الأحد، 10 أبريل 2011

وجاء دور المجوس 2 _ 3

بعد الإيضاح المختصر في المقال الأول لسلسلة ( وجاء دور المجوس ) والذي ألقينا فيه الضوء على الكتاب الأول من السلسلة الذي يتحدث عن ( الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية ) نشرع الآن في الحديث عن الجزء الثاني من السلسلة والذي خصه الكاتب ـ وفقه الله ـ للحديث عن ( أمل والمخيمات الفلسطينية ).

ولِسائلٍ أنْ يسأل: ما سبب الربط بين شيعة لبنان " أمل " و "حزب الله " والمجوس في إيران؟

وللجواب على هذا التساؤل إليك هذه الحقائق والشواهد التي ذكرها الكاتب ـ وفقه الله ـ لبيان حقيقة المنظمات الشيعية في لبنان، والدور الذي تلعبه لتحقيق أهداف الدولة المجوسية.  

فحركة أمل أنشأها الإيرانيون بزعامة الإمام الإيراني تلميذ الخميني وقريبه: موسى الصدر فهو إيراني المولد والجنسية وتخرج من جامعة طهران، ووصل لبنان عام 1958م أي وعمره 30 سنة.

 أمّا حزب الله فقد ولد من رحم حركة أمل الشيعية، وكان اسمه في بداية تأسيسه ( أمل الإسلامية ) ونظرا للفضائح والمخازي والجرائم التي صدرت من أمّه حركة أمل الشيعية فقد حاولوا قادته صرف الأنظار عن تلك الجرائم، وتحسين صورتهم أمام العالم فكُوّن حزب جديد هو: " حزب الله " ( ويبدو أن حزب الله أُعِدَ ليكون فخًا لأهل السنة من اللبنانيين والفلسطينيين، فظاهره جهاد أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وحقيقته احتواء من يخدعون شعارات الرافضة ) ص179 فحزب الله وحركة أمل حركتان وإن اختلفا بالظاهر، فمواقفهما من أهل السنة واحدة رغم تباين وجهات نظرهم، وأصل نشأتهما إيرانية مجوسية.

يقول الكاتب عن الحركات الموالية لإيران، والتي تم غرسها في لبنان لإثارة الفوضى والفتن بالمنطقة:( من أشهر هذه الحركات: حزب الله، وحركة أمل الإسلامية ... ويعلن قادة هاتين الحركتين أنهم دعاة إلى حركة إسلامية عالمية يتزعمها إمامهم الخميني في طهران ولا يهمهم لبنان إلاّ من خلال اهتماماتهم الإسلامية ككل.

والمصادر المصرفية اللبنانية تقول: إن إيران قدمت عام 1985م لهذه التنظيمات عبر مؤسسة أبناء الشهداء ] 30 مليون دولار [ وهناك مساعدات يقدمها نظام الخميني عبر المجلس الثوري للشيعة الدولية الذي يتبنى الحركات المؤيدة لإيران في العالم ) ص179 

(وفي الشهر الرابع من عام 1982م أعلنت حركة " أمل " عن مبايعتها للزعيم الإيراني آية الله خميني إمامًا للمسلمين في كل مكان).

ويقول الكاتب عند حديثه عن موسى الصدر وثورة الخميني للدلالة على أن القياديين في لبنان أصلهم مجوس:( الدكتور مصطفى جمران وزير الدفاع الإيراني من أكبر أعوان موسى الصدر. فلقد كان مديراً لمدرسة في صور أنشأها الصدر، وكان يتولى الإشراف على فروع منظمة " أمل " العسكرية قبل نشوب الثورة الإيرانية.

ووزير الدفاع الإيراني كان يسمى في لبنان مصطفى شمران، وفي إيران مصطفى جمران، وهكذا فالتخطيط الشيعي لا يعرف وطناً ففي عام من الأعوام تراه زعيماً لبنانياً، وفي عام آخر تراه زعيماً إيرانياً) ص35 

 ونشرت جريدة الوطن الكويتية بتاريخ 3 يونيو 1985م عن متظاهرين من حركة أمل في 2 يونيو 1985م رددوا شعارا ( لا إله إلا الله والعرب أعداء الله ) احتفالاً بيوم (النصر) بعد سقوط مخيم صبرا وموت الكثيرين داخله من الجوع.

وتحت عنوان:( ثقة الاستخبارات اليهودية بأمل ) نقل الكاتب عن (وكالة الأنباء في 6 يونيو 1985م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (أهود برادك) قوله:( إنه على ثقة تامة من أن " أمل " ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية) ص22 ولقد ذكر الكاتب مجموعة من الشواهد على التعاون اليهودي الشيعي.   

ثم بدأ الكاتب بسرد تاريخي للأحداث التي وقعت منذ الاجتياح الإسرائيلي على لبنان عام 1982م وما تبع ذلك من مواقف وتطورات تبين فيما بعد الهدف منها، جاء في دراسة قدمتها صحيفة الأنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 30 أبريل 1985م تحت عنوان:( الإسرائيليون جردوا المنظمات السُّنية من السلاح وحدها ) فلقد حصر الإسرائيليون عملية التجريد من الأسلحة بالفلسطينيين أولاً ثم بالسُّنيين من اللبنانيين دون سواهم تمهيدا للأحداث المقبلة.

 بعد ذلك تحدث الكاتب عن المذبحة والاعتداءات والعدوان المنظم الأليم على المخيمات الفلسطينية في صبرا وشاتيلا من قبل حركة أمل الشيعية وأعوانهم، والفظائع التي ارتكبها المعتدون بحق أهل السنة من الفلسطينيين العزل داخل تلك المخيمات:( انطلقت حرب أمل المسعورة تحصد الرجال والنساء والأطفال، ولم تتوقف عند هذا الحد وإنما امتدت أيديهم القذرة لتطول المستشفيات ودار العجزة ... أصدر المجرم المحترف نبيه بري أوامره لقادة اللواء السادس في الجيش اللبناني لخوض المعركة وليشارك قوات أمل في ذبح المسلمين السُّنَّة في لبنان ... ومن الجدير بالذكر أن أفراد اللواء السادس كلهم من طائفة الشيعة، وقد خاض هذا اللواء معارك شرسة ضد المسلمين السُّنَّة في بيوت الغربية ) ص74

كما أورد أقوال شهود العيان والصحفيين للأحداث المأساوية في مخيم صبرا وشاتيلا :( كان السنة من اللبنانيين والفلسطينيين طرفا، وكان الرافضة والموارنة واليهود والنصيريون طرفا آخر ... وكانت المعارك طاحنة ليس فيها رحمة ولا شفقة ... خرج المسلمون من الفلسطينيون من المخابئ بعد شهر كامل من الخوف والرعب والجوع دفعهم لأكل القطط والكلاب، خرجوا من المخابئ ليشهدوا أطلال بيوتهم التي تهدم 90% منها كما تقول بعض الإحصائيات، خرجوا من الملاجئ بـ 3100 ما بين قتيل وجريح، و بـ 15 ألف من المهجرين ) ص87ـ88

( حقاً إن الزحف الشيعي على بيروت يذكرني بالزحف النصيري على طرابلس والساحل السوري وحمص ودمشق، كما يذكرني بابتلاع إيران لشرقي الخليج العربي وابتلاع اليهود لفلسطين، والنصارى للأندلس وما أكثر المصائب والمآسي في عالمنا الإسلامي) ص152

ثم كشف الستار حول من يعتقد بأن شيعة لبنان منهم من يقف مع أهل السنة، ومنهم من يصرح بأن همه القضية الفلسطينية، ومنهم من يدعوا إلى التقارب، فبين أن موقف الرافضة من أهل السنة واحد رغم اختلاف فرقهم وتباين وجهات نظرهم، حتى وإن حصل بين تلك المنظمات تبادل الاتهامات، أو إظهار التقارب مع أهل السنة فالمسألة برمتها تندرج تحت " سياسة توزيع الأدوار " التي اعتمد عليها الشيعة في لبنان، فجميع أطراف الشيعة في لبنان ليس بينهم خلافات لا في الأصول والتصورات، ولا في التخطيط والغايات، فمرجعيتهم ( إيران ).

الكتاب مليء بالحقائق والشواهد والتقارير والمآسي التي يندى لها الجبين وتكشف عن الخطر القادم الذي حذر منه الكاتب ـ وفقه الله ـ وعن حقد الرافضة الدفين المدعوم من المجوس لأهل السنة:( وقصارى القول: فهذه الفظائع التي ارتكبها الشيعة في المخيمات تذكرنا بتاريخهم الأسود الملطخ بالدماء، وتعيد لنا ذكريات التتار والصليبيين واليهود في القديم والحديث) ص109 

 والمقصود من إلقاء الضوء على سلسلة " وجاء دور المجوس " ليس إثارة للطائفية، أو لتفتيح الجروح، أو لتقليب المواجع، ولكن كي نأخذ العظة والعبرة من الأحداث الماضية، ولكي لا يعيد التاريخ نفسه وأهل السنة في غفلة من أمرهم، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.


الكاتب /
محمود بن عبدالله القويحص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق