الثلاثاء، 10 مايو 2011

طهران وليست إيران

موقع لجينيات 5-جمادى الآخرة-1432هـ / 8-مايو-2011م

مع تزايد المخاطر الإيرانية على الدول العربية والخليج العربي بشكل أكبر، فرد الفعل الطبيعي أن يزداد البحث عن الأخبار والأسرار الإيرانية والفضائح الخفية ويبدأ الكتاب في كتابت مقالاتهم المضادة ، كلها تعمل للخروج بما يُكّون صورة واضحة عن إيران وخطرها القادم ، ولكن السؤال الذي يطرحه نفسه في خضم هذه الفوضى الإيرانية ، هل إيران (طهران) تمثل كل الشعب الإيراني بما فيها من طوائف وأعراق ومناطق ليست في الأصل إيرانية.
الخطر الإيراني ليس وليد اللحظة ولم يكن خافياً على أصحاب القرار من الساسة والمثقفين وكثيراً من عامة الشعوب العربية ، ولكن الأحداث الأخيرة من المظاهرات والمطالبات بإسقاط الحكومات العربية مع انشغال الدول العظمى عن بناء ايران لترسانتها النووية وقيامها بإنتاج أسلحة وصواريخ خطيرة ، أي أنها تقوت خلال فترة إنشغال هذه الدول عنها ، كل ذلك ادى الى أن إيران أصبحت ترى نفسها قادرة على قيادة الدول الإسلامية بعد أن تفرض سيطرتها عليها إما بأن تكون تابعة لها مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق الاحتلال العسكري كما فعلت مع جارتها العراق حيث قامت بمحاربتها لسنين طويلة رغبة في احتلالها كما أنها احتلت الأحواز العربية والجزر الثلاث الإماراتية ، وهو ما تسعى اليه بكل جهودها وتسخر له كل ما أوتيت من قوة ، ومن طرقها الفعالة أنها تقوم بصرف مبالغ كبيرة جداً من ميزانية الدولة لنشر التشيع (الصفوي) وقيامها أيضاً بالتحالفات المشبوهة مع دول عدوة بالدرجة الاولى للإسلام وللدول العربية خاصة كإسرائيل وبعض الخلايا المزروعة في هذه الدول ولا ننسى دعمها المتواصل لأحزاب المعارضة في الدول المجاورة لها خاصة ، نخلص من ذلك كله كما لا يخفى على الجميع أن إيران دولة سرطانية سريعة الانتشار ، فإذا لم تتكاتف جهود الدول الإسلامية والعربية وبالأخص الدول الخليجية لأنها الأقرب فسوف يفتك هذا المرض بدول الخليج أولاً ، وهو يعمل بأجندة من اولوياتها زرع الفتن في دول الخليج .
الجواب عن سؤال المقدمة يتم بسؤال آخر هل هذا الخطر وهذا السرطان يمثل إيران كلها أم أننا يجب أن نراعي الايدولوجية الإيرانية .

 ايران فيها شيعة وسنة وفيها عرب وفرس وفيها موالين ومعارضين وهي دولة كبيرة الحجم ولها جغرافية خاصة حيث أنها تقع بين دول مختلفة الاديان والاعراق والقوة والنفوذ ، وهذه الدول المجاورة لها اما ان تكون دول كبرى او دول يتناحر عليها الدول الكبرى، إيران نفسها وقعت بين الفريقين السابقين قدرا ، جميع الظروف السابقة ووضع إيران الاقتصادي الجيد وتعصبها الصفوي اجبرها على ان تكون من الدول التي تطمح بأن تكون دولة كبرى.

 ولكن هذا كما ذكرنا سابقاً لا ينطبق على جميع الإيرانيين ، فوضع إيران التمددي هو فقط من خطط طهران ، وطهران سخرت كل الظروف السابقة الذكر وبالأخص كونها تريد الوصاية على الدول الإسلامية وقيادتها ، كما أنها استخدمت رغبتها في نشر الدين الإسلامي ( التشيع الصفوي) وهو مجرد ذريعة ، كل ذلك جعل الجميع يضنون أن هذه رغبة إيران ، وفي وجهة نظري أن ذلك رغبة طهران وليست إيران ، وذلك من خلال معايشتي لكثير من الإخوة الشيعة في المنطقة الشرقية وبحكم متابعتي للكّتاب والسياسيين المختصين بالشئون الإيرانية وأيضا القنوات التي تخصص جل وقتها في ملاحقة إيران الصفوية وابنتها حزب الله وفضحهما، حيث ان كثير من شيعة السعودية لا يعتبرون تصرفات إيران كلها صحيحة خصوصاً ما يتعلق بالسياسة وإيران بالنسبة لهم دولة فيها المدن الشريفة – كما يزعمون – وبها المراجع الدينية والمزارات وهي بهذه الصفات كالعراق أما باقي ايران فهي دولة اسلامية كباقي الدول الإسلامية .ولا نريد أن نذكر هنا القلة القليلة منهم الموالين لإيران بكل جوارحهم والذين ظهروا جلياً في البحرين والعراق ولبنان لأنهم شرذمة وليسوا محل حديثنا .
من هنا نقول ونؤكد أن طهران وأفكارها لا تمثل إيران كلها ، فإذا كان الوضع كذلك فلماذا لا نستغل هذه الفرصة أي ما تبقى من إيران كشعب ومناطق دون النظر بعين طائيفية ، فبمقدورنا ان ننشر المذهب السني بين الشيعة في المناطق البعيدة عن الاعين الطهرانية والتوعية والدعم لجميع السنة في إيران فهم في امس الحاجة للدعم في ظل ما تقوم به طهران من اضطهاد تمارسه يومياً بحقهم ، بل ونستطيع ان نجعل الاحواز العربية مركزاً للعرب لتكّون الدويلة العربية وسط الدولة الايرانية حتى تتمكن من الاستقلال واللحاق بالدول الإسلامية العربية المسالمة ، وسوف يتم ذلك بتوفيق الله أولاً ثم بالدعم العربي والإسلامي، فهل نحن جاهزون لهذا الدعم الذي يدرأ عنا الشر الطهراني؟.

والله أعلم


الكاتب :- سلطان أل قحطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق