الخميس، 11 أغسطس 2011

لماذا لا تقوم المخابرات السورية وحزب الله بتحرير الجولان ؟

السياسة الكويتية 17-ربيع الأول-1432هـ / 20-فبراير-2011م

التصريحات والتهديدات النارية التي أطلقها زعيم حزب "خدا" الإيراني السيد حسن نصرالله حول احتمال إصداره الأوامر العسكرية لمقاتليه للتوغل في شمال فلسطين وتحرير الجليل من القبضة الإسرائيلية وبالتالي إبادة المستوطنات الإسرائيلية هناك والمباشرة الفعلية بإلقاء إسرائيل في البحر المتوسط, وما يتبقى منها سيلقيه السيد نصرالله وأتباعه في البحر الميت تعيدان إلى الأذهان والذكريات أيضا حكاية تهديد صدام حسين قبل عشرين عاما بحرق نصف إسرائيل! بينما الهدف الحقيقي لتلك التصريحات العنترية لم يكن إسرائيل ولا جنرالاتها وقادة حروبها, بل كان الهدف حرق الكويت واحتلالها وإرسال صواريخه لدك عواصم دول الجوار في الرياض والبحرين وظلت إسرائيل تعيش في أمن وأمان إلا من بضعة صواريخ كارتونية لزوم الدعاية والإعلان سقطت في صحراء النقب ولم يقتل فيها مستوطن إسرائيلي واحد وقبضت الخزينة الإسرائيلية جراءها مليارات عدة من عوائد نفط العراق لإصابة عدد من مواطنيها بالإسهال.

ويبدو أن التاريخ يعيد نسخ نفسه مع حزب "خدا" الإيراني ولكن بطريقة هزلية صاعقة مثيرة للغثيان, فالنظام الإيراني وهو يعيش تداعيات انتفاضة الشعوب الإيرانية بدءا من طهران وحتى الأحواز يعي جيدا ان ساعة خلاص تلك الشعوب قد اقتربت, وأن الدجل المركز والقمع المفرط لم يعد يشكل أي ضمانة حقيقية لمستقبل النظام الذي سيواجه غضبة الشعب لا محالة ويرحل حسيرا لمكانه الطبيعي والمعروف والمخصص لكل طغاة التاريخ وجلاديه, لذلك فإن خلط الأوراق والتلاعب بمشاعر الشعب العربي ومحاولة خلق تيارات شعبية عربية متعاطفة مع النظام الإيراني وعملائه المعروفين ومن ثم محاولات إستغلال الموقف في الشرق الأوسط للتدخل في ملفات وقضايا شائكة قد أضحى الوصفة العلاجية التي يتصورها النظام للخروج من المأزق الشائك , والتلويح باحتلال الجليل وتغيير ميزان القوى الإقليمي يلامس مشاعر قومية وأمنيات غالية ولكنه تهديد يفتقد في النهاية للمصداقية وللواقعية أيضا, لأنه بدلا من التلويح بتحرير فلسطين مباشرة فلماذا لا يصار لتحرير الجولان الذي سلمه نظام دمشق مجانا لإسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 ? والذي فشل في استعادته أو التقرب من تخومه وظل ذلك الملف مجالا لنصب واحتيال النظام وبذريعة العمل للوصول لحالة التوازن الستراتيجي مع اسرائيل وهو أمر وهدف لن يصل له أبدا ذلك النظام الذي ركز أساسا على بناء المكاتب المخابراتية التي هدفها استعباد وإذلال الشعب السوري ومصادرة رزقه ودفعه الى الهجرة وتحويل البلد امبراطورية عائلية مخلوفية مغلقة بمساندة تنظيمات استخبارية مجرمة لا تتورع عن سفك دماء عشرات الآلاف من السوريين وحرق المدن على رؤوس ساكنيها كما فعلوا سابقا في ثمانينات القرن الماضي وكما يفعلون حاليا, وهم يزيفون الاتهامات ضد الأحرار الذين سيغيرون في النهاية مسيرة نظام القمع وسيفرضون, بتضحياتهم منطق التاريخ ويحددون مساراته المتدفقة دوما لصالح الشعوب الحرة .

التحالف الشيطاني بين نظامي طهران ودمشق والذي يلعب حزب حسن نصرالله دورا محوريا فيه سيكون مصيره الاندثار والاضمحلال, والدعوات التخريفية لخلق معارك وهمية وتشتيت الأنظار عن الهدف الحقيقي لن تمر أبدا, فمن يعجز عن تحرير أرضه المغتصبة منذ نصف قرن فلن يحقق المعجزات, لقد فضح المشبوهون أنفسهم.

• كاتب :- داود البصري

هناك تعليق واحد:

  1. لماذا لم تبادر سوريا لتحرير الجولان ؟

    إلى كل من يردد السؤال التالي : لماذا سوريا لا تحرر الجولان ولم تطلق طلقة واحدة على جبهة الجولان منذ حرب تشرين .

    بعد إنتهاء حرب تشرين دخلت سوريا بحرب استنزاف مع الكيان الصهيوني حتى تم الاتفاق على وقف اطلاق النار وعقد اتفاقية فصل القوات عام 1974 . ثم بدأت مصر في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل أدى إلى توقيع اتفاقيةكامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع العربي الاسرائيلي فبقيت سوريا لوحدها بمواجه العدو الصهيوني ولأن سوريا رفضت السير مع مصر في هذه العملية تم تحريك مجموعات الأخوان المسلمين داخل سوريا لضرب أمنها واستقرارها واشعال الحرب الأهلية اللبنانية لكي تنشغل سوريا بنفسها وبمحيطها ويتم تمرير اتفاقية كامب ديفيد . وبعدها تم اشتياح لبنان من قبل اسرائيل واضطرت سوريا لدخول الحرب مع اسرائيل في لبنان 1982 بالامكانيات المتوفرة في غياب الدعم العربي لسوريا وللمقاومة الفلسطينية واللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي .وبعد حرب لبنان تعرضت سوريا لحصار اقتصادي ظالم استمر حتى عام 1990 ثم دخلت سوريا في عملية السلام عام 1991 وسقط الاتحاد السوفياتي الذي كان يمول سوريا بالسلاح ورفضت القيادة الروسية الجديدة امدادنا بالسلاح إلا بدفع القيمة نقداً وسوريا ليس لديها الامكانيات بعد الحصار الطويل التي تعرضت له بدفع قيمة السلاح نقداً والدول العربية تخلت عن التزاماتها بدعم دول المواجهة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد. ففي مؤتمر القمة الذي عقد في الخرطوم بعد حرب 1967 تقرر دعم دول المواجه بالمال لتأمين السلاح . وكان الاتحاد السوفياتي يبيع سوريا السلاح بيعاً آجلاً وأحياناً بالمقايضة . اضطرت سوريا في الدخول في عملية السلام على أمل استرجاع الجولان بالطرق الدبلوماسية بعد الضمانات الأمريكية والروسية بتطبيق قرارات مجلس الأمن رقم 242 و 338 بخصوص الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة . واستمرت المفاوضات المتعثرة حتى احتلال العراق وبعدها تم اغتيال الحريري وتعرضت سوريا للعزل العربي والغربي حتى عام 2009 . في تلك الفترة تم الاتفاق مع ايران للتعاون العسكري و دعم الجيش السوري بالسلاح والخبرات وتم توقيع صفقات أسلحة جديدة ومتطورة مع روسيا وقسم من قيمة هذه الأسلحة تم تسديده من قبل ايران والآن سوريا مستعدة لخوض أي حرب مع اسرائيل بدعم ايراني وليس عربي . فكانت سوريا تبحث دائماً عن عمق استراتيجي لها لخوض حرب مع اسرائيل وايران الآن هي العمق الاستراتيجي لسوريا . وإذا عدنا لتصريحات القيادة سورية عام 2009 و2010 تجاه اسرائيل يدرك بأن سوريا تتصرف من مركز قوة . والرئيس الأسد قال " سوريا ستعيد الجولان بكل الطرق الدبلوماسية وغير الدبلوماسية " وتصريح وليد المعلم حول لبنان " أي اعتداء على جنوب لبنان ستدخل سوريا الحرب للدفاع عن لبنان.
    فإذا استعرضنا تلك السنوات من بعد حرب تشرين فأين الظرف المناسب لكي تقوم سوريا بشن حرب لاستعادة الجولان ولم يكن لديها دعم عربي بعد خروج مصر من الصراع وأمريكا تدعم اسرائيل سياسياً وعسكرياً بالأسلحة المتطورة بشكل دائم .
    أما الآن الوضع مختلف فاسرائيل تدرك بأن سوريا ومن ورائها ايران قادرين على هزيمتها رغم الدعم الأمريكي . ولا ننسى دور حزب الله في أي معركة قادمة والتي تعرف اسرائيل بأنه مؤثر

    ردحذف