السبت، 7 مايو 2011

سيناريو الخطة ب

يبدو أن أمريكا وبريطانيا مصرون على تسليم البحرين لإيران.. وإيران يبدو إنها لم تستسلم بعد ولن تستسلم أبداً..لأنها بصدد نشر المشروع الإلهي المعصوم لتحقيق دولة مهديها المزعوم..فبعد الفضيحة التي علمها القاصي والداني التي بينت وجود اتفاق أمريكي بريطاني إيراني لتغيير خارطة الخليج العربي التي تمكن في تسليم البحرين والكويت والمنطقة الشرقية لإيران (والبداية من البحرين)..على أن يتم توزيع نفط المنطقة بشكل متساوي بين إيران وأمريكا..

حيث بدأت المؤامرة من شمطاء أمريكا السابقة (كوندليزا رايتس) التي قدمت مشروعها لبوش الابن الذي يقضي بإعادة غربلة المنطقة وعمل فوضى خلاقة من خلالها يتم تغيير قادة العرب الذين احترقوا..ومن ضمنهم قادة الخليج العربي..فبدأ العمل يومها على ذلك..وصادف هذا ثوران الشعوب في تونس ومصر واليمن وغيرها..فأيدت أمريكا الشعوب فوراً..أما عن الخليج العربي.. فقد وجدت أمريكا في إيران حليفاً مهماً لإكمال هذه الطبخة التي أعدت من طباخ ماهر..خصوصاً بعدما جرب الأمريكان الإيرانيين في العراق..وجربوا إخلاصهم للأمريكان.

ففي البحرين مثلاً..بدت المؤامرة الأمريكية واضحة من عدة وجهات..وهي:


1. تصريحا روبرت جيتس وأوباما الداعيان لعمل إصلاحات حقيقية في المنطقة وفي البحرين على وجه الخصوص.

2. تم فتح القنوات والمنظمات للمعارضة البحرينية التي استغلت هذا الوضع أحسن استغلال.
3. الدعم الواضح من السفير الأمريكي وفضيحة الموظف اليهودي العامل في السفارة الذي وعد الشيعة بانقلاب البحرين.
4. التصريح المخزي لروبرت جيتس قبل ساعة الصفر بيومين أو ثلاثة..والذي لمح لحدوث أمر ما.
5. فضيحة انسحاب وتراجع الزوارق الأمريكية من المياه الإقليمية للبحرين طمعا في دخول القوات البحرية الإيرانية..وغيرها.

وبعد وقوف شعب البحرين مع القيادة..ودخول درع الجزيرة وانكشاف المخطط ظهرت نرفزة إيران الواضحة تجاه ما حدث..كما ظهرت حقيقة حزب الله بتصريحاته النارية ضد البحرين..واجتمع صفويو العراق..وغضب شيعة الكويت..وخرج شيعة القطيف..الخ..وكلهم كانوا يمنون النفس للإعلان عن أول انقلاب خليجي لبوابة الخليج (البحرين) لتحقيق الجمهورية الإيرانية الإسلامية الشيعية الكبرى..ولكن إرادة الله كانت أكبر من ذلك..

وبعد كل هذا..بدأت التحركات للخطة ب..فلا يعقل أن تنهزم كل تلك القوى هذه الهزيمة النكراء..ومن خلال القراءات والأخبار التي قرأناها فإن الخطة ب قد تبدأ بانسحاب القوات الأمريكية من الأسطول الخامس متوجهةَ لسلطنة عمان..علماً بأن هذه الأنباء فاحت رائحتها منذ مارس الماضي ولكن أمريكا نفت هذه الأخبار ولا تزال تنفيها.. كما تم إعلان الهجوم الإعلامي المكثف على البحرين والسعودية عن طريق القنوات الكبرى والمنظمات الحقوقية المتعددة..على أن تبدأ إيران بتحركاتها المريبة بمساعدة شيعة العراق (كونفدرالية جديدة) للضغط على الكويت والسعودية من جهتهما..

وهذه الخطة وسيناريوهاتها المحتملة لم تتضح بعد..لكن هناك تحركات مريبة من قبل إيران عن طريق:


1. وزير خارجيتها الذي بدأ رحلاته إلى قطر التي تعلم بما يجري وما سيجري..والذي هدد خلالها البحرين..كما زار بالأمس سلطنة عمان وصرح ضد البحرين.. في إشارة لوجود تواطئ قطري عماني ضد السعودية والبحرين..حيث تعتبر كل من الدولتين الخليجيتين جسر عبور لإكمال المشروع الأمريكي.. وأكبر دليل على ذلك اقتصار الزيارة على هاتين الدولتين.. وهذا مجرد تخمين وتحليل شخصي.

2. هناك تحركات مكثفة من إيران داخل العراق في هذه الأيام عن طريق تحريك دمية إيران (أحمد الجلبي) وجيش المهدي ومنظمة بدر..وشيعة العراق على العموم..وتذكروا هنا تصريحات منصور الجمري الذي قال بأن تغييرا مهما سيأتي من العراق.

لذا فإن السيناريوهات المحتملة –إن تمت هذه الخطة- ستكون كالتالي:


• إما سنشهد تدخلاً عسكريا من شيعة العراق الصفويين للدخول للكويت ثم للسعودية..بعد صمود البحرين.. ولعل هذا الأمر مستبعد نوعا ما حالياً.
• وإما أن يتم إعادة المحاولة عسكرياً في البحرين بعد انسحاب الأسطول الخامس..وبعد الضغط على درع الجزيرة للانسحاب من البحرين..وبعد خيانة أخرى من شيعة البحرين من الداخل بالطبع.
• وإما أن يتم اللجوء للحرب الحقوقية والإعلامية ضد البحرين والسعودية لتقديم تنازلات إصلاحية للشيعة تبدأ بتخفيف أحكام الإعدام ..وهلم جرى.

أما عن الأمور التي يجب اتخاذها فهي واضحة ويكاد يجمع عليها الجميع..وهي:
1. تحقيق الكنفدرالية الخليجية الحقيقية فوراً.
2. التحالف المشترك مع مصر وتركيا.
3. دعم الأقليات الإيرانية كالأحواز والبلوش والأكراد..لو إعلاميا وسياسيا على الأقل.

أما واجب الشعوب فهي الانتباه والترويج للأمور الثلاث الماضية من خلال الشحن الإعلامي المنظم في جميع وسائل الإعلام..إضافة إلى اليقظة اللازمة.

فتاوى المراجع بالجهاد

استمعنا لتصريح عبد الرؤوف الشايب متزعم حركة خلاص الذي صرح بوجوب الكفاح المسلح ضد الحكومة الخليفية والسعودية بناء على فتاوى من العديد من المراجع الدينية الكبرى (ويقصد بها خامنئي)..ولفت نظري في تصريحه عدة أمور:
1. بات واضحاً بأن قناة العالم (التي صدر خلالها التصريح) هي المحرك الرئيسي لشيعة البحرين في هذا الوقت..فأسئلة المذيعين وتصريحات المعارضين تدل على تحريك معين للشيعة وتدل على السيناريوهات القادمة لهم من خلال شفراتها.

2. أكد الشايب وجود فتاوى من المرجعيات الدينية بوجوب الجهاد ضد البحرين والسعودية..وهذه الفتوى صدرت من خامنئي والعديد أمثاله..وانتشرت في الأحواز أولاً من خلال تسربها من قبل خونة إيران هناك..والآن انتقلت للبحرين..وتتلخص الفتوى في وجوب الجهاد ضد البحرين والسعودية..ووجوب قتل كل سني أو غيره يعارض مشروع ولاية الفقيه.

3. أكد الشايب على أن أحكام الإعدام لو أقرت ستنفذ الفتوى فوراً رغم أنها يجب أن تبدأ الآن.

البحرين..بين مطرقة السنة..وسندان الشيعة

بعد كل تلك الأمور..فعلاً أصبحت قيادة وحكومة البحرين على مفترق طرق..خصوصاً فيما يتعلق بإقرار أحكام الإعدام..فإن خففت الأحكام فستخسر دعم السعودية بالإضافة للمكون السني في البحرين الغاضب جداً من تصرفات الحكومة هذه الأيام..خصوصاً بعد إقرار الميزانية دون زيادة الرواتب..حيث تشبع هذا الشارع بالعفو وتخفيف العقوبات..بغض النظر عن أن تطبيق القصاص حكم بشرع الله في هؤلاء.

أما إن وافقت القيادة على أحكام الإعدام وتم تنفيذها..فستتحضر البحرين لهجمة شرسة جداً من أمريكا وبريطانيا والجمعيات الحقوقية..وسيستثار الشيعة داخل وخارج البحرين..كما ستتدخل إيران بقوة كعادتها لنقد الحكم..وسينتفض حزب الله وشيعة العراق ضده أيضاً..

ونقول في النهاية..إن من أدخلنا في هذا النفق المظلم هي أنتم يا قادة البلد وحكومتها..فلو وعيتم ما كان يجري في السابق لما حدث ما حدث..ولو كان هناك تطبيق للقانون لارتدع هؤلاء المنافقون..ولكنكم فتحتم أبواب المشاكل بتقربكم من هؤلاء وحسن ظنكم فيهم..وأهملتم السنة.. فتحملوا الرياح التي تأتيكم منها..وتأكدوا بأن سنة البحرين الآن ليسوا كالسابق.

أما عن الأحكام..فإن حكمتم بالقصاص فستربحون أهل السنة في كل الخليج..وإن حكمتم بالتخفيف..فستخسرون رصيدكم من أهل السنة..كما إن الشيعة لن يرضوا بغير العفو..وبعد العفو سينقلبون مرة أخرى..لذا عليكم بالاختيار.. ويكفيكم توجيه الطعنات تلو الأخرى ضد أهل السنة كما يحدث الآن من تنازلات ضد المخربين وقادة الفتنة والتجار المنافقين.

نفاق الوفاق

كعادتها جمعية الوفاق تقدمت لجلالة الملك ولرئيس الوزراء بخالص العزاء والمواساة..وذهب قياديوها للتعزية بأنفسهم..وقبلوا الملك ورئيس الوزراء وكأن شيئاً لم يكن..وكانت الابتسامة موجودة على محياهم كعادتهم عند لقائهم الملك..رغم أنهم من تزعم ما حدث في الأزمة.

ولكنا لا نستغرب هذه الأمور..فدينهم يبيح التقية.. ونحن نعرف أفعالهم طوال السنين السابقة..ووجدها تلامذتهم اليوم في الوزارات والشركات ماذا يصنعون.


د.حسن الشِّيَخي
5 مايو 2011
Hasan.shiakhi@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق