الأربعاء، 11 مايو 2011

الفشل في فكرة الأطماع الشيعية الدعوية في مصر !

موقع المسلم 6 من جمادى الآخرة 1432هـ / 9 من مايو 2011م

الفشل وأطماع الشيعة في مصر، وجهان لعملة واحدة، هذا ما أثبته التاريخ ويؤكده لنا الواقع حتى الآن.

أصيب الشيعة بغباء تاريخي، وجهل مُزمن، حال دون فهمهم لخصوصية الحالة المصرية، التي استعصت عليهم طيلة هذه القرون العديدة.

فعلي الرغم من احتلال الشيعة لمصر، إبان فترة حكم العبيدين، وسعيهم بشتى الطرق لتشييع المصريين، إلا أن المصريين لم يرهبهم سيف المعز، ولم يغرهم ذهبه، بل صبروا وتمسكوا بعقيدتهم، وأسقطوا دولة العبيدين الباطنية المسماة بالدولة الفاطمية.

طُرد الشيعة من مصر وبقيت مصر سنية، وصار الأزهر أكبر مؤسسة سُنية في العالم الإسلامي.

ومنذ ذلك الحين والشيعة يتوارثون أطماعهم في مصر كابرًا عن كابر، ويتحينون الفرصة للعودة إليها، وتحقيق أطماعهم.

اعتقد الشيعة أن الوقت قد حان، لتحقيق أطماعهم بمصر عندما قامت ثورة المصريين في 25 يناير 2011، فأخذت المؤسسات الشيعية على اختلاف مستوياتها في مراقبة الحدث الذي يقع في مصر، وتفرغ الجميع لرصد، وتحليل الثورة المصرية، ومآلاتها المتوقعة.

وشغلت الجزء الأكبر من اهتمامات الساسة وصانعي القرار في الدولة الإيرانية، ونلاحظ أن: كل الشخصيات الفاعلة خرجت بتصريح، أو أكثر عن الوضع في مصر.

وَأَوْلَت المنظومة الإعلامية الشيعية بمختلف وسائلها، المرئية، والمسموعة والمقروءة، والالكترونية اهتمامًا بالغًا بالثورة المصرية، وأفردت لها مساحات واسعة من الوقت لتغطية أحداثها.

وكانت النبرة المشتركة بينهم جميعًا، هي التأكيد على أن المصريين استلهموا ثورتهم من ثورة الخميني، في محاولة مفضوحة لتضليل الرأي العام، وسرقة ثورة مصر.

وبلغ الوهم مداه حينما خرج خامنئي بخطبة جمعة خصصها للحديث عن الشأن المصري، ومباركة ثورة مصر!

وتخلى في هذا اليوم عن لغته الفارسية المتعصب لها، ليخطب باللغة العربية ! وَهْمًا منه، أنه سيجد من بين المصريين آذانًا مصغية تستمع له.

جاء الرد الذي لا يشتهيه خامنئي، عندما أعلن الثوار في ميدان التحرير رفضهم لما جاء في خطبته، ورفضهم لأي محاولة إيرانية للتدخل في شئون مصر، مؤكدين على عدم وجود أي علاقة لهم لا من بعيد، ولا من قريب، بما يردده خامنئي.

ومن المفارقات، أن الشعب والنظام، كانا صوتًا واحدًا، يقول :لا للروافض لا للمجوس.

فرغم ثورة الشعب وسعيه لإسقاط النظام، إلا أنه لم يتخلَّ عن عقيدته السنية، وكان مُتَيَقِّظًا لمخططات الروافض، لاختراق صفوف الثوار.

ومن جهة أخري، فقد أسقطت ثورة المصريين كل أوراق الشيعة، وأعطبت كل أدواتها التي كانت قد أعدتها مسبقًا، لاختراق الشعب المصري.

فلم نسمع لهم صوتًا ولم نر لهم فعلاً، ولم يستطع أي منهم أن يتحدث عن التعاون مع إيران، أو أن يعلن ما كان يتبجح به من قبل.

بل إن الحديث عن وجود علاقة بين أفراد، أو جماعات، وبين الشيعة صار بمثابة الإعدام السياسي لمثل هؤلاء، لقد أصبحت العلاقة بالروافض من التُّهَم التي يستخدمها السياسيين، للتشكيك في نوايا خصومهم، والتدليل على فساد مقصدهم وخياناتهم، وعمالتهم.

والمتابع للمشهد السياسي على الساحة المصرية، يجد أن القوى المحسوبة على إيران اختلف موقفها قبل الثورة، عن موقفها بعدها، فراحت تعلن أن رؤيتها السياسية لحكم مصر، تختلف عن رؤية إيران وأنها لا علاقة لها بها، وأن مصر لن تكون إيران الثانية، خوفًا من ردة الفعل الشعبي التي تكون نتيجتها النبذ والإقصاء.

وبالنسبة للأفراد المشهور عنهم تبني سياسة التقريب، والدفاع عن الشيعة عبر وسائل الإعلام المختلفة، أو من خلال ساحات القضاء، جبنوا عن الحديث أو التصريح عن علاقة ثورة مصر بثورة الفرس.

ومن جهة أخرى لم نجد للمتشيعين المصريين، أي وجود أو مشاركة في أحداث الثورة وفعاليتها، والتي طالما حدثونا عن الثورة على الظلم، وملؤوا الدنيا زورًا وبهتانًا عن ثورة الإمام الحسين، وهذا يعكس لنا نبذ المجتمع لهم ونظرة الريبة والشك التي تُنظَر إليهم من جانب المصريين.

قبل الثورة كان يروِّج الشيعة، لوجود خلايا نائمة في مصر، تنتظر الإشارة من طهران، أو بيروت، لتنفيذ ما دُبِّر وخُطط له، في مصر.

ورغم حالة الفوضى الأمنية التي تمر بها مصر، لم نر أي أثر لهذه الخلايا المزعومة، وما قيل عن اختراق قوة كوماندوز شيعية من حزب الله للحدود المصرية، وتحريرهم للمعتقلين من أعضاء خلية حزب الله في السجون المصرية هو تلفيق، فالحقيقة كما رواها شهود عيان أن: أعراب وادي النطرون، هبوا لنجدة إخوانهم الإسلاميين المعتقلين في سجن وادي النطرون، وفتحوا الأبواب لخلية حزب الله، اعتقادًا منهم أنهم ينتمون لحركة حماس.

إن ثورة مصر أضافت فصلاً جديدًا إلى فصول الفشل التاريخي لأطماع الروافض في مصر.

وبنظرة على مستقبل العلاقة بين الروافض ومصر نظن أن الوضع القادم سيكون أكثر تشددًا في موقفه من الشيعة، وأكثر يقظة لصد أي محاولة من جانبهم لاختراق المجتمع المصري.

وعلى صعيد العمل السياسي والدعوي، نتوقع صعودًا للتيار الإسلامي بمختلف أطيافه للمعترك السياسي، مما يعطي قوة كبيرة للتيار الرافض للتقارب مع الشيعة تحت أي ظرف من الظروف، وأصحاب هذا الاتجاه سيكون لهم الغلبة نظرًا لامتلاكهم الجانب الدعوي الذي شهد انفراجة كبيرة سيوظفونها لبيان خطر الشيعة وكشف وفضح دعاويهم.

وعلى دولنا الإسلامية وفي مقدمتها دول الخليج باعتبار الجيرة أن تتعاون فيما بينها لإعداد خطط للدفاع المضاد لإيران، والتجمعات الشيعية في أي مكان.


المصدر :- موقع المسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق