الجمعة، 17 يونيو 2011

اللاجئون السوريون بين أنجلينا جولي والأمة

جريدة المصريون 14 من رجب 1432هـ / 16 من يونيو 2011م

تناقلت وكالات الأنباء خبرا بالأمس عن عزم نجمة هوليود أنجلينا جولي زيارة مخيم اللاجئين السوريين على الحدود التركية، ومن قبل زارت النجمة الهوليودية مخيم اللاجئين الليبيين على الحدود مع تونس و قبلهما أيضا زارت مخيمات اللاجئين في باكستان وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، يحدث هذا في ظل صمت مريب من قبل كثير من علماء ومثقفي وسياسيي الأمة إزاء ما يجري في سورية الحبيبة التي كنا ولا زلنا نعتقد أنها حبيبة على قلب كل مسلم وكل إنسان شريف ..

أخيرا يتحول أبناء بلدي في سورية إلى لاجئين وهم الذين كانت عاصمتهم عاصمة لكل العالم الإسلامي لقرن ونصف القرن تقريبا، يحدث هذا في بلدي في ظل تجاهل كثير من علماء الأمة لما يجري هناك بعد أن أثمل بعضهم النظام السوري بخرافة الممانعة والمقاومة، وهي الخرافة التي تهاوت عند أول امتحان يسير بتنازل رامي سيف الإسلام مخلوف حين ربط استقرار نظامه البعثي باستقرار دولة بني صهيون، يحدث هذا في ظل عدم اكتراث منظمات الإغاثة العربية والإسلامية لما يجري للاجئين السوريين، ما دامت هذه المنظمات مشغولة في أفريقيا وآسيا وغيرها من البلدان بينما أهلها وعزوتها وأبناؤها طعماً لنظام سفاح قاتل يحظى بكل أنواع الدعم والتأييد من عصابات طهران وحزب الله كما أثبتت الشواهد والروايات من الضباط و الجنود المنشقين، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي ظهرت على اليوتيوب ونشرها الناشطون السوريون الذين ألقوا القبض على بعض العناصر الإيرانية في حماة وغيرها..

تتحرك الأمم المتحدة ويتحرك العالم باتجاه الضغط على النظام السوري في ظل لا مبالاة رهيبة من قبل مجلس الجامعة العربية وكذلك مجلس التعاون الخليجي الذي رمى بالكرة في ملعب الجامعة، وكل من يتحدث عن الوضع في سورية تلميحا يُفهم منه الاعتراض على النظام القاتل السفاح يُتهم من قبل الأخير بكافة صنوف التهم الموجودة في أدراج نظام قمعي شمولي منعزل على نفسه هو أكثر ما تنطبق عليه تلك الأوصاف التي يطلقها يمنة ويسرة إن كان على عمرو موسى أو تركيا أو غيرهما، نعم تنطبق تلك الاتهامات على النظام نفسه ما دام الإنسان يقيس على نفسه، وكل إناء بما فيه ينضح ..

هل يتحرك الأزهر الشريف ويستعيد دوره في نصرة بني أمية وأحفاد بني أمية، هل يتحرك الحرمين الشريفين وخطباؤه وأئمته بالانتصار للشام الذي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام " طوبى للشام" هل يتحرك مثقفوا الخليج وإعلاميوه بدعم الشعب السوري والتكفير عن ذنوب بعضهم بدعم هذا النظام الشمولي الاستبدادي طوال عقود، أسئلة كلها ينتظرها الشعب السوري ليشعر أنه جزء من هذه الأمة العربية و الإسلامية وليس منعزلا ومتروكا لطهران وحزب الله ..


الكاتب :- أحمد موفق زيدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق