الثلاثاء، 26 أبريل 2011

الايرانية بين المد والجزر رؤية تحليلية

العلاقات العربية ـ الايرانية بين المد والجزر رؤية تحليلية

احمد الزبيدي

المقدمة
--------

على أمتداد ما يقارب الثلاثة عقود من الزمن أتسمت العلاقات العربية – الإيرانية بالعديد من التجارب وصلت إلى حد القطيعة
أحيانا نتيجة لاختلاف الرؤى والمواقف ومحاولة إيران تنفيذ أهدافها القائمة على مبدأ ( تصدير الثورة) الذي أعلنه الخميني بعد التاسع من شباط 1979.
كما أن تأثيرات النزاع الإيراني – العراقي الذي تصاعد ليصل إلى دخول البلدين في حرب دامت ثماني سنوات ألقت بظلالها على علا قات إيران بالأقطار العربية الأخرى
وأن إيران لم تتوقف عن التدخل في الشأن الداخلي للعديد من الأقطار العربية وخاصة في الخليج العربي والعراق حيث أن إحداث الخيانة والغدر زالت شاخصة في الأذهان وحجم الدور الإيراني فيها معروفا كما هو الحال في عراق ما بعد الاحتلال والى اليوم.
إن موضوع العلاقات العربية الإيرانية خلال عام حري بالمناقشة للوقوف على مستجدات هذه العلاقة وطبيعة تعامل إيران
مع الأقطار العربية وقضاياها ومدى اقترابها من مفهوم العلاقات المتكافئة أو ابتعادها عن منظور العلاقات الدولية التي
تربط بين دول المنطقة والعالم.ويأتي موضوع هذا البحث حول طبيعة تلك العلاقات وطبيعة التمحور الإقليمي بعد احتلال العراق وما أستجد فيها من أتفاق أو اختلاف في مجمل المواقف التي اتخذتها الأقطار العربية وإيران وتأثيراتها على مستقبل المنطقة .
لقد توزع البحث:إيران والعراق والعرب ضمن إطاره العام في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة وهي:
المبحث الأول.إيران والعراق
المبحث الثاني.إيران والخليج العربي
المبحث الثالث.إيران وبقية اقارالامة

المبحث الأول
إيران والعراق
كشفت إحداث ما بعد احتلال العراق في التاسع من نيسان.2003 حجم الدور الإيراني في المساهمة غير المعلنة قي غزو العراق واحتلاله من خلال الكشف عن مستوى التنسيق بين أدارة بوش والنظام الإيراني حيث عبر عن ذلك صراحة مرشد الثورة علي خامنئي في تصريحه المعروف والذي قال فيه (لقد نقضت أمريكا ما اتفقنا عليه) ولا غرابة في ذلك لان
إيران ومنذ شباط 1979 ناصبت النظام الوطني في العراق العداء وإنها أسست لهذا الغرض حركات ومليشيات وأحزابا لتكون أدواتها في تنفيذ مخططاتها الرامية إلى زعزعة امن واستقرار العراق ومن ابرز تلك الحركات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية حيث نشرت صحيفة كيهان أمر الخميني بتشكيل المجلس وتعيين (محمود هاشمي شهر ودي) قائدا له ومحمد باقرال
حكيم ناطقا رسميا باسمه جاء ذلك في عدد الصحيفة ليوم17/11/1982 وطيلة عقدين من الزمن دربت إيران وجهزت وسلحت عناصر المجلس وجناحه العسكري (فيلق بدر) وأتمت عملية إعدادهم لدور مرسوم سلفا في العراق.
فما هو حجم التدخل الإيراني ؟ وماهي نتائجه في العراق ؟ للإجابة على هذا التساؤل لابد من استعراض سريع لإحداث
العراق الدامية خلال خمس سنوات من الاحتلال ومن خلالها نتعرف على حجم وتأثير الدور الإيراني في العراق.
دخلت عناصر المجلس الأعلى وبدر العراق بعد التاسع من نيسان2003وسيطرت على كل مؤسسات الدولة ومعها دخلت مجاميع المخابرات الإيرانية المتمثلة بقوة القدس التي أوجدت لها كيانات صغيرة في اغلب محافظات وسط وجنوب العراق مثل منظمة ثأر الله, وسيد الشهداء في البصرة وغيرها من المدن العراقية . أشرفت إيران من خلال قوة القدس على تصفية
كبار قادة الجيش العراقي وطياريه بالتنسيق مع الأحزاب الطائفية التي تدين بالولاء لإيران ومنها الدعوة والفضيلة التيار الصدري إضافة للمجلس الأعلى وبدر(1)


إضافة لما تقدم فأن إيران استطاعت ومن خلال الأحزاب الطائفية هذه أن تؤسس لعمل تخريبي كبير يشمل كافة قطاعات المجتمع في عملت على .
1.إثارة النعرات الطائفية من خلال دعم إنشاء وسائل إعلام مقرؤة وقنوات فضائية تتبنى الخطاب الطائفي الذي كان له تأثيره
المباشر وغير المباشر في أعمال العنف الطائفي التي شهدها العراق.
2.تدير إيران في العراق اليوم أكثر من (300) شركة ومؤسسة في جميع الاختصاصات (الاجتماعية والصحية والإنسانية والدينية) كواجهات ت للعمل استخباري ويشرف على أدارة هذه الشركات والمؤسسات العميد(قاسم سليماني) ونائبه (احمد فروزندة) وهما من قادة قوة القدس(2)
وتوجد من هذه الشركات في بغداد لوحدها(18)شركة ومؤسسة وعلى سبيل المثال فأن مؤسسة شهيد المحراب التي يرأسها عمار الحكيم تصرف شهريا بين(12-15) مليون دولار وأن اغلب هذه الشركات والمؤسسات ترتبط بالسفير الإيراني حسن كاظمي قمي (3)

.3قدمت إيران وبمصادقة مكتب خامنئي بتاريخ 5حزيران 2005 مبلغ (700)مليون دولار إلى فيلق بدر حيث صرف هذا المبلغ على شكل دفعات لغرض ديمومة عمل هذا الجهاز . وفي 10/تموز2006 وافق مكتب خامنئي على صرف مبلغ (900)مليون دولار إلى حزب الدعوة المقر العام في العراق لغرض تنفيذ المشاريع المكلف بها .(4) وتم تكليف علي الأديب بالتنسيق مع قاسم سليماني لغرض معرفة احتياجات الحزب الفعلية لتذليلها ومنها أن مكتب خامنئي سيقوم بدفع رواتب جميع منتسبي الدعوة في العراق .

4.شجعت إيران قيام الأحزاب الطائفية بالتوسع في الممارسات التي تقام في شهر محرم الحرام مع كونها أي إيران كانت قد منعتها منذ قيام نظام خميني الإ إنها سعت وبقوة إلى انتشار هذه الممارسات وصرفت عليها بشكل كبير وببذخ واضح لغرض
تحويل انتباه العامة من البسطاء من أبناء الشعب عن الهم الأكبر وهو موضوع الاحتلال والرجوع إلى حالة الجنون الجمعي والتخلف ، واعتبرت هذه الممارسات بمستوى أداء الفرائض الواجب أداءها دينيا وغايتها الثالثة نشر الفوضى من خلال أحداث الفتن الطائفية وما حدث من تفجيرات في كربلاء والكاظمية في محرم عام2004 دليل واضح على ذلك.
5.ما زالت إيران ومن خلال مليشيات الأحزاب الموالية لها مستمرة في سرقة وتهريب النفط العراقي. فقد كشفت التقارير أن هناك (22)منفذا غير رسمي لتهريب النفط العراقي إلى إيران في محافظة البصرة لوحدها إضافة إلى (15)بئرا نفطيا في الطيب ومجنون سيطرت عليها إيران وان قيمة النفط المهرب عبر هذه المنفذ والآبار بلغت مليار و400 مليون دولار سنويا
وقد اعترف بذلك وزير النفط في حكومة المالكي ومثله فعل هوشيار زيباري حيث اضطر لتقديم مذكرة احتجاج إلى الخارجية الإيرانية بهذا الشأن.
6.ظهور المد الإيراني و تأثيراته في مواقف حكومة الجعفري والمالكي وبرز دور المخابرات الإيرانية وقوة القدس في تسيير أمور حكومةالمالكي الحالية.

7.أكدت إيران على أن لها تنسيقا على مستوى متقدم مع الإدارة الأمريكية بشأن العراق وجاء هذا التأكيد على لسان احمدي نجاد حيث قال (أن إيران على استعداد لتولي زمام الأمن في العراق إذا ما اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا بالانسحاب ).(5)
8.أن زيارة أحمدي نجاد إلى بغداد في 2آذار2008 أعطت دلالة واضحة على حجم التنسيق الأمريكي الإيراني بشأن العراق
فالعراق محتل كما تقول إيران من قبل الشيطان الأكبر لكن من وفر الحماية لإحمدي نجاد هو نفسه الشيطان الأكبر.
9.سعت إيران ومن خلال الأحزاب الموالية لها إلى طمس هوية العراق العربية وبالعديد من المواقف والممارسات والنصوص الدستورية التي أوردتها أنظمة الاحتلال حتى وصل الامرالى حد التأثير على فقرات البيان الختامي لمؤتمر البرلمانيين العرب
الذي عقد في اربيل في آذار2008 حيث خلى البيان من الإشارة إلى عروبة العراق كما أن التأثير الإيراني ظهر في التحفظ الذي أبداه وفد برلمان الاحتلال على ماورد في البيان ذاته من أحقية دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة الجزر الثلاث.

10 .إدخال عناصر الاستخبارات الإيرانية إلى الجيش العراقي وتعينهم بصفة ضباط دائمين وهذا ماحصل في حكومة الجعفري,حيث تم تعيين (1117) عنصرا من فيلق بدر وغالبيتهم من الإيرانيين كضباط في الجيش والشرطة،ومثلها فعل نوري المالكي حيث اصدر امرأ بتعيين(18000) من ميلشيا الدعوة في الجيش والشرطة اغلبهم من الحرس الثوري الإيراني وقوة القدس الإيرانية.
11. ناصبت إيران العداء للمقاومة العراقية وحاولت التشويش عليها من خلال دعم المليشيات التي قامت بأعمال إرهابية وألصقتها بالمقاومة وكذلك فأن عناصر استخبارات قوة القدس كانت تتابع تحركات عناصر المقاومة وتقوم بإيصال ماتجمعه
من معلومات إلى قوات الاحتلال الأمريكي عن طريق أعضاء ارتباط لها مع حكومة المالكي ليتم بعد ذلك مهاجمة المناطق التي يتواجد فيها رجال المقاومة .
12.قيام إيران بتدريب مجاميع الجريمة المنظمة وفرق الموت التابعة للمليشيات الطائفية ونموذج ذلك ظاهرة (ابودرع)(6)
الذي ار تكب أبشع الجرائم ضد الأبرياء بعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء.
13.ضلوع ضباط مخابرات إيرانيون في جرائم التعذيب في المعتقلات السرية لوزارة داخلية حكومة الجعفري ومن بعدها حكومة المالكي ومثال ذلك في سجن ملجاء الجادرية ومعتقل جامع براثا . ومقر فوج العدالة في الكاظمية حيث كشفت ذلك
فيما بعد مجموعة من المطلق سراحهم من هذه المعتقلات السرية وبثته العديد من وسائل الأعلام.
14.قيام إيران بترويج المخدرات في العراق وأصبحت مدن البصرة والسماوة وكربلاء من أهم أسواق هذه التجارة الخطرة والتي لم يعرف لها في العراق أي تعاطي أو أتجار. وكذلك أصبح العراق ومن خلال التجار الإيرانيين ممرا سهلا لتجارة المخدرات إلى أسواقها في السعودية وباقي دول الخليج العربي .
مما تقدم تتضح لنا صورة الدور الايرا ني وحجم تأثيره على الساحة العراقية في جميع الاتجاهات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.وأن إيران سعت بكل ثقلها لتفتيت وحدة العراق تواصلا مع المشروع الأمريكي وشجعت الائتلاف الموحد على التمسك بمشروع الأقاليم الذي تبناه المجلس الأعلى الإسلامي وصولا إلى أقامة إقليم الجنوب ليتم لها بعد ذلك ضمه إلى إيران . وان كل ما قامت وتقوم به إيران يتناغم مع المشروع الإيراني القديم الجديد المعروف(بتصدير الثورة)


المبحث الثاني

إيران والخليج الغربي
ترى دول الخليج العربي الست في سياسة إيران بأنها سياسة ذات اطماع واضحة في السيطرة والهيمنة على الشريان الحيوي
في الوطن العربي والعالم. وأن الادعاءات الايرانية في احقيتها بالبحرين والجزر العربية الثلاث القت بظلالها على العلاقات الخليجية الايرانية بشكل خاص والغربية الايرانية بشكل عام.
وان عوامل التشكيك في السياسة الايرانية ازاء الخليج حالت دون تأسيس التعاون بين دول الخليج وإيران فدول الخليج يرى ان استقرار الخليج يتمثل بوجود عسكري امريكي يردع أي توسع أيا كان مصدره.في حين ترى إيران ان امن وحماية الخليج مسؤولية الدول المطلة عليه الا ان ايران في هذه الحالة ستكون لها الغلبة نتيجة لتعاظم قوتها العسكرية وهذا مايشكل قلقا لدى دول الخليج من تنامي هذه القوة (7) .
ان ما أكد هذه المخاوف والشكوك لدى دول الخليج العربي امور عدة منها .
1.مطالبو احمدي نجاد بألغاء التأشيرة بين دول الخليج من جهة وإيران والسماح بالتملك العقلري بين دول الخليج وايران.
جاء ذلك في أول حضور لرئيس إيراني لقمة خليجية في الدورةالثامنة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة في
كانون اول2007 حيث قدم نجاد مشروعا من 12 فقرة ماعده الخليجيون اخطر المشاريع لاسباب اهمها الخوف من الهيمنة
إلايرانية على الخليج وتغيير الطابع الديمغرافي لتلك الدول.
2.بعد صدور بيان اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ةالذي اكد على إماراتية الجزر العربية الثلاث، كتب حسين شريعتمداري مستشار المرشد الاعلى علي خامنئيي مقالا في صحيفة كيهان الايرانية كانت لغة التهديد والوعيد واضحة لكل من الامارات والبحرين، ومما جاء في المقال:(إن دول المجلس التي لايعود تأريخ أي منها إلى اكثر من مائة عام تعي جيدا سيادة ايران المطلقة على الجزر الثلاث،وبالتلي فأنها لاينبغي ان تتصور في اكثر احلامها شططا ان هذه السيادة يمكن
ان تتغيير،وأن البحرين هي جزء من التراب الوطني الايراني واقتطعت منه بواسطة مؤامرة غير مشروطة..بواسطة الشاه والحكومتين الامريكية والبريطانية،وان المطلب الر ئيسي لشعب البحرين اليوم هو اعادة هذا الاقليم الذي فصل عن إيران إلى امه إلى إيران الاسلامية) (8) ولم يكتف شريعتمداري بهذا الحد بل إنه كرر ما قاله في هذا المقال في مقالين آخرين نشرا في نفس الصحيفة يومي 13 و15 تموز2007.وبهذا المعنى والمضمون فأن إيران سعت لإثارة الفتنة الطائفية في البحرين وتسعى لمثلها قي المنطقة الشرقية من السعودية كما تفعل اليوم في العراق وتأثيرها الواضح على حكومة المالكي والبرلمان الحالي بحيث تحفظ وفد هذا البرلمان على البيان الختامي لمؤتمر البرلمانيين العرب لورود فقرة تؤكد احقية دولة الامارات العربية بالجزر الثلاث.
ان استمرار احتلال إيران للجزرالعربية الثلاث والادعاء بعائدية البحرين لها يذكرنا بما قاله وزير خارجية إيران في العاشر من نيسان عام 1986 عندما احتلت إيران مدينة الفاو فقد قال ما نصه (على الكويت ان تعلم بأننا اليوم جيرانها الجدد) لكن ذلك لم يتحقق لها بفضل تحرير الجيش العراقي الباسل لهذه المدينة في 17 نيسان1988 .
لما تقدم فإن سياسة إيران أزاء دول الخليج أتسمت بطابع جعل الريبة والشك والخوف لد ى هذه الدول ولهذا جعلت مواقف هذه الدول أقرب إلى الترقب الحذر المستند إلى الحماية الخارجية للوقوف امام أي تمددإيراني بأتجاه هذه الدول.


المبحث الثالث
إيران والعرب


لقد حددت ايران علاقاتها ببقية الاقطار العربية بمواقف تلك الدول من حربها مع العراق ونتيجة لذلك كانت إيران اكثر انفتاحا
في علاقتها مع سوريا وليبيا حيث وصلت العلاقات السورية- الايرانية مستويات متقدمة من التعاون والتنسيق في جميع الاتجاهات ونستطيع ان نصنفها في كونها علاقات ستراتيجية ومثلها ولو بقليل مع ليبيا.الا ان علاقات إيران بباقي اقطار الوطن العربي فتكاد تكون بين حد القطيعة مثل العلاقة مع مصر او علاقة في احسن ما تكون انها علاقة بروتوكولية لا تأخذ شكل علاقات التعاون والتنسيق المشترك وأسباب ذلك إن إيران وإعمالا بمبدأ (تصدير الثورة) كان لها دور في دعم الجماعات
الاسلامية في الجزائر مثلا او في دعم جماعة الحوثي في اليمن،وقد كشفت الاحداث الاخيرة لهذه الجماعة العلاقة الوثيقة بينها وبين إيران ومن الطبيعي أن تلقي مثل هذه الاحداث والتدخل إلايراني فيها بظلالها على العلاقة بين اليمن وإيران.
كما ان ايران برزت على الساحتين الفلسطينية واللبنانية بصورة الداعم لمقاومة حماس في فلسطين وكذلك لمقاومة حزب الله في لبنان على اعتبار ان المقاومتين تنطلق من مبدأ مقاتلة العدو الصهيوني المحتل ،الا ان موقف إيران كان بالضد من المقاومة الوطنية العراقية مع كونها تقلرع المحتل الامريكي إلا انها أي إيران ترى في المقاومة العراقية خطرا على مشروعها في العراق.وإن دعم ايران لمقاومة حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين واجهت اعتراضات من دول ما يسمى دول الاعتدال العربي وهي دول الخليج زائدا مصر والاردن كون هذه الدول لها خياراتها التي تؤمن بها واهم تلك الخيارات هو خيار التسوية السلمية مع العدو الصهيوني او المبادرة العربية التي رفضتها إيران من منطلق ان القضية الفلسطينية كما هي قضية العرب فأنها قضية المسلمين ولهذا نرى إيران قدطرحت نفسها كوسيط لحل خلاف فتح وحماس من هذا المنطلق وعلى اعتبار انها دولة اسلامية تبحث عن دور اسلامي اكبرلها في المحيط العربي والاسلامي.


الخاتمة

لكل ما تقدم يمكن القول ان العلاقات العربية- الايرانية هي علاقات غير مستقرة كون احد طرفي المعادلة فيها غير
جاد بإقامة علاقات متوازنة مع كل دول الخليج العربي لإنه ينطلق منعقدة الارث الامبراطوري الفارسي القديم وبات اسير طروحات لاتجد لها صدى الا في مخيلة المسؤولين الإيرانين انفسهم فقداصبح ما يدعي عائديته له دولا لها سيادة،وان ما قامت به إيران في العراق وتقوم به يوميا جعل هذه العلاقة مع اقطار الامة العربية متأرجحة في كثير من الاحيان.
ان المتابع للسياسة الخارجية الايرانية يجدها سياسة الوجوه المتعددة لاسياسة الموقف المعلن والصريح فما تدعوه بالشيطان الاكبر بالامس اصبح اليوم حليفا في العراق والشواهد على ذلك كثيرة، وما تدعيه إيران من الحرص على امن وأستقرار الخليج العربي بات بحاجة إلى تأكيد لمصداقيته بالافعال لابالاقوال بعد تكرار أدعاءاتها بعائدية البحرين وأستمرار إحتلالها للجزر العربية الثلاث في الامارات العربية المتحدة.
اما قولها الحرص على وحدة العراق واستقراره فإن افعالها على الارض تثبت عكس ذلك لإنها دعمت أحزابا ومليشيلت وفرق
موت وإن المخابرات الايرانية وقوة القدس تعمل سوية مع هذه الاحزاب التي هي في الاساس أحزابا حليفة للاحتلال وادوات تنفيذية لمشروعهفي العراق وفي ذلك إزدواجية واضحة فهي من جانب تدعي التصدي للمشروع الامريكي ومن جانب تساعد

في تنفيذ مخططات هذا المشروع من خلال دعمها لهذه الاحزاب والمليشيات.
ان إيران إذا ما ارادت اثبات مصداقيتها في مناهضة المشروع الامريكي فأن عليها أولا ان تقف مع المقاومة العراقية بكل فصائلها وان تعترف بحقوق العراق في انهاء الاحتلال وتعويضه كدولة وشعب عن كل ما لحق به من خسائر مادية وبشرية جراء هذاالغزو والاحتلال عند ذالك تكون هناك افاق واسعة للعلاقة يمكن ان تضمن المصالح المشتركة لشعبي البلدين الجارين.
وان هذا يعد مدخلا لإيران لإقامة افضل العلاقات مع الاقطار العربية اذاما رافقه التخلي عن احلام التوسع على دول الخليج
وكفت يدها عن التدخل في العراق واليمن والجزائر وفي الاقطار الاخرى.
ان طبيعة التحديات التي تواجةالمنطقة وفي مقدمتها مشروع امريكا الاستعماري الجديد او ما يسمى (مشروع الشرق الاوسط الجديد)يمكن ان تكون عوامل توحيد لدول المنطقة لإيجاد نموذجا من العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والتكافىء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام خيارات الدول والمصالح المشتركة بما يساهم في استقرار وتعزيز امن المنطقة. الا ان المراقب للاحداث وخاصة ما يجري منها في العراق يرى بوضوح ان ما تقوم به إيران يتماشى تماما ويلتقي مع مارسمته الولايات المتحدة الامريكية ضمن مشروعها التوسعي في المنطقة .ولعل المقبل من الايام والاحداث سيكشف الكثير عن هذا الدور وهذا التلاقي بين المشروعين الايراني والامريكي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)حادث اعتقال مصطفى اليعقوبي مساعد مقتدى الصدر في بغداد من قبل قوات الاحتلال في مايس 2004 وضبطت معه قوائم بأسماء أكثر من 1200 قائد عسكري ومسؤول حكومي مؤشرا على بعضها بعلامة (اكس) وعند استفسار المحققين عن هذه العلامة اعترف اليعقوبي بأن الأسماء المؤشرة بالعلامة قد تمت تصفيتهم وأنه استلم هذه القوائم من السكرتير الأول في السفارة الإيرانية في بغداد المدعو (خليل نعيمي).... تقرير نشر في صحيفة الشرق الأوسط في حزيران 2004

(2) أبو الحسن الأصفهاني---قيادي منشق عن فيلق بدر.. اعترافات نشرت في موقع القوة الثالثة بتاريخ4/11/2007

(3) المصدر السابق.
(5) دورية حال الأمة لعام2007 الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العر بية .بيروت

(6) اسمه الحقيقي(اسماعيل الامي) يسكن مدينة الثورة قطاع 74 وهو من عتاة المجرمين كوّن له مجموعة خاصة كانت تتحرك بعلم ودراية الحكومة الاإنها ومع افتضاح امرها حاولت الحكومة القبض عليه فهرب إلى ايران وما زال هناك وفي حمايتها وهذا الشخص كان محسوبا على التيار الصدري.
(7).دورية حال الامة .مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 2008
(8) المصدر السابق

الكاتب / احمد الزبيدي ... العلاقات العربية ـ الايرانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق