الاثنين، 11 أبريل 2011

لو كنت شيعيًّا لقلت لإيران: لا !

جريدة المصريون 7 من جمادى الأولى 1432هـ / 10 من إبريل 2011م

مؤكد أنني لو كنت شيعيًّا لرفعت صوتي ضد (إيران) لعدة أسباب أهمها: أنها دولة ثيوقراطية استبدادية عنصرية، فضلاً عن تدخلاتها في شئون الدول الأخرى بطريقة لا تليق بالجوار ولا بالأعراف فضلاً عن المواثيق الدولية، ولكي أكون واضحًا وشفافًا فإنني أسارع بالقول بأن حديثي هذا في جوهره فكري ثقافي وليس سياسيًّا، ما يجعلني أسمح لنفسي بأن أخاطب بعض النخب الشيعية في محيطنا الخليجي والعربي بالقول بأنني أعتب عليكم من جراء عدم وقوفكم ضد هذا النهج الإيراني الاستبدادي العنصري، الذي يطفح به المشهد برمته.

وأنا هنا أود ألا يعتب عليّ الإخوة الشيعة ومنهم بعض أصدقائي من النخب الشيعية هنا وهناك، فالشفافية مطلوبة لا سيما في أفكار وسلوكيات تتعارض مع النهج الثقافي الذي نؤمن به، فليس واضحًا ولا مبررًا وقوف أي مثقف مع دولة تنتهج الاستبداد المطلق وتفترش العنصرية البغيضة، فعلى سبيل المثال نقرأ كثيرًا عن رعاية الحكومة الإيرانية لبعض المناشط التي يُزعم أنها ثقافية وهي تنتقص (العنصر العربي) وتزدريه كإنسان وكحضارة، فأي ثقافة هذه، وأي فكر هذا!!

مع تأكيدي على أنني ممن يعتز بالعروبة وممن يؤمن بأن (العروبة) هي (الثقافة) ومنها (اللسان)، إذ ليست هي العرق، ومن ذا الذي يضمن عرقه، فأنا - مثلاً - قد أكون فعلاً من أصول هندية أو تركية أو فارسية أو شيء من هذا القبيل، وأنا لا أكترث لهذا على الإطلاق... صدقوني لا أكترث له وأرجو ألا تكترثوا معي له، فكلنا لآدم، وآدم - عليه السلام - من تراب، فلا نسبه ولا عرقه ينفعه ولا يرفعه ولا يخفضه، والعبرة كل العبرة بالإنسان؛ بتقواه ورصيده الأخلاقي ونضاله ليكون صادقًا في هذه الحياة، وقد جسد الإسلام العظيم هذا المعنى الإنساني النبيل، فبتنا نشاهد علو قدم بلال وسلمان وصهيب، ونحن لسنا مسئولين عن تعصب بعضنا أو عنجهيتهم القومية، ونقرر بأنه ليس مقبولاً الطعن بالقوميات ولا بالعرقيات أيًّا كانت، ولا نجد شيئًا ذا بال من الطعن والتنقص المكثف بالعرقيات والقوميات إلا في (عنصرية إيران)، ولا أقول (جمهورية إيران).

والبعد الطائفي - مهما كانت الدواعي في نظر البعض - لا يسوغ أن يتغلب على عقولنا في عملية التقييم والحكم على الأفكار والسلوكيات والأشخاص، فإيران (الملالي) ليست مهيأة البتة لأن تقدم أي برامج متحضرة على الإطلاق، ولا هي صادقة في خطاباتها لبعض العرب ولا لغيرهم، بدليل تعاملها العنصري الاستبدادي مع الأقلية العربية في (الأحواز)، وتصرفاتها الرعناء تجاه كل ما يخرج عن خطها الطائفي القومي العنصري.

أنا - كمثقف سني - لا أعول إطلاقًا على البعد الطائفي وأنتظر من المثقف الشيعي أيضًا ألا يعول على الطائفية إطلاقًا، وأن يرفع صوته عاليًا ضد الخطابات والتحركات التي تقوم بها (عنصرية إيران) في منطقتنا العربية. أقول هذا من منطلق ثقافي فكري، كما قلت سابقًا فأنا هنا لا أتحدث بمنظور سياسي. نعم هذا مطلوب فـ(إيران تفشّل فعلاً)، وهي ليست جديرة بالاحترام ولا بالثقة!

مع تأكيدي الجازم على أن حديثي السابق لا ينصرف منه شيء إلى الشعب الإيراني، ولا إلى القومية الفارسية التي نعتز بها، ونعدها إحدى القوميات الإنسانية المحترمة ذات الشأن والتاريخ والحضارة، ونحن نكن لها تقديرًا بالغًا واحترامًا جَمًّا، ولكننا ضد من يورطونها بنكهة ثيوقراطية استبدادية عنصرية، هذا كل ما في الأمر. فهل أنا مخطئ حين أقول بأنني لو كنت شيعيًّا لقلت لإيران العنصرية: لا... فلا مكان لك في القلب ولا في العقل ولا في الدار!!


الكاتب / د. عبدالله البريدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق