الاثنين، 23 مايو 2011

الحاجة للاستثمار الرأسمالي– Venture Capitalist- هذا ما نريد

في البداية أحب أن أوضح قصدي بالاستثمار الرأسمالي. للأسف قمت بالترجمة الحرفية لهذا المصطلح فكانت النتيجة (مستثمر رأس مالي).

 بعيداً عن الرأس مالية كنظرية أقتصادية، المقصود هنا بالمستمثر الرأس المالي هو التالي:

شخص، أو عدة أشخاص، أو شركة ، لديهم مبلغ مادي (رأس مال) ويبحثوا عن فكرة أو شخص لديه فكرة ويحتاج إلى رأس المال، أو حتى شركة تواجه مشاكل وتحتاج إلى رأس مال.

عادة يقوم صاحب الفكرة بتقديم خطة المشروع Business Plan ويقوم المستثمر الرأس مالي بالتمعن فيها، فإن نالت إعجابه ووثق بنسبة نجاحها قام بدعم المشروع.
معظم الشركات الأجنبية قامت على هذا الأساس، وخصوصاً خلال فقاعة المواقع الإلكترونية com Bubble.، ولا تزال هذه النظرية سائدة في الأوساط التجارية خصوصاً في المجالات المبتكرة والمشاريع الجديدة.

 قد يتسأل البعض عن سبب نجاح هذه الظاهرة أو عن مدى فعاليتها، وأنا من وجهة نظري أقدم المعادلة البسيطة التي تشرح مدى أهميتها ومدى حاجة الوطن العربي لها:

1- بما أن الحاجة أم الاختراع، إذاً الاختراع سيأتي من الفقراء أو على الأقل ذوي الدخل المنخفض.

2- بما أن فاقد الشيء لا يعطيه، إذاً نتوقع الاختراعات والابتكارات تأتي من المتعلمين أو المطلعين على العلوم والبحوث.

3- مرة أخرى، بما أن الحاجة أم الاختراع، إذا لا نتوقع الكثير من الاختراع من الأغنياء.

* من 1 و 2 نستنتج أن الاختراع سيأتي من المتعلمين ذوي الدخل المحدود وخاصة طلاب الجامعات = الأفكار (العرض)

* من 3 نستنتج أن الأغنياء كعادتهم يريدوا زيادة الثروة ولكن لا توجد لديهم أفكار = رأس المال (الطلب)

باستخدام أبسط نظريات الاقتصاد وهي نظرية العرض والطلب، يفترض أن تتم عملية دعم المشاريع عن طريق الاستثمار الرأس مالي بسهولة تامة.

 وكلا العاملين متوفر والحمد لله في بلداننا العربية. الشباب الطموح والأفكار الجديدة متوفرة، ورأس المال حدث ولا حرج، كل ما نحتاجه الآن هو آلية يستطيع أن يصل بها كلا الطرفان إلى الآخر.

نقطة آخرى أريد أن أضيفها هنا وهي التحكم بالشركة بعد عملية الدعم. كثير من أصحاب الأفكار تواجههم مشكلة كبيرة بعد قبول المستثمر الرأس مالي للفكرة.

المشكلة هي مشكلة التحكم وملكية الشركة، صحيح أن من حق صاحب الفكرة أن يملك جزء كبير من الشركة، ولكن من حق صاحب رأس المال كذلك أن يملك جزء مناسب من المشروع لأنه يستحمل المخاطرة بماله.

وعادة ما تنتهي المفاوضات بالنسبة الأكبر لصاحب رأس المال (51% على الأقل)، ونسبة أصغر لصاحب الفكرة، إلا أن صاحب الفكرة يحصل على لقب رئيس الشركة وهو عادة ما يكون صاحب القرار في يوميات الشركة وتوجهاتها التقنية أو الميدانية، أما المستثمر الرأس المالي فيتركز دوره حول الأرباح وملكية الشركة وبيع أسهمها أو بيعها ككل.

على أي حال، نتمنى أن تقوم الشركات والبنوك والأفراد بإنشاء شركات متخصصة للاستثمار الرأس مالي، نريد شركات تفتح أبوباها للمقترحات وخطط المشاريع، قد يستغرق الوصول إلى الفكرة الرابحة وقتاً طويلاً، لكن عوائد الإبداع والإبتكار لا حدود لها.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق