الخميس، 7 أبريل 2011

البراءة من قرن الشيطان قبل الولاء للأوطان

السياسة الكويتية 3-جمادى الأولى-1432هـ / 6-أبريل-2011م

أصدر القضاء الكويتي حكما بالإدانة ضد شبكة تجسست على الكويت لصالح إيران (قرن الشيطان) وقد نشرت حيثيات الحكم وتفصيله في بعض الصحف, وقد أسفنا لهذا التصرف من دولة لطالما اعتبرناها جارة وأخلصنا لها الجيرة وطالما أحسنا بها الظن وهي ليست أهلا له, وقد كنا حذرنا مرارا وتكرارا من جارة السوء إيران, فقد كانت بوادر الغدر بادية عليها, والإشارات كلها تشير إلى هذه النهاية التي لم نتمناها مع أننا توقعناها.

لا يوجد عاقل يتمنى الحرب لبلده, أو يتمنى أن تقاطع بلده بلدا آخر إلا إذا كان استمرار العلاقات يؤدي إلى الإضرار بأمن بلده ومصالحه, وعندما حذرنا من إيران وخطرها علينا, إنما فعلنا ذلك بعد أن رأينا إشارات ودلائل تشير إلى ذلك, والحمدلله أن الدولة قد اكتشفت المخطط قبل أن يحصل ما لا يحمد عقباه. يقول الله تعالى: »فمن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ« وهنا ربط الله تعالى الكفر بالطاغوت بالإيمان بالله, فلا إيمان بالله إلا مع الكفر بالطاغوت, بل أنه سبحانه جعل الكفر بالطاغوت سابقا للإيمان بالله, ولا يقبل الله إيمان به سبحانه من دون كفر بالطاغوت.

ولطالما سمعنا أناسا من بني وطننا يدافعون عن إيران وعن مصالحها السياسية وقياداتها, ويذودون عنها بتصريحاتهم وبأقلامهم, أما وقد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن إيران أصبحت عدوا لنا وتتربص بنا الشر, فأين تصريحاتهم التي تدين هذه الشبكة وتدين بغاء إيران على الكويت ?

أين من ذادوا عن إيران أمام شاشات التلفاز وبالتصريحات النارية وانتفضوا لها من أخمص قدميهم حتى حواجبهم ? أين النواب الذين طالما مجدوا إيران ? أين من شارك في مظاهرات البحرين من الكويتيين لرفع الظلم بزعمهم ? ألا تستحق الكويت أن تنتصروا لها ولو بتصريح صحافي ? ألا تدينون إيران المعتدية الظالمة من اجل الكويت التي لها ما لها من الفضل عليكم ? أم أن تصريحاتكم موجهة فقط لإثارة الفتن ?

لا يمكن أن يجتمع حب للكويت مع عدم كره وبراءة ممن أراد السوء بالكويت, فالبراءة من قرن الشيطان يجب أن تسبق الولاء للأوطان.


الكاتب / مشعل النامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق