الأربعاء، 30 مارس 2011

"ثورة" نصرالله لا تمر في دمشق

السياسة الكويتية 24-ربيع الثاني-1432هـ / 29-مارس-2011م

قبل ايام أعلن حسن نصرالله من خلف شاشة التلفزيون - كالعادة- دعمه لما أسماه "الثورات الشعبية" في اليمن والبحرين وليبيا وتونس ومصر, ووضع إمكانيات حزبه في تصرف من أسماهم الثوار في تلك الدول.

أرعد وأزبد نصرالله في خطابه من سردابه في الضاحية الجنوبية, وتوهم نفسه صلاح الدين عصره ومحرر الشعوب ومنقذ الأمة, فيما سكت الآن عما يجري في سورية كما سكت من قبل عما يجري في طهران, ولم يناصر الثورة الاصلاحية الخضراء, او يخرج مؤيدا الثوار المطالبين بالحرية في طهران ودمشق ودرعا ومختلف المدن السورية. سكت أمام هدير صوت الشعب السوري الذي حمى مقاومة حسن نصرالله, وصمت أمام الحرمان والبطالة السورية واللبنانية التي يقال إنها من اجل دعم المجهود الحربي والمواجهة مع اسرائيل لانجاز مشروع التحرير الذي يكثر الكلام عنه منذ أكثر من 40 عاما بينما تعيش الجبهة السورية في هدوء تام منذ العام 1974 و لم تطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان.

صمت نصرالله على استخدام ايران سلاحها لقتل شعبها الثائر على نظامها والشعب الايراني تحمل الكثير من ضيم النظام على أمل ان يأتي غودو التحرير الذي على محطة انتظاره صرفت المليارات من ثروة الشعب الايراني على التحالف الستراتيجي مع سورية وعدد من المنظمات الارهابية.

كل تلك السنوات جعل الشعب السوري من نصرالله بطلا قوميا قلما خلا شارع او بيت في سورية من صورة له, وخصوصا في درعا, ولم يكلف نصرالله نفسه عناء توجيه حتى تحية الى الشهداء من ابناء هذه المدينة الصابرة على ضيم ذوي القربى الأشد إيلاما من ظلم الاعداء.

هل سمع نصرالله و شاهد كل قنوات التلفزة العربية والعالمية تنقل الفظائع التي ترتكب ضد الايرانيين في عدد من المدن والقرى الايرانية ?

 ألم يسمع صوت عشرات الالاف المنادية بالحرية في شوارع دمشق ودرعا واللاذقية وحلب وحمص?

 أليست هذه ثورة شعبية يجب ان يمد اليها, من تخيل نفسه تشي غيفارا العرب, يد العون وهي الأقرب جغرافيا اليه من ليبيا والبحرين واليمن وتونس ومصر?

ألم يكن من الاولى ان يمد نصرالله يد العون الى الشعب الايراني المظلوم من حكومته التي تغدق هي وولاية الفقيه فيها مئات الملايين من أموال هذا الشعب على "حزب الله"?

لا غرابة أبدا في موقف نصرالله هذا لأنه لاذ بالصمت عن المجازر التي ارتكبتها قوات الحرس الثوري الايراني في شوارع طهران وشيراز وغيرها من المدن الايرانية ضد ثوار الثورة الاصلاحية الخضراء السلمية حين سرقت السلطة أصوات الناس علنا, وجيرت الانتخابات الرئاسية لمصلحتها من دون اعتبار لحق الشعب في اختيار ممثليه, لكن ربما يدرك هذا القابع في جحره ان الشعوب التواقة حقيقة الى الحرية لا تنتظر من مأجور موظف عند الاستخبارات الايرانية موقفا او تأييدا, لأنها تهدر بصوت الحق, غير خائفة من بندقية جبانة في مواجهة العدو الاسرائيلي, مستشرسة في مواجهة صدور أبناء شعبها العارية, وربما يدرك الآن أكثر من اي وقت مضى ان ثورة الشعب السوري التي لم يناصرها, وهو لن يناصرها أبدا, ستكون بداية لثورة الشعب اللبناني على سلطة السلاح وارتهان مصير اللبنانيين لها, وساعتئذ لن تدير ايران او غيرها بالا الى نصرالله الذي ربما لن يخرج أبدا من سردابه.

الكاتب/ احمد الجار الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق