السبت، 6 أغسطس 2011

إيران و الثورات العربية ؟

مركز التأصيل للدراسات والبحوث 30-يوليو-2011

في موقف حرج وقفت إيران ، فهي إما أن تظهر وجهها القبيح وإما أن تتهم بالكيل بمكيالين ،فقد شاءت الأقدار أن تضع النظام الإيراني الشيعي موقفا لا يحسد عليه ، حيث تقوم الثورة في سوريا متزامنة مع الثورة في البحرين ،فمع الشعب تقف أم مع النظام ؟ أم أن لها حسابا آخر لامع هذا ولا مع ذاكبل تكون مع كل ما يمت للشيعة بصلة .

ففي خبر نقلته معظم المواقع الشيعية جاء تحت عنوان"مؤتمر في القاهرة يدعم حقوق الشعب البحريني " وقد أكد أمين عام المؤتمر العام لنصرة الشعب البحريني عبدالحميد دشتي أن " معظم الجمعيات السياسية البحرينية شاركت في مؤتمر القاهرة العربي الإسلامي لنصرة المقاومة وثورات الشعوب العربية بشكل فاعل" وأشار دشتي إلى أن البيان الختامي للمؤتمر تناول في مواده القضية البحرينية، مطالبا باحترام حق الشعب البحريني في حياة حرة وكريمة مشددا على احترام حقوق الإنسان في هذا البلاد، كما أبدى المشاركون في المؤتمر تعاطفهم مع القضية البحرينية بشكل واضح , وقد اتهموا السعودية بقمع حرية الشعب البحريني !! .

إن هذه الثورة التي ترتدي ثوب الدفاع عن الحريات إنما هي في الحقيقة ثورة شيعية الغرض منها القضاء على السنة في البحرين وتأسيس الدولة الشيعية بدلا منها , فالغرب بوسائله المسمومة يحاول أن ينشر بين الناس أن هناك فتنة طائفية ، وأن أهل السنة هم من يشعلون لهيبها.وليس هذا في البحرين فحسب بل في سوريا أيضا. كما تقف إيران وراء هذه الثورة ،فهاهو نائب رئيسها "أبطحي" يقول " إن البحرين جزء لا يتجزأ من إيران" بل إن أحد أذناب إيران ياسر الحبيب يقول : «البحرين الكبرى» تضم الكويت والبحرين والقطيف والإحساء!! فهذه الأطماع قد توافقت مع أصوات تطالب بإقامة البحرين الكبرى التي تشمل (البحرين والكويت و المنطقة الشرقية ) وهذا يظهر لنا أن خطر الشيعة قادم إن لم تقف الشعوب الإسلامية أمام مخططاتهم.

في حين يعلن موقع جريدة الوفد المصرية أن السفير الإيراني "مجتبى أماني"يقرر أن " إيران لا تسعي لنشر المذهب الشيعي في أي مكان" وينقل الموقع الكلام عن أماني حيث يقول:" وهذا ممنوع، هذا قلته في مقابلتي مع شيخ الأزهر وأقوله الآن، ومصر تتخوف من السائح الإيراني لنشر المذهب الشيعي، وهناك 8 مليون سائح سنويا منهم 2 مليون تركيا ومليون ونصف للعراق و800 ألف سائح لسوريا ونفس الرقم للسعودية والإمارات، وغيرها من الدول لم نسمع أنهم قاموا بنشر المذهب الشيعي، كما أن السائح لا يتحدث العربية فكيف ينشر المذهب الشيعي في مصر إلي جانب أن المصري حضارة سبعةآلاف سنة، وله فكر وثقافة ولا أعتقد أنه سيغير مذهبه بهذه السرعة، إلي جانب أن السائح الإيراني يهتم أكثر بزيارة أولياء الله في مصر، مثل الحسين والسيدة زينب، ولا يهتم بالآثار والأهرامات.

"فمن نصدق ؟ فالشباب البحريني من الشيعة يردد قائلا "لبيك يا حسين ..لبيك يا حسين" جاء هذا عبر قناة العالم الإخبارية ، وهي تريد أن تقول إن الشباب البحريني أعلن أنه سوف يقضي على السنة إنها ثورة كاذبة خاطئة ، ترتدي ثوب الدفاع عن الحرية ؛ لتبدو أمام المجتمع الدولي شرعية ، وإن كانت في أعين المسلمين كاسية عارية . إنهم بارعون في الاستفادة من الأحداث ، فهم يستغلون الأوراق التي تقع تحت أيديهم ويجعلونها أوراقا رابحة تخدم معتقداتهم التوسعية ،فالثورة التي تشهدها سوريا الآن ليست ثورة ضد نظام ظالم فحسب ، ولكنها أبعد من ذلك؛ ولذا فقد وقفت إيران وحزب الله اللبناني الحليف المقرب لها بقوة بجانب الأسد يدافعون عنه ويتهمون الثوار بالعمالة , هذا هو موقفهم من الثورة السورية (الثوار عملاء ) أما في البحرين التي تتسم بالسنية (فالثورة شرعية مائة بالمائة) رغم أن نظام الحكم في البحرين -السنية- والأوضاع الاقتصادية والسياسية أفضل في حد كبير من سوريا – المساندة للشيعة- التي تعاني من اضطرابات اقتصادية ، ويسيطر فيها الحكم البوليسي الذي لا يسمح لأحد أن يوجه كلمة نقد للرئيس وحاشيته وإلا كان مصيره الهلاك والثبور.

فلا عجب إذا أن نسمع عن وجود لعناصر من حزب الله الشيعي تقوم بقمع وصد المتظاهرين في سوريا. فإيران تتهم النظام البحريني بالإجرام، وسفك الدماء،وقد وظفت كل ما لديها من وسائل إعلامية للترويج للثورة الشيعية البحرينية ، واتهمت الإعلام العالمي بتجاهل هذه الثورة . كما أعلنت رفضها التام للتدخل السعودي عبر دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين .ووجهت للسعودية ألوان الاتهامات.

ودعت الدول الإسلامية لحماية الثورة في البحرين. وهي تنفي أن تكون نظرتها للثورة في البحرين نظرة طائفية وتقرر أن هدفها هو «دعم الشعوب في مواجهة المستكبرين، والوقوف إلى جانب جميع الشعوب المستضعفة فى العالم»، على حد قول القائد الأعلى (على خامنئى) . هذا موقف يذكرنا بموقف أمريكا من الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين ، فإن كان الكيان الصهيوني هو المعتدي وقفت تنظر دون أن تبدي شيئا ، أما إذا كان الفلسطينيون هم من رد الاعتداء (من باب المشاكلة) نددوا وهددوا ..فلم الكيل بمكيالين؟ ! فإيران راضية عن الثوراتفي تونس ومصر ، وقد وصفهما المرشد الأعلى علي خامنئي وغيره بأنهاجزء من الصحوة الإسلامية الإقليمية المستلهمة من ثورة إيران عام 1979 , وعندما وصل التغيير إلى سوريا، سارع قادة إيران إلى مقارنة الاحتجاجات بالأزمة التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009.

فما هذا التناقض الواضح ؟

فلماذا تدعم إيران الثورة في البحرين وتهاجم النظام هناك ؟

ولماذا تدعم إيران النظام الثوري وتهاجم الثوار هناك ؟

لا جواب سوى : إنها حرب شيعية ضد الدعوة السنية . ويقرر أبطحى فى ختام أعمال مؤتمر عقد بإمارة " أبوظبى"أن بلاده قدمت الكثير من المساعدة للأمريكان في حربيهم ضد أفغانستان والعراق، وقد أشار أبطحى إلى أنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة.

ثم نسمع عن مؤتمر لدعم الثورة في البحرين بمصر السنية بلد الأزهر ،ويمكن أن نستنتج أن هذا المؤتمر ما هو إلا بذرة تضعها الشيعة في أرض مصر وتنتظر النتيجة ، هل ستقبل التربة البذرة أم ستلفظها ؟

لانهم يعلمون أن مصر تقف ضد الشيعة وقوفا لا هوادة فيه . فتلك هي مصر بلد الأزهر التي كم نافحت وكافحت من أجل الإسلام ، وسيظل دورها الرائد قائما إلى أن تقوم الساعة .


المصدر :-مركز التأصيل للدراسات والبحوث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق