الثلاثاء، 15 مارس 2011

الكويت وخبث النظام الإيراني المتأصل

الادعاء التلفيقي الأخير لصحيفة ( كيهان ) الإيرانية التابعة للولي الإيراني الفقيه بوصول ما أسموه بالثورة الصفوية للكويت!! ونشر الأنباء الملفقة و الكاذبة و المشوهة حول حقيقة الوضع الأمني والاجتماعي في الكويت هو مسألة أكبر بكثير من مجرد عملية تلفيق وفبركة إعلامية إيرانية .
لأنها ببساطة تعبير واضح وصريح عن الحقيقة التكوينية للنوايا الإيرانية الخبيثة المكتومة تجاه دولة الكويت ونظامها السياسي والأمني و الاجتماعي ، فالكويت وكيفية الهيمنة عليها و السيطرة على مفاتيح القرار فيها تاريخ حافل و موثق في السلوكيات السياسية والأمنية السرية للنظام الإيراني، فالمحاولات الإيرانية للهيمنة على ملفات إدارة الصراع الكويتي الداخلي تمثل الهاجس الأكبر لمخابرات الحرس الثوري الطموحة للهيمنة الإقليمية منذ مراحل مبكرة في ثمانينيات القرن الماضي ، فالسيطرة على الكويت تمثل حجر الزاوية في الرؤية الأمنية و الستراتيجية الإيرانية وهي رؤية تعتبر الكويت بمثابة مجال حيوي ستراتيجي للتغلغل الإيراني في المنطقة لأسباب ذاتية وموضوعية معروفة للكثيرين وهي رؤية وحقيقة لم تكن غائبة في يوم ما عن ذهن وتصورات صانع القرار الكويتي الذي يتعامل مع هذا الملف بحرفنة ودبلوماسية وحرص على إدامة و استمرار الأمن و السلام الإقليمي و المحافظة على روابط حسن الجوار مع دول الإقليم.
وقد تجاوز الكويتيون عن إساءات إيرانية كثيرة وعن ملفات أمنية خطيرة ليس خوفا ولا رهبة و لا إذعانا بل بهدف محوري قوامه محاولة إفهام النظام الإيراني بالحسنى و بالدبلوماسية بأن أطماعه و تصوراته و اوهامه لا مجال لتحقيقها ميدانيا في الكويت العصية على التطويع و الإبتزاز أو الركوع و الانحناء لأي طرف غير إرادة قيادتها وشعبها ، لقد تحملت الكويت مخاطر إرهابية كبيرة جدا ودفعت من دماء أبنائها العبيطة أثمانا غالية للجرأة و الإستقلالية في الموقف ، كما أفشلت بوعي وعزم ويقظة كل مخططات الفتنة الطائفية أو الاجتماعية التي دعت لها ودعمتها أطراف إيرانية عدة سواء على مستوى مؤامرات قيادة مخابرات الحرس الثوري الإرهابية أو على مستوى المرجعيات الطائفية والعصابية السائدة في إيران ، وكان لليقظة الأمنية الكويتية الدور الحاسم في لجم النظام الإيراني عن السير في مؤامرات تخريبية كبيرة وواسعة للغاية .
إلا أن ذلك لا يعني بأن النظام المتوحش في طهران قد غض الطرف عن أحلامه و مشاريعه التخريبية القديمة واشاح بوجهه عن تلك الملفات السوداء الغادرة ، بل أن كل التطورات الاقليمية والدولية التي حدثت أدت لتجميد مؤقت في ترجمة تلك النوايا الخبيثة إنتظارا للوقت المناسب ، فالتخطيط الإيراني كما نعلمه و لمسناه عن قرب يتسم بالإفعوانية و الخبث و الصبر الطويل و التأني و بناء الخلايا السرية بإتقان وحرفنة و بما يعزز من حيوية المشاريع الإرهابية الإيرانية المستقبلية ، إن تتحول تظاهرة لمجموعة من غير محددي الجنسية في الكويت وفي ملف علني.
و معروف للجميع إلى ( ثورة إسلامية ) فإن في ألأمر أكبر من نكتة و أعظم من سخافة وهو تعبير فج عن نوايا سوداء وخطط معدة في ليل بهيم للهيمنة على الكويت ضمن مخطط سري و لكنه بات مفضوحا للجميع وجميع مفرداته وأدواته باتت مكشوفة ومعلنة .
فالإرهاب السابق و حملات التفجير للمنشآت و المصالح الوطنية و الأجنبية في الكويت إضافة لتجنيد الأتباع و الخلايا واستغلال مساحات الحرية الواسعة في الكويت كانت على الدوام هي المظلة التي يتحرك الإيرانيون من خلالها خصوصا و إن عقدتهم التاريخية في الفشل في إختراق منظومة الأمن الكويتية و إنكشاف أدواتهم و عملائهم وخلاياهم قد جعلتهم يمنون النفس بأوهام مستحيلة الحدوث ولا مكان لها في الكويت التي تعيش اليوم أفراح استقلالها الخمسين و أمجاد تحريرها العشرين وعطاء خمسة أعوام من تولي سمو الشيخ صباح الأحمد لمسند الإمارة و التفاعل الصميم بين الشعب وقائده وجميعها عوامل و أسباب أطارت عقول مخططي الإرهاب و الحقد في طهران .
الكويتيون ليسوا بحاجة لثورة طائفية مريضة و سقيمة على النمط الإيراني البائس و التي ينتظر نظامها اليوم مصيره الحتمي ليلتحق بمزبلة التاريخ المعروفة ، فأهل الكويت مسلمون بالفطرة و السليقة وهم ليسوا بحاجة لبطارقة و كرادلة من أهل اللسان الأعوج و الفكر المنحرف ، و الكويت التي حفرت حريتها بالصخر و المعاناة و التضحيات وخوض الصعاب لن يتمكن قلة من المهرجين و الدجالين من تطويع إرادتها الصلبة... الكويت و أهلها و قيادتها أكبر منكم جميعا يا أحفاد مسيلمة الكذاب وأبي لؤلؤة المجرم الخبيث ، فتبا لكم و سحقا.

الكاتب العراقي / داود البصري

السياسة الكويتية 21-ربيع الأول-1432هـ / 24-فبراير-2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق