الثلاثاء، 21 يونيو 2011

رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي يعد وبلا منازع عنوانا صارخا للفشل السياسي

الرأي الأردنية 16-رجب-1432هـ / 18-يونيو-2011م

لا أبالغ ان قلت ان الدكتور احمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي يعد وبلا منازع عنوانا صارخا للفشل السياسي والتقلب في المواقف وفقدان المصداقية ، فمن معارض ليبرالي لنظام صدام حسين وحليف حتى النخاع للولايات المتحدة تحول وبعد فشله الذريع في تحقيق حلمه التاريخي بان يكون بديلا للرئيس العراقي السابق ، تحول من رجل اميركا الليبرالي الى رجل ايران المتعصب طائفيا .

لقد اصطدمت طموحات الجلبي غير المحدودة بواقع العراق الجديد والمعقد حيث فشل الجلبي وحزبه منذ الانتخابات الاولى التى جرت في عام 2005 في تشكيل كتلة سياسية تكون قادرة على المشاركة في صنع القرار السياسي في البلاد ، ومنذ ذلك التاريخ راى الجلبي ان افضل حضور له يمكن ان يتحقق عبر التحالف المباشر مع جهات صنع القرار في طهران التى تستطيع ان توفر له دورا سياسيا افضل بكثير من ذلك الدور الذي يحاول الحصول عليه عبر لعبة التنافس المضنية والمرهقة مع القوى السياسية الاخرى ، ولذا وجدناه قد تحول الى ايراني اكثر من الايرانيين انفسهم ليس في العراق فحسب بل ايضا على صعيد التعبير عن توجهات وطموحات ايران الاقليمية ، ولتحقيق ذلك تسلح الجلبي مبكرا بالطائفية البغيضة لمعرفته بانها تجلب له شعبية سريعة ومن هنا وجدناه يتحول الى ناطق رسمي باسم غلاة المتعصبين من الشيعة في العراق ضد السعودية والبحرين والدول الخليجية في قضية الاحتجاجات في البحرين ، حيث سارع وبالتزامن وبالتوافق مع المواقف الايرانية في شن هجوم سياسي واعلامي عنيف ضد دخول قوات درع الجزيرة الى البحرين لدعم قوات الامن البحرينية في فرض الامن والنظام في وجه التدخلات الايرانية .

وبعد ان فشل مشروع « الصراخ « الايراني ومعه صراخ الجلبي والتباكي على ابناء البحرين من الشيعة لاهداف دعائية لم تعد خافية على احد ، تفتقت فكرة جديدة لدى المطبخ الامني الايراني وهي باخرة « المختار « والعمل على تسييرها من البصرة الى البحرين لتقديم مواد ومساعدات غذائية وطبية لابناء الشعب البحريني في سيناريو للتحرش السياسي بالبحرين يدعو الى « الموت ضحكا « من حيث سذاجة الفكرة وغباء مبرراتها مع وضوح الاهداف الحقيقية من ورائها ، ولان الجلبي وهو السياسي المتقاعد الذي لم يعد لديه ما يمارسه على صعيد الوضع العراقي الداخلي بعدما اضحى خارج المعادلة برمتها وتحول كما اسلفنا « حنجرة للايجار وبرسم المتعهد الايراني « سارع الى تبنى الفكرة ودعمها ، وحاول وبطريقة تبعث على الحزن والضحك في ان معا في سوق المبررات للبدء برحلة قافلة « باخرة المختار « ، لقد كاد يقول ان الشعب البحريني يعيش حال اشبه ما يكون بحال ابناء قطاع غزة ، وهو ما دفع كل القوى الوطنية في العراق من التصدي له والرد عليه وتجريمه بالتبعية الكاملة للنظام الإيراني ، بدءا من السؤال عن الصفة التى تخوله التدخل بشؤون بلد شقيق كالبحرين باسم العراق والعراقيين مرورا بحضه على تحويل تلك المساعدات الطبية والغذائية الى ابناء العراق وبخاصة في الجنوب حيث ان الواقع يقول بانهم باشد الحاجة لمثل هذه المساعدات ، وصولا الى السؤال المفصلي والاستراتيجي وهو ان كان الجلبي يريد تحرير البحرين باعتباره بلدا محتلا من قوات خليجية على حد تعبيره ، فلماذا لا يكرس جهده لتحرير العراق من الاحتلالين الأميركي – والإيراني ؟؟؟

ان الإفلاس السياسي يدفع بالعادة الى الإفلاس الأخلاقي والقيمي ، وفي التاريخ فان متعهدي المواقف السياسية والذين اعتاشوا على السياسية كوسيلة للحصول على المال يجدون و بعد فترة من الزمن انهم تحولوا بوعي احيانا وبدون وعي أحيانًا أخرى الى سلعة للبيع او الإيجار والجلبي وباخرته « المختار « هي الفصل الاخير في حياة رجل احترف البحث عن المال دون ان يتوقف للحظة واحدة امام الوسيلة ومدى اخلاقيتها ؟!



الكاتب :- رجا طلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق