.
أما كلامك عن لقاء مسلم بالشيخ أحمد الفهد وخالد الروضان الذي أثرته وكأنك "جايب الذيب من ذيله" على حد وصف إخواننا المصريين، فلعلمك وعلم الجميع أن البراك التقى بالشيخ أحمد لقاءً عابراً في مجلس الأمة وأمام الصحفيين ووسائل الإعلام وبجوارهم النائب صالح الملا، وبإمكانك سؤاله، والبراك التقى بخالد الروضان بناء على طلب الأخير في مجلس الأمة أيضا وأمام أعين الصحافة، بل إنه أبلغ الروضان عدم السماح له بحضور اجتماع لجنة التحقيق مع شقيقته نوف، لأن الدعوة شخصية لها كموظفة يحقق معها، فهو إذن لم يلتق معهما في غرف مغلقة، أو خارج مبنى البرلمان، أو حتى خارج الكويت كما فعلتم يا أحمد!
أما الوثيقة التي تحدثت عنها فكانت تطالب بإقالة أحمد الفهد فهي تنص على أن من وقع عليها سيطرح الثقة في الشيخ أحمد عند استجوابه، فهل تعتقد أن الفهد يتآمر على نفسه؟ على كل أنتم ونوابكم آخر من يتكلم عن اللقاءات الجانبية واجتماعات الغرف المغلقة، فاستجوابات الرئيس وتعيين الوزراء وتوزيع المناصب وقضية الرياضة تشهد على لقاءاتكم أنتم وليس البراك.
أما الكلام عن الوثائق، فإن وثيقة الرياضة ستبقى وصمة عار في جبين نوابكم الوطنيين، وهي الوثيقة التي مثلكم فيها جاسم الخرافي، وقالت عنها كتلتكم في بيان لها آنذاك بعد لقاء أعضائها بسمو الأمير حفظه الله "لقد نقلنا لسموه أن الوثيقة التي وقعها رئيس مجلس الأمة وعدد من الوزراء هي وثيقة ملزمة للحكومة وعليها تطبيقها"، وهذا اعتراف صريح وواضح منكم بالوثيقة وبنودها حتى وإن قلتم إن نوابكم لم يوقعوا عليها!
وفي المقال نفسه أعاد الزميل أحمد تشغيل "أسطوانة مشروخة" مللنا سماعها، وهي تجاوزات مسلم في إنجاز المعاملات وتعيين الناخبين، والغريب في الأمر أن الزميل يردد ما يقوله الإعلام الفاسد عن مسلم دون أن يقدم ذلك الإعلام بقضه وقضيضه وفوقهم الزميل أحمد عيسى وأغلب كتاب "الوطني" أي صورة لمعاملة مخالفة أنجزها البراك طوال تمثيله للأمة.
يا أحمد, الوزراء والوكلاء والمديرون العامون من تياركم يملؤون وزارات الدولة ومؤسساتها، وأغلبهم لديه خصومات سياسية مع مسلم، أتحدى أياً منهم ومنذ عام 96 أن يقول إن البراك أتى إليه بمعاملة مخالفة للقانون، بل سأذهب معك إلى ما هو أبعد من ذلك، وأقول أتحدى أياً منهم أن يثبت أن البراك قد حضر إليه في وزارته دون موعد، أو أن مسلم قد دخل عليه في مكتبه وهو في اجتماع دون إذن كما يفعل بعض النواب.
مؤسف جداً أن يستخدم الزميل العزيز أسلوب التهديد والوعيد بقوله إن لديه أرشيفاً عن فساد مسلم، ملمحاً بكشف أوراقه إن "عدت للرد عليه"! ها أنا أعود يا أحمد مرة أخرى وأخيرة للرد عليك، وأقول لك إنها سقطة منك أن تنتظر سعد العجمي ليستفزك أو يعقب على مقال لك حتى تكشف تجاوزات وفساد هذا النائب أو ذاك، فكاتب "وطني" مثلك يجب عليه كشف أي تجاوز يقع تحت يديه مباشرة، لكنني مطمئن بأنك لن تكشف أي شيء للقارئ لسبب بسيط، هو أن أرشيفك لا يحوي الأدلة والبراهين والإثباتات، بل مجرد اتهامات معلبة وحديث مرسل لا يستند إلى حقائق، وهو "زي قلته".
يا عزيزي أحمد ويا من تصنفون أنفسكم كتّاب التيار الوطني، دعوا مسلم البراك الذي لو خاض الانتخابات في أحد معاقلكم لاكتسح مرشحيكم، دعوه وشأنه، واسألوا أنفسكم: لماذا سقط العنجري وأسيل عندما خاضا الانتخابات كمرشحين عن التحالف؟ ولماذا نجحا عندما نزلا كمستقليّن؟ لماذا لا يخوض صالح الملا الانتخابات كمرشح للمنبر؟ لماذا حدثت الانقسامات والانشقاقات في تحالفكم ومنبركم؟ ولماذا في كتاباتكم لا تتحدثون عن إنجازات نوابكم في المجلس رقابياً وتشريعيا، وسخرتم أقلامكم لانتقاد هايف والطبطبائي والحربش وجعلتم معارككم معهم؟ هل لأن كتلتكم لا تنجز، أم أنكم تصدّرون أزماتكم إلى خارج محيطكم لحرف الأنظار عن واقعكم المرير؟
يا أحمد... ماذا فعلتم لخالد الفضالة في أزمة سجنه؟ ترى من قاد المسيرة الداعمة له من ديوانه في الأندلس إلى مقركم في النزهة غير البراك؟ ومن غير الطاحوس قطع إجازته الصيفية وعاد من خارج الكويت للتضامن مع خالد؟ في المقابل من هم شباب ورموز تياركم، الذين عقدوا الصفقات مع خصومكم السياسيين بينما الفضالة يقبع في سجنه؟
يا أحمد... أين خالد الفضالة الآن؟ وأين أنور الرشيد؟ وأين أحمد الديين؟ وأين نافع الحصبان؟ وأين عبدالله البكر؟ وأين عثمان الشعلان وغيرهم وغيرهم؟ بل أين مثقفو أبناء القبائل من منبركم وتحالفكم؟ ماذا فعلتم بالتيار الوطني؟ حتى ديوانية سامي المنيس أسأتم إليها عندما ضقتم ذرعاً بذلك الشاب الذي حاول أن يبدي رأيه فأسكتموه، وأين في ديوانية المنيس؟... ألا سحقاً لكم.
نعم لقد حولتم التيار الوطني إلى صهوة امتطاها الآخرون ليحققوا مصالحهم ومكاسبهم، وأولهم ذلك النائب الذي يطمح إلى رئاسة المجلس فاستغلكم أبشع استغلال، وانظروا إلى تصويتاته التي تخالف تصويتات نوابكم، فأصبح كـ"الأخ من الأم" قريبا من خيركم بعيداً عن دفع ثمن مواقفكم.
يا أحمد... نحن يا مَن تسموننا أبناء المناطق الخارجية بُحت أصواتنا ونحن ندافع عنكم وعن نوابكم في دواويننا وفي كتاباتنا على اعتبار أنكم قوى وطنية كنا نتوسم فيها الخير، يقول لنا الناس إنكم أصحاب مناقصات، فنرد يأخذونها بالقانون والإجراءات السليمة، يقولون إنكم أصحاب صفقات، فنقول هاتوا دليكم إن كنتم صادقين، ثم نفاجأ مع الوقت أنكم لم تتركوا لنا فرصة للدفاع عنكم وتجميل صورتكم.
نعم يا أصدقائي "الوطنيين" لقد أساء جيلكم الجديد إلى قامات العمل الوطني كأحمد الخطيب وسامي المنيس وجاسم القطامي وغيرهم، بعد أن تركوا المبادئ والثوابت عرضة لكل متسلق ومتمصلح يمتطيها ليصل إلى أهدافه ثم يدير ظهره لكم... التاريخ لا يرحم ودم التيار الوطني في رقابكم إلى يوم الدين


المصدر :- جريدة سبر الالكترونية

الكاتب :- الاعلامي المتميز سعد العجمي

الإمبريالية الإيرانية !

موقع لجينيات 19-شعبان-1432هـ / 20-يوليو-2011م

عندما تنتقد إيران سياسة التدخل التي تنتهجها أميركا ودول الاتحاد الأوروبي تجاه دول العالم الثاني أو الثالث، فمن البدهي أن يعكس هذا الانتقاد احترام إيران لسيادة الدول وأنها لا تتدخل في شئون أي دولة، ولكن الواقع يقول غير ذلك تماماً، فإيران التي تلعن وتطعن في هذا التوجه، لم تحترم يوماً سيادة دولةٍ ما بما فيها الدول الصديقة لها، وتدخلاتها في شئون بعض الدول باتت ترى بالعين المجردة ولا تحتاج إلى مجهرٍ تحليلي، ولم أعد أبدي غرابةً في أن أسمع الرئيس الإيراني ينتقد الإمبريالية الغربية في أحد خطاباته، ويتحدث عن شأنٍ داخلي لدولةٍ ما في ذات الخطاب. فإيران تكرس مبدأ الإمبريالية عملاً وتنتقده قولاً، ومن أوجه ذلك التدخل ما تضطلع به قناة " العالم " الانتقائية والمسيسة التي تبث مواد إعلامية تتناول حالة حقوق الإنسان في دول الخليج، في حين أن العالم أجمع يعلم بأن إيران هي موطن الانتهاكات النمطية لحقوق الإنسان.

لست بالمحيط المدرك لجميع تفاصيل التوجه الإيراني، ولكنني أرى فيه تناقضات عجيبة تتنافى وأبجديات السياسة الحكيمة، فعندما يحاول الساسة الإيرانيون أن يُظهروا طهران وكأنها " يوتيوبيا " المدينة الفاضلة، فعليهم الاعتناء جيداً بخطاباتهم الثورية البرّاقة المليئة بالتناقضات.

ما إن دخلت قوات درع الجزيرة لمملكة البحرين لحمايتها من أي عدوان خارجي زاد من احتمالية وقوعه انكشاف دوافع المظاهرات التي قامت في البحرين ، وجهت إيران شجبها واستنكارها على العلن لهذا الإجراء الذي اعتبرته احتلالاً في حين أنه إجراء مشروع وقانوني، وتخلت عن من كانوا يعولون عليها في الداخل بعد انكشاف أمرهم وبدا أن حكومة البحرين كانت أشد رأفةً بهم من إيران التي والوها وعملوا في الخفاء لخدمتها. لا أعتقد أن هناك أحداً يجهل المخططات الإيرانية ودوافعها، ولكن طالما أن هذا التوجه أصبح جلياً فلماذا كل هذه المراوغة ولماذا يحاول الإيرانيون تحسين صورة إيران باختلاق بعض المواقف التي يبرز منها النزاع الذي لا أساس له بين رئيس الجمهورية والمرشد الأعلى، والسفينة الإسرائيلية التي رست على الموانئ الإيرانية والتي ألبت الرأي العام الإسرائيلي على السلطة بعكس ما حدث في إيران ! ثم لماذا يخرج وزير الدفاع الإيراني ليتباهى بقوة إيران ويقول أن السعودية بالتحديد ليست في مستوانا العسكري.

كل هذه الأسئلة تدل على أن السياسة الإيرانية تشهد ارتباكاً غير مسبوق، وأعتقد أن هناك ثمة عوامل نحت بالسياسة الإيرانية إلى هذا المنحى وأهم تلك العوامل : تأزم علاقاتها ودول مجلس التعاون الخليجي – إن صح التعبير – لأن أفضل مستوى وصلت إليه علاقة إيران بالدول الخليجية كان بمثابة الهدنة، ومن تلك العوامل أيضاً : الوضع القائم في سورية، فبسقوط النظام السوري – فيما لو ظفرت الثورة بذلك – تكون إيران قد خسرت حليفاً قوياً ومؤثراً.

وكذلك عدم إحكام قبضتها على تحركات بعض الأحزاب المناوئة لإيران كالتيار الصدري في العراق والذي من أهم مبادئه تعريب المذهب الشيعي، وغيرها من الدوافع التي جعلت التناقضات في السياسة الإيرانية تطفو على السطح، وحسبما أرى فإن طهران لم يعد أمامها خيارات كثيرة تجعلها في موقفٍ قوي, واحتواءها لجماعة الأخوان المسلمين في مصر ومنظمة حماس، والشيعة العرب في العراق ولبنان واليمن كان يدل على أنها تسعى لوضع دول الخليج في الكماشة ، ولكن الحراك الخليجي كان ذكياً بقدر ما يضمن عدم اكتمال محيط الدائرة التي تسعى إيران وضع دول الخليج بداخلها، وليس ببعيد أن تسعى إيران أن تستغل النزاع الأزلي بين الجارتين المغرب والجزائر على الصحراء الكبرى، ومن المحتمل أيضاً أن تستميت لكسب مصر من خلال دعم الإخوان المسلمين الذين بدأت أصواتهم تتعالى بالقرب من سدة الرئاسة المصرية. ولعل الأيام القادمة حُبلى بمنعطفات جديدة في مسار العلاقة الإيرانية – الغربية، فالدول الغربية وعلى رأسها أميركا لن تقتنع بصدق النوايا الإيرانية إلا إذا أقدمت طهران على خطوة انهزامية جريئة تتمثل في إيقاف مشروعها النووي، والتعاون وآليات الأمم المتحدة المختلفة، والبدء في إصلاحات فعلية داخلية تشمل جميع مجالات الحياة لتضع حداً للمطالبات الداخلية بالإصلاح والتي تجد أصداءً على المستوى الشعبي في الدول الغربية.

أعتقد أن إيران لم يعد في متناولها الكثير من الخيارات بل هي أمام واقع لا بد أن تقدم تنازلات كبيرة للتكيف معه ومواكبته وبالتالي إعادة المياه لمجاريها وتحقيق هدفها الذي يتخلص في بسط نفوذها في المنطقة ، وهذا ما يبرر سعيها الجاد في هذه الأيام لتحسين علاقتها بأميركا وإسرائيل ودول الاتحاد الأوروبي، ولم تكن حادثة السفينة الإسرائيلية إلا إجراء تمهيدي للنية الإيرانية المستقبلية، وقد تستغل إسرائيل إيران كوسيلة ضغط على دول المنطقة لانتزاع الاعتراف بها كدولة سيادية، بدليل إن هناك محاولات إسرائيلية لتعطيل سعي الإدارة الأميركية لوضع حد للنزاع الأزلي بين دول المنطقة وإسرائيل، فإسرائيل تحاول أن تحصل على هذا الاعتراف دون تقديم أي تنازلات، وهي تعتقد بأنها ستحصل عليه من خلال إرباك الموقف الخليجي الثابت تجاه القضية الفلسطينية من خلال إيران، وهنا يأتي دور الدهاء السياسي لإغلاق هذا الباب الذي لن يتم إغلاقه إلا بتقديم الكثير من التنازلات إذا ما تم فتحه على مصراعيه. فالعبرة ليست في إغلاقه وإنما في الاستماتة في عدم فتحه.

الكاتب :- نايف معلا

إيران في العراق: من التدخل إلى الهيمنة إلى الافتراس



موقع العراق للجميع 21-شعبان-1432هـ / 22-يوليو-2011م

في بداية شهر تموز الجاري، راجت معلومات عن قرب قيام نائب الرئيس الأميركي بايدن بزيارة العراق، غير أنّ من حضر بعد أيام قليلة كان نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، يرافقه وفد ضخم، فاق عدد أعضائه المائتين، بينهم سبعة وزراء.
وقبل أن يصل رحيمي بأيام قليلة، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من طهران التي زارها أخيراً، أنّ تقدماً كبيراً قد تحقق في ملف الخلافات الحدودية وغيرها، بين العراق وإيران. التقى رحيمي بالمالكي ومسؤولين عراقيين آخرين، ووقع على ست اتفاقيات كبيرة، أغلبها اقتصادي، قفزت بقيمة التبادلات التجارية الحالية بين البلدين من ستة مليارات دولار إلى أكثر من عشرين ملياراً، ليكون العراق بذلك الشريك الاقتصادي الثالث لإيران على المستوى العالمي. نفتح قوساً صغيراً هنا للتذكير بأنّ هذا المبلغ هو نفسه الذي حاول رئيس الوزراء التركي أردوغان الحصول عليه حين وقع مع المالكي مجموعة اتفاقات مشابهة خلال العام الجاري، لكن البرلمان العراقي قرر تجميدها، بانتظار تغيير تركيا لموقفها المتشدد الرافض لإطلاق حصة العراق العادلة من مياه دجلة والفرات. حصة محبوسة خلف السدود التركية العملاقة، في وضع ينذر بكارثة حقيقية بلغت درجة التحذير من نشوب حرب أهلية بين قبائل العراق في الوسط والجنوب، بسبب المياه المتناقصة يوماً بعد آخر.

كان أردوغان يطمح إلى الصعود بالحصة التركية من الاقتصاد العراقي الواعد، من عشرين إلى سبعين ملياراً، لكنّه لن يقترب كما يبدو من هذا الهدف، إلا بعد أنْ يحوّل العراق إلى صحراء حقيقية، مستفيداً من الضعف والتفريط اللذين تبديهما حكومة بغداد. فجميع أطرافها يدافعون بالأظفار والأسنان عن مصالحهم الطائفية، وبما أن دجلة والفرات ليسا طائفيين ـ شيعيين أو سنيين ـ فلا أحد يتجشم عناء الدفاع عنهما. بالعودة إلى زيارة رحيمي، وخصوصاً إلى ذروتها السياسية التي تجلت في تصريح مستفز أدلى به الزائر، ومفاده أنّ «إيران سوف تقترح على العراق السيطرة الأمنية في حال انسحاب قوات الاحتلال»، وبغض النظر عمّا قيل في تفسير عبارة «السيطرة الأمنية»، وسواء عَنَتْ مساعدة القوات العراقية أو مشاركتها في تولي مهماتها مباشرة، فإنّها أقنعت حتى أكثر الأطراف دفاعاً عن «براءة إيران» بالحجم غير المحتمل لهيمنتها السياسية على العراق المحتل. هيمنة تتكرس باطراد هذه الأيام، وتحوّلت أخيراً إلى إطباق اقتصادي وأمني شامل وعميق. لقد ظلّت تصريحات رحيمي تلك دون ردود أفعال من أقطاب حكومة المحاصصة، ومن زعماء الأحزاب الصديقة لإيران خصوصاً. وحتى المالكي الذي اعتاد سابقاً القيام بدور المتحفظ والمراوغ والمعرقل للتصرفات والتصريحات الإيرانية، لاذ بالصمت هذه المرة، ولم يعلق عليها بشيء.

أما الزعامات الكردية، فقد ظلّت على مواقفها القديمة من إيران، فهي صديقة لها بمقدار ما كانت موافقة أو ساكتة على مكتسبات تلك الزعامات. من اليسير اليوم أن يبحث البعض عن روائح صفقة أميركية ـ إيرانية لتنظيم تقسيم الكعكة العراقية.

تلك الروائح لم تعد مجرد احتمالات نظرية، أو شعارات يرفعها المتطرفون القوميون أو الطائفيون ممن أدمنوا معاداة إيران حقاً أو باطلاً، بل ثمة الكثير مما يرجحها على أرض الواقع. من ذلك مثلاً، أنّ زعيم التيار الصدري المقيم في إيران مقتدى الصدر، وبعدما أطلق سلسلة تهديدات بأنّه سيرفع التجميد عن نشاط ميليشيات «جيش المهدي» ضد قوات الاحتلال إذا لم تنسحب، تراجع وأصدر بياناً جديداً بعد زيارة رحيمي بيومين، أعلن فيه أنّ التجميد سيظل سارياً حتى إذا لم تنسحب قوات الاحتلال وتم التمديد لبقائها. أما المبرر الذي ساقه الصدر لقراره فهو غريب حقاً، إذْ ردَّه إلى وجود مفاسد داخل «جيش المهدي». ومع أنّ التيار الصدري يبدو في الظاهر منسجماً ومتماسكاً على طريقة الأحزاب العقائدية والتوتاليتارية «الشمولية» الأخرى، فهو يستبطن خلافات كثيرة بين قياداته بلغت درجة الانشقاق العلني أحياناً.

فحين صدرت تصريحات إيرانية على لسان مرشد الحكم الإيراني خامنئي قبل فترة، تطالب بغداد الرسمية برفض التمديد لبقاء قوات الاحتلال، تصدى لها القيادي الصدري حاكم الزاملي بالرفض وقال إنّ «الشعب العراقي لا يمتثل لأي جهة خارجية سواء كانت من إيران أو من السعودية أو سوريا في التمديد لبقاء القوات الأميركية». وأضاف بصراحة غير معهودة أنّ تلك الدعوة عندما «تأتي خاصة من إيران ستؤكد أنّ الحكومة العراقية تابعة لإيران، وهذه مشكلة كبيرة للكتل السياسية التي تربطها علاقة مع إيران...».

 ربما يكون الزاملي قد أطلق تلك التصريحات لامتصاص غضب القواعد الصدرية أو كتلته الناخبة، وهي في ضمور مستمر كما يؤكد مراقبون، وخصوصاً حين قال إنّ على العراقيين ألا ينصاعوا لأوامر إيران بإغلاق معسكر أشرف، فيما كان رئيس الجمهورية الفخري جلال طالباني يبشر القيادة الإيرانية بأنّ هذا المعسكر للمعارضين الإيرانيين سيغلق قريباً.

 لكنّ تلك التصريحات تؤكّد ما قيل عن خلافات في القيادة الصدرية أولاً، ولكنّها ـ ثانياً ـ لا تفسر لنا تراجع الصدر عن تهديداته برفع التجميد عن ميليشياته، إلا بربط كل هذه التطورات مع ما قيل عن صفقة أميركية ـ إيرانية تسمح لإيران بتطوير هيمنتها السياسية والاقتصادية على العراق، بما يجعلها أقرب إلى الاحتلال غير المباشر، مقابل أن يحصل المحتل الأميركي المنسحب جزئياً على بعض الفتات من الساحة العراقية. لم تتمكن إيران من تطويع قيادات الأحزاب الإسلامية الشيعية وأغلب القيادات الكردية فقط، بل وحتى أجزاء من الأحزاب الممثلة للعرب السنة.

صحيح أنّ محاولتها في الموصل فشلت حين رفض محافظها أثيل النجيفي هدية السفير الإيراني «سيارة حديثة فاخرة»، لكنّها قد تنجح في أماكن أخرى باستعمال هدايا من نوع آخر! يمكن أيضاً، أن نربط بين «الانتصارات الإيرانية» في العراق المحتل، وبين الذعر ذي الجذور الطائفية والمذهبية في المناطق ذات الأغلبية السكانية العربية السنية.

هذا الذعر المبرر الذي انفجر وبلغ درجة التهديد بالانفصال وتشكيل إقليم شبه مستقل بذريعة الإقصاء والتهميش، وهي ذريعة قوية ولا يمكن نكرانها، لم يأتِ من فراغ. إنّ بلوغ هذا السقف الأقصى في ردود الأفعال يعطينا تصوراً أوّلياً عما يمكن أن تلحقه إيران من أضرار وكوارث قد تدمر وحدة العراق الجغرافية والسياسية عبر سياسة الهيمنة والافتراس الاقتصادي والأمني، مستغلة وجود حلفائها في الأحزاب الإسلامية الشيعية الضعفاء وحكمهم المنخور بالفساد.

ويقيناً ستكون هذه الأضرار الإيرانية أشد فتكاً في المستقبل المنظور بحلفاء إيران في تلك الأحزاب، لأنّها محكومة بحساسية شديدة لدى جماهيرها من التبعية لإيران، رغم الجامع المذهبي والطائفي. الأمر الذي سيحوّل هذه الأحزاب، وفي المقدمة منها حزب المالكي والتيار الصدري، إلى قوى هامشية ومنبوذة، أسوةً بما حدث لحليف إيران الأقرب المجلس الأعلى، بقيادة الحكيم في الانتخابات التشريعية الأخيرة. لن تصب تلك التطورات في مصلحة الخصم التقليدي للإسلاميين الشيعة ولإيران، أي قائمة علاوي كما قد يعتقد البعض، فالأخيرة لم تسلم من الانحرافات الطائفية الخطيرة لبعض مكوناتها والأداء الملتبس والفئوي لقيادتها، ما يجعلها ليست بعيدة عن مصير الأحزاب الإسلامية الشيعية في التشرذم والضمور، بل ستصب في مصلحة بديل وطني ديموقراطي آخر، تأخر ظهوره كثيراً.

لقد احتفلت إيران بـ«انتصاراتها» في العراق، فأجّجت أكثر المشاكل تعقيداً له ولمكوناته المجتمعية، لكنّها عادت بعد يومين إلى ممارسة سياسة التصلب والترهيب، حين قطعت مياه نهر «الوند» عن محافظة ديالى التي تعاني نقصاً فادحاً.

وكما هو متوقع، لم تحرك حكومة المالكي ساكناً، غير أنّ رد الفعل الشعبي كان واعداً ومتقدماً، إذْ تظاهر سكان المناطق المتضررة، وخصوصاً في ضواحي «خانقين»، وقطعوا الطريق الاستراتيجي الرابط بين العراق وإيران. أما في الجنوب فاعتقال الصياديين العراقيين والاعتداء عليهم من حرس الحدود الإيراني مستمر، وحفر الآبار النفطية في المناطق الحدودية المختلف عليها مستمر أيضاً، والنفايات والملوثات السائلة لا يكاد يتوقف تدفقها نحو الأراضي العراقية حتى يبدأ مجدداً.

تلك مظاهر معلنة للهيمنة الإيرانية المتفاقمة ولسياسة التصلب والترهيب، فما بالك بما خفي واستتر!


الكاتب :- علاء اللامي

التحالف مع الشيطان: سوريا !

الشرق الأوسط اللندنية 22-شعبان-1432هـ / 23-يوليو-2011م

لا يزال السؤال المعلق بخصوص الثورة السورية التي انطلقت في كل المدن السورية ضد بشار الأسد ونظامه هو لماذا هذا الصمت العربي والدولي على المجازر التي يقوم بها بحق شعبه؟

 الصمت العربي مفهوم وغير مستغرب، فلم تتحرك الأنظمة العربية من قبل ضد أي حاكم أباد شعبه سواء أكان صدام حسين مع حلبجة في العراق أو حافظ الأسد مع حماه في سوريا أو عمر البشير مع دارفور في السودان وغيرهم بطبيعة الحال وبالتالي الصمت العربي غير مستغرب ولكن الصمت الدولي مريب جدا.
في الحرب العالمية الثانية كان من ضمن حلفاء الغرب في مواجهة ألمانيا هتلر النازية، رئيس الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين وهو الذي كان يبيد شعبه ويدفنهم في معسكرات تحت الأرض بسيبريا بشكل إجرامي ومع ذلك كان روزفلت الرئيس الأميركي وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني يتصوران معه مبتسمين ويقولان عنه إنه حليفنا وهو نفس المبدأ الذي جعلهم يتعاونون مع صدام حسين جزار حلبجة ضد إيران في حربه ضدها ويقبلون بحافظ الأسد جزار حماه .

وطبعا كان هناك من يحاول تفسير «سر» العلاقة الغريبة الموجودة بين الولايات المتحدة ونظام الأسد في سوريا واللقاءات الخاصة جدا للرؤساء الأميركيين في دمشق وجنيف مع الرئيس السوري، علما بأن النظام في حالة عداء كبير مع أميركا ظاهريا وعليه عقوبات سياسية واقتصادية شتى ومع ذلك لم يتوقف التنسيق قط بين الإدارتين.

 فالنظام السوري كان دوره المساهمة في إحقاق الأمر الواقع في الساحة السياسية العربية وزيادة التفتيت في «الفرق» المتحدثة باسم المقاومة وخصوصا الفلسطينية منها، فهو دوما كان يدعم كل معارضة لأي خط يصل لما يشبه التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل لتزيد التنازلات المقدمة ويقل ما يمكن الحصول عليه وبالتالي تزداد وسائل التمكين لإسرائيل على أرض الواقع ولعل أبلغ دلالة هي ضم إسرائيل الفعلي للجولان وهو ما لم تفعله مع الضفة الغربية ولا مع قطاع غزة ناهيك طبعا عن ضمانة الهدوء التام لجبهة الجولان الكبرى دون أي مقاومة لمدة تزيد على الأربعين عاما.

التصريحات المتضاربة والغريبة بعد سقوط شرعية نظام الأسد (وهل كان لديه شرعية أصلا) الصادرة من البيت الأبيض ومن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تبدو ساذجة ومريبة لأن ما يحدث من إجرام من النظام السوري يفوق بمراحل ما حدث من النظام التونسي والنظام المصري بحق شعبيهما مشتركين ومع ذلك يبدو الموقف الأميركي خنوعا وضعيفا جدا.

 أوساط أوباما لا تريد الضغط على بشار الأسد للتنحي (وهو لن يفعل) فتصاب بالحرج السياسي كما هو الحال مع نظام معمر القذافي ولكنها أي الإدارة الأميركية تخطئ خطأ جسيما بأن تعتقد أن هذا النظام قادر على إصلاح نفسه أو مؤمن أساسا بفكرة الإصلاح، فمن دمر البلاد وأفسدها غير قادر على إصلاحها. في خضم أحداث الربيع العربي وهبات نسماته من غير الممكن الاعتقاد بأن نظاما يبيد شعبه قادر على الاستمرار في حكمه والتاريخ مليء بهذه بالشواهد، واليوم نحن نعيش في زمن مختلف عن الثمانينات الميلادية الماضية.

الشرفاء والعقلاء لا بد أن يختاروا الشعب المسالم الذي خرج ثائرا لكرامته ولحريته هذا هو الاختيار السليم والجنوح لجانب الحق والأيام حبلى بما سيؤكد ذلك.

الغرب تحالف مع الشيطان في السابق وسكوته على مجازر النظام في سوريا هو تحالف من نفس النوع ولكن الثورة السورية ستكون بمثابة الرقية الشرعية التي ستخلص بلادها من هذا المس الشيطاني.

الكاتب :- حسين شبكشي

المؤيدون للرئيس اليمني.. والمسئوليَّة التاريخيَّة

موقع الإسلام اليوم 20 من شعبان 1432هـ / 21 من يوليو 2011م

كانت الذكرى الثالثة والثلاثون لتولي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مقاليد السلطة في البلاد، فرصة لكي تخرج المظاهرات الكبيرة في صنعاء ومختلف المدن اليمنية، ليعبّر جانب من هذه الجماهير عن تأييده للرئيس صالح، بينما يطالب الآخر بعدم عودته للبلاد.

المظاهرات التي خرجت مؤيدةً للسلطة، أكَّد المشاركون فيها وقوفهم إلى جانب الشرعيَّة، واعتبروا في شعاراتهم ولافتاتهم أن هذا اليوم هو يوم الإنجازات ويوم الديمقراطيَّة، كما أكَّدوا تمسكهم وولاءهم للرئيس اليمني، ورفض أي محاولات للانقلاب عليه ورفض المجلس الانتقالي الذي دعت إليه أحزاب المعارضة.

المظاهرات المؤيدة لعلي عبد الله صالح دعت أيضًا فئات الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية الدستوريَّة وتغليب مصلحة الوطن وقيم الوحدة الوطنيَّة على غيرها من المصالح الشخصيَّة والحزبيَّة والمناطقيَّة، كما عبَّرت عن تأييدها للحوار الوطني بشأن حل الأزمة السياسيَّة الراهنة بالبلاد، وطالبوا تحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بوقف أعمال الفوضى والعنف والتخريب والاعتداءات على المصالح والممتلكات العامَّة والخاصَّة.

وفي الجانب الآخر، نظَّمت الجماهير اليمنيَّة المعارضة مسيرات احتجاجيَّة في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى اعتراضًا على ما وصلت إليه البلاد، ورفعوا الشعارات المناهضة للرئيس صالح، وطالب المتظاهرون بسرعة انتقال السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي تمهيدًا لمرحلة انتقالية يتمُّ خلالها إجراء الانتخابات الرئاسيَّة والتشريعيَّة والإصلاحات اللازمة في مختلف المجالات السياسيَّة الاقتصاديَّة والأمنيَّة.

وأكَّد المتظاهرون أنهم سيواصلون اعتصاماتهم الاحتجاجيَّة حتى تتحقق مطالبهم في إسقاط ما وصفوه ببقايا النظام الحاكم، وكذا محاكمة رموزه والفاسدين، كما رددوا الشعارات التي تؤكد أن الثورة مستمرة حتى النصر.

في المشهد السابق تكمن المشكلة الحقيقية في اليمن اليوم، فرغم أن الجماهير اليمنية الغفيرة خرجت إلى الشوارع في مشهد ثوري قارب على الشهور الستة، بشكل تصاعدي ومتواصل، ورغم ما دفعته هذه الجماهير من ثمن كبير من دماء الشهداء الذين يبلغون المئات حتى اليوم، ورغم حالة الجسارة والإصرار التي تثبتها الثورة الشعبية في اليمن، إلا أن انقسام الشارع اليمني على نفسه بين مؤيد لنظام علي عبد الله صالح ومعارض له هو المشكلة الحقيقية والعائق الأكبر في عدم نجاح الثورة.

الديكتاتور حينما يرى عشرات الآلاف يخرجون إلى الشوارع مؤيدين له، يجنّ جنونه ويزداد تمسكه بالسلطة ويدخل في أدوار من العناد، ودافعه من وراء ذلك أنه لا يوجد إجماع ضده وأن نصف اليمنيين، وربما أكثر، يؤيدونه.

في المشهد الثوري التونسي الذي انتهى بهروب الرئيس المخلوع بن علي، لم يجد زبانية النظام أي جماهير تخرج مؤيدةً للنظام، ولم يسعفْهم إلا عساكر الأمن والقناصة والسيارات المجهولة، ولذلك لم تكمل المظاهرات التونسيَّة يومها الثالث والعشرين إلا وقد حققت مطلبها الرئيس بإسقاط رأس النظام، لأن الشارع التونسي كان مجمعًا على ذلك ولم يكن منشقًّا على نفسه.

وفي المشهد الثوري المصري الذي انتهى بإسقاط أكبر ديكتاتور عربي، كان الإجماع الشعبي واضحًا على إسقاط النظام ورأسه، وكان ميدان التحرير يكتظّ في أيام المليونيات بأكثر من مليونين وثلاثة وأربعة، وحينما أراد النظام أن يخيِّل على الناس بأنه يملك الجماهير هو الآخر، لم يتمكنْ إلا من حشد ألفين أو ثلاثة في ميدان مصطفى محمود، من عمال المصالح الحكوميَّة وشركات القطاع العام ومن أتباع رجال الأعمال المرتبطين بالنظام.

التكوين القبلي في اليمن له علاقة بأن يكون لعلي عبد الله صالح جماهير من المؤيدين القبليين، أو المرتبطين بمصالح مع النظام والمستفيدين منه، أو الخائفين من أجهزة أمنه.

فقد التقيتُ في القاهرة بسيدتين يمنيتين تتلقيان العلاج في مصر، هما معلمتان فاضلتان، متدينتان ومثقفتان، وحينما قامت الثورة المصريَّة عادتا إلى اليمن ولم يرجعن إلى القاهرة لمواصلة العلاج إلا بعد شهور من انطلاق الثورة اليمنيَّة.

قابلتهما فور عودتهما وأنا واثقة أنهما مع الثوار في اليمن وفي أي بلد عربي من أجل التغيير للأفضل، لكنني فوجئت بأنهما مؤيدتان للنظام.

حكتا لي أنهما تعيشان في مربع سكني، كله من المؤيدين للنظام، وإذا خرج أحد عن هذا الإجماع فإن حياته في خطر، فقوات الأمن العلنيَّة والسريَّة جاهزة للقيام بمهمتها على أفضل وجه.

وهكذا، فإن المطلوب اليوم من الثورة اليمنيَّة هو المزيد من الجسارة واستشعار المصلحة العليا للبلاد، وللمؤيدين للرئيس علي عبد الله صالح نقول إن مصلحة اليمن اليوم هي في التضحية به وبنظامه وبسحب الثقة منهم، فحتى إذا كان الرئيس رمزًا تاريخيًّا لكن نصف شعبه رفضه، فينبغي أن يستشعر الرئيس مسئوليته وأن يستقيل ويترك للناس اختيار خلفٍ له، أما استمرار العناد فهو تضحية بمصالح اليمن في سبيل مصالح قلة قليلة من أبنائه.

الرئيس علي عبد الله صالح أصبح محروقًا ووضعه الصحي غير مناسب للقيام بمسئولياته، ونحن لا نخاطبه هو لكي يستجيب لمطالب اليمنيين، إنما نخاطب أولئك المؤيدين له أن يسحبوا تأييدهم له، فهو ليس نابغة عصره وعبقري زمانه، فإذا حاكمناه سياسيًّا ووطنيًّا سنجد له إنجازات وإخفاقات، لكن إخفاقاته وتقصيره وفساد نظامه أكبر كثيرًا من إنجازاته.

من مصلحة اليمنيين جميعًا أن تنجح الثورة لكي تقتلع النظام القائم المليء بالعيوب والثغرات والقائم على تزوير إرادة اليمنيين والسيطرة غصبًا على الثروة والسلطة، وإقامة نظام ديمقراطي على أنقاضه وإصدار دستور جديد يؤكد على حقوق الناس وحريتهم.

ونذكّر مؤيدي علي عبد الله صالح أن استمرار تأييدهم له سيجلب المشكلات الاقتصادية والمجاعة على اليمن، فقد كشفت دراسة ميدانيَّة صدرت حديثًا عن دخول عشرات الآلاف من الأُسر اليمنيَّة مرحلة الجوع وعدم قدرتها على الوفاء بمتطلبات الغذاء الأساسيَّة، وحذرت من كارثة غذائيَّة جراء انعدام المشتقات النفطيَّة وانقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكلٍ مخيف.

ووفقًا للدراسة التي أعدها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني فإن أسعار القمح والدقيق والسكر واللبن والحليب ومشتقاته ارتفعت بنسب تتراوح بين 40% و60%، بينما زادت أسعار مياه الشرب النقية بنسبة 202% وأسعار النقل 60%، في حين قفزت أسعار البنزين والديزل والمازوت وغاز الطبخ بنسبة تتراوح بين 400% و900% متجاوزة الأسعار العالمية بكثير.
وقال المركز الذي أعد الدراسة إن هذه الارتفاعات السعرية خلقت صعوبات جمة لوصول الغذاء لملايين الفقراء.

وعقب نشر الدراسة توالت تحذيرات المراقبين الاقتصاديين الذين يعتقدون أن استمرار الضائقة الاقتصاديَّة قد يؤدي إلى مجاعة تفوق نظيرتها التي حدثت بالصومال في تسعينيات القرن الماضي.

على كل جماهير اليمن أن تعلن دعمها وتأييدها لما أعلنه مجلس شباب الثورة السلميَّة عن تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شئون البلاد، والذي يتشكل من 17 شخصية يمنيَّة من مختلف الأطياف السياسيَّة والحزبيَّة في الداخل والخارج، بينها ممثلون عن الحراك الجنوبي ومعارضة الخارج وأحزاب اللقاء المشترك المعارض وغيرها من القوى السياسيَّة، إضافة إلى اختيار قائد أعلى للجيش ورئيس لمجلس القضاء.

من أجل نجاح الثورة اليمنيَّة، يجب على كل جماهير اليمن احترام قرارات شباب الثورة والاعتراف بمؤسسات الثورة وإنهاء كل أشكال التعاون مع بقايا نظام صالح لكونها لا تمثل البلاد.

الانشقاقات العسكريَّة التي كان الكثير من اليمنيين يعولون عليها، بلغت فقط 340 عسكريًّا، هم: 150 من الحرس الجمهوري، و130 من الأمن المركزي، و60 من قوات النجدة، وقد اتخذت إجراءات عديدة لردع أفراد وضباط الأمن المركزي والحرس الجمهوري عن الانضمام للثورة، من خلال التفتيش المستمرّ داخل المعسكرات عن منشورات تؤيد الثورة، وتحذير العسكريين من عواقب الانشقاق، بالإضافة لاستخدام سلاح الحوافز المالية.

حالة الانقسام في الشارع اليمني ووجود قطاع من اليمنيين يؤيّد الرئيس صالح، جعل المجتمع الدولي يستمرّ في منح الرئيس على عبد الله صالح العديد من صور الدعم المباشر وغير المباشر رغم تردِّي الوضع في اليمن إلى درجة يمكن وصفها بأنه مأساوي.

سرّ الدعم الأمريكي لصالح أنه فتح للمخابرات الأمريكيَّة فرعًا في اليمن بطريقة رسميَّة لها كامل الصلاحيات تعتقل من تشاء وتقتل من تشاء وتعاقب من تشاء وتضيق على من تشاء وتراقب من تشاء وترفع التقارير على كل من تشاء وتدرس الشخصيات كيفما تشاء، بل وتنفذ وتخطط وتعاقب دون إذن من أحد، وجعلها فوق الدستور والقانون وصدر لها قرار جمهوري بذلك.

وتتحدث تقارير عديدة عن توجه أمريكي خليجي بأن يكون نجل الرئيس علي عبد الله صالح مرشح الحزب الحاكم في اليمن لخوض الانتخابات الرئاسيَّة القادمة، حيث إن وصول نجل صالح إلى الحكم يعتبر الضمانة الوحيدة للحفاظ على مصالح واشنطن ودول الخليج في اليمن.

فما يقلق واشنطن والعواصم الخليجيَّة هو قوة الإسلاميين الكبيرة في الشارع اليمنى، وهو ما يعكس مخاوف من المرحلة القادمة من قوة نفوذ التيار الإسلامي في اليمن، أو الانقلاب على الاتفاقات المبرمة بين نظام صالح والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في الجوانب الأمنيَّة، وهو ما يحتم على هذه الدول -وهي الأكثر تأثيرًا في السياسة الداخليَّة والخارجية لليمن- أن تسعى إلى التعاون لفرض المشهد القادم لليمن، بعيدًا عن أي مشهد ثوري.


الكاتب :- د. ليلى بيومي

النظام الإيراني و الحاجة إلى فتح إسلامي !

السياسة الكويتية 19-شعبان-1432هـ / 20-يوليو-2011م

التصريحات الاستفزازية و العدوانية و الجاهلية لإمام جمعة طهران أحمد جنتي حول دعوته و دعوة نظامه و بغباء منقطع النظير لما أسماه "فتح إسلامي" لمملكة البحرين , هو في الحقيقة تعبير فج وواضح عن المنهج العدواني و الأجندة الإرهابية التي يتبناها النظام الإيراني و الذي لم يعد يخشى التستر وراء المواقف المنافقة و أسلوب التقية السياسي و الخطاب المزدوج الذي كان يتبناه !

 النظام الإيراني اليوم يخوض بجدية معركة وجود إستباقية واضحة المعالم عجلت بفضح مواقفه النهائية خصوصا أمام واقع المتغيرات الإقليمية الكبرى الجارية و التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحجيم الهجمة الإيرانية الشرسة و انكفاء النظام الذي لا يعيش إلا على نسق الأزمات والمشكلات المفتعلة.

في الملف البحريني توضحت كل أسس السياسة العدوانية الإيرانية وهمجيتها و توحشها , فاستهداف تلك المملكة العربية الصغيرة لم يكن بالأمر الجديد أبدا بل أنه محفور في نخاع الخلايا الحي للعقلية العنصرية الإيرانية التي تنظر إلى الشعوب المجاورة ليس وفق المنظار الإسلامي أو حتى الدبلوماسي الواقعي بل وفق منظار الاستعلاء و الجهالة و إدعاءات التفوق العنصرية وهي مقاربات لاعلاقة لها أبدا بالإسلام الحنيف و لا بفكر و حياة و سياسة أهل بيت النبوة الأطهار الذين هم في النهاية عرب أقحاح لا يمتلك أحد المزايدة على مواقفهم .

 الفتح الإسلامي الذي تحدث عنه الآغا جنتي العنصري هو ما تحتاجه إيران اليوم فعلا بعد أن عصفت العنصرية و الروح القومية المتطرفة و الشعارات الخرافية المرفوعة في شوارعها بكل أسس الروح الإسلامية الحقة , بعد أن نجح النظام المتغطرس المتلفع بالشعارات الدينية و الرؤى الخرافية في اختطاف إيران و شعبها نحوها لقد أدى تهاوي المشروع الإيراني الانقلابي في البحرين إلى هزة عنيفة قلبت أسس النظام و جذوره رأسا على عقب حتى بات الانهيار السلوكي و الروح العدوانية هو المعبر عن وجه النظام.

في البحرين تهاوت أخطر المخططات على ألأمن القومي في الخليج العربي و الشرق بأسره ولم تستطع بقايا الطائفيين ووكلاء المشروع الإيراني في العراق و لبنان من تعويم ذلك المشروع أو إنقاذه أو التغطية على فضائحه , لذلك كانت الهستيريا الإيرانية الرثة التي عكست الوجه العدواني الحقيقي للسياسة الإيرانية , العديد من قادة النظام الإيراني هم اليوم بأمس الحاجة إلى دخول دورة أخلاقية في الأخلاق الإسلامية و التسامح الإسلامي وفي تقبل الرأي الآخر .

 ويقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , كما أن رسولنا الكريم يقول إن "المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده"!

والنظام الإيراني للأسف لا يراعي أقل الأسس و المرتكزات الأخلاقية الإسلامية في التعامل مع الشعوب الإسلامية المجاورة, و أهل البحرين تحديدا ليسوا طارئين على الإسلام بل أن أجدادهم ما غيرهم هم الذين حملوا رسالة الإسلام و نوره إلى بلاد فارس منذ أيام الصحابي الجليل العلاء الحضرمي واطفأوا نيران الكفر المجوسي و أدخلوا حضارة الإسلام و سماحته إلى بلاد فارس .

 في البحرين ستتطور الحالة الوطنية نحو إصلاح شامل هو قدر هذه البلاد العريقة في الحضارة و الشهيرة بالتسامح , وفي البحرين سيكون عجز النظام الإيراني ووكلائه و عملائه فضائحيا ومخجلا , وعرب الخليج العربي وهم يشيدون أسس مجتمعاتهم الحضارية والإنسانية ليسوا مشاريع عدوان بل بناء و حضارة وعلى الأصوات الزاعقة الخارجة من كهوف التاريخ أن تخرس , فلقد أشرقت شمس الحقيقة وهبت رياح الحرية التي ستطفئ نيران معابد العدوان و الوحشية.

بين العراق والكويت فتّشْ عن إيران !

جريدة المدى العراقية 18-شعبان-1432هـ / 19-يوليو-2011م

الحرّ في بغداد تحوم درجته المئوية هذه الأيام حول الخمسين، لكن بالتأكيد ليس لهذا الأمر علاقة بارتفاع درجة الحرارة "الوطنية" لدى بعض السياسيين في العاصمة وخارجها في الأيام الأخيرة، فهذه الدرجة كما هو واضح مضبوطة بالريموت كونترول من خارج الحدود.

في بغداد، كما في البصرة والموصل وكركوك والرمادي وسواها، ألف قضية وقضية تستحق كل واحدة منها أن يرفع النواب والوزراء وقادة الأحزاب وأعضاء مجالس المحافظات نبرة أصواتهم إلى أعلى مستوى، فأزمة الكهرباء على حالها السيئة، والأزمة السياسية على حالها الموصدة الأبواب، والوضع الأمني على حاله المتردية، ومشكلة العطالة وبخاصة بين صفوف الخريجين على حالها المتفاقمة، وسوء الخدمات العامة (الصحة والنظافة والمجاري والتعليم والنقل والمرور) على حاله التعيسة، والفساد المالي والإداري على حاله المستشرية، وكذا الحال بالنسبة للصناعة المتدهورة والزراعة التالفة والأرض المتصحرة.

وفي بغداد كما في سائر المدن تتواصل وتشتدّ الحملة الحكومية للتضييق على الحريات العامة والحقوق المدنية، بل هي ترتفع إلى مستوى الذروة بالسعي لتشريع قوانين مقيّدة لهذه الحريات والحقوق وأخرى تحلّل شكلاً من أشكال الفساد، كقانون "حماية الصحفيين " وقانون "حرية التعبير" وقانون العفو عن مزوري الوثائق الشهادات الدراسية. هذا كله يمسّ الحياة اليومية لثلاثين مليون عراقي مسّاً مباشراً ويؤثّر في مصالحهم الحيوية، لكن سياسيينا من نواب ووزراء وزعماء أحزاب ومنظمات، يختارون، والحال هذه، أن يهربوا إلى الأمام فيفجّرون فقاعة اسمها ميناء مبارك الكويتي، ويتسابقون على قرع طبول التهديدات والنفخ في مزامير التهويل على نحو ما حدث منذ إحدى وعشرين سنة.

 وكما كانت عليه الحال قبل عقدين فان القرع والنفخ يجري هذه الأيام بالشعارات "الوطنية" نفسها التي نادى بها صدام تمهيداً وتبريراً لمغامرته التي لم تنته بعد فصول نتائجها الكارثية المهولة.

يحتاج المرء إلى أن يفقد كل قدراته العقلية لكي يتصور أن إثارة قضية الميناء الكويتي تتعلق بشعور وطني عال لمثيرها، فالمشاكل والأزمات والمعضلات التي يواجهها العراقيون على مدار الساعة هي أولى بأن يهتمّ بها الذين اخترعوا هذه القضية، ميناء مبارك لا يؤثر في حياة العراقيين على نحو ممض وقاتل كما الفساد المالي والإداري والبطالة وانعدام الخدمات والمحاصصة والاحتراب بين القوى الحكومية المتصارعة على السلطة والنفوذ والمال. هذه القضية صناعة إيرانية مئة في المئة، وهي صناعة متهالكة وفاسدة كما كل السلع الإيرانية التي أغرق أصحاب المصالح السوق العراقية بها، ابتداءً من الأغذية الفاسدة والمخدرات وانتهاءً بالسيارات الأسوأ بين سيارات العالم.

إيران فشلت في مساومة الكويت في قضية شبكة التجسس الإيرانية، وإيران منيت بهزيمة في محاولتها التدخل في الشؤون الداخلية البحرينية، فأطلقت إشارتها لأصدقائها وعناصرها في العراق لتفجير فقاعة ميناء مبارك، ومن لا يصدّق ليراجع أسماء الذي قرعوا الطبول ونفخوا في المزامير، ومن لا يصدق فليراقب المواقف الصامتة لهؤلاء حيال الاعتداءات الإيرانية المسلحة داخل الأراضي العراقية من الفكة إلى إقليم كردستان، وحيال التسليح الإيراني المتواصل للمليشيات، وحيال القطع الإيراني لمياه نهر الوند، وقبلها حيال مشكلة المياه الإيرانية المالحة المبزولة إلى داخل العراق.

المشاكل بين العراق والكويت، المتوارثة عن نظام صدام ومغامرته العدوانية، لم تنته تماماً، ولهذا ظلّ ملف العلاقات بين البلدين في أيدي مجلس الأمن إلى الآن .. والموقف الصحيح أن تلجأ الحكومة العراقية إلى هذا المجلس كلما نشأت مشكلة جديدة بين البلدين، لا أن يأخذ كل من هبّ ودبّ هذا الملف بين يديه ويتصرف به على النحو الذي تريده إيران أو أي دولة أخرى تحقيقاً لمصالحها وتخريباً لمصالح العراق.

الكاتب :- عدنان حسين