السبت، 14 مايو 2011

ما هي احتمالات عدوان إيراني على واحدة من دول الخليج العربي

شبكة الدفاع عن السنة 14-مايو-2011م

طرح الأستاذ الكاتب والصحفي سلام الشماع سؤالين للحوار والنقاش ، حول احتمال أن تقوم إيران بمهاجمة إحدى دول الخليج العربي ، وكانت مداخلتي المنشورة في الصفحة :9 من جريدة الوطن البحرينية عدد يوم 9 /5/2011 ، كما يلي :

س : هل تعتقد أن إيران تنوي من خلال تصريحات مسؤوليها العدوان على دول الخليج ، أو هي تهيئ لذلك ؟ ج : من خلال الاستقراء العام لسلوك الدولة الإيرانية ما بعد الشاه يمكن القول أن إيران تلجأ عادة لتصعيد أزماتها مع دول الجوار العربي وحتى الدخول في حروب معها كوسيلة لحل أزماتها الداخلية ومحاصرة المعارضة في الداخل والقضاء عليها بحجة أن الحرب لا تسمح بالخلافات، وإيران تعيش عدة أزمات خانقة حاليًا، لعل أهمها : 1 : الخلاف العميق بين خامئني ونجاد ، قد تدفع الاثنين للتسابق على العدوان على دول الخليج كوسيلة لتصفية الحسابات مع الآخر من خلال الاندفاع أو التظاهر بالاندفاع على الحرص على المصالح الوطنية الإيرانية وإعادة الأمجاد الكسروية .

كما أن تفكك جماعة اتخاذ القرار الذي تعكسه هذه الأزمة ، وتشتت القرارات قد يعطي الفرصة لضابط متطرف ليقوم ببعض التحرشات التي يمكن ان تتصاعد إلى حالة حرب وعدوان.

2 : تململ الشعوب المضطهدة في إيران واستعداداتها للانتفاض والثورة كما هو الشعب العربي في الاحواز والأكراد في الشمال . والاحواز هي أهم مصادر ثروة إيران وغناها من خلال تركز الثروات النفطية في المنطقة ، وموقعها الاستراتيجي على الخليج.

3 : قد تحسب جماعة اتخاذ القرار الايرانية انشغالات العالم واميركا بمجريات الأحداث في الوطن العربي ، مما يصور لهم ان الوقت أكثر ملائمة للمضي في تحقيق أطماع إيران بالمنطقة.

4 : حالة الحصار الدولي على إيران بسبب برنامجها النووي قد يدفعها للعدوان كوسيلة للضغط على القوى الدولية لفك الحصار لان مثل هكذا عدوان قد يهدد إمدادات النفط لأميركا وأوربا ، فتحاول إيران أن تستعمل هذا التهديد عاملا للمساومة والتفاوض لرفع الحصار وإنهاءه .

بالمقابل كي يكون هناك من الحكماء داخل جماعة اتخاذ القرار ومستشاريهم ليوضح لهم الوجه الآخر لنتائج الحرب وسلبياتها ، كردة فعل الدول العربية من هكذا عدوان ، وقد يكون رد فعل القوى الدولية اكثر شدة وحدة فتتخذ أميركا هذا العدوان مبررا بتنفيذ تهديداتها بضرب المفاعلات النووية الإيرانية ، ما يمكن ان يشكل كارثة ودمار لإيران اذا كانت هذه المفاعلات الى حد تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم ، او انها صنعت فعلا قنبلة نووية . كل ذلك قد يشجع الشعوب المضطهدة والمقموعة وخاصة عرب الاحواز للمضي في الثورة وإعلان تحرير اقلينهم . واحتمالات ان يلاقي ذلك تدعيما وتشجيعا عربيا واسع ، كما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه القوى الدولية العظمى لعرب الاحواز لا حبًا بهم بل تنكيلاً بإيران. بهذه الحسابات العقلانية قد تكتفي إيران بتصعيد تصريحاتها الاستفزازية وخلق حالة من التوتر والخوف في المنطقة دون ان تتجرا لتصعيد ذلك الى حالة حرب وعدوان . لكنها ستلجا عندها لتحريض تابعيها وعملائها لاشاعة التخريب في المنطقة في محاولة لزعزعة استقرار الدول العربية.

س 2 : ما الذي يمكن ان تفعله دول الخليج ازاء مثل هذا العدوان ؟

ج : كاي دولة او مجموعة دول عليها الاستعداد لمثل هذا العدوان بخطط مسبقة والتي يفترض ان تتضمن نقل المعركة الى ارض العدو من خلال تفعيل دور القوة الجوية والصاروخية لدول الخليج لتضرب بالعمق الإيراني وبقوة رادعة ، إعداد القوات الخاصة من صاعقة ومظلين لتنفيذ انزالات داخل الأرض الإيرانية وتدمير خطوط المواصلات العسكرية ، والمنشات الحيوية الإيرانية وتكبيدها خسائر فادحة لإجبار إيران للتراجع عن عدوانها ووقفه بأسرع وقت ممكن .

تطوير سلاح الضفادع البشرية لمواجهة ومباغتة القوة البحرية الإيرانية ، وأحداث اكبر قدر ممكن من الخسائر بها وشل قدرتها باستخدام الأسلحة المضادة المناسبة لذلك . بغير هذا لا أعتقد أن دول الخليج ستكون قادرة في الدفاع عن استقلالها ومصالحها ، فإيران تحاول ان تستغل ضعف بعض هذه الدول لتحقيق أطماعها التوسعية .

وإذا احتلت إيران اي دولة عربية خليجية او جزء من أراضيها سوف لن تنسحب ما لم يكن هناك من القوة العربية ما يكفي لإلزامها على الانسحاب وتجربة الاحواز ، والجزر العربية الثلاث خير مثال ، لم تختلف بهذا إيران المتأسلمة عن الشاهنشاهية.

الكاتب :- د. موسى الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق