الثلاثاء، 24 مايو 2011

إيران.. إحصاء رسمي.. 47 مليون إيراني تحت خط الفقر

جريدة الوطن الدولية 17-صفر-1431هـ / 1-فبراير-2010م
إيران مشغولة بملفها النووي وما سيلحقها من عقوبات بسببه، والنظام مشغول بالمعارضة التي تتصاعد باستمرار مع رفض دائب للنظام لمطالب المعارضين التي باتت هي الأخرى تنتقل من خانة لأخرى، فمن رفض نتائج الانتخابات ورفض نجاد والاحتجاجات المتتالية على الاعتقالات والإعدامات التي باتت ممارسة يومية في إيران حتى عد مركز رصد حقوق الإنسان في إيران عام 2009 أسوأ عام بالنسبة للإنسان الإيراني إلى رفض النظام بأكمله ورفض ولاية الفقيه والهتاف بسقوط خامنئي وتمزيق صور خميني، وهي أفعال لم يكن الشارع الإيراني يجرؤ على القيام بها قبل 12 حزيران من العام الماضي - اي يوم الانتخابات – إلى إعلان مركز الإحصاء الإيراني أن 47 مليون إيراني من بين70 مليون نسمة عدد نفوس إيران وفقا لإحصاء 2007، لا يتجاوز دخلهم اليومي 4 آلاف 300 تومان للفرد، أي ما يعادل 4 دولارات تقريبا. ويضيف المركز في تقريره ان: "هناك فئتين، الأولى وتضم الأسر المتكونة من 6 أعضاء ولا يتجاوز دخلها 473 ألف تومان (477 دولارا)، وتشمل 30 مليون شخص. اما الفئة الثانية المتكونة أسرها من نفس العدد فيتراوح دخلها بين 473 و788 ألف تومان شهريا (477 – 795 دولارا) وتشمل17 مليون و600 ألف تقريبا".

لذا فان الدخل اليومي لكل من الفئتين لا يتجاوز 2,600 تومان (2,6 دولار)، و4,300 تومان (4.3 دولارات) للفرد على التوالي.

من هنا يمكن الاستنتاج، كما يفيد موقع "خبر أون لاين" الذي نشر التقرير أن دخل الفرد اليومي لمجموع 47 مليون و600 ألف شخص لا يتجاوز 4.3 دولارات.

ويأتي الإعلان عن هذه الإحصائيات بعد حوالي 4 سنوات على إعلان البنك المركزي الإيراني أن معدل خط الفقر للاسرة المتكونة من 4 أفراد في المدينة هو حوالي 300 ألف تومان شهريًا (302 دولار).

ويضيف موقع "خبر أون لاين": "وحتى لو تجاهلنا معدل خط الفقر الذي وضعه خبراء مستقلون عام 2008 عند مستوى 780 ألف تومان (787 دولار) للأسر المتكونة من 5 أفراد (والذي نال تأييد البنك المركزي ضمنيا) فان هذه الأرقام التي أعلنها المركز تمثل اعترافًا صارخًا بأن أعداد الفقراء في إيران في ازدياد مضطرد.

ويعني هذا أن دخل الفرد في العائلة المكونة من 6 أفراد والتي يبلغ دخلها 795 دولارا شهريا هو131 دولارا، بينما يبلغ 524 دولارا للعائلة المكونة من 4 أشخاص
ولو أدرجنا في محاسباتنا معدل التضخم البالغ 18.4 و25.4 في المئة للعامين 2007 و2008 على التوالي وما يترتب على ذلك من ارتفاع في تكاليف المعيشة للأسر الفقيرة، سنلاحظ أن خط الفقر للأسر المتكونة من 4 أفراد والذي حدده البنك المركزي في عام 2006 بمعدل 302 دولار، بلغ ما يقارب 504 دولارات في عام 2009، ولو ربطنا نسبة التضخم ومستوى الفقر بشكل أوثق يرتفع المعدل إلى 515 دولارا.

على هذا الأساس، فان أي ارتفاع في معدل التضخم بمقدار 10 في المئة مثلا وهو ما يحدث من جراء تطبيق قانون "الدعم الحكومي الهادف" (القاضي بإلغاء الدعم الحكومي للسلع الأساسية ومنح مساعدات نقدية مباشرة للشرائح الفقيرة بدلا عن ذلك)، سيكون كافيا لدفع المزيد من سكان المدن المنتمين للمجموعتين الأولى والثانية إلى أن ينضموا لجموع الفقراء ومن الممكن أن يطال هذا حتى شرائح من المجموعة الثالثة.

وهذا يعني أن هناك حاليا أسرا في المدن من بين المجموعة الثالثة - وفقا لمركز الإحصاء - يعيشون تحت خط الفقر وهو780 ألف تومان (787 دولارا) للأسرة المتكونة من 5 أفراد للعام 2008.

يشكل سكان المدن وفقا لما اعلنه مدير مركز الإحصاء الإيراني، ثلثي عدد المشاركين (61 مليون و107 آلاف شخص) في مشروع جمع المعلومات الاقتصادية حول الأسرة.

بناء على هذا لو فرضنا أن دخل الفرد اليومي لسكان الأرياف (19 مليون و700 ألف نسمة) ممن شاركوا في هذا المشروع لا يتجاوز 131 دولارا (شهريا)، عندها سيصنف 27 مليون شخص من سكان المدن ضمن المجموعتين الأولى والثانية.

إذن لو افترضنا أن 12 مليونا ممن لم يشاركوا في مشروع جمع المعلومات المذكور ينتمون الى المجموعة الثالثة من أصحاب الدخول العالية، كذلك مع افتراضنا أن سكان الأرياف الذين هم أقل عددا من سكان المدن، ينتمون الى المجموعة الأولى، لأصبح لدينا بالتأكيد أكثر من 10 ملايين من سكان المدن المنتمين للمجموعة الأولى (دخلهم الشهري لا يتجاوز 477 دولارا للأسرة المتكونة من 6 أشخاص) من هم تحت خط الفقر.

بالإضافة الى ذلك فان سكان المدن من الأسر المتكونة من 6 أشخاص المصنفين ضمن المجموعة الثانية والذين لا يتجاوز دخلهم 756 دولارا (على أساس مستوى خط فقر محدد بـ504 دولارات للأسرة المتكونة من 4 أفراد) سيعيشون تحت مستوى خط الفقر.

وتشير آخر التقارير الرسمية الحكومية أن مستوى خط الفقر للأسرة الريفية المتكونة من 5 أفراد في عام 2005 كان عند 114 دولارا شهريا. وعليه فان مستوى خط الفقر حاليا – مع الأخذ بنظر الاعتبار معدل التضخم خلال السنوات الاخيرة - لا يمكن أن يكون قد تجاوز 201 دولار. وعلى هذا الأساس يمكن تصنيف مجمل فقراء الأرياف ضمن المجموعة الأولى.

ليس من باب الصدفة ان نرى أن أعداد الفقراء تشهد ارتفاعا ملحوظا في المدن يصل حوالي الى 27 مليون نسمة ولا يقل عن 20 مليون في أكثر الحالات تحفظا.

على أية حال، ما هو جلي الآن هو أن عدد الفقراء في إيران قد تجاوز حاجز الـ 14 مليون شخص الذي كان أعلنه البنك المركزي في العام 2008".

هذا ما يقال رسميًا اما الحقيقة على الأرض فهي كارثية بشكل لا يصدق وما تنشره وسائل إعلام المعارضة الإيرانية الحقيقة حول هذا الموضوع يدمي القلب فعلاً، فهذا الشعب المسلم الغني بثرواته النفطية والمعدنية والزراعية، وموقعه الجغرافي التجاري الهام الذي يربط بين اهم النقاط الاستراتيجية في قارات الارض، يعاني أسوأ أنواع الفقر والجوع ليس في مقدمتها قدر الحاجة الى الدفء حيث تفتقر العائلة الإيرانية الى ابسط أنواع التدفئة والوقود.

هذه هي إيران على حقيقتها ومع ذلك تزايد على المنطقة عجرفة وتظلم شعوبها مثل كائن أسطوري يأكل أبناءه.


الكاتب :- صافي الياسري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق