الاثنين، 9 مايو 2011

حسن الجوار

السياسة الكويتية 4-جمادى الآخر-1432هـ / 7-مايو-2011م
نتفاجأ من الجارة المسلمة بتصريحات سلبية تجاه دول "مجلس التعاون" الخليجي التي تخرج علينا بين الفينة والأخرى، فرغم حرص دول المجلس ورغبتها الصادقة في تطوير وتفعيل العلاقات الحسنة مع الجمهورية الإسلامية، إلا أن الأخيرة تحرص على عدم إبداء تفاعل وتعاون ايجابي ومراعاة حسن الجوار والابتعاد عما يعكر صفو العلاقات الثنائية بتصريحات واستفزازات لا ضوابط لها ولا معنى، فبدلا من السعي إلى خلق وتعزيز مناخ ملائم لحوار عربي إيراني يتسم بالمسؤولية والالتزام نرى العكس يحصل، الأمر الذي يدفع بدول المجلس إلى توحيد كلمتها تجاه الاستفزازات الإيرانية والتصدي لها، فالسنوات الماضية مليئة بالأحداث التي تقطع وتثبت مدى التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لبعض الدول الخليجية والعربية وذلك من خلال التذرع بحجج واهية بعيدة كل البعد عن الواقع، وللأسف هذه التصريحات التي تطلق من مسؤوليها من شأنها نسف اي حوار جاد معهم.
فأين هم من احترام المواثيق الدولية وسيادة الدولة؟ ومتى كانت دول المنطقة ملكا للجمهورية الإيرانية؟ واين هي الديكتاتوريات التي تحدث عنها رئيس الأركان الإيراني في هذه الدول وانتهاك حقوق الانسان والجرائم الوحشية التي ترتكب فيها؟ واين هي الثورات الداخلية التي أوردها بتصريحاته وطالب بكل تبجح قادة دول المجلس بالتخلي عن الحكم وترك الشعوب تقرر مصيرها؟
وهل سمح للشعب الإيراني بتقرير مصيره عندما انتفض على نظامه وطالب بتغييره، اما لعبة التناقض بالتصريحات ما بين الإثبات والنفي من المسؤولين في إيران أصبحت مكشوفة وتدل دلالة واضحة على مدى تخبط مواقف هذا الجار تجاه دول المنطقة، كما يستشف منه ايضا الأسلوب الملتوي في إذكاء وبث نار الفتنة الطائفية وضرب الوفاق والتلاحم بين دول الخليج شعوبا وحكومات رغم يقينهم بصعوبة خلق مثل هذا المناخ، ولينظروا الى سنن الله في خلقه وليعتبروا مما آل اليه مصير الجار العراقي حينما غلبت عليه شهوته وظن انه لن يقدر عليه احد ودخل غمار رهان خاسر أودى به الى التهلكة.
وللعلم فإن شعوب دول مجلس التعاون" بكل مذاهبهم ومللهم متمسكون بانتمائهم ووطنيتهم ومتحدون في وجه كل من يحاول التدخل بشؤون أوطانهم، ونذكر اولئك بأن العصور الماضية وأساليبها ولت الى غير رجعة، آخذين بعين الاعتبار موقف الدول العظمى والقانون الدولي تجاه اي دولة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار والتدخل في شؤون الدول الأخرى، فرحمة بشعوبكم ان تفكروا مليا في أفعالكم وتكفوا عن التصريحات المهلهلة والتي لا ينضح منها سوى الأطماع والعداوة التي لن تعود عليكم الا بالسوء.

الكاتب :- عادل مطر
a.matar2008@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق