الخميس، 14 أبريل 2011

ايران والعرب العامل الشيعي - البحرين عربية... وستبقى عربية

البحرين عربية... وستبقى عربية

إيران والعرب و"العامل الشيعي" (1)

موقع شيعة الدول العربية في استراتيجية ايران

كيف نفهم التصريحات الايرانية الاجرامية عن البحرين؟

شبكة البصرة
بقلم : السيد زهره


· استاذ ايراني يكشف ابعاد استغلال الشيعة العرب لخدمة مخططات ايران
· هذا هو سر الدعم المالي الإيراني السخي للجماعات الشيعية العربية
· ماذا وراء الحملة الايرانية على مصر والسعودية؟
· مسئول ايراني: نحن مدينون لاحتلال العراق بفرصة تاريخيه
هذه التصريحات التي ادلت بعض الشخصيات الايرانية عن البحرين في الفترة الماضية، هي تصريحات اجرامية. هي اجرامية بحق البحرين، وبحق العلاقات البحرينية الايرانية، وبحق كل اعراف وتقاليد وقوانين ومواثيق العلاقات بين الدول.

لسنا هنا في صدد مناقشة هذه التصريحات التي تشكك في عروبة البحرين وانتمائها الأصيل الى وطنها العربي الكبير. وفي تقديرنا انه، في حين يجب ادانة هذه التصريحات بقوة، ففي نفس الوقت لا يجوز ان ينجر البعض وراءها، وينبرى في تقديم ادلة تؤكد عروبة البحرين. هذا هو ما يريده الذين يطلقون هذه التصريحات في ايران بالضبط. يريدون ان يفتح هذا الملف ويصبح موضوعا للأخذ والرد.

عروبة البحرين ملف مغلق ومحسوم، ولا يجوز ان يصبح موضوعا لأي جدل او نقاش.

لكن في نفس الوقت، فان من الأهمية بمكان ان نفهم : كيف نفسر هذه التصريحات؟. في أي سياق بالضبط يجب ان نضعها؟.

هذا مهم بالنسبة الى الدول العربية في سياق أي حديث عن العلاقات العربية الايرانية، حاضرا ومستقبلا.

والسياق الذي يجب ان نفهم فيه هذه التصريحات، هو هذا التعبير بالذات "الشيعة فاكتور".

أي قاريء متابع للدراسات والتحليلات التي تنشرها مراكز الابحاث في العالم، وفي ايران نفسها، في السنوات الماضية، حول سياسة ايران الخارجية، واستراتيجيتها عموما وتجاه الوطن العربي خصوصا، سوف يجد ان هذا التعبير يتكرر مرارا وتكرارا.

"الشيعة فاكتور" في الترجمة الحرفية يعني "العامل الشيعي". وفي المضمون المقصود بهذا هو موقع العامل الشيعي في سياسة ايران الخارجية واستراتيجيتها الاقليمية والعالمية ايضا.

بعبارة ادق، المقصود بهذا هو، كيف تنظر ايران الى علاقاتها مع شيعة الدول العربية؟.. ما هو موقعهم بالضبط في سياستها الخارجية واستراتيجيتها الاقليمة؟.

ومن ثم، ما الذي يترتب عمليا على الرؤية الايرانية بهذا الخصوص بالنسبة لنا في الوطن العربي وبالنسبة لمستقبل العلاقات الايرانية العربية؟.

وهذه القضية هي بالضبط موضوع هذه المقالات.

***
اطماع الهيمنة

بداية، لا يمكن مناقشة دور العامل الايراني في الاستراتيجية الايرانية، الا في اطار الهدف الاكبر الذي تسعى ايران الى تحقيقه في المنطقة. ونعني بذلك اطماع الهيمنة الايرانية.

وفي كل مرة يتحدث فيها احد في الوطن العربي او في العالم عن اطماع ايران في الهيمنة في المنطقة العربية، يخرج المسئولون الايرانيون، ويعتبرون ان مثل هذا الكلام تشويه للمواقف الايرانية. ويذهب البعض منهم الى حد اعتبار ان هذا الكلام ما هو الا مجرد ترديد للدعاية الصهيونية والامريكية المعادية لايران.

يحدث هذا في الوقت الذي لا تترك فيه تصرفات ايران العملية في المنطقة والمواقف التي يعبر عنها كثير من مسئوليها، وايضا الدراسات الاستراتيجية الايرانية، أي مجال للشك، في سعيها للهيمنة في المنطقة واطماعها بهذا الخصوص، وفي حقيقة ان استراتيجيتها الاقليمية تدور في جوهرها على السعي لتحقيق هذا الهدف بالذات.

ودون الدخول في أي تفاصيل هنا، يكفي ان نشير فقط الى بعض هذه المواقف والتصريحات الايرانية المعلنة.

حامد زاهرى، المسئول الايراني السابق، قال : هذا البلد هو بالفعل قوة عظمى في المنطقة.. لقد احتل المكانة الصحيحة، ولا مجال للعودة الى الوراء".

محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، قال : لماذا لا تكون ايران هي حامل راية السلام والعدل، والتنمية والديمقراطية في المنطقة؟. ان المنطقة لا يمكن ان تنعم بالأمن والاستقرار في غياب ايران، وكل الدول بحاجة الى الوجود الايراني، حتى الأمريكيين.

بالطبع، حين يتحدث عن " حامل الراية" يعني ان تكون لايران الكلمة الفصل في شئون المنطقة.

على اكبر رضائي، المسئول الكبير في الخارجية الايرانية قال : ان العقبة الاساسية في التوصل الى اتفاق امريكي ايراني شامل ليس الصراع حول المصالح الموضوعية، ولكن قلق امريكا من وضع ايران كقوة عظمى في المنطقة.. ان الطريق الوحيد امام الولايات المتحدة لوقف هذه الحلقة المفرغة هو ان توافق على التعايش مع ايران كقوة عظمى. وان آجلا او عاجلا، سوف لن يكون امام الامريكيين سوى قبول هذا.

هذه مجرد امثلة لمواقف ايرانية معلنة، لا تعبر فقط عن الرغبة الصريحة في الهيمنة على المنطقة، بل تتحدث عن ان ايران اصبحت بالفعل هي القوى العظمى المهيمنة.

اذن، اطماع الهيمنة في المنطقة هي الهدف الاستراتيجي الاكبر الذي تسعى اليه ايران.

وفي اطار هذا الهدف، تأتي ابعاد الاستراتيجية الايرانية الاقليمية والعالمية.

ليس هذا مجال التحدث تفصيلا عن ابعاد الاستراتيجية الايرانية. وقد سبق لي على اية حال ان ناقشت ذلك في مقالات ومحاضرات.

لكن نشير فقط، ودون شرح، الى الابعاد التالية:

* اعتبار النفوذ الذي حققته ايران في العراق نقطة ارتكاز وانطلاق نحو تحقيق هدف الهيمنة على مقدرات المنطقة.

* استغلال القضايا العربية، وخصوصا الوضع في لبنان وفلسطين والعراق بالطبع، كاوراق ضغط وابتزاز للإدارة الامريكية.

والهدف هنا هو دفع الادارة الامريكية الى الاعتقاد الراسخ بأنه ليس امامها من خيار سوى قبول وضع ايران كقوة اقليمية عظمى مهيمنة والتعامل معها على هذا الاساس.

* تعمد شن الحملات على الدول العربية الكبرى وخصوصا مصر والسعودية ومواقفهما. وبغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف حول مواقف مصر والسعودية من هذه القضية واو تلك، فان جوهر الهدف الايراني من وراء هذه الحملات هو محاولة ان تثبت ان هذه الدول العربية ليست اهلا لقيادة المنطقة، وان هناك فراغ قيادة، ايران هي المؤهلة لملئه.

* ثم قبل هذا كله، يأتي العامل الشيعي ودوره في الاستراتيجية الايرانية.

وهذا هو ما نريد التركيز عليه.

***
العامل الشيعي

اذن عودة الى التساؤل : ما هو بالضبط موقع "الشيعة فاكتور" او "العامل الشيعي" في التفكير وفي التخطيط الاستراتيجي الايراني، في اطار السعي لتحقيق الهيمنة التي تطمع فيها؟.

هنا، وعن عمد، لن اقدم تحليلي الخاص، وانما سأركز على استعراض المواقف والرؤى التي عبر عنها مسئولون ايرانيون، وعبر عنها باحثون واكاديميون ايرانيون معروفون في دراساتهم المنشورة.

جاريث بورتر، مؤرخ وكاتب امريكي معروف. في اواخر العام الماضي، وقبيل تنصيب باراك اوباما، قام بزيارة استمرت 12 يوما الى ايران. كان الهدف الاساسي لزيارته هو ان يعرف كيف يفكر الايرانيون في مستقبل العلاقات مع الادارة الامريكية الجديدة، ولمستقبل دورهم في المنطقة وفي العالم.

المؤرخ الامريكي التقى بكثيرين من المسئولين الايرانيين، ومن المحللين والباحثين في مراكز ابحاث ايرانية. وبناء على حواراته هذه كتب سلسلة من المقالات.

في احدى هذه المقالات، وبناء على حواراته وما توصل اليه، يقول ان المعضلة الاساية التي تواجهها ايران اليوم، هي ان لديها طموحات للهيمنة الاقليمية، ولكنها تفتقد الى القوة العسكرية التي ترتبط عادة بمثل هذا الدور الذي تطمح فيه.

وفي رايه ان هذه المعضلة تتضح في حقيقة ان موقع ايران في الشرق الاوسط، يعتمد الى درجة كبيرة على علاقاتها الثقافية والروحية والسياسية مع الشيعة والحركات الشيعية في المنطقة.

ويسجل ان هذه الحقيقة اكدها له المسئولون الايرانيون والمختصون في مراكز الابحاث الايرانية الذين التقى بهم وتحاور معهم. ويعتبر ان نقطة الانطلاق الكبرى التي دفعت ايران الى التفكير على هذا النحو، وفي هذا الموقع الايراني الجديد في المنطقة، كان هو سيطرة الشيعة على الحكم في العراق.

وفي هذا الصدد، ينقل المؤرخ والكاتب الامريكي، عن حامد رضا داغاني، وهو مدير مركز الخليج والشرق الاوسط التابع لوزارة الخارجية الايرانية تأكيده ان ما حدث في العراق وتحوله من دولة معادية للجمهورية الاسلامية الى دولة صديقة، كان تحولا اساسيا في موقع ايران الأمني في المنطقة.

وقال داغاني : على امتداد ال400 عام الماضية، كانت لدينا مشاكل باستمرار مع جيراننا في الغرب.. مشاكل مع الامبراطورية العثمانية، ومع النظام العراق بعد الاستقلال. وبلغت هذه المشاكل ذروتها في حرب الثماني سنوات مع العراق في الثمانينات من القرن الماضي.

ويضيف : غير ان اسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام حسين في 2003، غير كل هذا. لكن الذي حول هذه الفرصة، التي اتاحها الاحتلال واسقاط النظام العراقي، الى فائدة استراتيجية لايران، كان هو " قوة ايران الناعمة" في العراق، أي علاقاتها الوثيقة مع الشيعة في العراق. ويعدد هذه الروابط الوثيقة بين ايران والشيعة في العراق ويعطي امثلة. يقول : مثلا، آيلة الله السيستاني، اكبر مرجع شيعي في العراق هو ايراني. ورجال الدين الشيعة العراقيون درسوا في قم. ويعتبر ان ايران تجني اليوم ثمار دعمها للشيعة ضد نظام صدام حسين.

المؤرخ والكاتب الامريكي جاريث بورتر، وفي نفس السياق ينقل عن على اكبر رضائي، وهو مسئول كبير بالخارجية الايرانية تاكيده ايضا على هذا العامل الشيعي في استراتيجية ايران الاقليمية في المنطقة، وقوله انه عبر هذا العامل الشيعي : لدينا نفوذ طبيعي في المنطقة.

المؤرخ الامريكي يخلص من هذا كله الى التالي في تقديره:

المسئولون الايرانيون يعتبرون ان ما يسمونه النفوذ الطبيعي لايران في المنطقة عبر الروابط والعلاقات مع الشيعة، هو اكبر مصدر قوة ونفوذ، بل هو اكثر قوة وتأثيرا من من النفوذ الذي تريده امريكا حتى عبر وجود قواتها في المنطقة. ولهذا، يعتبر الايرانيون انه مهما فعلت امريكا، فان ايران رابحة في كل الأحوال.

رضا حسين بور، كاتب وصاحب مؤسسة استشارية، كتب تحليلا تحت عنوان " كيف تغير ايران ميزان القوى في الشرق الاوسط". وفي تحليله يناقش نفس القضية.. قضية علاقات ايران بالشيعة نموقع هذا من استراتجيتها ومخططاتها.

يقول : ايران دعمت ماليا وبشكل سخي جدا كل الجماعات الشيعية في كل الدول التي يوجد فيها شيعة في العالم، وذلك من اجل ان ينظموا صفوفهم ويحشدوا قواهم.

ويقول ان ايران انشأت منظمات شيعية في العالم في خلال ال 28 عاما الماضية، اكثر مما فعله الشيعة طوال تاريخهم.

اما عن ماذا وراء هذا الذي فعلته وتفعله ايران بالضبط، فيقول : هذه المنظمات لها مهام مختلفة، ولكن كلها تدور حول غرض واحد، هو تقوية الشيعة في كل بلد، والى الحد الذي يستطيعون فيه الاستيلاء على السلطة. واذا لم يكن بمقدورهم ذلك، فعلى الاقل يجب ان يصبح بمقدورهم الحصول على حصة الاسد في السلطة، حتى في الدول التي يبلغون فيها اعدادا قليلة تؤهلهم لهذا.

وهو يضرب مثالا على ذلك ما جرى في افغانستان. ففي حين ان اقل من 15% من الافغان هم من الشيعة، فان نصيبهم من السلطة هو اكبر من هذا بكثير جدا.. منهم وزراء عدة، وسفراء، وحكام اقاليم، ومسئولون كبار كثيرون. بل ان ايران في احد المرات طالبت بأن يكون نصيب الشيعة 50% من السلطة السياسية في افغانستان.

هذه نماذج لبعض المواقف المعلنة لمسئولين ايرانيين، وما يراه بعض المحللين بخصوص هذه القضية.. قضية العامل الشيعي وموقعه في استراتيدجية ايران.

لكن سأعرض الان لأهم دراسة ايرانية نشرت بهذا الخصوص.

***
المخطط الإيراني

"العامل الشيعي في سياسة ايران الخارجية"، عنوان دراسة ايرانية نشرت في نوفمبر 2008.

هذه الدراسة لها اهمية خاصة من اكثر من زاوية.

كاتبها هو كيهان بارزيجار، وهو استاذ بجامعة آزاد الاسلامية الايرانية، وباحث في مركز البحوث الاستراتيجية، الذي نشر هذه الدراسة. وهذا المركز كان من قبل تابعا مباشرة لمكتب رئيس الجمهورية، ثم اصبح بعد ذلك تابعا لمجمع تشخيص مصلحة النظام، بدوره المهم المعروف في الحياة السياسية الايرانية. والمركز يلعب دورا استشاريا مباشرا للمرشد الاعلى.

من هذه الاعتبارات تنبع اذن أهمية هذه الدراسة.

لا نستطيع ان نقدم تفصيلا لكل ما جاء بها، لكن سنلخص اهم ما يطرحه الاستاذ الايراني بخصوص العامل الشيعي ودوره في استراتيجية ايران وسياستها الخارجية.

بداية، هو يعتبر ان اندلاع الثورة الايرانية في 1979، كان بطبيعة الحال نقطة التحول الكبرى في اتجاه استغلال " العامل الشيعي" في سياسة ايران الخارجية. وقبل كل شيء، شجعت الثورة الشيعة على ان يعبروا عن هويتهم المتميزة بالمقارنة مع الهويات الاخرى. لكن وجود النظام الشبعي في العراق، والسياسات القمعية في الدول العربية حالت لفترة طويلة دون الاستفادة من العامل الشيعي في السياسة الخارجية الايرانية.

ويسجل الكاتب انه من منطلق فلسفتها الايديولوجية، حاولت الثورة الاسلامية تغيير الوضع القائم في المنطقة بوسائل معروفة. وكان العنصر الاساسي هنا هو القوى الشيعية التي ظلت مهمشة في بلدانها السنية.
غير انه، بحسب الدراسة، جاء قيام حكومة شيعية في العراق بعد " ازمة 2003" – هكذا تطلق على احتلال العراق - بمثابة نقطة التحول الكبرى في اتجاه استغلال ايران للعامل الشيعي في سياستها الخارجية.

ففي ظل هذا التحول الجديد، دخل الشيعة فجأة كقوة حاسمة، في تقدير ايران، في معادلة السلطة في المنطقة. وقد القى هذا التطور الجديد بتاثيراته على كل المنطقة.

وفي تقدير الدراسة ان العلاقات الوثيقة بين ايران والقوى الشيعية في المنطقة هدفها بناء رابطة استراتيجية من اجل خلق فرص اقتصادية وثقافية وسياسية لإيران.

ففي العراق مثلا، فان هذه الرابطة الاستراتيجية مع الشيعة لها هدفان كبيران:

الأول : خلق جيل جديد من النخب العراقية الصديقة لإيران، ليست لديها أي خلفيات او مشاعر عدائية تجاه ايران. أي نخب عراقية موالية بالكامل لإيران.

والثاني : اقامة تحالف ايراني عراقي يكون محورا ومنطلقا لتشكيل ترتيبات سياسية وامنية جديدة في منطقة الخليج.

والفلسفة، او المنطق، الذي تقوم عليه الرابطة الاستراتيجية بين ايران والشيعة، يقوم بحسب الدراسة، على حقيقة ان مستقبل لعبة القوة في الشرق الاوسط سوف يتحدد بناء على الدور الاقتصادي والأمني للدولة.

ومن هذا المنطلق، فان دور ايران في المنطقة سوف يعتمد على درجة علاقاتها الاستراتيجية مع حلفائها السياسيين من الشيعة في المنطقة، وعلى دعمها لدور هذه القوى الشيعية في داخل بلادها، وبناء " معسكرات سياسة".

بعبارة اخرى، فانه بناء على هذه الرابطة الاستراتيجية، فان العامل الشيعي سيكون هو الاساس والقاعدة لخلق الفرص في سياسة ايران الخارجية على كل الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية.

وتعتبر الدراسة ان الصراع بين القوى الشيعية والسنية في المنطقة اليوم هو نتاج لصعود الشيعة في العراق وفي المنطقة، وان ميزان القوة السياسية في المنطقة قد تحول لصالح الشيعة.

ويقول كاتب الدراسة ان مخاوف دول المنطقة من " هلال شيعي" مبني على بعض الحقائق، اهمها ان التحالف الايراني مع القوى الشيعية سوف يخل بموازين القوى السياسية في دول المنطقة، ويهدد السيطرة السنية على مقاليد السلطة والحكم في هذه الدول.

هذه باختصار شديد في الحقيقة اهم الافكار التي طرحتها الدراسة الايرانية. وكما نرى، فانها في جوهرها تكشف جوانب مهمة من المخطط الايراني لاستغلال شيعة الدول العربية لخدمة اهداف ايران وغاياتها الاستراتيجية في المنطقة.

***
اذن عزيزي القاريء، هذا هو موقع "العامل الشيعي" في سياسة ايران الخارجية واستراتيجيتها الاقليمية، كما يطرحها الايرانيون انفسهم.

كيف نقرا نحن في الوطن العربي هذه التصورات والمخططات الايرانية؟

ما الذي تعنيه بالضبط لمستقبل الاوضاع في المنطقة، ومستقبل العلاقات العربية الايرانية؟

هذا ما سوف نناقشه في المقال القادم غدا باذن الله

شبكة البصرة

السبت 25 صفر 1430 / 21 شباط 2009







بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

البحرين عربية... وستبقى عربية

ايران والعرب و"العامل الشيعي" (2)

جناية النظام الإيراني على الشيعة والمنطقة

شبكة البصرة

السيد زهره
· ايران تريد احتجاز الشيعة العرب رهينة لمشروع فارسي عنصري

· النظام الإيراني يزرع بذور الفتنة الطائفية والفوضى في المنطقة

· التصريحات عن البحرين جرس انذار وتنبيه للعرب

· بعد 30 عاما من الثورة.. ايران تريد استعادة " أمجاد" الشاه

· 20 مليون سني في ايران محرومون من أي حق سياسي

· هل يجب معاملة ايران بالمثل وتقديم الدعم للقوى السنية الايرانية؟

عرضت في مقال الأمس ل"العامل الشيعي" ودوره في سياسة ايران الخارجية واستراتيجيتها الإقليمية على النحو الذي كشف عنه وحدده مسئولون ايرانيون وباحثون بارزون.

كيف يمكن ان نقرأ هذه الرؤية الاستراتيجية الايرانية؟.

ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة الى اوضاع شيعة الدول العربية؟

وما الذي يعنيه بالنسبة للأوضاع الداخلية في الدول العربية، ودول الخليج العربية بالذات؟

وما الذي تكشف عنه هذه الرؤية فيما يتعلق بحقيقة النوايا الايرانية تجاه العرب، وبالنسبة لمستقبل العلاقات الايرانية العربية عموما؟.

هذه التساؤلات هي ما سنحاول الاجابة عنه في هذا المقال.
***
جناية على الشيعة

الذي عرضنا له بالأمس من رؤى وافكار ايرانية، يتلخص في ان ايران في استراتيجيتها الإقليمية، وفي سعيها الى ما تطمع فيه من لعب دور القوة الإقليمية العظمى المهيمنة في المنطقة، تعتبر ان " العامل الشيعي"، أي علاقاتها وروابطها مع الشيعة وما تعتبر انه تحالف استراتيجي مع الجماعات والقوى الشيعية، هو الركيزة الاساسية لتحقيق اهدافها ومخططاتها.

بعبارة اخرى، ايران تعتبر تحالفها مع القوى الشيعية ودعم هذه القوى لها ولسياساتها، هو اكبر ورقة بحوزتها واكبر " رصيد استراتيجي" تمتلكه في سعيها لتحقيق اهدافها وتنفيذ مخططاتها.

وهي تعتبر مثلا، كما ذكرنا ان هذه الورقة الشيعية، والتهديد باستخدامها لتقويض الاوضاع الداخلية في دول الخليج العربية، وفي المنطقة عموما في العراق ولبنان وغيرها، احد اوراق الضغط التي تظن انها من الممكن ان تجبر امريكا على قبول ان تصبح ايران القوة العظمى المهيمنة في المنطقة وتتعامل معها على هذا الأساس.

ما الذي يعنيه هذا بالضبط؟

يعني بشكل مباشر ان ايران بتفكيرها وتخطيطها على هذا النحو، انما تريد في حقيقة الأمر أن تحتجز شيعة الدول العربية رهينة، ولا تتصور لهم دورا الا دور التابعين الموالين والأدوات في المشروع الايراني ولخدمته.

بعبارة ثانية، ايران تريد ان تستغل الروابط الدينية الطبيعية والمفهومة بين الشيعة في سبيل اهدافها ومخططاتها الاستراتيجية والتي هي في جوهرها لا علاقة لها بالدين.

لا بد ان نلاحظ في هذا السياق، وقد شرحت ذلك في مقالات سابقة، ان سياسة ايران الخارجية واطماعها الاستراتيجية في المنطقة، تنطلق من، وتحركها في الاساس اعتبارات القومية الفارسية العنصرية والمتعصبة والمعادية للعرب، ولأي قومية اخرى في الحقيقة في ايران وفي خارجها.

حقيقة الأمر انه، وبعد ثلاثين عاما من الثورة التي اطاحت بالشاه، اصبحت طموحاتها تنحصر في استعادة " امجاد " الشاه الفارسية. ليس هناك معنى غير هذا لأطماعها في الهيمنة الاقليمية في المنطقة.

وقد لاحظ هذا كريم سادجاد بور، وهو باحث ايراني معروف في احد تحليلاته.

لاحظ ان النظام الايراني بشعاراته المرفوعة، وطموحاته للهيمنة في المنطقة، عاد الى نفس مواقف وشعارات نظام الشاه. واعتبر الباحث الايراني انه لهذا السبب، فان من حق جيران ايران ان يتخوفوا من سعيها للعب دور " شرطي الخليج" كما كان الحال ايام الشاه.

وهذا الجانب يعني ان ايران تريد لشيعة الدول العربية ان يكونوا مجرد ادوات وركيزة لمشروع توسعي قومي فارسي متعصب ليست له علاقة بالإسلام ولا بأي دين.

والحقيقة الواضحة في كل هذا، والتي تترتب عليه، هي ان النظام افيراني برؤيته هذه ل" العامل الشيعي" واستغلاله استراتيجيا، انما ترتكب جناية بحق شيعة الدول العربية، وتشوه صورة الشيعة العرب وفي كل العالم الاسلامي ايما تشويه.

ذلك ان هذه الرؤية الاستراتيجية تعنى في جوهرها وبشكل مباشر محاولة ايرانية لتصوير شيعة الدول العربية، كما لو كانوا مجرد تابعين لايران سياسيا، وكما لو كان ولاؤهم السياسي، لا الديني، هو لإيران قبل الولاء لأوطانهم.

وليس هذا صحيحا بطبيعة الحال.

النظام الإيراني برؤيته الاستراتيجية هذه، يحاول تصوير شيعة الدول العربية كما لو كانوا مستعدين للتخلي عن مصالح اوطانهم والتضحية بها في سبيل المصالح والاطماع الإيرانية.

وهذا ليس صحييحا بالطبع.

والنظام الإيراني برؤيته هذه يعطي مبررات للدول العربية في ان تنظر بشيء من الريبة وعدم الثقة الى سكانها من الشيعة.

ولكل هذا الذي ذكرناه، فان شيعة الدول العربية يجب ان يكونوا في مقدمة الرافضين لهذه الرؤية الايرانية عن الشيعة ودورهم في المشروع الايراني. يجب ان يكونوا في مقدمة الرافضين لأطماع ايران في الهيمنة، وفي مقدمة الرافضين للوصاية التي يريد النظام الايراني فرضها على الشيعة.

***
بذور الفتنة

الذي ذكرناه سابقا يتعلق بتأثير الرؤية الايرانية على شيعة الدول العربية بوجه خاص، فماذا عن قرائتها من زاوية الوضع الطائفي وقضية الامن والاستقرار في المنطقة عموما؟.

المدخل لمناقشة القضية من هذه الزاوية هو هذا السؤال :

ما معنى ان تبني ايران سياستها الخارجية ورؤيتها الاستراتيجية الاقليمة على العامل الشيعي، أي على اساس طائفي بحت؟.

ليس لهذا أي معنى سوى انها تريد خلق وتأجيج فتن وصراعات طائفية في المنطقة العربية، وخصوصا بين مواطنيها من الشيعة والسنة.

وعموما، نحن لا نتحدث هنا عن افتراض نظري. قفلقد نفذت ايران بالفعل مخططها لتفجير الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة في العراق. وما فعلته بهذا الخصوص هي صفحة دموية سوداء لم تعرف كل تفاصيلها بعد.

والنظام الإيراني بحديثه عن التحالف الاستراتيجي مع الجماعات والقوى الشيعية في الدول العربية، وبزعمه قيادة المطالبة بحقوق الشيعة، وبرؤاه حول دور الشيعة عموما، انما يستعدي شيعة الدول العربية على دولهم ونظمهم واوطانهم، ويشجعهم على التمرد.

ويعني هذا ليس فقط تشجيعا على الفتنة والصراعات الطائفية، وانما تشجيعا على الفوضى في الدول العربية وخصوصا دول الخليج العربية، وسعيا لتقويض الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة.

الكاتب رضا حسين بور، ناقش هذا الجانب في احد مقالاته.

تحدث عن ترويج النظام الايراني على نطاق واسع في داخل ايران وخارجها لكراهية الشيعة للسنة والعداء لهم. وتحدث عن ان النظام الايراني حول هذه الكراهية الى ما اسماه " عقيدة جماعية" لدى الكثيرين من الشيعة في ايران وفي كل العالم.

والكاتب روى قصة هنا تبين الى حد كرس النظام الايراني هذه الكراهية الطائفية للسنة نقلا عن احد اصدقائه من طهران.

صديقه هذا،قال ان صديقا له طلب ان يساعده في حل مشكلة معينة، فقال له: سوف اساعدك في حل هذه المشكلة فقط لأننا اصدقاء وزملاء دراسة. سأفعل هذا من اجلك،لكننى لست متأكدا ما اذا كان الله سوف يغفر لي مثل هذه الخطيئة. فأنت سنى، ولن يسامحنى الله لمساعدتي لك.

والكاتب يلفت النظر الى ان هذا الذي تحدث بهذه الروح الطائفية المتعصبة حاصل على الدكتوراه من امريكا.

والكاتب ينهي مقاله بالتالي:

" ان الجمهورية الاسلامية زرعت بذور حرب طائفية بين الشيعة والسنة، يمكن ان يكون لها آلاف الضحايا. وقد آن الأوان لأن يقوم المجتمع الدولي والقيادات الدينية والسياسية والمثقفين في العالم الاسلامي بالحيلولة دون الترويج لهذه الأفكار المدمرة التي تنمو وتترسخ في اذهان عامة الشيعة".

***
أي مصداقية؟

الزاوية الأخرى التي يجب ان ننظر منها الى هذه الرؤية الايرانية ل" العامل الشيعي" ودوره وموقعه في سياستها الخارجية واستراتيجيتها الإقليمية، هى علاقة ذلك بمصداقية الخطاب الإيراني والمواقف الإيرانية المعلنة تجاه العلاقات مع الدول العربية وقضايا المنطقة عموما.

حقيقة ألأمر هنا ان هذه الرؤية تأتي واحدا من اكبر العوامل التي لاتجعل للخطاب الايراني والمواقف المعلنة، أي مصداقية. وهذه الرؤية تأتي من اكبر العوامل التي تظهر تناقضات هذا الخطاب وهذه المواقف.

قبل كل شيء، في الوقت الذي تزعم فيه ايران انها تدافع عن الشيعة في الدول العربية وحقوقهم، وتشجعهم على التمرد على دولهم، فانها لا تعطي أي حقوق سياسية للأقليات في ايران وخصوصا السنة.

الكاتب رضا حسين بور تعرض لهذه المسألة. كتب يقول :

" في الوقت الذي تصر فيه ايران على ان تعطي مختلف الدول نصيبا اكبر للشيعة في السلطة، حتى لو لم يكونوا يستحقون ذلك بحكم عددهم، فانها لا تعطي 20 مليون سني في ايران أي حق سياسي على الاطلاق. ذلك ان السنة في ايران يمثلون ما بين 25 الى 32 % من السكان. ومع ذلك، لا يمثلهم ولا حتى وزير واحد، او سفير، او حاكم اقليم، او أي جنرال في الجيش. وهم علاوة على هذا، يتعرضون لضغوط هائلة لتغيير انتمائهم الطائفي. و76% من البلوش السنة في ايران هم تحت خط الفقر".

وليس هذا هو الجانب الوحيد الذي يبرز تناقضات الخطاب الايراني ويفقده أي مصداقية.

مثلا، في الوقت الذي ترفض فيه ايران أي تدخل في شئونها الداخلية، وتدعو الدول العربية وكل دول العالم الى الوقوف بجانبها في مواجهة أي تدخلات امريكية او اسرائيلية في شئونها، فانها لا تتورع عن هذا التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية.

لا نتحدث هنا عما يحدث في العراق وحسب، وانما ايضا عن هذه الاستراتيجية لاستغلال " العامل الشيعي". ففي جوهرها لا تقوم على تدخل فقط في شئون الدول والمجتمعات العربية، وانما تعتبرها كما شرحنا ركيزة لتحقيق اطماعها وتنفيذ مشروعها.

ومثلا، في الوقت الذي تشن فيه ايران حملات عنيفة عل دول الخليج العربية وكثير من الدول العربية الاخرى متهمة اياها بالتحالف مع الولايات المتحدة، فان هذا بالذات هو ما تسعى اليه ايران وتلهث وراءه. نعني سعيها للتوصل الى صفقة شاملة مع الولايات المتحدة، واستعدادها في سبيل ذلك الى تقديم كثير من التنازلات عن مواقفها وسياساتها، وتستخدم في ذلك اوراق مساومة عربية.

يكفي هنا ما كشف عنه منذ يومين السير جون ساورز سفير بريطانيا في الامم المتحدة، من ان ايران عرضت سرا وقف هجماتها في العراق في مقابل صمت الغرب عن برنامجها النووي.

وفي الوقت، الذي تعلن فيه ايران حرصها على اقامة علاقات طبية مع الدول العربية وتطويرها، لا تقدم ادلة تؤكد احترامها للدول والشعوب العربية وحرصها فعلا على تطوير العلاقات على اسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

يكفي فقط هذه التصريحات الاجرامية الاخيرة عن البحرين.

هذه التناقضات في الخطاب وفي المواقف الايرانية تجاه الدول العربية، في محصلتها النهائية لا تترك أي مجال امام الدول والشعوب العربية لأن تثق في نواياها، وفي ان تطمئن اليها. بل بالعكس، تجعلها تتخوف من هذ النوايا، وتتحسب لهذه المخططات.

***
أي مستقبل للعلاقات؟

اذن، على ضوء ما ذكرناه بالأمس واليوم عن " العامل الشيعي" وموقعه في استراتيجية ايران الاقليمية، بكل ما يعنيه ذلك، كيف نضع هذا كله في سياق أي حديث عن مستقبل العلاقات العربية الايرانية؟.

بداية، كما نقول باستمرار، فان من حق ايران، كما من حق أي دولة، ان تلجأ الى استخدام ما تعتبر انها اوراق قوة وضغط بحوزتها لتحقيق مصالحها واهدافها.

لكن القضية هنا ان اوراق الضغط والمساومة يجب ان تكون ايرانية لا عربية.

والاهم من هذا انه ليس من حق ايران ان تتبع استراتيجية تستهدف فرض الهيمنة في المنطقة، ثم تزعم بعد ذلك انها تريد الصداقة واقامة علاقات احترام متبادل ومصالح مشتركة مع الدول العربية.

وليس من حق ايران ان تتبع استراتيجية وتنفذ رؤى هي في جوهرها تخريبية وتشجع على الفتنة الطائفية وتقويض الاستقرار الداخلي في الدول العربية، ثم تتحدث بعد ذلك عن حرصها على امن واستقرر المنطقة وتطلب تأييد الدول العربية لها في سياساتها.

يبقى التساؤل: كيف يجب ان تتعامل الدول العربية مع ايران على ضوء هذه الرؤى والمخططات الاستراتيجية الايرانية تجاه المنطقة، وعلى ضوء المواقف الايرانية الاستفزازية تجاه العرب، وآخرها تجاه البحرين؟.

نشير هنتا بداية الى ان البعض، ومن بينهم كتاب غربيون، يطالبون الدول العربية بخصوص القضية التي نناقشها بالذات، قضية " العامل الشيعي" والاستغلال الايراني له.. يطالبون بأن تتعامل الدول العربية مع ايران بالمثل.

يقصدون هنا تحديدا انه كما ان ايران تعطي لنفسها الحق في محاولة استغلال ورقة علاقاتها مع شيعة الدول العربية وتدعمهم من اجل غاياتها الاستراتيجية، فان الدول العربية يجب ان تدعم بالمقابل الجماعات والقوى السنية داخل ايران.

وعلى الرغم من ان هذا الطرح يبدو منطقيا، فانه غير مقبول في حقيقة الامر.

فاذا كنا نرفض من حيث المبدا أي تدخل ايراني في شئوننا الداخلية، ونرفض أي استغلال ايراني لشيعة الدول العربية، فمن حيث المبدا لا يجوز ان نلجأ نحن لمثل هذا الاسلوب في التعامل مع ايران.

لكن الذي يجب مطالبة الدول العربية به هنا، هو ان تسعى بداية الى ان تنزع من ايران اوراق المساومة العربية التي تراهن عليها وتحاول استغلالها كأوراق مساومة وضغط من اجل مصالحها.

مثلا، أي مشاكل للشيعة في الدول العربية يجب ان يتم حلها فورا والعمل على تقوية وتحصين الجبهة الداخلية لقطع الطريق امام أي محاولات ايرانية لاستغلال هذه الاوضاع.

ومثلا، فيما يتعلق القضية الفلسطينية ومحاولة ايران استغلال ورقة دعمها لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية، يجب ان تبادر الدول العربية بتحقيق مشروع المصالحة الفلسطينية الشاملة في اسرع وقت، وعلى اسس من المشروع الوطني الفلسطيني الذي يحفظ للمقاومة مكانتها ودورها.

وغير هذا، هناك القضية التي تحدثنا فيها مرارا، قضية الحوار المقترح بين ادارة الرئيس اوباما وايران. المطلوب هنا كما ذكرنا من قبل ان تصر الدول العربية على ان تكون طرفا في هذا الحوار وان تطرح منذ الآن الرؤية العربية للقضايا الاقليمية في هذا الحوار، والمقبول والمرفوض عربيا في هذا الخصوص.

***
على العموم، فقد جاءت التصريحات الايرانية الاخيرة عن البحرين لتمثل جرس انذار للعرب ينبههم ليس فقط الى هذا " العامل الشيعي" موقعه في سياسة ايران الخارجية واستراتيجيتها الاقليمية، وانما الى مجمل قضايا مستقبل العلاقات العربية الايرانية.

بعبارة ادق، من المفروض ان تكون هذه التصريحات قد نبهت الدول العربية الى حقيقة الاهداف والمخططات الايرانية تجاه الدول العربية بما تمثله من اخطار.

وفي المحصلة النهائية، يجب ان يكون هذا كله دافعا يحتم على الدول العربية بحث هذه العلاقات مع ايران في كافة جوانبها ووضع استراتيجة عربية محددة المعالم للتعامل مع ايران في المستقبل القريب والبعيد.

شبكة البصرة

الاحد 26 صفر 1430 / 22 شباط 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق