الأربعاء، 25 مايو 2011

قولوا لا لـ "حزب الغدر" الإيراني

السياسة الكويتية 21-صفر-1432هـ / 26-يناير-2011م

انكشف "حزب الله" أمام الشعب اللبناني وكل المسلمين والعالم أجمع، وانكشفت كذبة سلاح المقاومة التي يتمترس خلفها بعدما تحول هذا السلاح أداة للتخريب في الداخل اللبناني، ولفرض أمر واقع ضد إرادة اللبنانيين، وصولا إلى نشر فكر أحادي والسيطرة على القرار السياسي. وما الطريقة التي تم بها ترشيح عمر كرامي لرئاسة الحكومة، إلا واحدة من الممارسات الديكتاتورية لـ"حزب السلاح" ما فجر الغليان الشعبي رفضا له وحفاظا على الأسس الديمقراطية التي كان لبنان قد بدأ البناء عليها.

بعد تلك المؤامرة المدبرة سقطت كل الأقنعة التي حاول حزب الغدر التستر خلفها طوال السنوات الماضية، وانكشف سعيه الى السلطة بأي ثمن، ولذلك لم يتوان لحظة عن استخدام كل أساليب الترعيب من اجل تحقيق أهدافه، وجعل لبنان مزرعة خالصة التبعية للمشروع الإيراني في المنطقة.

 وليس غريبا ألا يركن قادة هذه الجماعة الى العقل ويدفعون ببلدهم إلى شفير الهاوية وأتون الحرب الأهلية، وان يفرضوا على الأكثرية النيابية والشعبية، وعلى طائفة كبرى وأساسية في لبنان إرادتهم وينصبوا من يشاؤون على رأس الحكومة لوضع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي عبر الانقلاب لاحقا على المحكمة الدولية على أمل ان يفلتوا من العقاب عن كل الجرائم التي ارتكبوها بحق بلدهم.

لم يسبق في تاريخ الحكومات اللبنانية ان استدعى زعيم من طائفة قائدا سياسيا من طائفة أخرى لإرغامه على الترشح لرئاسة الحكومة، كما فعل حسن نصرالله، حين استدعى الرئيس عمر كرامي الى جحره في الضاحية وحاول دفعه الى خوض غمار معمعة الفوضى، التي نتمنى على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان يبعد كأسها هو ايضا عن فم اللبنانيين، ويحتكم الى العقل والمنطق ومبدأ الأكثرية، ويتخلى عن هذا المسار المراد منه تفتيت لبنان.

 وعليه أيضا ان يعتبر مما مارسه هذا الحزب مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حين تنكر لكل مواقفه الداعمة للمقاومة والمدافعة عنها في المحافل الدولية رغبة في الاستئثار بالدولة ومنع لبنان من السير في طريق اعادة البناء، وها هو يكرر التجربة ذاتها مع نجله سعد الحريري وينقلب عليه بأبشع الطرق من دون ان يتوانى لحظة عن السعي الى إهدار دمه مطلقا التهديدات ضده، وكأن القتلة والانقلابيين يجعلون التاريخ يعيد نفسه بقوة البطش والارهاب.

ما عاد خافيا ان المسمى "حزب الله" هو وديعة الولي الفقيه في لبنان، ويعمل عبر الترغيب والترهيب على تنفيذ مخططاته، مرغما فئة من الشعب على الانجرار الى عرين الاسد رغم رفض غالبيتها - اذا منحت لها الفرصة للتعبير عن نفسها- كل ممارسات هذا الحزب وارتباطاته المشبوهة مع الخارج، ولهذا نرى يوميا ذاك السلوك المشين الذي يتبعه من أجل فرض ارادته على كل اللبنانيين من مختلف الطوائف.
ان ما دبر في ليل لا بد من فضحه تحت ضوء الشمس.

 واذا كان التهديد قد فعل فعله في تخويف عدد من النواب اللبنانيين وعلى رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي، فعليه ان يوقن ان الوطن واستقراره أغلى من كل المناصب، وأن لا يصيبنا الا ما كتب الله لنا، لذلك مطلوب منه ان يحذو حذو الرئيس عمر كرامي ويرفض منصبا رتبه "حزب الغدر"، وان يتحسس المشاعر العربية التي قالت كلمتها يوم رفعت يدها عن متابعة التسوية مع هذا الحزب الذي لم يلتزم يوما بأي اتفاق، وتركت الدمل ينفجر لأن فقء الدمل بداية للعلاج الصحيح، وهذا ما يجب ان يفهمه ميقاتي ويعيد الحق الى أصحابه.

في الساعات الماضية سقطت كل شعارات"حزب الغدر" التي لم تعد تنطلي على أحد، لا في لبنان ولا في العالمين العربي والإسلامي، وبالتالي ليس مقبولا بعد الآن التلطي خلف أي أعذار في مسايرة هذا الحزب وعدم وقفه عند حده، لأن لبنان يمر بواحدة من أصعب مراحل تاريخه ويُدفع عنوة الى فتنة عمياء لن تقف مفاعيلها المدبرة عند حدود بيروت، إنما ستطال كل العالم العربي، وهو ما يرفضه العرب، كما يرفضون ان يبقى لبنان رهينة سلاح الغدر والابتزاز.

الكاتب :- أحمد الجارالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق