السياسة الكويتية 22-جمادى الآخرة-1432هـ / 25-مايو-2011م
في ظل الربيع الثوري الذي يعيشه الشعب السوري , والخريف الأخير الذي يعصف بنظام الأسد , تتساقط أوراقه الملطخة بدماء الشعب الثائر , بانتظار سقوطه المدوي عن عرش الفساد والاستبداد الذي ورثه عن والده في ليلة ظلماء لا قمر فيها.
رعبٌ حقيقي , يعيشه نظام بشار الاسد , ويحاول نقله إلى الشعب الثائر , الذي كسر حاجز الخوف , وخرج عن صمته المطبق , بعد أن استلهم من معاني وقيم ثورات الأشقاء في تونس ومصر وليبيا واليمن .
فها هي أوراق النظام بدأت تتساقط الواحدة تلو الأخرى , سواء ما تعلق منها بسياسته الخارجية أو الداخلية , لأن دماء الشهداء الأبرار الذين قضوا برصاص الغدر والخيانة , لا تسقط بالتقادم , ولا تفتر إلا بسقوط السفاح .
فعندما تتصالح حركة "حماس" مع "فتح" , بعد سنوات طويلة من الجفاء , فهذا يعني أن ما في يد النظام من أوراق سياسية يساوم بها على حساب معاناة الأشقاء الفلسطينيين , يعني أن ثورة الكرامة قضت مضجعه وزادت من تخبطه وتعثره , وجردته من أهم أوراقه الاقليمية .
وعندما يشرع الاتحاد الأوروبي بفرض حزمة من العقوبات الرادعة على مسؤولي النظام , ومن ثم يستكملها بإدراج رأس النظام ضمن القائمة السوداء , فهذا يعني تجريده من الشرعية الدولية , يضاف إليها حزمة العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية , واللغة التحذيرية من مجلس حقوق الإنسان الدولي , ممثلاً بالمحكمة الجنائية الدولية التي تتحفز لإصدار أحكامها في أي لحظة .
ولعل أهم ورقة فقدها نظام الأسد, هي الورقة الداخلية التي تتمثل هنا بما يسمى "بالشرعية الشعبية أو الوطنية" , وفقدانه لهذه الورقة , تجلى بالغضب الجماهيري الذي عم المدن والبلدات والقرى , وبقتله المتعمد للمتظاهرين العزل وإجهازه على الجرحى في الشوارع والمستشفيات .
إن فقدان نظام الأسد لتلك الشرعية الزائفة, المبنية على البطش والغطرسة وخداع الشعب وإرعابه , سيعني في نهاية الأمر , سقوط آخر أوراقه المخضبة بدماء الأحرار .
• الكاتب:-ثائر الناشف - ناشط سياسي سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق