الاثنين، 11 أبريل 2011

إيران تسير في الاتجاه الخاطئ

الحمد لله أما بعد :

فإن المتأمل لخطابات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ليجده الرجل المحنَّك المسدَّد في طرح عبارات تحمل أحسن اللغات وأجودها وأوسعها فعبارة منه  كمثل زلزال في قلوب المرجفين والخائنين كلمات قصيرة غير أنَّها بمعناها كبيرة وبمضمونها قديرة .

إن الكلمات التي تحمل المعاني العظيمة والحروف القويمة ستكون كفيلة في أن تقمع الأسنَّة  والرماح وتمزق الألسنة الوَقَاح  أو على الأقلَّ أن تردَع المتسولين الذين يقتاتون على لغة الخطاب أوليس محمد صلى الله عليه وسلم  قال  لحسان بن ثابت رضي الله عنه :

 (أهجهم – يعني قريشا – فو الله لهجاؤك عليهم أشد من وقع السهام في غلس الظلام ، أهجهم ومعك جبريل روح القدس)

إنَّ الكلمة التي تخرج من إنسان يقدرها ويحترمها لن تكون كتلك الكلمة  التي يصرخ بها قائلها يدفعه الحماس وينقصه المِرَاس وينبت في أرضه الهَرَاس .

فكلمة مجللة بالعظمة من رجل سياسي محنك كفيلة أن تسكت الحمقى شيئا من الوقت أما الكلمات الجوفاء التي يدفعها الحماس الفارغ والعداء المبطَّن للتاريخ  المُشرق كخطابات حسن (ناصر الصفويين) أو خطابات أحمدي نجاد أو مرشد ثورتهم فقد أكل الدهر عليها حتى ملَّ وكلَّ وعلَّ والكلمة العظيمة في حدث اليوم هي : ( إيران تسير في الاتجاه الخاطئ)

كلمات تحمل بُعداً سياسياً يفهمه المتغطرسون المتجبرون الذين أعماهم الحِقد أن يسيروا على الطريق الصحيح ففضلوا الطريق القبيح .

أذهان مغلقة وألسنة مطلقة لا تلوي على شيء إلا بالانتقام ومحاولة إنقاذ الخطة ليقولوا حِنطة بدل حِطَّة كذلك قال آباؤهم من قبل فكان عاقبة أمرهم خسرا .

(إيران تسير في الاتجاه الخاطئ)

لأنها أدخلت أنفها فيما ليس لها فيه حق فهي أحق أن يدق لها الأنف ويستعمل معها العنف لأنها لا تقدر السلام ولا الوئام بل تحتكم إلى الخيانة وقتل الأنام

(إيران تسير في الاتجاه الخاطئ)

لأنها عاجزة عن حل مشكلاتها الداخلية حتى تكون أهلا لحل مشكلاتها الخارجية فتعاملها المَمْجُوج المَحْجُوج ما هو إلا طريق للولوج لقائمة الهاتفين بالحقد الدفين والشر المستبين وما نداءات الإصلاحيين في داخل إيران إلا دليل واضح على أنهم ملّوا من هذه السياسة التي لم تصنع لهم مجْدا ولم تبن لهم عِزَّا بل صنعت العداوة بين العالمين وبنت جسور الويل الثبور والخيانة والشرور .

(إيران تسير في الاتجاه الخاطئ)

لأنها تشعر أنها السيدة العجوز التي أصبح لتاريخها مجدا طويلا وعُمراً نبيلاً غير أنها نسيت أنها مازالت صغيرة على اتخاذ التدابير والقفز على صفوف الكبار ومهما كان من علاقة بينهم وبين الصفويين إلا أن عمر ثورتهم الخمينية لم تتجاوز  عشرات السنين حتى تحاول تسلق الجبال ودونها خرط القتاد !!

وما أيام الثورة إلا سنوات قليلة وساعات كليلة قد ملأت أيامها بسياسات عفنة وتاريخ مخزٍ يأسف له كل منصف ويكرهه كلُّ سوي .

 في حين أننا لو رأينا إلى الدول التي تتطاول عليها إيران نجدها أكثر وأشرف منها مقاما وأعمَرُ أياماً  فعمر دولة خليجية  هو أكبر من عمر الثورة بكثير!!

(إيران تسير في الاتجاه الخاطئ)

لأنها تحاول أن تشعر أتباعها من الصفويين السفاحين من الثوار الفرَّار الذين قاموا بمباركة منها  لهم في دول الخليج أنها معهم ويدها في أيديهم وما علمت أنَّ يد الله فوق أيديهم غلت أيديهم ولعنوا بما فعلوا وقالوا !!

فإيران تحاول جاهدة مداراة مشاعر الفُرَّار الذين أصابهم الإحباط بعد دخول  (درع الجزيرة) ولتشعرهم إيران أنها مازالت في مكانها وقيمتها في حين أنها في الحقيقة أخطأت الطريق في ذلك لأنه لا قيمة لهذه الجعجعة أمام دولة الخليج الواحدة

 (إيران تسير في الاتجاه الخاطئ)

لأنها خالفت الأعراف والأخلاق والتقاليد والمواثيق والاتفاقات الدولية وأعظم من ذلك مخالفتها لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في زرع الفرقة والسعي لتمزيق المسلمين ومحاولة زعزعة أمنهم  من خلال عملائهم الخونة وجواسيسهم العابثين الذين يعملون لمصالح الشر والعار والشنار

(وهي تسير في الاتجاه الخاطئ)

لأنها دائما تتولى التخطيط لإيذاء المسلمين بضرب بعضهم ببعض وإعانة أعداء الله تعالى لقتل المسلمين وإبادتهم كما فعلت في العراق وأفغانستان ولأنها تتولى  إيذاء المسلمين من خلال أنصارها الذين يعيثون في الأرض فسادا باسم الثورة حتى أصبحوا يسفكون الدم وينتهكون الحُرَم في الحِلِّ والحرَم  والتاريخ الخميني يشهد على مدى وقاحة إيران في ترك الاعتبار لقيمة أي مسلم إلا إلا مسلما يحترمه مرشد الثورة الظلامية

تحذير....

أولا : من رب العالمين قال سبحانه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم  فتنة أو يصيبهم عذاب اليم)  أي العقوبة العاجلة من الله تعالى مثل تسليط بعضهم
على بعض أو حصول الزلازل والأهوال كما قال عطاء رحمه الله وغيره  فهذا تحذير رباني وهو أعظم تحذير وأوضح نذير

ثانيا : تحذيرنا لإيران

 (أنها تسير في الاتجاه الخاطئ)

 لانَّه ينبغي عليها وعلى عملائها أن يفهموا أننا سنأخذ الأمر بجدية تامة ولا مزايدة على مبادئنا ولا اتفاقياتنا وان أي شبر من أراضينا عزيز على أنفسنا كمكانة قلوبنا من أجسادنا فدون ذلك إمَّا النصر أو الشهادة .

أخيرا : نقول لإيران إنَّ الحرب بينكم وبين دول المسلمين لن تكون سياسية فحسب بل ستكون عقدية قبل ذلك فهي حرب بين أنصار محمد وآل محمد وصحابة محمد عليهم الصلاة والرضوان والرحمة والسلام وبين أنصار الغي والضلال وحَمَلة لواء الشيطان والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وسيعلمون غداً من الكذاب الأشر أهو من بطر وألقى الخطب في حذر وآذى حجاج بيت الله أمَّن هو  قائم آناء الليل والنهار يرعى بيت الله وضيوف الله ويحمي الطائفين والعاكفين والركع السجود ويرعى ويراعي مشاعر المسلمين في كل صقع من أصقاع الأرض ورغم تصرفات الخونة إلا أننا في تفاؤل بنصرالله تعالى ينصر من يشاء  وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

الكاتب /  د . ناصر بن عبدالرحمن بن ناصر الحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق