الأحد، 10 أبريل 2011

وجاء دور المجوس 1 _ 3

عنوان المقال هو اسم لسلسة كتبها الكاتب: عبدالله محمد الغريب ـ وفقه الله ـ قبل عشرات السنين، يوضح ويحذر من خطر قادم يجب على أهل السنة أخذ الحيطة والحذر منه، يقول في مقدمة الجزء الأول:( كنت وما زلت أحترق ألما من تخاذل أهل السنة وغفلتهم عما يدبره أهل الرفض لهم

وها نحن الآن نجني ثمرة تخاذلنا وغفلتنا، فأهل السنة انشغلوا بالملذات والشهوات من رقص وغناء، وتقليد للغرب، وفي المسارعة ببث قنوات المجون لنشر الرذيلة، بينما ( المجوس ) كانوا يخططون وينفذون لنشر التشيع المجوسي، وما نراه هذه الأيام من ظهور المجوس على الساحة، وتكشيرهم عن أنيابهم، وتدخلهم في شؤون غيرهم، وإثارتهم للفتن والقلاقل، ودعوتهم إلى التشيع بين أهل السنة، كل هذا كان مخططا له قبل عشرات السنين، وقد حذر منه الكاتب ـ وفقه الله ـ في سلسلته، يقول عند حديثه عن توقعاته أثناء بداية الثورة الخمينية:( والمهم ليس في بقاء الشاه أو رحيله بل المهم أن المنطقة أقبلت على مخطط جديد سينفذه الشيعة، وسيكون وجودهم في المنطقة أخطر من وجود اسرائيل ) إلى أن قال:( وهذا الوضع الجديد يجب أن ينتبه المسلمون إليه، وأن يتحركوا ويخططوا على أساس أن هناك خطرا جديدا يهدد العالم الاسلامي. اللهم إني قد بلغت فاشهد )ج1 ص237

وللأسف الشديد كنّا في رقاد عندما كان يحذر حتى ما داهمنا الخطر أفقنا، ونحمد الله على إفاقتنا قبل فوات الأوان، وقبل أن تقع الفأس بالرأس.

فمن المؤسف أن نرى المجوس في إيران يدعمون مذهبهم لبناء إمبراطورية فارسية عظيمة عن طريق نشر الكتب والأشرطة والمؤلفات الشيعية بجميع اللغات، ويدعمون القنوات الفضائية التي تنشر المذهب الشيعي وتدعو إليه حتى وصل عددها أكثر من ثلاثين قناة، ويفتحون المكاتب الدعوية في شتى أنحاء العالم، ويكفي أن تعرف أخي القارئ أن منظمة واحدة وهي:( مجمع أهل البيت العالمي الشيعية ) تتواجد في أكثر من 44 دولة حول العالم وتحضى بدعم سخي من دولة المجوس ( إيران ) كي تنشر المذهب الشيعي بين أوساط أهل السنة، ناهيك عن غيرها من المكاتب والمنظمات المدعومة من المجلس الأعلى للشيعة بطهران، كما أنهم يستغلّون العامة من الشيعة من أبناء الدول العربية فيدغدغون مشاعرهم ويدعمونهم كي ينفذوا مخططاتهم، بينما أهل السنة في غفلة عن كل هذا، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

والهدف من إلقاء الضوء على هذه السلسلة ليس كما يعتقد البعض إثارة للطائفية البغيضة، بل هي من باب تبصير أهل السنة بما يحاك ضدهم، ولنشر الحقيقة الغائبة عن المخطط الصفوي المجوسي، وللاستفادة من الأحداث التاريخية الماضية كي لا تتكرر المآسي على أهل السنة.

 إنّ سلسلة ( وجاء دور المجوس ) صدرت في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول من السلسلة طبع في عام 1401هـ ( 1981م ) ويتحدث عن ( الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية ) والجزء الثاني طبع في عام 1406هـ  (1986م ) ويتحدث عن ( أمل والمخيمات الفلسطينية ) والجزء الثالث في عام 1410هـ ( 1990م ) ويتحدث عن ( أحوال أهل السنة في إيران ) ومن يطّلع على هذه السلسلة يتضح له جليا الخطر القادم الذي حذر منه كاتبها والمتمثل بالثورة الخمينية.

 ففي الجزء الأول من السلسلة تحدث الكاتب ـ وفقه الله ـ عن تاريخ الرافضة وبيّن أن دعوتهم هي دعوة المجوس الذين يوالون أعداء الله ويكيدون للإسلام والمسلمين:( إن الثورة الخمينية مجوسية وليست إسلامية، أعجمية وليست عربية، كسروية وليست محمدية )ج1 ص357

وكشف الكاتب النقاب عن المؤامرات التي قام بها الفرس بعد الفتح الإسلامي العظيم لبلاد فارس، محاولين بذلك النيل من الإسلام وأهله:( وبدأت محاولات المجوس في الانتقام من المسلمين، وكيف لا يكون الأمر كذلك وهم الذين أشربوا حب الغدر والتآمر، ومردوا على الكيد والفوضى .. وكانوا يعلمون علم اليقين أن الفاروق عمر بن الخطاب وراء فتح بلادهم وزوال ملكهم، فكان اغتياله باكورة حربهم لهذا الدين وحملته) ص53

وبيّن الكاتب استغلال المجوس للخلاف الذي وقع بيْن( أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس فأعلنوا أنهم شيعة علي، والوقوف مع علي رضي الله عنه حق لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين، واضعاف شوكتهم ... ووقف عبد الله بن سبأ اليهودي وأنصاره في الصف الذي يقول بأحقّية علي في الخلافة ومنذ ذلك الحين التحمت المؤامرات اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين ) ص56

كما أشار الكاتب إلى موضوع هام جدا وهو: سيطرة الفرس على خلفاء بني العباس، حتى أصبحوا وزراء وقادة مما كان سببا رئيسيا لزوال ملكهم:( صار الفرس وزراء للخلفاء العباسيين، وقادة لجيوشهم، وتوصلوا لأعلى المناصب في دولة بني العباس واشتهر منهم: أبو مسلم الخراساني والبرامكة ... كما استغل الفرس نفوذهم في دولة بني العباس فعمدوا إلى نشر تراثهم الفكري والأدبي ) فنشروا الزندقة والإلحاد وظهرت الحركات الفارسية وأثاروا الفتن (وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب المسلمين فأشبعوهم قتلا وتنكيلا وبطشا منذ بداية قيام الدولة العباسية وحتى عام 137) ص63 ـ 66

وتحدّث الكاتب بعد ذلك عن دويلات المجوس كالصفوية والقرامطة والبويهية والعبيدية، وعن المذاهب التي أنشؤوها كالبهائية في إيران والنصيرية والدروز في الشام.

كما أفرد الكاتب ـ وفقه الله ـ بابا خاصا لدراسة عقائد الشيعة الفاسدة قديما وحديثا، وأن الخلاف معهم في أصول الدين وفروعه، وأن شيعة اليوم أخطر على الإسلام من شيعة الأمس.

ثم فصل القول بدراسة موضوعية حول إمامهم الخميني وتعصبه الفارسي المتزمت، ثم أطال الحديث حول الثورة الإيرانية وأطماع الرافضة الفرس بالخليج، وسعيهم للسيطرة على المنطقة، وبسط نفوذهم عليها.

وبيّن تغلغل الإيرانيين في البحرين والكويت وأنشطتهم وخططهم وأساليبهم لتحقيق أهدافهم، ثم بيّن الكاتب أهمية العراق بالنسبة للمجوس وأطماعهم فيه وخططهم لاحتوائه، ويلاحظ أنّ معظم تحليلات وتحذيرات الكاتب ـ وفقه الله ـ قبل ثلاثين عاما هي حقائق لمسها الجميع على أرض الواقع، فهل نعتبر.

وعلى كلّ حال فالكتاب موسوعة في الحقائق والشواهد، أحببت الإشارة إليه كي يتنبه الغافل ويتعلم الجاهل، وللحديث بقيّة 


الكاتب /
محمود بن عبدالله القويحص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق