الجمعة، 3 يونيو 2011

طابور إيران الخامس

جريدة المصريون 30 من جمادى الآخرة 1432هـ / 2 من يونيو 2011م

..."وما كنت متخذ البذاءة حبرا ولا سندا, ولكن من يصر على استغفالي واستغبائي والتلصص عليَّ, فقد أعددت للنائبات التيوس سيخا محميا يستأهل فتحة (صراصير آذانهم) "

وأما بعد.,

فالشرفاء من الباب يدخلون وفقط اللصوص والفئران هم من يختارون الشباك, أما الحشرات فتعشق عتبة الدار, ودار يا دار يا دار, وداري الدمع يا عيني, ومصر فتحت ذراعيها لإيران وغنينا: عفونا عن بني فارس وقلنا القوم إخوان, عسى الأيام ترجع قوما كالذي كانوا, والأخبار المتناثرة لو جمعناها لصنعت سوارا من نار ودخان وخسة.

أولها القبض على جاسوس إيراني دبلوماسي جمع معلومات عن المجلس العسكري يعني الجيش, ومعلومات عن المنشآت الاقتصادية, ومعلومات عن القوى السياسية الناشئة, الخبر الثاني الشيعة والطرق الصوفية يتقدمون ببلاغ للنائب العام ضد شيوخ سلفيين بتهمة العمالة للسعودية والتحريض على هدم أضرحة وتوزيع سي دي على المعتمرين المصريين يحفز لذلك, وللصدفة فأخي قدم من العمرة هذا الأسبوع وطلبت منه ذلكم السي دي فأنكر واستنكر وأقسم برب الساعة والمحشر أن أحدًا لم يعطه شيئًا، وهكذا تبين أن المسألة كذب كعادة التيوس, والتيس -يا رعاك الله- باطني يفكر في بطنه ومقتله في تطفله.

الخبر الثالث مقال للصحفي حلمي النمنم يتساءل: "هل أَنْسَتْنَا الثورة تصريحات وزارة الداخلية بوجود عناصر من حزب الله هاجموا السجون, وما بثه التلفزيون بعد الثورة من تحقيق عن كيفية هروب مساجين حزب الله". الذين وصلوا سالمين لديارهم وبقينا نعاني الأرق من انفلات أمر السجون.. يعني الناس موجودة من قبل الثورة وتمارس عملا يمس السيادة المصرية, ونفس النائب العام هو من أحال القضية المعروفة بخلايا حزب الله للمحاكمة, ويدهشني عدم تقدم محام مصري واحد بدعوى لطلب تسلم سجناء حزب الله الهاربين.

ثم الداهية الكبرى هي إصرار الوفد الشعبي المصري على زيارة إيران وعلى نفس الطائرة التي أقلت الجاسوس الدبلوماسي المذنب والمجرم, ولو نسي الوفد المصري فنحن أصحاب الثورة, يعني مصر هي أم العروس وعلى الجميع القدوم للتهنئة في بيتها, أما أن تذهب أم العروس فهذا يخالف أعرافنا المصرية ويخالف كل عقل سليم, والأدهى كما قلت: على نفس الطائرة طب كنتم أخذتم توك توك آخر!

نعود إلى بداية الأخبار فمن المفترض أن الدولة المعنية بجمع معلومات عن جيش مصر هي إسرائيل أو حلفاؤها التاريخيون, فما الذي يهم إيران في ذلك ولو تفلسف أحدهم وقال إن جمع المعلومات عمل يهم كل الحكومات فسأرد أن أباه السقا مات, والمعلومات ستذهب للدولة التي تحاصر إخواننا في غزة وأن إيران مجرد محطة للتبادل والتحويل وهي مجرد ملف لجمع أوراق ضغط أمام المفاوض الأوروبي فيما يعرف بملفها النووي.

أما المعلومات الخاصة بالقوى السياسية الناشئة فتلك هي لعبة إيران المفضوحة -أقصد اللعبة ولا تذهب بخيالك أن إيران مفضوحة- فهي تحترف صناعة الطابور الخامس وأول الواقفين في طابور الجواسيس قوم جوامييس -الجاموس طال عمرك دون العجل وأكبر من التيس- وطبعًا ستذهب بخيالك المتطرف -واعذرني- أني أقصد متشيعين مصريين يتهمون شيوخا كمحمد حسان ويحاولون تمييع المسائل والتغطية والتمويه على فضيحة الجاسوس المنحوس في بلد تحرس تاريخه وحاضره قلعة تسمى الأزهر الشريف, فقم في فم الدنيا وحي الأزهرا, والعبوا غير تلك المسخرة.


الكاتب :- محمد موافي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق