الثلاثاء، 3 مايو 2011

دلالات التمهيد لاحتلال ايراني للعراق والمنطقه

شبكة البصرة


محمد الياسين
سياسي عراقي
في تأريخ 16/8/2009 صرح علي السعيدي ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانيه في الحرس الثوري، "بضرورة إحداث تغييرات واسعة في البلدان المجاروه لايران "تمهيداً لظهور المهدي المنتظر" ذاكراً من بين هذه البلدان "العراق" وأعتبر السعيدي الامتثال لاوامر الولي الفقيه بمثابة إطاعة "المهدي المنتظر" وأضاف بما إن القوات المسلحة تخضع لاوامر الولي الفقيه فأنها تنفذ أوامر "المهدي المنتظر"، وأكد السعيدي في تصريحه الذي نقلته وكالة "ايلنا" على ضرورة اجراء تغييرات واسعه على شعوب البلدان المجاوره لايران مثل العراق وان تنهض بكل قواها للتغيير لان هذه البلدان تشكل الى جانب الحكومة والشعب الايرانيين مركزاً لدعم الثورة العالميه للمهدي المنتظر، وأختتم السعيدي تصريحه بالقول "أمامنا زمان طويل لتحقيق ذلك"

ما المقصود بهكذا تصريح من مسؤول ايراني بهذا المستوى داخل أكبر مؤسسة لصناعة القرار في ايران منذ الثورة الايرانية 1979 والتي تعتبر الحارس الامين لمصالح وأمن النظام الايراني والعقل المدبر لتحقيق أهدافه، لذا نتسائل...

ماهي التغييرات التي قصدها السعيدي؟ وماهي الاوامر التي تصدر من المرشد الاعلى بأعتبارها صادره عن المهدي المنتظر وعلى شعوب المنطقه طاعتها؟ وماهي طبيعة التغييرات الواسعه التي تريدها ايران من هذه الشعوب؟ ولماذا ربط ضرورة نهضة شعوب المنطقه بالحكومة الايرانية؟

بدايتاً علينا ان نفهم السياسية الايرانية هي سياسية أستعماريه، توسعيه، ذات طابع إمبراطوري حديث، يهدف لبرمجة شعوب المنطقه وضمها تحت الخيمة الفكرية الايرانية، لتسهيل السيطرة عليها
والدليل على ان السياسة الايرانية ذات طابع أستعماري توسعي
أستمرار احتلالها للأراضي الاحوازية العربية البالغه مساحتها 375000 كيلو متر مربع، والتي تصر على تسميتها"بالاهواز"بالغة الفارسية، وأحتلالها للجزر الاماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى"، واصرارها على تسمية الخليج العربي "بالخليج الفارسي" وتصريحاتها التي أعتبرت فيها مملكة البحرين جزء من ايران، فهذه الامثله خير دليل على أهدافها التوسعية الاستعمارية فضلن عن دعم ايران المتواصل لجماعات تمرد وأنفصال واحزاب وحركات مسلحه وسياسيه في دول عربيه، كالحوثين في اليمن، وحزب الله في لبنان، ودعمها لحركة حماس بحجة وقوفها مع حقوق الشعب الفلسطيني، الا انها فعلياً كانت السبب في التأسيس لفتنه داخليه بين قوى الشعب الفلسطيني أدت الى الاقتتال بينهم

أستنتاجاً لواقع الحال فأن التغيرات التي قصدها السعيدي، هي اشراك المنطقه بالطوع أو الترغيب أو القوه في المشروع الايراني الكبير الهادف الى التوسع والانتشار والسيطرة على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي من خلال حلفاءه في المنطقه وتسيسها للخطاب الديني بفكر وروح ايرانيين بما يخدم مصالحها التوسعيه وبثها الى الشعوب العربية والاسلاميه، حيث ان التوسع لايمكن ان يمر من خلال القومية الفارسية، لكن ممكن ان يمر من خلال المفهوم الديني المُسيس ايرانياً

أما الاوامر التي قصدها السعيدي بالقول"تصدر عن المرشد الاعلى بعتبارها صادره عن المهدي المنتظر ويجب على الشعوب تنفيذها" هي الاوامر التي تصدر لحلفاء ايران في المنطقه تدعوهم للتغير من خلال التأثير على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلدانهم بما يخدم المشروع الايراني أو من خلال مقاتلة أنظمتهم الحاكمه واثارة الفوضى، كالحوثين في اليمن

وربط السعيدي نهضة هذه الشعوب في بلدانها بالحكومة الايرانية خير دليل على ان الاهداف الايرانية تكمن في مشروع توسعي استعماري امبراطوري بقياده ايرانية وغطاء اسلامي مُسيس، ليس هذا فقط..

 تناقلت وسائل الاعلام عن وكالة "مهر" الايرانية تصريحاً لمحمود أحمدي نجاد خلال زيارته لمحافظة اصفهان قوله "بأن الهجوم الذي شنته امريكا وحلفاءها خلال الاعوام الماضيه على بعض الدول لم يفصحوا عن السبب الحقيقي ورائه، حيث ذكر نجاد السبب "بعلمهم أنه سيظهر رجل من هذه المنطقه ويقضي على الظالمين وهم يعلمون بأن الامة الايرانية ستساعد في تهيئة الامور لظهوره"

قول نجاد يؤكد تطلعات ايران الهادفه للسيطرة وقيادة المنطقه، حيث انهم اتخذوا من المسائل الدينيه السبيل لتحقيق الاهداف السياسيه الصرفه"للأمة الايرانية" فالصدام الحاصل دولياً بسبب الملف النووي الايراني والتشدد برفض الانصياع للمجتمع الدولي واصرارهم على جعل ايران نوويه دليلاً إخر على التطلعات الهادفه للتوسع الامبراطوري الفارسي، فأمتلاك ايران للطاقة النووية التي بدأت من الان تهدد بها، دليل لا يقبل الشك بأنها تُمهد لقيادة المنطقه وهي في مراحلها المتقدمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق