الثلاثاء، 28 يونيو 2011

عنتريات المذعور حسن نصرالله

السياسة الكويتية 25-رجب-1432هـ / 27-يونيو-2011م

ظهر حسن نصرالله في خطابه الأخير بالع الموسى، بل أكثر من ذلك، بدا كالطائر المذبوح الذي لا يقوى على شيء، وسجل ثلاث خيبات كبرى ستدخله التاريخ كمثال للمهزومين المكابرين حتى أثناء اعترافهم بفشلهم.

فالمبررات التي ساقها لكل واحدة من القضايا الثلاث التي طرحها كانت تزيد إحساس الناس بمدى الذعر الذي يعانيه مما تحمله الأيام، لذلك كان سهلا اكتشاف ارتباكه وإفلاسه الكبير، أكان في موضوع الحكومة اللبنانية أو قضية الاختراق الاستخباراتي لحزبه، أو المسألة السورية، ولم تسعفه المراجل التي تنطح بها في إخفاء الخراب الذي يقيم عليه امبراطوريته الوهمية، ولهذا وجب ان يفهم ان عهد العنتريات المتلفزة قد مضى، والأفضل له ألا "يعمل أبوعلي على الناس".

نسي حسن نصرالله وهو يعلن ان الحكومة اللبنانية "التي هي صناعة لبنانية مئة في المئة" -كما قال- ان الصناعة اللبنانية تلك لا تمنحها صكا للتخلي عن التزامات لبنان الدولية، فالعالم لا يخضع لمزاجية مجموعة تستقوي ببعض السلاح من أجل احتكار قرار بلد، وبالتالي لن يسمح لهذا الإرهابي بقتل الناس في لبنان والإفلات من المحاسبة، كما يحدث حاليا في سورية وإيران، بل عليه ان ينظر الى ما يفعله أسياده في دمشق وطهران الذين يبحثون عن صفقات تعقد في كواليس السياسة والاقتصاد لتعتقهم من المحاسبة الدولية، ولذلك لن ينطلي على الناس كل ما قاله في خطابه للتعمية على الحقيقة المعروفة للجميع، بل ان المراقبين وجدوا فيها مبررات العاجز الذي وصل الى طريق مسدود.

حاول الأمين العام لـ"حزب الله" أن يزوِّر الحقائق، كعادته، فجعل من الاختراق الاستخباراتي لحزبه، إنجازا لأن بعض جماعته كشفوا العملاء، لكن فاته ان حزبه"العصي على الاختراق" كما كان يتبجح دائما، ليس أكثر من هيكل يتآكله سوس العمالة، فكيف لمن لا يخجل من إعلان عمالته لإيران أن يكون عصيا على أجهزة استخبارات أخرى، كما فاته أيضا ان الاستخبارات الأميركية ليست بحاجة إلى زرع جواسيس في حزبه لأن جواسيسها موجودون في الفضاء، ومنه تستطيع اختراق كل شيء، ورؤية ثياب الشاطر حسن الداخلية، وحتى لو أرادت اصطياده لما تأخرت لأنه ليس أكثر تخفيا وحصانة من ابن لادن نفسه، ولهذا لم يقتنع أحد في تبريراته لإخفاء حقيقة ان الاستخبارات الإسرائيلية اخترقت حزبه، بل اخترقت جلبابه.

الخيبة الثالثة كانت محاولته الفاشلة تسويق مسار نظام دمشق في عمليات القمع التي يمارسها ضد شعبه، وحديثه الممجوج عن دولة الممانعة التي تقاوم المؤامرة، فأي دولة ممانعة هذه التي يتحدث عنها، وهي مجردة من شرعيتها الشعبية، وتمعن في قتل المواطنين وتسومهم سوء العذاب،بينما هي لم تحرك ساكنا طوال أربعة عقود على خط الجبهة مع إسرائيل رغم المطالبات الشعبية في ذلك، فهل هي دولة ممانعة منح الناس حقوقهم وتسلط شرذمة من الفاسدين والمنتفعين عليهم ونهب ثروات سورية?


المثير للاستغراب ان نصرالله الذي يزعم مقاتلة إسرائيل وأميركا معا يلتقي بموقفه معهما من النظام السوري، فهذا الثلاثي لا يزال حتى اللحظة يغمض عينيه عما يجري في المدن والقرى السورية، ويراهن على ضرورة منح نظام البعث فرصة للسير في الإصلاح بدلا من المطالبة بإسقاطه وتخليص السوريين منه، ألا يعني هذا ان هناك ما يثير الريبة بشأن توزيع أدوار بين أضلاع هذا المحور الخفي في كل ما يحدث في المنطقة?


احمد الجارالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق