الثلاثاء، 5 أبريل 2011

فيلق بدر والأمة العربية

السياسة الكويتية 1-جمادى الأولى-1432هـ / 5-أبريل-2011م

ضمن صورة المهزلة الحكومية العراقية المستمرة فصولا حط زعيم عصابة فيلق بدر الإيراني و قائد إحدى أكبر فرق الاغتيال الإيرانية في العراق ووزير النقل العراقي المدعو هادي العامري رحاله وهو يرتدي البدلة وربطة العنق لأول مرة في حياته و ظهر بشكل مخالف للصورة الإيرانية المعروفة في قاهرة المعز ليحبو صوب جامعة دول عمرو باشا موسى العربية و يلتقي بالأمين العام و يبحث معه قضايا وهموم الأمة العربية وهي تعيش لحظات إنتفاضاتها التغييرية الكبرى.

والطريف أن قائد فيلق بدر قد جاء هذه المرة ليس بصيغة عملية تصفية لأحد المطلوبين للمخابرات الإيرانية بل جاء رسول سلام و محبة ( قومي ) يا حلاوة يا جدعان!!

و من أجل التسويق للقمة العربية المقبلة في بغداد و التي أدت حماقات الأحزاب الطائفية الإيرانية العراقية و مزايداتها الرخيصة وروحها الطائفية بتخريبها قبل عقدها إضافة إلى أن الأوضاع الأمنية المضطربة و المتدهورة في بغداد لم تعد توفر ضمانة حقيقية تسمح بعقد تلك القمة في عاصمة الرشيد التي استباحتها القطعان التخريبية و الإرهابية الهمجية سواء من العصابات التكفيرية الإرهابية أو العصابات الإيرانية الطائفية فضلا عن أن المزاج القومي العام ليس مناسبا بالمرة لعقد مثل هذا المؤتمر في بغداد التي تحولت للأسف لقاعدة مركزية من قواعد نباح الأحزاب الإيرانية على صعيد الهجمة الصفوية الحاقدة على أمن الخليج العربي بعد تطورات المسألة البحرينية .

و أكاد أشفق على وضعية السفير العراقي في جامعة الدول العربية وهو الدكتور السفير قيس العزاوي العروبي الفكر و العقيدة و الأستاذ الأكاديمي البارز و الناهل من نبع الثقافة الفرنسية وهو يستقبل بحكم منصبه وزير النقل العراقي هادي العامري أحد الملطخة أياديهم بدماء العراقيين و أحد كبار رموز التيار و المشروع الإيراني في العراق و الفارغ على المستوى الثقافي و الأكاديمي فكل خبراته العلمية لا تتعدى الركض في شوارع قم وطهران و التواجد في جبهات الحرب مع الإيرانيين أيام الحرب مع العراق ثم قيادة عمليات الاغتيال في الشوارع العراقية ضد معارضي وخصوم التيار الإيراني في العراق و منهم أعداد كبيرة من العسكريين و الطيارين العراقيين و النخب الأكاديمية المثقفة!!

فعلا إننا نعيش في زمن الغرائب و العجائب بحيث تحول هذا العنصر الإيراني البائس ليكون صوتا قوميا عربيا في عراق الفشل الإداري و الحكومي بقيادة زعيم حزب الدعوة الفاشل نوري المالكي الذي تدهورت أحوال و أوضاع العراق على يديه رغم أن العوائد النفطية العراقية بلغت مبلغا خرافيا لم تنعكس نتائجه على حال العراقيين , فالعراق يصدر اليوم أكثر من مليوني برميل نفط يوميا و بأسعار تجاوزت المئة دولار للبرميل ومع ذلك فالتردي و العجز الحكومي لا نظير له.

أما وزارة النقل التي تحول وزيرها لدبلوماسي مكفهر الوجه و بائس الطلعة فإنها رمز شاخص للفشل العراقي المقيم , فوسائل النقل في العراق قمة في البدائية و الخطوط الجوية العراقية أضحت في خبر كان , و بدلا من أن يهتم الوزير الذي لا يعرف شيئا في أمور النقل إلا نقل الجثث المغدورة بمجال عمله فإنه جنح صوب العمل الديبلوماسي محاولا تسويق المنطقة الخضراء قوميا .

و يقينا فإن من يرى طلعة و سحنة سماحة الوزير المجلسي البدري فإنه يفقد الرغبة في حضور قمة بغداد المترنحة , فتجهم الوزير و حالة الكآبة المفرطة الظاهرة على محياه تجعل منه نذير شؤم لتلك القمة !

والله حالة... و الله طرطرة.

كاتب/ داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق