الاثنين، 28 مارس 2011

تحرك الخلايا السرية الإيرانية في الخليج العربي والرد الخليجي?

السياسة الكويتية 13-ربيع الآخر-1432هـ / 18-مارس-2011م

إن كانت الأزمة البحرينية قد أسفرت عن نتيجة مهمة ودرس بليغ فهو إنما يتمثل في التبلور الواضح و الانكشاف الفضائحي للوجوه والعناصر والرموز السياسية والإعلامية والبرلمانية المدافعة عن الطروحات الطائفية الإيرانية والمتضامنة ضمنيا وواقعيا مع الهجمة الشعوبية الإيرانية الحاقدة والموجهة بشكل طائفي مريض مغلف بمطالب سياسية عامة والتي تستهدف مملكة البحرين كمدخل للتغلغل والانتشار لتدمير الجسم الخليجي ووفق مخطط واضح ومعلوم ومدروس خطط لجميع جوانبه في دوائر النظام الإيراني السياسية والعقائدية والإستخبارية , ولعل أهم ما تمخضت عنه حلقات الصراع الإقليمي الدائر هو انكشاف أسرار الخلايا السرية الإيرانية العاملة في دول الخليج العربي وحافاته الشمالية والغربية وخصوصا في العراق حيث تسعى الثعابين الطائفية المسمومة إلى بث سموم الفتنة الطائفية والدفاع المقرف عن المشروع الطائفي التقسيمي التخريبي الإيراني كما يفعل أهل حزب "الدعوة" وغيرهم من غلمان النظام الإيراني وعملائه المخلصين وخصوصا المدعو إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي الأسبق الذي تخصصت فضائيته "بلادي" في نشر أنباء الفتنة الكاذبة في البحرين وفي التلفيق الإعلامي السخيف وفي بث أراجيف الدعاوى الطائفية المريضة التي لا محل لها من الإعراب أبدا في ظل سعي البحارنة جميعا إلى الحوار الوطني الشامل ضمن الالتزام بالشرعية الدستورية و مبادئ العمل من اجل مصلحة البحرين و شعبها فقط لا غير بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم وهو ما أثار النظام الإيراني وخلاياه السرية الذين أفلست طروحاتهم وفشلت مخططاتهم وخصوصا مع التضامن الخليجي الذي ظهر عند المحن و تفعيل ملف قوات درع الجزيرة والذي أطار صواب النظام الإيراني فأنطلق في حملة من الشتائم الساقطة و التي لا تتناسب مع الديبلوماسية الإسلامية التي بها يدعون بعد أن تجاوزوا عن حقائق التحالفات الإقليمية و المعاهدات الأمنية الموقعة بين دول المنطقة و الملزمة لجميع الأطراف المتعاقدة .
لغة التهديد الإيراني الفاقدة للياقة و المسؤولية وخصوصا في كلمات سقيمة عقيمة مثل "سيدفعون الثمن"! هي لغة تهديدية عجفاء سترتد في النهاية إلى صدور مطلقيها , فعرب الخليج العربي و حكوماتهم سيدفعون أثمانا غالية بكل تأكيد للحفاظ على استقلاليتهم وعلى حرية شعوبهم وعلى بناء الجدار العازل الذي يحميهم من خرافات وضجيج و جنون أهل الدجل و الاستبداد في طهران الذين باتوا يتصرفون بعنجهية واضحة بعد أن تخلوا عن لغة النفاق الدبلوماسية, ففشل المؤامرة الإيرانية في البحرين ستكون له نتائج و انعكاسات بالغة للغاية على الوضع الداخلي في إيران ذاتها و التي يتهيأ شعبها لإشعال انتفاضته العارمة التي ستؤدي إلى إطاحة رؤوس الفتنة والدمار والدجل وزمر النصابين الذين يشوهون قيم الدين الإسلامي و توجهات المذهب الشيعي العلوي المحمدي البريء من التفاهات والأفكار الخرافية الغريبة كل الغرابة عن فكر و مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
المعركة في البحرين قد فضحت المستور و أماطت اللثام بالكامل عن الوجوه الكالحة العاملة في خدمة المشروع التخريبي الطائفي الإيراني, فالقوات الخليجية ليست في حالة احتلال لأرض البحرين لأنها في النهاية امتداد طبيعي للشعب البحريني الحر و لأن شعوب الخليج العربي موحدة بحكم الواقع الميداني, فلا فرق حقيقي يذكر بين مواطن سعودي أو كويتي أو قطري أو إماراتي أو عماني أو بحريني, ولا توجد أطماع أو صراعات دموية و أحقاد شخصية بين تلك الشعوب التي هي في النهاية من أرض الجزيرة العربية حيث مهبط الوحي وأرض النبوة , ويخسأ كل من يصف التدخل الخليجي الهادف لقمع نيران الفتنة بالاحتلال , فالمحتل الحقيقي هو ذلك الذي يلوح بالشعارات الدينية و التحررية البراقة, بينما يمارس دور شرطي الاحتلال القذر في احتلاله لأراض عربية خليجية مقدسة هي الجزر العربية الإماراتية الثلاث, وفي مطالبته المشبوهة والمريضة بتبعية مملكة البحرين للسيادة الفارسية, وفي استمرار احتلاله لأرض الأحواز العربية الحرة, وفي تآمره و تواطئه في تدمير العراق واحتلاله و حماية عملائه وغلمانه المتوسدين لبعض مفاتيح السلطة هناك.
لقد أفشل الخليجيون الأحرار كل تحركات وخطط الخلايا السرية الإيرانية الخبيثة وفضحت تلك الوجوه البراقة العاملة لخدمة المشروع الطائفي الإيراني المريض , و سيثأر الأحرار في المنطقة من كل العملاء الخبثاء وغلمان الولي الإيراني الفقيه , وستبقى البحرين عربية حرة و سيبقى الخليج عربيا و شوكة في عيون الطامعين و العنصريين و الدجالين. لن تقوم للفتنة أنصاب في أرض العرب , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. والعاقبة للأحرار, أما غلمان الشيطان فستكون مزبلة التاريخ هي مأواهم النهائي.

الكاتب/ داود البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق