الأحد، 1 مايو 2011

أميركا سكتت على منح سفير إيران...

أميركا سكتت على منح سفير إيران "دنائي فر" تأشيرة دخول العراق برغم علمها أنه من قادة الحرس الثوري الإرهابي
الملف نت 28 من ذي الحجة 1431هـ / 4 من ديسمبر 2010م
*وثائق ويكيليكس تكشف: ضمن مشروع بلقنة الشرق الأوسط الأميركي الإسرائيلي الإيراني.
*أميركا تريد العراق محورًا استراتيجيًّا لها وإسرائيل تريده بيتا مهدمًا مفتتًا طائفيًا وعرقيًا وموردًا للطاقة الرخيصة لها وسوقًا وممرًا إلى الشرق وقاعدة عسكرية وإيران تريده حديقة خلفية وحمامة اليفة لا تسبب لها صداعًا مع شركائها الاخرين..
متابعة وتحليل - صافي الياسري
حتى الان نشر موقع ويكيليكس من جردته الموعودة بثلاثة ملايين وثيقة 260 الف وثيقة بخصوص العراق اهمها رسائل للخارجية الأميركية وسفارتها ببغداد وتشير الكثير من هذه الوثائق إلى دور نظام طهران الحاكم في إيران في إثارة التوترات الإقليمية وتدخلاته الإرهابية والسياسية خاصة في العراق.
وهناك وثيقة تحليل صادرة عن السفارة الأمريكية في العراق تحدثت عنها عدة تقارير اعلامية موضوعها تدخلات النظام الإيراني في الانتخابات وتشكيل الحكومة في العراق تحمل عنوان «إيران في العراق – استراتيجية الضغط على فيلق القدس التابع لفيلق الحرس» جاء فيها: تناقش سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد استراتيجيتها لاحباط نشاطات قوات الحرس الإيرانية في العراق.
وتشمل هذه المناقشات الموضوعات التالية:
اعادة بناء الحكومة العراقية وطاقاتها – غلق الحدود واحكامها لمعرفة العناصر الإيرانية التي يقال انها تتسلل داخل الاراضي العراقية لتنفيذ تفجيرات تستهدف قتالا استنزافيًا ضد قوات الجيش الأمريكي.
وتتحدث عن نشاطات ضباط الحرس بما فيها توجيه عناصرهم للتجسس ودعم المتشددين مثيري عواصف العنف في العراق وكذلك الدعم المشروع وغير المشروع لاشاعة ثقافة واقتصاد النظام الإيراني. وقد ذكرت الوثيقة ان الشارع العراقي ابدى رغبة كبيرة للتصدي للنفوذ الشرير للنظام الإيراني بحيث انه وبفضل تعاون العراقيين نجحنا في ايقاف بعض نشاطات فيلق القدس لقوات الحرس عبر عمليات عسكرية أو مفاوضات دبلوماسية. وفي الوقت نفسه ومن خلال التحذيرات من جانب واحد لاستهداف ضباط فيلق القدس منعنا دخول بعض منهم إلى العراق.
ويتضمن جانب آخر من التحليل تحت عنوان «الخلفيات» ايضاحات حول اعتقال عناصر مفصلية لمخابرات النظام الإيراني في اربيل من قبل القوات المتعددة الجنسية وهروب اثنين من العناصر الرئيسية إلى إيران يدعيان عباس حسيني وحرمت فاروقي وكذلك غلق قنصلية النظام الإيراني في اربيل والسليمانية وصدور تنبيه إلى الحكومة العراقية بخصوص عدم اصدار تأشيرات الدخول لهؤلاء الافراد لعودتهم إلى العراق وتم التذكير بأنه من بين 35 شخصًا دخلوا الاراضي العراقية من إيران بشكل غير شرعي كان 8 منهم على الاقل على صلة بفيلق القدس.
كما جاء في جانب آخر من تحليل السفارة الأمريكية تحت عنوان «الاستراتيجية» انه: تزامنًا مع انسحاب القوات الأمريكية المسؤولة كنا نعمل على إقناع الحكومة العراقية بأن نشاطات فيلق القدس في العراق تضر الدولة العراقية الأمر الذي تبين وثبتت صحته من خلال استمرار النشاطات الشريرة لفيلق القدس التابع للنظام الإيراني واستهداف المواطنين ونسف البنى التحتية العراقية.
وأما الخيارات أمام الحكومة العراقية باعتمادها من جانب واحد وبمساعدة الحكومة الأمريكية لاستهداف نشاطات فيلق القدس فهي: النشاطات الدبلوماسية السياسية العسكرية والاستخبارية والاستخبارية الشعبية.
ويتابع تحليل السفارة الأمريكية بالقول: مع أن التغييرات والتطورات الواسعة التي تشهدها المنطقة تؤثر على إيران الا أن النظام الإيراني قد يشعر ان أمامه فرصة لتصعيد نشاطات فيلق القدس اثر انخفاض عديد القوات العسكرية الأمريكية في العراق. ونظرًا إلى تقييداتنا في القيام بعمليات عسكرية من جانب واحد ضد فيلق القدس فانه يجب تطوير الآليات الدبلوماسية والاستخبارية والأمنية والتعاون العسكري مع العراق لمواصلة هذه الضغوط. وهناك عدد كبير من رجال المخابرات الأمريكية وبمساعدة العراقيين سيشاركون في هذا المضمار الخطير وأن المحور الرئيسي لهذا التعاون سيكون التصدي لضباط فيلق القدس وتدخلاتهم الشريرة.
ووثيقة أخرى من الوثائق التي نشرها موقع ويكليكس تتعلق ببرقية من السفارة الأمريكية إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعنوان «النظام الإيراني يسعى لبسط نفوذه في الانتخابات العراقية والتأثير عليها» وتتلخص هذه البرقية المرسلة من قبل السفارة الأمريكية في 13 تشرين الثاني 2009 تحت عنوان «مساعي إيران في سياسة الانتخابات العراقية»، بما يلي: سلطت السفارة الأمريكية في بغداد في تحليل بالتفاصيل الضوء على الاساليب التي يتبعها النظام الإيراني لضمان تشكيل حكومة مرغوب فيها تؤمن مصالحها بسهولة ويمكن السيطرة عليها. وتؤكد البرقية أن مساعي النظام الإيراني في هذا المجال جهد متكامل لعملية تبدأ من ألفها إلى يائها.. اسلوب عمل النظام الإيراني فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع العراق موزع بين الادارة السياسية المفصلة في مفردات الأمور إلى توجيه استراتيجية عميقة يقودها بشكل مباشر زعيم النظام الإيراني في طهران خامنئي.
وقد كشف موقع ويكيليكس عن وثائق جديدة عن العراق تضمنت ارتباط سياسيين عراقيين بقاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني. وقالت وثائق أمريكية من الموقع والتي نشرتها صحف الغاردين والنيويورك تايمز وديرشبيغل الالمانية واللوموند الفرنسية وفايننشال تايمز وديلي تلغراف أظهرت أن إيران أحكمت سيطرتها على الانتخابات العامة في العراق وأن رئيسها احمدي نجاد أنشأ قاعدة سياسية إيرانية في العراق فضلًا على أن قاسم سليماني سخر كل طاقات إيران المخابراتية والسياسية والاقتصادية لانشاء تحالف مرتبط بنظام بلاده.
هذا وكشفت الوئائق الأمريكية عن ارتباط بعض السياسيين البارزين في العراق بقاسم سليماني وهم: الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ورئيس البرلمان العراقي السابق اياد السامرائي ورئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري ونائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي.
وفي الحقيقة فان كل ما ورد في تلك الوثائق كان معروفا الا بعض التفاصيل التي لا تقدم ولا تؤخر شيئا ودورها هو فقط القاء مزيد من الضوء على المشروع الإيراني للعراق كحديقة خلفية لنظام ولاية الفقيه، وكبوابة كبرى لمشروع الثلاثي الأميركي الاسرائيلي الإيراني لبلقنة الشرق الاوسط إلى جانب البوابتين اللبنانية والفلسطينية.
والنظام الإيراني برغم كل ما يعاني منه من مشكلات تتعلق بوضعه المهزوز داخليا من الناحية السياسية بمواجهة المعارضة وامام المجتمع الدولي بسبب انتهاكاته لحقوق الانسان المتصاعدة التي ادانتها الامم المتحدة 57 مرة ووضعه الاقتصادي المتردي، فانه ينفق على التسليح اموالًا هائلة مضحيًا بافقار وتجويع شعبه بانتظار الحصول على المكانة المطلوبة كلاعب اقليمي معتبر ليحصل على نصيبه من كعكة منطقة الشرق الاوسط بعد ان يلهبها بادواته المحلية في لبنان وفلسطين والعراق وبالاشتراك مع الطرفين الاخرين أميركا واسرائيل.
وقد كشفت تقارير استخبارية أميركية سرية عن أن إيران تقوم بتحصين ترسانة أسلحتها عبر مساعدة ودعم كبيرين من كوريا الشمالية، وأن طهران حصلت من بيونغ يانغ على صورايخ متقدمة مبينة على تصاميم روسية.
وقالت صحيفة أميركية إن ترسانة الصواريخ والأسلحة التي تملكها إيران أضخم وأقوى بكثير مما توقعته واشنطن فيما مضى، وإن طهران حصلت على 19 صاروخًا من بيونغ يانغ وفق برقية سرية إثر اجتماع روسي أميركي بشأن خفض انتشار الأسلحة الإستراتيجية وتقييم قدرة طهران النووية.
ومن شأن هذه الصواريخ المتطورة تزويد إيران بالقدرة على ضرب عواصم الدول الأوروبية وأن تصل إلى موسكو بسهولة، كما أن قوة دفعها المتقدمة تمنح إيران القدرة على تطوير صواريخ بالستية.
وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت مؤخرا تقريرا مركزا بهذا الخصوص، أن التقارير السرية تشير إلى بيع كوريا الشمالية صواريخ مطورة عن أنظمة وتصاميم روسية تدعى "آر 27" القادرة على حمل رؤوس نووية."
ويفيد تقرير سري بتاريخ 24 فبراير/ شباط 2010 أن دوائر الاستخبارات الأميركية تعتقد أن شحنة صواريخ متطورة أخذت طريقها من كوريا الشمالية إلى إيران، وأن الأخيرة تنافح كي تحصل على التقنية والخبرة اللازمة لتطوير أجيال أخرى من هذه الصواريخ.
وتشير تقارير استخبارية عسكرية أميركية إلى أن هناك تعاونا نوويا يجري بين بيونغ يانغ وطهران.
ووفق خبراء فإن إيران تملك صواريخ بالستية بمدى يقدر بحوالي 2000 كلم، ويمكنها الوصول لأهداف ضمن منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل وتركيا وأجزاء من أوروبا الشرقية.
وبينما تنطلق الصواريخ الروسية "آر 27" من الغواصات ويصل مداها قرابة 2400 كلم، يقول الخبراء أن صواريخ "بي إم 25"
هي أطول وأثقل وتحمل مزيدا من الوقود مما يعطيها مدى أكبر يصل إلى 3200 كلم.
و الصواريخ ذات المدى 3200 كلم تعتبر متوسطة المدى، مقابل صواريخ أميركية طويلة المدى حيث يصل مداها لأكثر من 5440 كلم.
وتشير تقارير استخبارية أميركية إلى أن إيران تمتلك صواريخ من طراز "إم بي 25" وأن لديها التقنية لتطويرها، وكانت إيران قبل اسابيع قليلة قد اعلنت انها انتجت صواريخ اس 300 الروسية البعيدة المدى بنسخة محلية بعد ان رفضت موسكو تحت ضغط أميركي ودولي تزويد إيران بهذه الصواريخ التي سبق التعاقد على ان تزود موسكو طهران بعدد منها، ولكن موسكو الغت الصفقة وبالنسبة لي فانا اتشكك في ان بيع موسكو وجبة من هذه الصواريخ لفنزويلا التي تتمتع بعلاقات وطيده مع طهران هو نوع من التحايل على الرفض الروسي المعلن واتمام الصفقة عبر الوسيط الفنزويلي، ومن الواضح ان صواريخ إيران الحالية بمداها وقدراتها انما تعمل في محيط الشرق الاوسط الذي سبق وان تحدثنا كثيرًا عن مشروع إيران له، الذي تسميه مشروع المشرق الجديد وهو احدى صفحات ام القرى الاممية الخمينية، التي تجد مصلحتها في اشعال المنطقة لاقتسامها فيما بعد، وهي اذ تهيمن بادواتها المحلية في العراق ولبنان وفلسطين فهي تعدها ايضًا لما هو ابعد من ذلك ما يعني انها ستقوم بدور الظهير لهذه الادوات بصواريخها وطائراتها وقواها الاخرى بينما ستلعب هذه الادوات في مشروع بلقنة الشرق الاوسط دور مشعل الحريق وملتقط الكستناء من على الجمر على حد تعبير المثل الروسي، وقد كشفت جانبا من دورها هذا وثائق ويكيليكس فقد ورد في بعضها ان مدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان قال لرئيس اركان القوات الأميركية المسلحة الادميرال مايكل مولن ان إيران حاولت تجنيد البدو ليقوموا بتهريب الاسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة واضاف ان إيران تدعم جماعات إسلامية في مصر مثل الاخوان المسلمين والجماعة الإسلامية.
وحسب ما جاء في هذه الوثائق فان سليمان قال ان على إيران ان تدفع الثمن لقاء افعالها ويجب عدم السماح لها بالتدخل في الشؤون الاقليمية.
واضاف سليمان ان مصر شرعت في مواجهة حزب الله وإيران وفي حال تدخلهما في الشؤون المصرية فان مصر ستتدخل في الشؤون الإيرانية.
وقالت إحدى الوثائق السرية المُسربة إلى موقع "ويكيليكس"ان رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، قال خلال الاجتماع الذي انعقد عام 2008
بالسفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني بأنه إذا سارت المفاوضات بسرعة ربما تضطر حركة حماس للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.
وحول الشأن الإيراني قال سليمان، طبقا للوثائق، :"مصر تعاني من التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية سواء عن طريق تنظيم القاعدة، أو حزب الله اللبناني أو جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وقد قمنا بتحذير إيران أكثر من مرة، وبالفعل استجاب رئيس المخابرات الإيرانية وأكد أن إيران ستتوقف عن التدخل."
وأضاف سليمان أن مصر ستعمل على الحد من النفوذ الإيراني من خلال "مراقبة عملائها(إيران) سواء في حركة حماس أو جماعة الاخوان المسلمين ومن خلال تحسين العلاقات مع سوريا مما سيكون له دور كبير في تقويض النفوذ الإيراني".
وأعرب سليمان عن قلقه من النفوذ الإيراني في العراق مؤكدا، حسب الوثائق، أنه سينتشر بعد إعادة نشر القوات الأمريكية من المدن العراقية والانسحاب في نهاية المطاف معربا عن ثقته بأنه من الممكن إحتواء النفوذ الإيراني إذا تحركت الدول العربية بقوة لدعم العراق، وتعليقا على ما ورد على لسان مدير المخابرات المصرية، فانه سيكون اكبر ساذج في العالم اذا صدق وعد مدير المخابرات الإيراني بعدم التدخل مستقبلا اذ ان المشروع الإيراني الأميركي الاسرائيلي للمنطقة قطع شوطا كبيرا وما زال المصريون نائمون وارجلهم بالشمس كما يقول المثل العراقي.
وحول طبيعة وثائق الموقع الذي بات اشهر موقع تجسسي في العالم وقام باكبر عملية تجسس في التاريخ البشري والتي ما زالت الاسئلة تطرح حول كيفية الحصول عليها وهل ان هذا العمل تم فعلا بعملية تجسس ام بعملية تسريب أفادت مجلة "دير شبيغل" الألمانية الشريك مع عدد من الصحف والوكالات الاوربية الاخرى وموقع ويكيليكس: أن المراسلات الدبلوماسية، التي بدأ موقع "ويكيليكس" بنشرها الاثنين الماضي، مصدرها نظام الاتصال المستخدم من جانب وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين.
وأوضحت المجلة أن قسمًا من البرقيات الدبلوماسية مصدره نظام "سيبرنت" (سيكرت إنترنت بروتوكول راوتر نيتوورك) الذي يملك نحو 2.5 مليون موظف في القطاع العام الأميركي حق الوصول إليه، من خلال أجهزة كومبيوتر معتمدة في الدوائر الرسمية يتم تغيير آليات الدخول إليها كل 150 يوما تقريبا.
وأضافت المجلة أن الوثائق المصنفة "سرية للغاية" لا تعبر شبكة "سيبرنت"، إلا أن الوصول إليها ممكن لنحو 850 ألف أميركي.
وتتعلق تسريبات "ويكيليكس" بـ251 ألفا و287 وثيقة أرسلها دبلوماسيون أميركيون إلى واشنطن، و8 آلاف مذكرة أرسلتها الحكومة الأميركية إلى السفارات.
ومن بين الوثائق التي تم نشرها، 6% فقط، أي 15 ألفا و652 برقية دبلوماسية مصنفة "أسرار دفاعية"، من بينها 4 آلاف و330 وثيقة "يمنع تسريبها إلى غرباء".ونحو 40% من الوثائق مصنفة "سرية"، بينما غالبية الوثائق لا تحمل أية سمة تمنع نشرها.
وباستثناء الوثيقة التي يعود تاريخها إلى عام 1966، فإن غالبية الوثائق الدبلوماسية تم إرسالها بين عام 2004 ونهاية فبراير (شباط) 2010، وهو التاريخ الذي توقف مصدر "ويكيليكس" عن تزويد الموقع بالوثائق لأسباب مجهولة.
وأبدت المجلة الألمانية حذرا شديدا حيال هذه الوثائق المسربة، لأنها لا تعلم "الظروف التي تمكن فيها مخبر موقع (ويكيليكس) من نسخها، ولا إذا ما كانت الوثائق تمثل كامل المراسلات الدبلوماسية الصادرة أم أنها تقتصر على وثائق مختارة بحسب معايير نجهلها".
إلى ذلك، فإن غياب وثائق مصنفة "سرية للغاية" يمكن تفسيره: إما لكون مخبر موقع "ويكيليكس" لم يتمكن من الوصول إليها أو أنه لم يرغب في ذلك، لقطع الطريق أمام إمكانية انكشاف هويته على سبيل المثال.
وإذا ما كانت المراسلات الدبلوماسية مفهومة لدى الجميع لأن كتابتها لم تحصل بشكل عام على نحو عاجل، فإن دقتها تبقى غير مؤكدة.
وأوردت مجلة "دير شبيغل" أن «كتبة الوثائق لم يتوانو عن نقل أدنى تسريبة أو همسات في الأروقة الدبلوماسية عبر هذه الوثائق التي تمت صياغتها مع الاعتقاد بأنها لن تنشر قبل 25 عاما".
ونعود إلى ما يخص العراق بالنسبة لتحركات الدبلوماسيين الإيرانيين على أراضيه فثمة تساؤلات كثيرة اثارتها وثائق ويكيليكس التي اتهمت وزارة الخارجية العراقية بتسريبها إلى الأميركان منها أسماء الدبلوماسيين الإيرانيين القادمين للعمل في سفارة طهران ببغداد لغرض التدقيق في ما اذا كانوا يعملون مع الحرس الثوري الإيراني وما اذا كانت هناك اعتراضات حول منحهم تأشيرات دخول برغم ان الوثائق حددت نسبة من هؤلاء ممن اشارت إلى انهم ربما كانوا من عناصر حرس خميني، ولماذا وافقت على اعطائهم تأشيرات دخول مع معرفتها بانهم عناصر ارهابية وبضمنهم سفير إيران الحالي ببغداد دنائي فر المعروف انه من قياديي فيلق الحرس وانه سبق ان دخل العراق بصفات مختلفة؟؟ وهو امر يثير الكثير من الشكوك حول شراكة أميركية إيرانية في العراق؟؟ اول اغراضها استهداف المقاومة العراقية، كما يطرح بعض المتابعين سؤالًا مهمًا حول ما اذا كانت واشنطن قد قامت بالتدقيق في التاريخ الشخصي والهوية الحقيقية للدبلوماسيين الإيرانيين الراغبين بدخول العراق قبل منحهم التأشيرات اللازمة.
ولم لم يقف هذا التدقيق عائقا امام السماح لهم بدخول العراق؟؟.
في حين كشفت الوثيقة اشارات تؤكد ان التدقيق الذي اجرته الولايات المتحدة يؤكد ان خمس طالبي التأشيرات لديهم علاقات محتملة بالحرس الثوري ووزارة الاستخبارات؟؟.
بينما استطيع ان اؤكد هنا على وفق معلوماتي الشخصية، ان السفارة الإيرانية ببغداد باكملها هي محطة مخابرات تابعة لاطلاعات وتضم عناصر من الامن والحرس بمن فيهم السفير دنائي فر الذي يضطلع بمهام مخابراتية فضلا على مهمة بناء قاعدة اقتصادية تجارية مالية كبيرة في العراق
وما انكره وزير خارجية العراق هوشيار زيباري كشفته الوثيقة المؤرخة في نيسان/ابريل 2009، والصادرة عن السفارة الأميركية في بغداد، ان "وزارة الخارجية العراقية تقوم منذ عام 2008، بتزويد السفارة بأسماء الدبلوماسيين الإيرانيين طالبي تأشيرة الدخول بغرض التدقيق فيها".
واكدت ان "التدقيق كشف احتمال ارتباط حوالى عشرين بالمئة من طالبي التاشيرة بالحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، وتقول الوثيقة ابلغتنا وزارة الخارجية العراقية عدم منحها تأشيرات لضباط المخابرات المشتبه بهم، لكننا لم نتحقق من صحة ذلك".
ويعلق احد المحللين السياسيين على هذه العبارة قائلًا:ان عبارة لم نتحقق من صحة ذلك مثيرة للسخرية، فالحقيقة انهم تعمدوا عدم التحقق من ذلك بسبب الحاجة لمجيء ضباط ومقاتلي وخبراء الاستخبارات الإيرانية لدعم الحرب ضد المقاومة العراقية.
ومثلما نفى هوشيار زيباري صحة هذه الوثائق مع اعترافه انه لم يطلع عليها!! بدوره، نفى وكيل الوزارة لبيد عباوي وجود اي تدقيق أميركي في أسماء الدبلوماسيين الإيرانيين واصفا الوثيقة بانها "غير دقيقة".
ووصفه الوثيقة بانها غير دقيقة استخدام دبلوماسي يعني انها صحيحة انما تفتقر إلى معلومات اضافية اخرى!!
وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في العراق المحتل آرون سنايب ان "وزارة الخارجية لا تعلق على مواد، وضمنها وثائق مصنفة سرية، قد تكون تم تسريبها".
واضاف "اي كشف غير مصرح به للمعلومات المصنفة سرية من جانب ويكيليكس يعرض للخطر الاشخاص الوارد ذكرهم، والالتزامات بين الدول".
وفي مثل هذا الاجواء التي تكشف بطريقة ما عن وجود صفقات أو نوع من المشروع التفاهمي بين الأميركان والإيرانيين حول العراق سبق وان تحدثنا عنه كثيرًا، نشر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مقالًا افتتاحيًا له في صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 21 تشرين الثاني المنصرم اكد فيه على ان أميركا تخطط للبقاء في العراق إلى ما بعد 2011، وهو امر سبق ان توقعت ان يصدر عن الادارة الأميركية بعد اجراء الانتخابات النصفية، حيث اكدت على ان الاصرار على الانسحاب من قبل اوباما على وفق جداول زمنية سبق ان وضعها قبيل حملته الانتخابية، ليست سوى بروبوغاندا هدفها صندوق الانتخابات وان أميركا لم تات العراق لتدفع دما ومالا ثم ترحل ؟؟ وانها ان فعلت ذلك فستكون اغبى مما يمكن توقعه مع ان ما تفرضه المقاومة العراقية يمكن ان يدفع بالنتائج المتحققة بهذا الاتجاه، لكن المنطقي ان تلجأ أميركا في مواجهته إلى تقديم إيران كلاعب اقليمي يشاركها نفوذها في العراق ويشاركها مصاعبها ومتاعبها ايضا ويخفف من المخاطر التي تواجهها، وهذا هو ما يتحدث عنه جو بايدن في مقاله الافتتاحي هذا تماما والمقال يقرأ من عنوانه الذي يقول "ما الذي يتوجب علينا فعله من أجل العراق الان" وقد جاء هذا المقال اثر انتخاب رئيس البرلمان العراقي ونائبيه ومن بينهما نائب صدري نحسب انه سبب كتابة هذا المقال اذ ان كبار العسكريين الأميركان وكبار موظفي الادارة الأميركية وعلى راسهم بايدن يريدون استبدال الاتفاقية السابقة مع العراق التي تشدد على انسحابهم من العراق بنهاية العام المقبل باتفاقية جديدة تسمح ببقائهم، ولا يمكن ان تتوفر مثل هذه الفرصة بوجود نائب رئيس البرلمان الصدري الذي سيقف حتما إلى جانب الاجندة الإيرانية التي تصر على اتمام الانسحاب الأميركي أو منحها المزيد من المكاسب والتنازلات،


 ومما ورد في مقاله ادانته عجز الحكومات السابقة وفشل الاعلام في فهم ما يجري وقال: إنَّ القوات الأمريكية كانت تتعرض حتى عام 2007م لحوالي 1600 هجوم أسبوعيا والان مع تشكيل الحكومة وبضغط أمريكي كما قال مختصرا نتعرض لما يقارب 160 هجوما أسبوعيا أي بواقع 23 هجوما في اليوم. ويقول احد المحللين المتابعين (د هيثم غالب الناهي - عراقي الجنسية) ان ذلك يؤكّد وجود مقاومة فاعلة تواجه الولايات المتحدة الأمريكية يوميا، الا أنَّ الإعلام لم يُسمح له بتسليط الضوء على ذلك.
هذه التحديات العسكرية المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية والرفض الشعبي لوجودها جعل بايدن يعبر عن خطته بالقول "لن ننسحب من العراق؛ ولكن طبيعة وجودنا ستتبدل من القيادة العسكرية إلى المدنية". حقيقة تجعلنا نستذكر أنَّ الانسحاب الأمريكي لمئة ألف عسكري واستبدالهم بواقع 50 ألف عسكري كان الهدف الأساسي من إبقاء 94 قاعدة عسكرية فاعلة تتمكن من استخدامها متى ما ارادت وكيف تشاء. واجب هذه القوات المسلحة بأسلحة ثقيلة حسب زعمه، تقديم المشورة وحماية الممتلكات الأمريكية "التي لا وجود لها" ومكافحة الإرهاب وبالطبع الإرهاب الذي تقوم به القوات الأمريكية نفسها لا يحسب ارهابًا قط.
من جانب أخر بدت ملامح السياسة الأمريكية في العراق واضحة المعالم اليوم أكثر من ذي قبل، لأن بايدن يصرّ على ضرورة تواجدهم وهم سائرون نحو هذا التأسيس بوجود دبلوماسي في كافة أنحاء العراق. متخذا من اتفاقية إطار العمل الاستراتيجية مادة أساسية لتفعيل الوجود الأمريكي في كلّ دوائر ووزارات ومؤسسات العراق المدنية، على الرغم من أنْ هذه الاتفاقية لم يطلع عليها لا مواطن ولا برلماني باستثناء المهتمين من أمثالنا بالوضع العراقي. فهي بلا مناص ستربط العراق بصورة أو أخرى بالولايات المتحدة الأمريكية من الابرة إلى الطائرة.
الاعتراف الخطير الآخر في الخطّة الاستراتيجية لبايدن تضمنه المقطع الأخيرمن مقاله حين اعترف بالثمن الباهظ دون أرقام "ما عدا عدد القتلى" الذي كلّفتهم الحرب العراقية. وبالتالي من الضروري التخلص من هذا العبء المالي الكبير المسبب للأزمة المالية وما سوف يليها. منهيًا حديثه بتشجيع العراق ليكون محورا أمريكيا استراتيجيا في هذه المنطقة الحساسة، ومعولًا عليه ليكون ناشطًا إقليميًا مسؤولًا بحدّ ذاته.


 وهو بيت القصيد في هذا المقال، لأن العراق صار مرشحًا ليأخذ دور إسرائيل في تنفيذ المشروع الأمريكي الذي على رأسه إنشاء مشروع الشرق الأوسط الكبير وتفتيت دول وإنشاء دول عرقية وطائفية، فيا تُرى ماذا سيكون مخبأَ في السنوات الأربع القادمة من دور للعراق ليؤديه للولايات المتحدة الأمريكية ووجودها؟ (لا اتفق مع الدكتور الناهي في هذا القول اذ ان التخلي الأميركي عن الدور الاسرائيلي مستحيل لا الان ولا مستقبلا لاسباب معروفة فاسرائيل جوهر فكرة استعمار الغرب للمنطقة وسلاحها وشرطيها والعراق لا يصلح ان يكون بديلا لانه من ارباب البيت لكنه يمكنه ان يلعب دور اداة مسندة للوجود والجهد الاسرائيلي بدفع إيراني اذا ما ضمنت إيران حصة معقولة من كعكة الشرق الكبير تكفيها للحديث عن المشرق الجديد الذي تروج له.
ويمضي الدكتور الناهي إلى القول لربما هذه هي الخطوة الأولى ليكون العراق محورًا استراتيجيًا أمريكيًا، لأن بايدن حدد بإمعان الضرورة التي بذمة الولايات المتحدة الأمريكية العمل عليها في العراق واوجزها بثمان نقاط أساسية هي: إجراء التعداد العام للسكان، دمج قوات الأمن الكردية في قوات الأمن العراقية، تنفيذ الالتزامات الأمريكية تجاه الصحوات؛ حلّ مسألة كركوك؛ إقرار قانون النفط والغاز؛ سن قانون الاستثمار الأجنبي في العراق؛ تنمية القطاع الخاص؛ وأخيرا إقرار موازنة مسؤولة ماليًا.


 هذه النقاط التي اوجب بايدن تنفيذها؛ إذا ما تعثرت في بدايتها أو أُخل بأي منها تكون لا نهاية في واقع الأمر لإنهاء التزامات العراق ضمن القرارات الدولية التي أُصدرت خلال وبعد حرب الخليج.
الموجبات الثمانية التي يريد بإيدن تنفيذها ليصبح العراق محورًا أمريكيًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة مشروطة بشرطين أساسيين: الأوّل قانون النفط والغاز والذي سبقته سيطرة الشركات الأمريكية على 60′ من الأراضي العراقية غير المكتشف فيها بترول مع قيام الاحتمالات بوجوده ؛ وثانيها الاستثمار الأجنبي دون ضرائب ودون محاسبة واستملاك لمعدات ومنشآت دون حساب. وإن تعذر الأمر ستكون الولايات المتحدة الأمريكية غير ملزمة مطلقًا في تنفيذ إخراج العراق من الفصل السابع ودفع التعويضات وإسقاط الديون وغيرها من الالتزامات الأخرى. وعليه ان هذا الأمر هو الذي يدفعنا للاعتقاد بأن مقال بايدن لم يكن مقالا بقدر ما كان تقريرا مختصرا لاستراتيجية أمريكية جديدة في المنطقة؛ تكون ثروات العراق وشعب العراق ومقدسات العراق أداة فاعلة لتنفيذها. وبالتالي مما لا يخفى ابدًا أنَّ العراق ضمن هذه التشكيلة الواضحة أمامنا سياسيا وإداريا سينسلخ من الواقع العربي والإسلامي ويكون أداة طيعة بيد الولايات المتحدة الأمريكية ومخططاتها المستقبلية. إذ برأينا ومما فهمناه من النقاط الأساسية لمقالة بايدن التي استعرضنا جلها في متن ما سبق كتابته أنَّ العراق ينتظره مصير غامض يقع بين أمرين لا ثالث لهما. فالأوّل يتمخض بإلزام حكامه بتنفيذ ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية حرفيًا ونصيًا. أما الثاني فهو إذا ما فشل الأمر فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستنسحب كليا من العراق وتتركه ليكون صومالًا مقسمًا لثلاث دويلات تتصارع إلى ما لا نهاية.


خصوصًا وإن هناك دعوات وأصوات متعالية في الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من العراق وإنقاذ ما تبقى من وجه أمريكا الذي تمرغ في تراب أفغانستان والعراق؛ والزمن الجاري كفيل بكشف ماذا سيحدث) وتعليقا على هذا القول الذي يطرحه الكثيرون فان التعداد العام للسكان تم افشاله شعبيا بفضل نشاطات المقاومة السياسية في التوعية بمخاطره وحشد راي عام عراقي واسع ضده لم يتمكن من تجاوزه اراجيز العملية السياسية، ودمج قوات البيش مركه بقوات الامن العراقية لم يتم وحتى لو تم فانه لا يعني الا توسيع منظومة الامن العراقية لان افشال ثمرته سياسيا سيجري فعلا بقوة المقاومة العراقية السياسية ايضا،


 اما تنفيذ الالتزامات الأميركية تجاه الصحوات فليس من الاهمية بذاك القدر الذي يعتبره الدكتور الناهي اذ انها في الحقيقة كيانات باتت معزولة ومشخصة كادوات بيد عدد من شيوخ العشائر الخونه والعملاء وتجار الحروب والسياسة واصحاب الشركات الامنية، وقد تخلت عنهم أميركا للحكومة والحكومة لا تثق بهم هي الاخرى وليس امامهم الا اللجوء إلى الجريمة أو العودة إلى صفوف الشعب ومقاومةالاحتلال وافرازاته، اما قضية كركوك فقد راى الاكراد انهم برغم كل اساليب القهر التي استخدموها والتزوير لم يتمكنوا من الفوز على تحالف العرب والتركمان أو التحالف العراقي في المحافظة، ولا معنى لذلك الا انها ستبقى معلقة إلى حين الاعتراف بواقع فرادتها برضا جميع الاطراف أو بقبولهم الامر الواقع ان كركوك حالة خاصة ويمكن التعامل معها كاقليم قائم بذاته دون تسليمها للاكراد أو للحكومة المركزية،


 وهو امر ممكن بنسبة كبيرة، فالمقاومة العراقية تمكنت من تثبيت التقدم الكردي فيها ثم اجبرته على التراجع ولا يمكن ان يحصل على فرصة اخرى بعد تلك الفرصة الذهبية من سنوات الاحتلال الاولى التي كان غياب المشروع الوطني فيها واضحا، اما سن قانون النفط والغاز وسن قانون الاستثمار الاجنبي فان هي الا قوانين يمكن الغاؤها في الوقت المناسب وان شكلت عبئا على البلد خلال مرحلة ما، اما تنمية القطاع الخاص فهو امر مطلوب واقرار الموازنة وقد تم وهو لصالح العراقيين ولتنشيط حركتهم الاقتصادية، ولا نتوقع ان يؤدي الاخلال بالنقاط الخمس المهمة من نقاط بايدن الثمان إلى ما يتشائم منه الكاتب، وسيناريو موافقة حكام العراق على كل ما تطلبه أميركا أو انسحاب الأميركان وترك العراق لمصير يشبه مصير الصومال، فانا لست معه لانني لا ارى الامور بالاسود والابيض وحسب اذ اني لست مصابا بالسكماتزم السياسي وهناك تدرجات ومراحل نتفهم ضغطها علينا وهناك تدرجات ومراحل نفرضها نحن للتغيير نحو ما نصبوا اليه وليس مهما ان يوافق حكام العراق على كل ما تريده أميركا فقد مر العراق بمرحلة اسوأ لن يعود اليها ثانية كان كل شيء فيها بيد الأميركان،


اما التحول إلى صومال اخر فالعراق ليس الصومال، العراقيون الجنوبيون رفضوا مشروع فدرالية الجنوب الذي اقترحه المجلس الاعلى في عز تنفذه وتسلطه فالقوا به وبالمجلس في المهاوي، والوسط والغربية وديالى وكركوك والموصل لن يسمحوا بتفتيت عرقي أو قيام كيان انفصالي كردي في شمال العراق، ولن تسمح بذلك سوريا ولا تركيا ولا حتى إيران لاسباب تتعلق بالتكوينة الديموغرافية للتخوم التركية العراقية السورية الإيرانية، العراق اذن موحد بحكم الامر الواقع وبحكم تاريخه الجيوبوليتيكي وليس بحكم ارادات سياسية عرقية وطائفية كي يتفتت، وكل الذين هددوا بحرب اهلية بين مكوناته اكتشفوا ان ذلك لا يمكن ان يحصل مع العراقيين بعد احداث سامراء التي بلغ فيها العنف الطائفي اوجه، اما الخوف على العراق والعراقيين بعد انسحاب أميركا فوهم محض، ان اول ما يريده العراقيون هو هذا الانسحاب وهو ان تم فهو يعني توفر بيئة مصالحة حقيقية بين مكوناته ذات المصلحة الحقيقية في تصالحها العام، والذي ينسى المقاومة العراقية في المضامير السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والاعلامية والاجتماعية ودورها في الحفاظ على وحدة العراق وبنائه من جديد لا يعرف العراقيين ولم يقرأ تاريخهم ولا يعرف جدلية انكفاء ونهوض الشعوب الاصيلى العريقة والعراق في مقدمتها،


 ان نهوض عنقاء العراق من جديد حتمية جدلية تاريخية تفرضها الشخصية العراقية الحضارية الموغلة في عمر العراق والمنطقة وليس جديدا على العراق ان يكبو ثم ينهض، وعليه فان مشروعا مثل الشرق الكبير الأميركي ستاخذ اوراقه القوات الأميركية العائدة عبر المحيط إلى بلادها وستحرقها على احد بوارجها وتنثره في مياه المحيط كاية جثة لا يراد ان يبقى منها اي اثر، وكذلك سيفعل الإيرانيون بمشروع المشرق الجديد حين ينسحبون خشية تجرع كاس سم عراقي زعاف جديد وسيحرقون اوراقه على سواحل قزوين وينثرون رمادها على مياهه ولن يكون هناك الا فجر المشرق العربي الذي سيطلع بكل زهو من سهوب العراق ووديانه ومن خلف سفوح وقمم جباله.

الكاتب - صافي الياسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق