الأربعاء، 27 يوليو 2011

التهديدات الإيرانية والنفاق الأميركي

الرأي الكويتية 14-6-2011م

في صيف عام 90 ازدادت التهديدات العراقية للكويت، وبرغم جديتها ووصول التقارير التي تشير إلى أن العراق على وشك غزو الكويت، إلا أننا كنا نسمع التطمينات، ومن أشهرها أنها (سحابة صيف).

وفي فجر 2/ 8 اكتشف الشعب الكويتي أن ما كان يوصف بأنه سحابة، كان في حقيقته إعصاراً مدمراً، أطاح الشرعية، واحتل البلاد وشرد العباد، وبقي الكويتيون بين مقهور في بلده، وبين مشرد خارجه لا يدري هل سيكون له نصيب فيرجع إليه مرة أخرى.

هذه المحنة لا أظن أن هناك كويتيا على استعداد أن يعيد تجربتها مرة أخرى، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، أقول هذا ونحن نشاهد سيناريو مشابهاً، والذي تولى كبره فيه جار سوء آخر وهو إيران، فالمؤشرات لا تبشر بخير، فالشبكة التجسسية التي تم اكتشافها، وازدياد العمالة الايرانية، وخاصة فئة الشباب، التصريحات الخطيرة الصادرة من بعض القيادات الإيرانية، التدخل السافر في شؤون دول مجلس التعاون ومنها الكويت، النظرة التوسعية لتصدير الثورة، الخطة الخمسينية المشهورة، والتي تم افتضاحها وهي الرغبة في احتلال الخليج، وتحقيق مشروع أم القرى، وهي أن تكون (قم) المركز الذي ينبغي أن يحج له المسلمون بدل مكة، تأجير إيران لثلاث جزر من مجموعة جزر دهللك الواقعة في البحر الأحمر من ارتيريا، لتكون مراكز تدريب عسكري، يلتحق فيها بعض أبناء الخليج ممن يوالون الثورة الإيرانية، والآن يتدرب فيها الحوثيون للمشاركة في ثورتهم للانفصال عن اليمن.

كل هذه تدفعنا للتفكير ملياً في الأسلوب الأمثل لمواجهة هذه التهديدات بشكل جدي، البعض يقول لا تزعجوا أنفسكم فالاتفاقيات الأمنية مع الدول الغربية تكفينا وفي مقدمتها أميركا، ونقول لكل مخدوع لا يوجد في السياسة صديق دائم، وإنما مصلحة دائمة من حققها فهو صديقي، أميركا إنما يهمها البترول بالدرجة الأولى ولو احترق الخليج بأهله، ألا ترى كيف أنها سلمت العراق للمرجعيات الشيعية بتكتلاتها وأحزابها، مقابل أن تفوز هي بالبترول العراقي، وقد وقعت اتفاقية مع رئيس الوزاء العراقي السابق الجعفري وأيدها المالكي تحصل أميركا من خلاله على البترول العراقي ولمدة 41 عاما بقيمة دولار واحد فقط لبرميل النفط!

بماذا يمكننا أن نفسر خروج الاسطول الأميركي المتواجد بالقرب من الشواطئ البحرينية وانتقاله إلى مضيق هرمز، أيام الثورة البحرينية، والتي كادت أن تسقط فيه الحكومة البحرينية بأيدي الموالين لإيران لولا العناية الإلهية، وحنكت الحكومة السعودية بتدخل قوات درع الجزيرة

في اعتقادي أن تعزيز روح الترابط بين دول الخليج العربي هو من أقوى الأسلحة في مواجهة المخططات الإيرانية، هذا الترابط الذي يعزز اقتصادياً من خلال التبادل التجاري وتوحيد العملة وإلغاء الجمارك، ويعزز عسكرياً من خلال إعطاء قوات درع الجزيرة أهميتها بزيادة عددها ورفع كفاءتها، وفي ظني أن إنشاء اتحاد كونفيديرالي بين دول الخليج، يمكن من زيادة التنسيق بشتى صوره بين دول مجلس التعاون، بحيث يكون أقوى في صلاحياته وقدراته وفاعلية من مجرد ذلك التجمع الذي لم يلمس من خلاله المواطن الخليجي إلا الشيء اليسير من الإنجازات.

نحن لا نتمنى أن تتصادم دول الخليج العربي مع إيران، ونأمل أن يكون التفاهم السلمي هو الذي يسود المنطقة، ولكن من كانت له كل تلك الأطماع التوسعية، فلا يؤمن جانبه وينبغي الحذر منه، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لست بالخب ولا الخب يخدعني، (وخذوا حذركم).

الكاتب :- عبدالعزيز الفضلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق