الأربعاء، 29 يونيو 2011

النظام السوري باع الجولان واليوم يسحق الشعب

السياسة الكويتية 27-رجب-1432هـ / 29-يونيو-2011م

تواترت الروايات في ما يتعلق باحتلال إسرائيل لهضبة الجولان السورية أثناء حرب عام 1967 بين العرب وإسرائيل أن هذا الاحتلال لم يكن أمرًا طبيعيًا وذلك بسبب الوضع الجغرافي المحصن لهذه الهضبة باعتبارها في وضع مرتفع جدًا يصعب معه على الجيش الإسرائيلي احتلالها, وإنما تم الاحتلال الإسرائيلي بطريقة سهلة وبأسلوب خياني في الجانب السوري.

ففي إحدى هذه الروايات المتواترة المنقولة عن بعض ضباط الجيش السوري المشاركين في القتال إن الجيش السوري كان على وشك تحقيق نصر كبير على إسرائيل حيث نزل الجيش السوري من هضبة الجولان وكان يلاحق فلول الجيش الإسرائيلي المندحر وفجأة تلقى الجيش السوري الأوامر من وزير الدفاع السوري - آنذاك - حافظ الأسد بضرورة الانسحاب بسبب سقوط الجولان في يد إسرائيل, وهو أمر مستغرب, إذ كيف تسقط الجولان والجيش الإسرائيلي داخل الأرض المغتصبة سنة 1948? وهذا دليل على أن حافظ الأسد كان يخطط للوصول للحكم منذ ذلك الوقت, وانه تنازل عن الجولان لإسرائيل مقابل صفقة معها لكي يصل للحكم ثم بعد ذلك يتخذ من الجولان ورقة للمناورة من اجل الاستمرار في الحكم.

وما يؤكد ذلك عدم وجود أي مقاومة مسلحة من الجانب السوري منذ سنة 1967 حتى اليوم بهدف تحرير الجولان, كما أن ما يؤكد ذلك انزعاج إسرائيل من انتفاضة الشعب السوري الحالية ضد نظام الحكم الاستبدادي الخائن لكونها ترى مصلحة لها في استمرار هذا النظام حيث ظلت جبهة الجولان هادئة طيلة فترة حكم حافظ الأسد ثم فترة حكم ابنه بشار الحالية.

وبدلاً من أن يعمل هذا النظام الطائفي على تصحيح الخطأ التاريخي ببيع الجولان بالعمل على تحريرها كما فعلت مصر بتحرير سيناء والأردن بتحرير أراضيه في وادي عربة, وتحسين مستوى حياة الشعب السوري رأيناه يقوم بإشعال وقود الفتنة وعدم الاستقرار في لبنان, ويقوم بخدمة أهداف إيران التوسعية والمذهبية في المنطقة العربية, كما رأيناه يقوم بقمع وقتل الشعب السوري كما حصل في حماة سنة ,1982 حيث قتل ما يزيد عن 20 ألفًا وتم اعتقال ما يزيد عن 40 ألفًا لا يزال مصيرهم مجهولا حتى اليوم.

وكما يحدث اليوم حيث واجه النظام الظالم انتفاضة الشعب السوري بكل قواته المسلحة وجلاوزته وجلاديه يساعده في ذلك النظام الصفوي الإيراني وما يسمى بـ»حزب الله« باعتبار أن استمرار النظام السوري الاستبدادي والطائفي يخدم مصالح إيران و»حزب الله« ولكن الشعب السوري بإذن الله سيستمر في ثورته حتى يحقق النصر بإسقاط هذا النظام الفاسد ولن يثنيه عن ذلك ازدياد عدد الشهداء ومدرعات ودبابات النظام العميل, بل إن زيادة عدد الشهداء تكون دفعا قويا للاستمرار في الانتفاضة, فالشعب السوري أدرك أن هذا النظام أصبح من مخلفات الماضي وانه لن يقوم بأي إصلاح جدي مادام انه يعتمد في الحكم على القمع والفساد والطائفية والتحالف مع ايران و»حزب الله«.

* كاتب :- د. عبدالرحمن مبارك الدوسري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق