السبت، 30 أبريل 2011

نعم...إيران أخطر من إسرائيل

23 من جمادى الأولى 1432هـ / 26 من إبريل 2011م

من السذاجة أن تقوم الدول بفتح جبهات عدائية كامنة، إلا أنه من الانتحار السياسي الركون إلى قوى إقليمية لها أطماع لا تنكر في المنطقة، فالعدو الباطن أشد خطرًا من العدو الظاهر والتاريخ والواقع يؤكد ذلك، فالسيرة النبوية حفلت ببيان مواقف المنافقين التي أقلقت المجتمع المدني وخذلت المسلمين في أُحد والخندق وتبوك وتمالأت مع يهود، ومواقف البويهيين والقرامطة والعبيديين والصفويين المتحالفة مع التتار والصليبيين والبرتغال، والتي أخرت الأمة الإسلامية خطوات إلى الوراء.

يتنادى بعض النخب المثقفة من قوميين وإسلاميين بأن إيران قوة إسلامية من مصلحة العرب ضمها إلى صفهم لمواجهة القوى الإمبريالية، وكأنها القوة الوحيدة في العالم رغم شعوبيتها المنتنة وتناسوا قوى أخرى أشرف منها مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وأندونيسيا وباكستان وتركيا ونيجيريا ودول أمريكيا اللاتينية.

في المقابل نخب أخرى كانت تجامل وتقول إيران عدو ثاني، وآخرون قالوا إنها العدو بترتيب الأول مكرر، لكن الصحيح أنها العدو الأول مع مرتبة النذالة الأولى ومن يغالط هذا سيصطدم بحقائق دامغة.

ماذا تقول الأرقام عن إسرائيل خلال أكثر من 60 سنة:

الآلاف من العرب استشهدوا في حروب 48م، 67م، 73م،.... وغيرها والآلاف من الفلسطينيين استشهدوا خلال الانتفاضات والعشرات قضوا في العمليات الإرهابية التي وقعت في بلدان عربية وأجنبية.

أما الأرقام التي لا تكذب فتقول عن إيران خلال أكثر من 30 سنة هي نصف مدة الكيان الصهيوني:

التحرش بالعراق واحتلال أجزاء منه وحرب حصدت مئات الآلاف وتسهيل الاحتلال الأمريكي (رغم الجهر بعداوته وعداوة إسرائيل) وعمليات إرهابية بعد الاحتلال ومحاولة اغتيال أمير الكويت وقضية الطائرة الكويتية وأحداث عديدة في السعودية بالذات في مكة والمدينة وحرب الحوثيين ومحاولة انقلاب بالبحرين وأعمال عنف وشغب أكثر من مرة ودعم للحوثيين ضد حكومة اليمن وتحريك منظمة حزب الله الإرهابية ضد أهل السنة والفلسطينيين في لبنان وتسهيل احتلال أفغانستان من قبل الأمريكان والتغلغل في عدد من الدول العربية والآسيوية والأفريقية بل والتعامل سرًّا مع إسرائيل. فالمقارنة متروكة للجميع بين السجلين وليست صورتين لاكتشاف الفوارق الخمسة منشورة في مجلة ترفيهية.

المفترض من دول الخليج بالذات قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ولا أسهل من ذلك مما يزيد من عزلتها الدولية وفتح علاقات مع الأحواز العربية، والمطلوب قطع العلاقات التجارية تحديدًا من قبل الإمارات (لا ننسى الجزر الإماراتية) والكويت وقطر مع إيران وهذا كفيل بإذن الله في تركيعها، فصدّام استعاد شط العرب وجزر عراقية بالقوة، أما دول الخليج العربي فستطيع خنق إيران ماديًّا وهي التي تعاني من الفقر الشديد، كذلك يجب دعم الحركات المسلحة في بلوشستان والتخلي عن عقدة التردد في التعامل مع الأكراد ودعمهم، لا سيما وأنهم منظمون ولديهم قوة لكنها تحتاج بعض الدعم، وهذا كفيل بإشغال إيران بمشاكلها الداخلية.

أما الحديث عن أمريكا والقوى الغربية والموقف منها فمن الممكن التعامل مع القوى الكبرى بعدة خيارات لأنها في النهاية تريد مصالحها (الاقتصادية بالدرجة الأولى) ولا تستطيع لعدة اعتبارات: دينية واجتماعية وثقافية.

التغلغل أكثر مما قد يكلفها الكثير وهي في غنى عن ذلك، وتستطيع تحقيق ما تريد مقابل هامش مُرْضِي للطرف المقابل، مع ضرورة تنويع العلاقات الدولية لاكتساب بُعد آمن بإذن الله عز وجل، فعرش آل ساسان لن يرجع؛ فذي قار والقادسية ونهاوند كتبت السطر الأخير من تاريخ مجوس فارس.


الكاتب / عبد الله بن عبد العزيز الحميدة
aahh256@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق