الخميس، 2 يونيو 2011

"سرسرية" طهران يدعمون شبيحة الشام.. معركة المصير الواحد

السياسة الكويتية 29-جمادى الآخرة-1432هـ / 1-يونيو-2011م

"الفزعة" والنجدة التي قدمها نظام الإرهاب الثوري الإيراني لحلفائه الإستراتيجيين "شبيحة الشام" وهم يخوضون معركتهم التاريخية والحاسمة مع الشعب السوري يمكن اعتبارها بمثابة "معركة المصير الواحد" بالنسبة إلى نظامين مارسا الدجل الثوري والإرهاب المؤدلج ويشتركان في عناصر كثيرة, أهمها التاريخ الإرهابي المشترك لملفات محورية في تاريخ الشرق الأوسط المعاصر , وأبرزها أيضا أن مصير الاضمحلال والانقراض والخروج من مسرح التاريخ مشيعين باللعنات بات يمثل الهاجس المشترك لكلا الطرفين اللذين استعانا بأدوات بالية من العملاء والمحاسيب والأزلام في بعض "لوبيات" حكومات المنطقة للدفاع عنهم , ومن دون شك فإن قيام نظام طهران بتقديم الخدمات اللوجستية لحلفائه وحوش الشام يمثل في البداية والنهاية موقفا من مواقف الدفاع عن النفس .

والنظام الإيراني له خبرة كبيرة وواسعة جدا في التعامل الأمني وبوسائل تكنولوجية مع احتجاجات الشارع ومع وسائل التواصل الحديثة وهي المهمة التي يفتقر اليها النظام الاستخباري الغبي في الشام وغير المهيأ أصلا للتعامل مع مسائل التكنولوجيا الإعلامية المتطورة إلا من خلال حفلات التعذيب وتقطيع الأوصال واستعمال "دواليب الهوا" !

وغيرها من وسائل التعذيب البدائية, وخصوصا تلك المتعلقة بالأعضاء الجنسية فالنظام السوري لم يكن يتوقع أو يضع في حساباته وتصوراته وتوقعاته الستراتيجية احتمالية نشوب ثورة شعبية سورية تطيح به وتزعزع أركانه وتهد عرشه على رأسه!

لقد كان يتصور من واقع الإفراط المرضي بالثقة بالنفس من أنه قد تمكن من ترويع الشعب وإرهابه بوحشية أجهزته الأمنية والإستخبارية وبتاريخه الدموي الحافل في تقويض المدن السورية على رؤوس ساكنيها! , وما درى بأن الزمن قد تغير , وبأن أحفاد أبطال الشام وثواره قد كسروا حواجز الخوف والرهبة وحطموا أصنام الهزيمة وداسوا على بقاياها بأقدامهم , كما حرقوا صور فراعنة العصر الحديث من الذين يضحكون ملأ أشداقهم لمناظر الجثث المقطعة والدماء المسفوكة في شوارع المدن السورية.

لقد كسر شعب سورية العظيم كل حواجز وسدود التردد والرهبة وأثبتوا ميدانيا عن عقم وجبن الفاشيين الذين لم تنفعهم حصونهم الأمنية الواهية والذليلة فاستنجدوا بالجيش السوري الذي يمارس اليوم أبشع مهمة عار ستلطخ تاريخه في قتل الشعب الأعزل و إذلال إرادته و تأخير مسيرة التحرير الوطني الناجز , فمهما أفرط "شبيحة" الشام في مهرجان القتل والدماء فإن النهاية لن تكون في صالحهم مطلقا.

لقد انهارت قلاع الخوف والطغيان وعلى الجيش السوري تدارك الموقف قبل فوات ألأوان والانحياز لصالح الشعب الثائر و إتخاذ موقف العز والكرامة الذي سار عليه الشهيد يوسف العظمة وهو يرى بلاد الشام تحتل من الفرنسيين , فكيف يرضى اليوم أحفاد العظمة وهنانو وصالح العلي وسلطان الأطرش وفارس الخوري أن تداس كرامة السوريين وأن تسفك دماؤهم على أيدي زبانية النظام و بمساعدة من شياطين الدجل والخرافة في طهران ? كيف يرضى البعثيون السوريون أن تمدد أيام سطوتهم بمساعدة الصفويين والشعوبيين من حكام طهران الذين بسقوط حليفهم نظام الشام ستقطع رقبة الأفعى الإيرانية العدوانية وسيتبخر أنصارهم و تنتحر خلاياهم النائمة وتتغير صورة الشرق الأوسط ومستقبله بالكامل , وهي المهمة التي سينجزها أبطال الشام لا محالة مهما كان حجم التضحيات ودرجة المساعدة الإيرانية أو مساعدات الحثالات المرتبطة بالنظامين.

النظام السوري الوحشي في حالة احتضار وموت سريري معلن ولا فائدة من كل الحقن و المقويات الإيرانية المزيفة والفاقدة لصلاحيتها , والشعب السوري العظيم الذي يرتعب النظام المهزوم المتوحش من أطفاله سيقطع رقبة الأفعى الإيرانية السامة وينتزع أنيابها ويحيلها لمتحف التاريخ ويحرر سورية العربية الحرة من أدران العصابات الشعوبية لتعود للشام هويتها وصورتها الحقيقية كوعاء حضاري فسيفسائي جميل معبر عن شعوب الشرق القديم وحضاراته وأديانه , لتكون سورية وطنا جامعا مانعا لكل السوريين وليس لعصابة من الوحوش وقتلة الأطفال , محاكم الشام المقبلة ستكون تاريخية في دلالاتها و متغيراتها, وسيهزم مغول العصر الحديث ويولون الدبر ,وحرية الشام اتية بأيدي أهلها الأحرار الشجعان الذين دوخوا الدنيا وأدهشوا العالم بشجاعتهم و بطلبهم للموت من أجل أن توهب لأجيالهم الحياة , الثورة السورية ستدخل التاريخ الإنساني باعتبارها واحدة من أشجع وأشرف وأنبل الثورات في تاريخ العالم, فلا فضل لأحد في قيادتها وانتصارها سوى لرب العزة والجلال أولا وللشعب السوري الثائر برمته الذي يخوض التحدي وصناعة التاريخ وحيدا أعزلا بلا ناصر ولا معين ووسط تآمر ضباع الشرق وشياطينه عليه , ومع ذلك فإن الله متم نوره ولو كره العتاة و الدجالون وعملاء النظام الإرهابي الإيراني المتغطرس الحقود , نعم لن يستطيع "سرسرية" طهران نجدة "شبيحة" الشام...

لقد قالها الشعب السوري كلمة واحدة مقدسة العار للقتلة وسيبقى الشعب السوري واحدا موحدا بوجه الدجالين والطغاة و من يلوذ بهم من المرتزقة والتافهين... لن يهزم الأحرار في الشام أبدا.



الكاتب :- داود البصري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق