الثلاثاء، 24 مايو 2011

الدم السوري المسفوح وتجار الكويت...?

السياسة الكويتية 20-جمادى الآخرة-1432هـ / 23-مايو-2011م

في الوقت الذي تقوم فيه آلة القمع الدموية الاستخبارية في المخابرات والجيش السوري بتعميم الاصلاحات الدموية على أجساد السوريين, وفي الحين الذي تسحق فيه المؤسسة القمعية السلطوية الوراثية أجساد الشباب السوري الحر المنتفض تحت جنازير الدبابات الهزيلة التي لاتجرؤ أبدا على مقاربة حافات الجولان السوري المحتل منذ خمسة عقود من الهزائم والخيبات!

تأتي زيارة الوفد الاستثماري الكويتي المكون من بعض التجار لقادة النظام السوري لتوجه رسالة خاطئة وملغومة ومشوهة ولتدعم القتلة في أحلك لحظات صراعهم الدموي والمصيري مع الشعب السوري العظيم الذي كسر جدران الخوف , وحطم تماثيل آلهة الهزيمة والغدر وأصنام العبودية , وقام بشجاعة تاريخية بتغيير كل معادلات الذل والخنوع والعبودية ليفتح فجرا تحرريا ستتحقق مفرداته وصيغه مهما تآمر المتآمرون وأرجف المرجفون.

قاطرة الحرية المقدسة قد انطلقت في ربوع الشام العظيمة ولن يوقف انطلاقتها أي تحالفات مرفوضة أو حملات تضامن واهية أو مباركة مؤسفة لنظام مجرم أبدع في سلخ جلود شعبه وعزل واستباحة مدنه وقراه وتسليط آلة الموت السلطوية الذليلة وقطعان العناصر المخابراتية الأذلاء و»الشبيحة« والمجرمين على حرائره وشبابه, نعم إن رأس المال جبان وجبان جدا, ونعلم إن الحفاظ على المصالح يقتضي تنازلات معينة, ولكننا لا نعلم عن الكويت وشعبها سوى أن مواقفها التحررية وانتصارها للإنسان والحرية هو أعلى قدرا من أي أرباح مادية زائلة او مصالح دنيوية مغمسة بالدم والعار واستباحة الأحرار وسحق المظلومين, ونعلم بأن وفد التجار ورجال الاعمال الذين باركوا لنظام الشام دمويته المفرطة لا يعبرون بأي حال من الاحوال عن حال الشعب الكويتي الحر الذي حارب الإرهاب وقاوم الغزو, والذي يعرف معنى الحرية ويقدسها كما يقدس دينه وعقيدته التوحيدية, ألا ترون بأن تحرك الوفد الاستثماري من تجار الكويت قد جاء في الزمن الخطأ وفي المكان الخطأ?

ففي الحين الذي يقف العالم بأسره وتقف المنظمات الدولية وقفة رافضة لأساليب الإرهاب السلطوية السورية فإن أولئك النفر قد غضوا أبصارهم وأغلقوا بصائرهم عما يحصل, وفي الوقت الذي يقف فيه المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية مواقف الرفض التي ستتطور في النهاية لأفعال ميدانية انتصارا لحرية الشعب السوري نرى »الجماعة« وكأنهم يعيشون في عالم افتراضي آخر صنعته خيالاتهم وأوهامهم, وبما يؤسس لرسالة خاطئة قد يحملها البعض عن الشعب والموقف الكويتي, ولا أدري حقيقة سر التوقيت الغريب لإعلان تضامن »شاهبندر« التجار مع أساطين نظام المخابرات الذين يتلقون العقوبات الدولية جزاء نكالا على جرائمهم بينما يقوم نفر من التجار والمستثمرين بخرق كل ذلك التضامن الدولي ضد الجريمة السلطوية والسير عكس التيار والإضرار بمصالح الشعب والدولة في الكويت.

لقد خرج قبل أيام أحد وجوه اللوبي الإيراني- السوري في الكويت ومن دون أن نكمل الاسم لأنه معروف للإنتربول من على شاشة القناة السورية الشبيهة بقنوات الصحاف العراقي أيام زمان بشتائم من العيار الثقيل ضد 25 من نواب الشعب الكويتي في مجلس الأمة الذين طالبوا بمحاسبة النظام السوري على جرائمه ووقفوا موقفا أخلاقيا كريما معبرا عن عروبة وأصالة الشعب الكويتي ورفضه المطلق للظلم والعدوان وتضامنا مع الأشقاء في الشام الذين سفكت دماؤهم باستهتار غريب والذين ضحك رأس النظام السوري في مجلس المصفقين على دمائهم وتضحياتهم بسادية غريبة.

عيب والله وألف عيب أن يتضامن حفنة من أصحاب الأموال في الكويت مع نظام رامي مخلوف الذي لم يخجل بعد أن نهب الشعب السوري من مغازلة الإسرائيليين وعرض بضاعته التسويقية الهزيلة عليهم وبصرف النظر عن أي مواقف فإن صاحب الرأي الأول والأخير وهو الشعب السوري الحر لا ينتظر تزكية من أحد ولا مباركة من أي تاجر في صراعه من أجل الحرية المقدسة التي ستحققها دماء وتضحيات الأحرار ومن يتضامن معهم من أحرار العالم, أما المتباكون على موائد القتلة فلن يلتفت إليهم الشعب وسيحقق وعده وحلمه التحرري المقدس, أما أولئك التجار بتصرفهم غير المسؤول فهم وحدهم من يتحمل أوزاره وشعب الكويت العربي الحر المسلم بعيد كل البعد عن حكايات الخسائر والأرباح لأن ما عند الله أجزل وأبقى ولأن الانتصار للحرية والأحرار مبدأ شعبي كويتي مقدس لا تراجع عنه .

 ولن يهنأ نظام قتلة الشام بتضامن القلة من أهل المصالح والرؤى الخاطئة معه فقد أصبح ذلك النظام برموزه من القتلة والسفاحين خارج إطار التصنيف التاريخي وسيهزم ويولي الدبر وتهزم معه كل مخططات عصابات الحرس الصفوي الثوري الإرهابية. الأحرار لا يهزمون أبدا , ورجال الشام الأحرار الشجعان لن يخذلوا أبدا دماء الشهداء... والعاقبة للأحرار والمتقين.

الكاتب :- داود البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق