الجمعة، 20 مايو 2011

القوة العظمى الانفرادية - مقال الدكتور عبدالله النفيسي

The lonely Superpower هذا عنوان لمقالة نشرها البروفسور صمويل هنتنجتون S.Huntington في المجلة الأمريكية ذائعة الصيت «الشؤون الخارجية Foreign Affairs» وهنتنجتون هو بروفسور في جامعة هارفرد ويشغل منصب رئيس أكاديمية هارفرد للدراسات المحلية والدولية ومدير معهد الدراسات الاستراتيجية في الجامعة.

ينتقد هنتنجتون في هذه المقالة سياسات الولايات المتحدة في العالم أجمع ويهاجم بشدة نزعة التفرد الأمريكي في قيادة العالم ونكهة الاستاذية في تصريحات القادة او المسؤولين الأمريكان وكأن بقية العالم مجرد تلاميذ عندهم او اتباع لهم.

يقول هنتنجتون ان هذا الأمر في حد ذاته سيحول الولايات المتحدة ـ مع الوقت ـ الى دولة وحيدة تعاني من العزلة الدولية حتى لو تملكت ترسانة عسكرية ضخمة ووزعت اعاناتها المالية هنا وهناك في العالم الثالث فهي ستظل قوة مكروهة او «ليست لطيفة كثيرا» حسب تعبيره. وفيما تقوم الولايات المتحدة ـ يقول هنتنجتون ـ بشجب واتهام بلدان اخرى واعتبارها «دولا شريرة ومارقة» فإنها ـ أي الولايات المتحدة ـ تتحول في نظر بلدان عديدة الى «قوة عظمى شريرة».

ويستشهد هنتنجتون بالسفير والدبلوماسي الياباني البارز هيساشي أوادا وهو الذي يقول: [ان الولايات المتحدة تنتهج اليوم سياسة الانفراد العالمي global unilateralism وتعمل على توسيع مصالحها الخاصة على حساب مصالح الآخرين]. إن خطايا الولايات المتحدة عديدة لكن من أهمها وأخطرها: اعتدادها المفرط بقوتها العسكرية ومركزية تفكيرها حول ذاتها وجشعها الذي لا يحتمل ولا يطاق.

يرى ريتشارد هاس R.Hass (مسؤول ملف الخليج العربي في ادارة بوش الأب» ان على الولايات المتحدة ان تتصرف وكأنها عمدة المدينة العالمي global Sheriff. لو تم تنزيل هذه الانتقادات على ادارة بوش الابن الحالية لانطبقت عليها بحذافيرها، بل ان بوش الابن صيغة أكثر تطرفا في هذا المجال اذ لديه أسباب كثيرة تدفعه لأن يشن حروبا خارجية بغية اشغال الجمهور الأمريكي والاعلام الأمريكي والمؤسسات التشريعية الأمريكية بفكرة «العدو الخارجي» حتى لا يتسع الوقت لمساءلته التي لم تبدأ بعد بشكل جدي عن الاختراق الأمني الكارثي الذي تعنيه عملية مانهاتن 11/9/2001، ان التسريبات المعلوماتية هذه الأيام في الاعلام الأمريكي حول هذا الموضوع تشير الى ان هناك جهات بدأت تنشط داخل الولايات المتحدة لجر بوش الابن للمساءلة التي كان ينبغي ان تبدأ منذ أكثر من سنة مضت.

الكاتب:- الدكتور عبدالله النفيسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق