الأحد، 24 يوليو 2011

النظام الإيراني و الحاجة إلى فتح إسلامي !

السياسة الكويتية 19-شعبان-1432هـ / 20-يوليو-2011م

التصريحات الاستفزازية و العدوانية و الجاهلية لإمام جمعة طهران أحمد جنتي حول دعوته و دعوة نظامه و بغباء منقطع النظير لما أسماه "فتح إسلامي" لمملكة البحرين , هو في الحقيقة تعبير فج وواضح عن المنهج العدواني و الأجندة الإرهابية التي يتبناها النظام الإيراني و الذي لم يعد يخشى التستر وراء المواقف المنافقة و أسلوب التقية السياسي و الخطاب المزدوج الذي كان يتبناه !

 النظام الإيراني اليوم يخوض بجدية معركة وجود إستباقية واضحة المعالم عجلت بفضح مواقفه النهائية خصوصا أمام واقع المتغيرات الإقليمية الكبرى الجارية و التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحجيم الهجمة الإيرانية الشرسة و انكفاء النظام الذي لا يعيش إلا على نسق الأزمات والمشكلات المفتعلة.

في الملف البحريني توضحت كل أسس السياسة العدوانية الإيرانية وهمجيتها و توحشها , فاستهداف تلك المملكة العربية الصغيرة لم يكن بالأمر الجديد أبدا بل أنه محفور في نخاع الخلايا الحي للعقلية العنصرية الإيرانية التي تنظر إلى الشعوب المجاورة ليس وفق المنظار الإسلامي أو حتى الدبلوماسي الواقعي بل وفق منظار الاستعلاء و الجهالة و إدعاءات التفوق العنصرية وهي مقاربات لاعلاقة لها أبدا بالإسلام الحنيف و لا بفكر و حياة و سياسة أهل بيت النبوة الأطهار الذين هم في النهاية عرب أقحاح لا يمتلك أحد المزايدة على مواقفهم .

 الفتح الإسلامي الذي تحدث عنه الآغا جنتي العنصري هو ما تحتاجه إيران اليوم فعلا بعد أن عصفت العنصرية و الروح القومية المتطرفة و الشعارات الخرافية المرفوعة في شوارعها بكل أسس الروح الإسلامية الحقة , بعد أن نجح النظام المتغطرس المتلفع بالشعارات الدينية و الرؤى الخرافية في اختطاف إيران و شعبها نحوها لقد أدى تهاوي المشروع الإيراني الانقلابي في البحرين إلى هزة عنيفة قلبت أسس النظام و جذوره رأسا على عقب حتى بات الانهيار السلوكي و الروح العدوانية هو المعبر عن وجه النظام.

في البحرين تهاوت أخطر المخططات على ألأمن القومي في الخليج العربي و الشرق بأسره ولم تستطع بقايا الطائفيين ووكلاء المشروع الإيراني في العراق و لبنان من تعويم ذلك المشروع أو إنقاذه أو التغطية على فضائحه , لذلك كانت الهستيريا الإيرانية الرثة التي عكست الوجه العدواني الحقيقي للسياسة الإيرانية , العديد من قادة النظام الإيراني هم اليوم بأمس الحاجة إلى دخول دورة أخلاقية في الأخلاق الإسلامية و التسامح الإسلامي وفي تقبل الرأي الآخر .

 ويقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , كما أن رسولنا الكريم يقول إن "المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده"!

والنظام الإيراني للأسف لا يراعي أقل الأسس و المرتكزات الأخلاقية الإسلامية في التعامل مع الشعوب الإسلامية المجاورة, و أهل البحرين تحديدا ليسوا طارئين على الإسلام بل أن أجدادهم ما غيرهم هم الذين حملوا رسالة الإسلام و نوره إلى بلاد فارس منذ أيام الصحابي الجليل العلاء الحضرمي واطفأوا نيران الكفر المجوسي و أدخلوا حضارة الإسلام و سماحته إلى بلاد فارس .

 في البحرين ستتطور الحالة الوطنية نحو إصلاح شامل هو قدر هذه البلاد العريقة في الحضارة و الشهيرة بالتسامح , وفي البحرين سيكون عجز النظام الإيراني ووكلائه و عملائه فضائحيا ومخجلا , وعرب الخليج العربي وهم يشيدون أسس مجتمعاتهم الحضارية والإنسانية ليسوا مشاريع عدوان بل بناء و حضارة وعلى الأصوات الزاعقة الخارجة من كهوف التاريخ أن تخرس , فلقد أشرقت شمس الحقيقة وهبت رياح الحرية التي ستطفئ نيران معابد العدوان و الوحشية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق