الجمعة، 8 يوليو 2011

الشاطر حسن نصرالله بطولة هوليوودية مطلقة

السياسة الكويتية 4-شعبان-1432هـ / 5-يوليو-2011م

بوقاحة نادرة يعترف حسن نصرالله بمشاركة كوادر من حزبه في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري, وبوقاحة أكثر ندرة يهدد ويتوعد الأسرة الدولية بعدم تسليم المتهمين إلى العدالة, وبلغة القتلة المتمرسين الخارجين على القانون يقولها بالفم الملآن " لا الآن ولا بعد 300 سنة يمكن لأحد أن يلقي القبض على من سماهم القرار الاتهامي", لكأنما هذا"المقاوم" أسير الجحور والسراديب لم يدرك بعد انه أصبح عاريًا حتى من ورقة توت"المقاومة" التي كان يستر فيها عورة إرهابه.

نعم, لم يعد يملك نصرالله غير التهديد والوعيد للدفاع عن نفسه وحزبه الفارسي في مواجهة الحقيقة الدامغة التي توصلت إليها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, و لا يملك أيضًا غير خزعبلات إعلامية يتوهم انه يستطيع من خلالها تضليل العدالة وأخذها إلى حيث يريد, بل انه كبر حجره كثيرا حين نصب من نفسه مخلصا للكون في مواجهة عالم متآمر كما يزعم, وإذا كنا نتفهم عدم اعترافه بالتحقيق الدولي والمحكمة, لان المجرم لا يعترف عادة بالعدالة التي تحاكمه, إلا ان جميع عقلاء هذا الكون باتوا يعرفون ألاعيب الشاطر حسن البهلوانية وسيناريوهاته الهوليوودية فلا يقعون فريسة تدليسه, بل إن المجتمع الدولي بات مصمما أكثر من أي وقت مضى على وضع حد لعصر إفلات هؤلاء الإرهابيين من العقاب ووقف جرائم الاغتيال والابتزاز السياسي.

لا شك أن الإحجام عن تسليم المتهمين ينطوي على مخاطر كبيرة لا يستطيع لبنان تحملها, وهو ما حذرت منه غالبية الشعب اللبناني التي لن تسمح لنصر الله أن يدفع بالبلاد إلى الهاوية, وإيقاعها في قبضة حصار اقتصادي ومقاطعة سياسية عربية ودولية, بل أكثر من ذلك ان موقف نصرالله هذا يؤسس لفتنة بين اللبنانيين, لان تغطيته للمتهمين تعني ضوءا اخضر لمزيد من عمليات القتل والتفجير والتخريب وإثارة القلاقل الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية, وبالتالي لن تقف القوى الوطنية مكتوفة الأيدي في مواجهة التعدي عليها, وبذلك يعيد حزب الجريمة عقارب الساعة إلى العام 1975 ويؤسس لحرب أهلية جديدة عواقبها ستكون أكثر ضررًا من سابقتها.

من المفيد جدا ان يقرأ السيد المتعنتر التجربة الصربية مع المحكمة الدولية بتمعن ويتعلم ان لا مفر من العدالة الدولية التي تمهل ولا تهمل, فبعد 16 عاما من فرار القادة الصرب الارثوذكس والكروات الكاثوليك المتهمين بجرائم حرب ضد مسلمي البوسنة, والذين كانوا يعتبرون أبطالا وطنيين في بلادهم, اقتيدوا في النهاية إلى المحكمة الدولية في لاهاي, وكان هؤلاء قالوا الكثير عن عجز المجتمع الدولي في مس شعرة من رأس احدهم إلا انهم خضعوا صاغرين, وهو ما سيكون عليه مصير نصرالله الذي لا يتمتع بالقوة الشعبية ذاتها التي كان يتمتع بها أولئك, وربما يجاورهم في إحدى زنزانات سجون لاهاي.

الشاطر حسن الذي يقول عن نفسه انه قارئ جيد للتاريخ يبدو انه لم يقرأ تجارب سابقيه من الطواغيت الذين استكبروا وتعنتروا, كما لم يقرأ تجارب الطوائف والأحزاب في بلده, التي انتفخت وهما بالعظمة في لحظة ما, فنفشت ريشها لكنها اختنقت به, فتشرنقت وعزلت, وهكذا سيكون عليه مصير حزبه.

هذا الذي يطلق التهديدات من جحره عبر شاشة التلفزيون ما عاد أكثر من قط محشور في زاوية لا يسعه غير الخربشة الشفاهية, وعليه ان يعرف ان محازبيه الأربعة الذين وجهت إليهم الاتهامات ليسوا إلا رأس جبل الجليد, فهناك غيرهم كثير ممن ستكشف عن أسمائهم المحكمة, لبنانيين وغير لبنانيين.

لقد مل الناس عنتريات رجل الغرف السوداء واتهامه الدائم للبنانيين بالعمالة, بل عافوا غروره وتبجحه, الذي لا نملك معه إلا إن نقول: قاتل الله الغرور ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.


الكاتب :- احمد الجارالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق