الأربعاء، 30 مارس 2011

قنبر أفندي.. و المسألة البحرينية

السياسة الكويتية 24-ربيع الآخر-1432هـ / 29-مارس-2011م

يبدو أن الموضة العراقية الجديدة لأهل الأحزاب الطائفية المسعورة في العراق لم تعد رعاية العراقيين ولا حتى الاهتمام بتحسين طرق "اللطم" و التطبير و ضرب الزنجيل وبقية المسائل الستراتيجية التي تشغل بالهم منذ أيام حكم عضد الدولة البويهي في منتصف القرن الرابع الهجري, بل أضافوا الى اهتماماتهم التخريبية العابثة الملف البحريني الذي تم إصدار الأوامر من سادتهم في طهران للتشديد عليه و متابعة شؤونه و محاولة التدخل في مفردات الصراع الداخلي البحريني بطريقة فجة ووقحة و معبرة عن رغبات إيرانية قبيحة في تعكير و تدمير السلام الإقليمي و السلم الأهلي في منطقة الخليج العربي .

وكانت آخر الإبداعات تدخل جماعة المؤتمر الوطني العراقي بقيادة الرفيق أحمد الجلبي وهم الجماعة المعروفة سابقا بقربها من مخابرات "البنتاغون" وبدورها المهم في العمليات و التحضيرات التي سبقت حرب احتلال العراق العام 2003 ثم بعد الوصول إلى لبغداد تم إظهار المواقف الحقيقية وظهر الارتباط الكبير بين هذه الجماعة و المخابرات الإيرانية التي كانت تلعب بأوراق عراقية عديدة , المهم في التطور الجديد هو ظهور أحد رؤساء عصابة الجلبي على الملأ و محاولته ركوب موجة ثورية زائفة من خلال دعوته إلى تشكيل لجنة شعبية عراقية للتضامن كما قال مع الشعب البحريني!

وطبعا لا بالتبرع بالدم ولا بتقديم النصائح و الإرشادات الوطنية و لا بتطييب الخواطر ومحاولة تأدية دور حمامة السلام بين فرقاء الصراع الداخلي البحريني من خلال الدعوة إلى ما أسموه "التطوع العراقي"!!

أي تجييش الحالة وإرسال مخربين بصفة عراقيين بينما هم في حقيقتهم من عناصر الحرس الثوري الإيراني ولربما من الناطقين بالعربية منهم!!

 فالعراقي الحقيقي لايتطوع أبدا لقتال أخيه العربي مهما كانت المغريات!!

وبطل هذه الحملة الكارتونية أو الفزعة "الجلبية" هو الرفيق انتفاض قنبر!!

 ماغيره إنتفاض قنبر المعروف جيدا و المشخص بدقة و الشهيرة ميوله و اتجاهاته المهم حدثني أحد رفاق قنبر أيام الحملة العسكرية الأميركية على العراق بإعتباره أحد أعضاء جيش أحمد الجلبي وقال لي بأن قنبر كان لا يخرج أبدا من غرفته لتنفيذ مهماته الاستخباراتية طبعا وليس القتالية إلا بعد التأكد من صلاحية "الماكياج" الذي يطلي به وجهه ولكم أن تتصوروا البقية وهناك أمور تخص قانون الرقابة الصحافية الذاتية تمنعني من الاسترسال و الكتابة في هذا الموضوع المهم أن انتفاض قنبر قد حولته سلطة العراق الطائفية الفاشلة قائدا تبشيرياً يرغي و يصرخ و يدعو إلى تجييش المتطوعين العراقيين لغزو دول المنطقة ويعيد ذكريات سوداء عاشها الشعب العراقي ضمن سياسات الدجل السابقة , ولا أدري مصدر القوة الذي يتحدث قنبر من خلاله و يعرض عضلاته الهشة و يدعو إلى تدخل تخريبي عراقي في دولة عربية وخليجية مجاورة وضد شعب عزيز وطيب هو الشعب البحريني ?

وضمن أي منطق يدور هذا التدخل ?

 وهل يرضى الأميركيون الذين جلبوا هذه الحثالات للعراق بما يدور إن كان ذلك بعيداً عن تخطيطهم فعلا ?

 يبدو ان قنبر قد شرب حليب السباع كعادته ?

و يبدو أنه كسيده وولي نعمته غارق في العسل و لا يدري عما يتحدث ولكن كيفما كانت الأحوال فإن قنبر و أشكاله في مهب الريح إنها الديمقراطية العراقية الرثة وهي تفرز أسوأ عصاراتها و إفرازاتها من المياه القنبرية الثقيلة.

الكاتب / داود البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق