الثلاثاء، 5 يوليو 2011

إيران والأمة الإسلامية !!

مجلة الراصد - العدد الثامن والتسعون - شعبان 1432 هـ

من المتفق عليه اليوم أن هناك أزمة بين النظام في إيران والمسلمين في كثير من الدول، وهي تتفاوت في حجمها وعمقها وموضوعها وتاريخها من بلد إلى بلد.

* ففي إيران نفسها هناك أزمة بين النظام والإصلاحيين وفريق من المحافظين وكثير من أبناء العرقيات وجميع أهل السنة!

* وفي العراق هناك قطاعات شيعية دينية وعلمانية علاقتها بإيران متوترة، وكثير من أهل السنة يعلنون عداءهم لسياسات ونفوذ إيران الضار بالعراق وبهم.

* وفي غالب دول الخليج هناك توتر عالي المستوى تجاه تصرفات إيران وأطماعها ونواياها.

* وفي سوريا هناك تنديد بالدعم الإيراني للإبادة التي يقوم بها نظام بشار، وقبل ذلك كان هناك تخوف من مشروع التمدد الشيعي في سوريا.

* وفي لبنان يراقب العالم كله بحذر محاولة خطف لبنان وإخفائها تحت عباءة الفقيه الإيراني.

* وفي الأردن وفلسطين محاولات اختراق لكسب المتعاطفين والمنخدعين بالشعارات البراقة للمقاومة والممانعة.

* وفي مصر هناك رفض لتصريحات إيران والمرشد التي تحاول سرقة ثورة الشعب المصري وجعلها رجع صدى لثورة الخميني !!

* وفي دول المغرب العربي هناك صرخات تحذير من مشاريع تغلغل وتسلل للنفوذ الإيراني تحت عناوين مختلفة.

* وفي جزر القمر جرت سرقة الحكم من خلال تجاوز الدستور والتزوير للانتخابات.
* وفي دول أفريقيا هناك صراع مكتوم لتثبيت السيطرة الإيرانية وبث التشيع من خلال المال والجاليات اللبنانية الشيعية هناك.

* وفي دول آسيا هناك نشاط محموم لكسب الشباب والفتيات للولاء للمرشد.

* وفي أفغانستان مخططات تجري علناً للاحتفاظ بجزء كبير من الكعكة الأفغانية التي تعاونت إيران مع "الشيطان الأكبر" على سرقتها.

* وبين الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا جهود مكثفة للسيطرة على الجالية وتسخيرها لخدمة الأجندة الإيرانية.

وهذه الأزمات المتعددة وصلت لحد طرد السفير في المغرب، وتدخل قوات درع الجزيرة في البحرين، والقبض على جاسوس في القاهرة، ومظاهرات لإقالة رئيس الحكومة بالكويت ، والتصريح الواضح في المظاهرات في العراق بأن تكف إيران عن مشاركة أمريكا في احتلال العراق والتدخل في شؤونه. وسبب هذه الأزمات الكثيرة والمتكررة أن السياسات الإيرانية تتميز بأمرين مهمين:

1- تحقيق المصالح الذاتية لها انطلاقاً من رؤيتها الشيعية والقومية الفارسية بغض النظر عن الشعارات والوعود التي تطلقها، مثل نصرة المستضعفين، ومحاربة الشيطان الأكبر، وتحقيق العدالة، ودعم المقاومة...

2- أن هذه المصالح الإيرانية الذاتية تتصادم مع المصالح الإسلامية العليا !!

ولو حاولنا استعراض أمثلة تبرهن على تقدم هذه المصالح على الشعارات في السياسة الإيرانية نجد ما يلي:

- قتل الخميني لمعارضيه وحلفائه في الثورة، خلافاً للعدالة والمشاركة.

- ظلم الخميني للأقليات العرقية والمذهبية في إيران، خلافاً لتحرير الشعب الإيراني.

- رفض الخميني المتكرر لوقف الحرب مع العراق، خلافاً للشريعة الإسلامية.

- استمرار الخميني في تبني مظالم النظام الشاهنشاهي مثل احتلال دولة الأحواز العربية، والجزر الإماراتية الثلاث، خلافاً لنصرة المستضعفين.

- تصدير الثورة والإرهاب للدول المجاورة، كالتفجيرات في مكة ومحاولة اغتيال أمير الكويت السابق، خلافاً للشريعة وحرمة الحرم، والوحدة الإسلامية وحسن الجوار.

- استنكاف إيران عن دعم الجهاد الأفغاني ضد الروس، خلافاً لنصرة المجاهدين والمقاومة.

- تأييد مجازر حافظ الأسد في مدينة حماة، خلافاً لمحاربة العلمانية والبعث!!

- استيراد السلاح من إسرائيل وأمريكا لحرب العراق، خلافاً لمعاداة الشيطان الأكبر.

- السكوت عن جرائم حركة أمل الشيعية بحق الفلسطينيين في لبنان، خلافاً لنصرة المستضعفين.

- المساهمة في احتلال أفغانستان والعراق، خلافاً للوحدة الإسلامية ومعاداة الشيطان الأكبر.

- تأييد الحرب الطائفية في العراق ودعم الميلشيات الشيعية، خلافاً للوحدة والتقريب بين المذاهب بعد احتلال أمريكا للعراق 2003

- نشر التشيع في أوساط السنة في الدول العربية والإسلامية، خلافاً للوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب.

- دعم تمرد الحوثيين في اليمن، خلافاً للتعاون وحسن الجوار.

- مناصرة الحكومة المسيحية في أذربيجان ضد مواطنيها الشيعة، خشية تنامى قوة الأذريين الشيعة مقابل الشيعة الفرس، خلافاً للوحدة الإسلامية ونصرة المستضعفين.

- القمع والبطش بالمعارضة الإيرانية الشيعية في الداخل، خلافاً للعدل والرحمة وتطبيق الشريعة.

- تحريض شيعة البحرين على إسقاط النظام، خلافاً للوحدة الإسلامية وحسن الجوار.

- تأييد الوحشية والإبادة بحق ثورة الشعب السوري من قبل نظام البعث السوري، خلافاً لنصرة المستضعفين.

وهذه المواقف هي غيض من فيض، وهي تؤكد سذاجة الاغترار بالشعارات والوعود الإيرانية التي تدغدغ عواطف الكثيرين من العامة والنخب مع الأسف.

وعليه فإن إيران مطالبة بتعديل سلوكها مع المسلمين قبل أن تطالب بتطبيع العلاقات معها، وإن على المنخدعين بالشعارات الجوفاء الاستيقاظ من أحلامهم الوردية بالوحدة والتعاون والتقريب بين المذاهب، ورؤية حقيقة المواقف والسياسات الإيرانية في الواقع.
وإن بقاء الحال مع إيران على حد تعبير الوزير القطري " يكذبون علينا ونكذب عليهم"، هو خطأ كبير لأنها نصف الحقيقة، فهم يكذبون علينا أنهم لا يعملون ضدنا وهم يعملون!!
أما نحن فنكذب عليهم أننا نحبهم، ونحن لا نحبهم فقط !!

وفرق كبير بين الموقفين، فهم يعلمون أننا لا نحبهم لأنهم يسيئون إلينا ويضرون بنا بالأعمال والأفعال التي بلغت مدى بعيداً، بينما نحن نكتفي بالمشاهدة لما يفعلون ونبتسم !


الكاتب والمصدر :- مجلة الراصد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق