الجمعة، 29 أبريل 2011

المخابرات السورية وملفات الأحزاب الإيرانية في العراق؟

السياسة الكويتية 25-جمادى الأولى-1432هـ / 28-أبريل-2011م

على أبواب السقوط ، وفي الحين الذي يتجهز فيه الشعب السوري لمرحلة فاصلة في تاريخه و يمهد الطريق لإنهاء نظام البعث الوراثي الاستنساخي الدموي تعيش الأحزاب الطائفية الإيرانية الحاكمة في العراق أجواء هزيمتها وخيبتها الكبرى المقبلة ، وحيث يتنادى الطائفيون و المتورطون في المشاريع الإرهابية لنظامي دمشق وطهران لاستقبال موسم فضائحهم الكبرى بعد السقوط القريب للنظام الدموي السوري، وحيث ستفتح بعد ذلك ملفات وأسرار و مغاليق أجهزة المخابرات السورية التي كانت الرائدة والقائدة في استقبال ودعم وتنشيط وتحريك تلك الأحزاب من خلال التحالف الستراتيجي الإيراني- السوري، والعمل المشترك طيلة ثلاثة عقود، في إدارة ملفات الإرهاب والصراع الإقليمي وفي مواقف و منعطفات حاسمة وحساسة ، وطائفية العراق لا يخفون قلقهم القاتل والمفجع على نظام الموت الجهنمي السوري، لأن تبعات ذلك السقوط المدوي ستنعكس عليهم بشكل فضائحي سيكون بمثابة قنابل إعلامية وسياسية فضائحية لا مثيل لها ولا سابق ، فالمدعو الشيخ جلال الدين الصغير مثلا، وهو أحد أتباع النظام الإيراني المعروفين في العراق، وقائد احدى الميليشيات الطائفية في بغداد مثلا، لم يتحرج أبدا عن التعبير عن قلقه الكبير والصريح مؤكدا بأن حزب البعث السوري يختلف عن مثيله العراقي!

لا أدري كيف ستنبط ذلك الشيخ الصغير هذه الفتوى المثيرة للسخرية والغثيان خصوصا وأن حزب البعث العربي الاشتراكي منشؤه وقيادته و تأسيسه شامي بحت ، فعفلق والبيطار وجلال السيد وزكي الأرسوزي وأمين الحافظ ومنصور الأطرش وغيرهم من قيادات التأسيس البعثية هم سوريون، وهم الذين نقلوا الحزب الى العراق والعالم العربي، وشكلوا القيادة القومية والأهداف والشعارات والسياسات والمناهج واحدة ، فلماذا يكفر الصغير حزب البعث العراقي ويسبغ الفضائل والمديح على البعث السوري ؟

الأهداف معروفة وواضحة ومشخصة ومفضوحة أيضا، وهي تعبير فظ عن حالة النفاق الكبير المتحكمة في المشهد السلطوي العراقي الطائفي بامتياز، ثم أن الشيخ الصغير كان من وكلاء المخابرات السورية في الشام أيام إقامته في الحجيرة بالقرب من السيدة زينب في ريف دمشق! وقد وقفت المخابرات السورية الى جانبه حينما تعرض للطعن ومحاولة الاغتيال على يد حزب "الدعوة" العام 1996 ! وفضائل المخابرات السورية عليه أكثر من أن تحصى، وينسحب هذا القول والتصنيف على بقية الجموع الطائفية العراقية كجماعة "المجلس الأعلى" التي كانت أداة طيعة بيد المخابرات السورية لجهة تنفيذ العمليات الإرهابية في العراق ودول الخليج العربي خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، وخصوصا تلك العمليات السرية المنطلقة من مكتب "أبو بلال" في حي الأمين والتي كان الوزير والقيادي المجلسي الحالي باقر صولاغ يدير ملفاتها السرية! وكذلك حزب "الدعوة" سواء من خلال قيادة أبو نبوغ ( عبد الزهرة بندر ) السابقة أو قيادة نوري المالكي ( أبو إسراء ) ودورهما الكبير في تنفيذ العمليات الإرهابية في لبنان، خصوصا وجميعهم كانوا يحملون جوازات سفر سورية صادرة عن رئاسة المخابرات السورية العامة من دون أن ننسى الحجم الكبير والطيف الواسع من المعارضين العراقيين السابقين الذين كانوا جنودا مجندين في خدمة بلاط المخابرات السورية، وخصوصا المعارضة الشيعية العراقية التي يشرف على ملفاتها وتفاصيلها اللواء محمد ناصيف خير بيك ( أبو وائل ) أو الخبير الاستخباري السوري الأول في شؤون الحركات الشيعية وإيران على تحديدا والمستشار للرئيس السوري السابق حافظ الأسد ونائب رئيس الوزراء السوري لشؤون المخابرات! والضليع الأول في شؤون البيت الشيعي العراقي، أي تلك الأحزاب الإيرانية الفحوى و الولاء و التي هيمنت على حكم العراق بعد انهيار نظام البعث العراقي ، و المخابرات السورية تبعا لذلك تعتبر جميع حكام العراق الحاليين مجرد وكلاء سابقين في مكاتبها، وهم اصغر واقل قدرا من أن ينظر إليهم في دمشق باحترام، لذلك كانت قبل سنوات قليلة الثورة المالكية ضد النظام السوري، والتي اتهمته فيها بالضلوع في الأعمال الإرهابية في العراق، وهي ليست مجرد تهمة أطلقها المالكي في فورة غضب و زعل على حلفائه و "معازيبه" في دمشق، بل أنها الحقيقة التي أعلنها ثم تراجع عنها لاحقا ولحس كل إتهاماته بعد أن رأى حلفاءه الطائفيين وخصوصا جماعة المجلس الأعلى يتمسحون ببركات بلاط بشار الأسد، ثم أن المخابرات السورية، وتحديدا الرفيق اللواء أبو وائل، تمتلك ملفات سرية رهيبة لخفايا أسرار حزب "الدعوة" وشركاه من شأن نشرها وفضحها أن تقلب الأوضاع رأسا على عقب ؟ وهي الرسالة التي فهمها المالكي جيدا فتراجع عن جميع اتهاماته الواقعية .

ودفاع الأحزاب العراقية الإيرانية الطائفية الحاكمة اليوم عن مجازر النظام السوري وقمعه الدموي المجرم للشعب السوري بذريعة حرب السلفيين و"القاعديين هي وصمة عار مشينة في تاريخ السلطة العراقية، وخصوصا عمائم النفاق و الدجل التي تدافع عن القتلة البعثيين كالشيخ الصغير و الذي تصاغر حد الضآلة و بقية التلف الطالح من أتباع حزب "الدعوة" العميل ، عار هذا الذي يجري و سيسحق أحرار الشعب السوري بكل تأكيد كل مجرمي النظام و سيبصق على من تحالف معهم من العملاء و المنافقين في العراق و لبنان وكل مكان ، والشعب السوري الحر بشجاعته الأسطورية يعلم جيدا معادن الرجال، ويعلم أن ذلك النفر البائس لا يعبر أبدا عن الشعب العراقي الحر المتطلع للحرية والمتضامن مع أشقائه في الشام من أجل القصاص من القتلة والمجرمين.

أقدام الأحرار ستركل كل المنافقين ، وننتظر بشوق لحظة انهيار وتلاشي نظام البعث السوري ونشر وثائق المخابرات السورية لتبيض وجوه، وتسود وجوه، ولتطير حتى ورقة التوت عن عورات المنافقين والدجالين في العراق؟ إنها لحظات تاريخية حاسمة في طريق فضح كل العملاء والدجالين ، وسينتصر شعب سورية الحر على القتلة بكل تأكيد.

• كاتب / داود البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق