السبت، 16 أبريل 2011

العالم العربي إنتفاضة شعبية … أم فوضى منظمة تمهّد لحرب ضروس

ليس صدفة أن تستعر نيران التغيير في العالم العربي ، وليس ما يدفعنا للتصديق أن صحوة الضمير الشعبي استيقظت بين ليلة وضحاها متأثرة بحملة شبابية عبر الفايسبوك والإنترنت ، ولا ما يدفعنا للتصديق بأن نزول الشارع والحرق والقتل والدمار وتكبيد البلاد خسائر مالية وإقتصادية فادحة وفراغ سياسي وأمني كبير هو مقدمة لتغيير الأنظمة والسلطات الفاسدة ، ولكن ما يستحق التوقف عنده والتأمل بتفاصيله هو من له مصلحة بذلك ومن يدعم هذه الفوضى المنظمة المنتشرة في بلدان دون أخرى ، طبيعي جدا” أن ثمة مؤامرة تحاك في المنطقة وهناك مخطط يحاول أربابه تمريره من خلال الأحداث المفتعلة .

فتونس ما زالت حتى اللحظة تشهد اضطرابات أمنية واهتزازات سياسية وغارقة في جحيم ما يسمى التغيير وخلع الديكتاتورية الحاكمة ، ومصر تتخبط بين مقررات ما تبقى من سلطة تحاول إعادة بناء الهيكل وبين أحزاب وقوى ومتسلقين وطامحين مما يجعل موقعها يتراجع وحضورها يتقلص ، وفي اليمن تجييش ولهيب حارق ومزج القضايا المطلبية ودخول عامل الإنفصاليين والإرهابيين فضاعت البوصلة وبات الإقتراب من التمزيق الوطني على غرار السودان .

والبحرين تحت عنوان الإصلاح السياسي والإجتماعي برز عامل الصراع المذهبي والإستغلال الإقليمي لموجة الغليان سعيا” بخلع الثوب العربي عن البحرين واختطافه إلى الحضن الفارسي على غرار الأحواز وجزر الإمارات العربية الثلاث .

وليبيا ، تقاطع مصالح ومطالب المنتقمين من العقيد معمر القذافي ، فقرروا تصفية حساباتهم فاشعلوا نيران الفتنة وضخوا الأموال الطائلة للمعارضين والمنافقين وفتحت لهم قنوات الفتنة والتضليل وعمل الإعلام المغرض على نقل صورة إعلامية أظهرت للعالم أن ليبيا باتت بركانا” من الدم والجحيم الأحمر يلف البلاد وأن القذافي وقيادته يعيثون في البلاد قتلا” وحرقا” وتدميرا” ، مهلا” أيها الأخوة ، لا تتسرعوا بتصديق ما يروى لكم فالإمام علي عليه السلام قال : ما بين الحق والباطل أربعة أصابع الحق أن تقول رأيت والباطل أن تقول سمعت ، فالشعب الليبي هم شعب عربي مسلم له الحق في الحياة والتعبير ومطالبة قيادته كيفما يريد ويشاء وفق القوانين والضوابط التي تجعل مطالبه شرعية ، ولكن لماذا لم نسأل أنفسنا ، الشعب الّذي يريد التغيير والإصلاح والنهضة الإقتصادية كيف يحرق أرزاقه وممتالكاته العامة والخاصة ؟ وكيف يدمر إقتصاده ويهاجم مراكز الشرطة والأمن ويفرغ الوطن من الحضور الأمني الضامن للإستقرار ؟ .

الحقيقة هي تفريغ المنطقة العربية من القوة الضابطة وتلهي الجيوش العربية والقوى السياسية بمشاكلهم الداخلية التي تغلي ، والتمهيد لنشوب معركة كبيرة واحتلال جديد لمنطقتنا ومصادرة ثرواتنا وخيراتنا .

لنستيقظ ولنعي خطورة ما يخطط له أعداء الوطن العربي والأمة العربية ، ولنكن على قدر تحمل المسؤولية قبل فوات الأوان .

خاص الموقع / http://www.chi3a.org/blog/?p=5925

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق