الثلاثاء، 19 أبريل 2011

-1- التحالف الإيراني الأمريكي: حقيـقتـه؟ أبعـاده؟ نتائجـه؟



يختلف المحللون والباحثون في توصيف العلاقة القائمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الغموض الكبير الذي يكتنف القضية، مع تباين المواقف العملية والقولية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران ولإيران تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنا يمكن الإشارة إلى عدة آراء في هذا الشأن:
الرأي الأول: يذهب للقول بأن جمهورية إيران الإسلامية صنعة غربية بحتة، وأنها تابع مطلق لمصدر الصنعة. مستندا في ذلك إلى الدعم الذي واكب قيام ثورة الخميني غربيا! وإلى جملة من الأحداث التي تعطي مؤشرا بهذا الاتجاه. وأصحاب هذا الرأي يرون أي موقف أو حدث بين الطرفين خارج إطار هذه الرؤية هو من قبيل المسرحية والرتوش الضرورية للتأكيد على أن العلاقة القائمة بين هذين الطرفين هي علاقة العداء المستحكم، وهي صورة يرغب كلا الطرفين صناعتها لدى أتباعه وفي المنطقة لتحقيق مآرب أخرى.
الرأي الآخر: يذهب في النقيض من الرأي السابق إلى أن جمهورية إيران الإسلامية تمثل ثورة إسلامية على الغرب وعملائه وخطا أصيلا في الدفاع عن الأمة، وأن العلاقة القائمة بين الطرفين هي علاقة عداء مستحكم. وعلى نقيض الطرف الآخر ينفي أصحاب هذا الرأي أي رواية أو تصريح أو موقف يصب باتجاهٍ مخالفٍ لرأيهم، أو يعمدون إلى اعتباره خدعة غربية يُقصد من ورائها تشويه سمعة إيران في أنظار المسلمين ومشاعرهم. وقد يلجؤون إذا اضطروا للاعتراف ببعض الحقائق في هذا الشأن إلى تأويلها أو تبريرها خارج نسق القراءة الموضوعية والواقعية لها.
الرأي الثالث: وهو الأندر حضورا والأقرب صوابية في تقديري، هو رأي لا يشط به الخلاف العقدي الظاهر بين السنة والشيعة إلى إلغاء الشيعة ككيان مستقل وفاعل له حضوره وبات رقما صعبا، بعزيمته وإصراره تارة وبإرادة أجنبية تارات أخرى. وأنه ليس بالضرورة أن يكون واقع إيران اليوم أن تختار بين أن تكون عميلا منقادا للغرب أو تابعا مطلقا لأجندته. فالتحول الذي أحدثه الخميني بإقامة حكومة للشيعة تحت مبدأ "ولاية الفقيه" أحال أدوار الشيعة من الظل إلى الضوء ومن المذهبية (الغائبة) إلى السياسية (الطائفية) ومن ردود الفعل إلى الفعل ابتداء.
وعليه فإن العلاقة بين جمهورية إيران الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية تخضع لتجاذبات مختلفة وعوامل متعددة، ولا يلزم إطلاقا أن يكون لهذه العلاقة تصور أوحد وهدف وحيد. ومن ثمَّ فإن بإمكاننا من هذا المنظور أن نفسر الأقوال والمواقف العملية المتباينة التي تصدر من كل طرف تجاه الآخر، دون أن نلجأ إلى نكرانها أو تأويلها أو تبريرها بشكل لا موضوعي.
وانطلاقا من هذا الرأي يمكن القول أن لـ(جمهورية إيران الإسلامية) مشروعها الخاص ولـ(الولايات المتحدة الأمريكية) مشروعها الخاص، ولكل منهما أجندته الإقليمية والدولية، ووفقا لذلك فإن العلاقة بين هذين الطرفين تقوم على مدى التقارب بين أهداف مشروعيهما واتفاق الأجندة التي يرغبون في تشكيلها. وإن كان مجال التقارب هذا تجاه السنة والعرب يأخذ الحيز الأكبر، كما أن المذهب الشيعي أقرب للتعايش مع الغرب المسيحي واليهودي من المذهب السني، الذي كان ولا يزال عصيا!
إن حكمنا على (الشيعة) من منطلق (الخلاف العقدي) البين ومن خلال (التاريخ) الحافل بالصراع المذهبي لا يكفي مطلقا في فهم الواقع ما لم نأخذ بالتحولات القائمة والتغيرات المستجدة -من جهة، ومن جهة أخرى اختلاف وسائل إدارة الصراع اليوم وتوزعها على كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والاجتماعية.
كما أنه لا ينبغي أن يدفعنا كرهنا لعقائد الشيعة وما هم فيه من باطل أن ننكر قدرة هذا الفصيل من الأمة على بناء ذاته وإقامة مصالحه (وفق رؤاه الخاصة) وامتلاك نقاط القوة؛ وإن كان أثر ذلك قد يكون سلبا على الأمة جمعاء؛ لكن هذه هي الحقيقة.
إيران.. بين الانتماء المذهبي الطائفي والانتماء للأمة:
جمهورية إيران الإسلامية هي اليوم إحدى دول منظمة المؤتمر الإسلامي، وتصنف عالميا على دول الإسلام. وإن كان هذا التصنيف أصبح (رسما) تخالفه الحقائق القائمة على الأرض لهذه الدول وما تعانيه من بعد كبير عن الإسلام وتعاليمه كنهج وتطبيق.
وجمهورية إيران الإسلامية قامت –كما هو معلوم- إثر ثورة دينية تزعمها الإمام الخميني على الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979م. وهي تعتمد على الفارسية كلغة رسمية للدولة، والتقويم الفارسي كأساس للتأريخ بل يُعدُّ يوم (النيروز) من الأعياد الرسمية للدولة.[1]
ويقوم دستور جمهورية إيران الإسلامية، الصادر عام 1992م، على مبدأ (ولاية الفقيه)[2] التي تتلخص في فكرة إقامة مرجع ديني ينوب الإمام المعصوم (الغائب)!! للقيام بمصالح (الأمة) وهي هنا الطائفة الشيعية! وعلى أساس أن الثورة الإسلامية في إيران كانت "حركة تستهدف النصر لجميع المستضعفين على المستكبرين"، وأن الدستور يُعدُّ "الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها، خصوصا بالنسبة لتوسيع العلائق الدولية مع سائر الحركات الإسلامية والشعبية؛ حيث يسعى إلى بناء الأمة الواحدة في العالم....، ويعمل على مواصلة الجهاد لإنقاذ الشعوب المحرومة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم"! وهذا ما عرف في سياسة الخميني بمبدأ (تصدير الثورة)، والذي استهدف أمن دول المنطقة أكثر مما استهدف دول الكفر الطاغية!
وبحسب الدستور فإن القوات المسلحة الإيرانية وجيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة تحمل أعباء رسالة إلهية، "من أجل بسط حاكمية القانون الإلهي في العالم"، على أمل أن "يكون هذا القرن –القرن الخامس عشر الهجري- قرن تحقق الحكومة العالمية للمستضعفين وهزيمة المستكبرين كافة"!
ويكرس دستور جمهورية إيران الطائفية في الفصل الأول، الذي يتحدث عن الأصول العامة. ففي المادة الثانية ينص الدستور على أن نظام الجمهورية الإسلامية يقوم على أساس عدة قضايا منها "خامسا، الإيمان بالإمامة والقيادة المستمرة، ودورها الأساس في استمرار الثورة التي أحدثها الإسلام"، وعلى أنه "نظام يؤمّن القسط والعدالة، والاستقلال السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والتلاحم الوطني" عن طريق ثلاث أمور، منها "الاجتهاد المستمر من قبل الفقهاء جامعي الشرائط، على أساس الكتاب وسنة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين"! وتلخص المادة الخامسة مبدأ قيام حكومة إسلامية في ظل غياب الإمام المعصوم بأنه: "في زمن غيبة الإمام المهدي -عجل الله تعالى فرجه- تكون ولاية الأمر وإمامة الأمة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل، المتقي، البصير بأمور العصر، الشجاع القادر على الإدارة والتدبير"، وفقا للمادة 107.
وفيما تنص المادة الحادية عشرة أنه "على حكومة جمهورية إيران الإسلامية إقامة كل سياستها العامة على أساس تضامن الشعوب الإسلامية ووحدتها، وأن تواصل سعيها من أجل تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والثقافية في العالم الإسلامي"، كما تنحاز جمهورية إيران في المادة الثانية عشرة إلى المذهب الجعفري الإثنى عشري، "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الإثنا عشري، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير"!
ولعل قائلا يورد أن المادة ذاتها تنص على أن "المذاهب الإسلامية الأخرى، والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي، تتمتع باحترام كامل، وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم، ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية (الزواج والطلاق والإرث والوصية)، وما يتعلق بها من دعاوى المحاكم. وفي كل منطقة يتمتع أتباع أحد هذه المذاهب بالأكثرية، فإن الأحكام المحلية لتلك المنطقة -في حدود صلاحيات مجالس الشورى- تكون وفق ذلك المذهب، هذا مع الحفاظ على حقوق أتباع المذاهب الأخرى"! غير أن واقع الحال يثبت أن أتباع هذه المذاهب الإسلامية الأخرى لا يتمتعون في إيران بما يتمتع به اليهود والنصارى والوثنيين حسب المادة الثالثة عشرة، "الإيرانيون الزرادشت واليهود والمسيحيون هم وحدهم الأقليات الدينية المعترف بها، وتتمتع بالحرية في أداء مراسمها الدينية ضمن نطاق القانون، ولها أن تعمل وفق قواعدها في الأحوال الشخصية والتعاليم الدينية"!
فأهل السنة في إيران مضطهدون ويعانون من العزلة والحرمان والإقصاء والتهجير. ورغم الفسح للديانات الأخرى بفتح معابد لها في العاصمة إلا أن أهل السنة لا يسمح لهم بإنشاء مساجد لهم خاصة، وهذا أمر يلمسه الزائر إلى طهران!
وتخضع جميع السلطات الحاكمة في جمهورية إيران: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، لإشراف "ولي الأمر المطلق وإمام الأمة"! ويتألف مجلس "الشورى الإسلامي"! في حكومة إيران من أعضاء منتخبين من الشعب! وهو "يسن القوانين في القضايا كافة"، حسب المادة الحادية والسبعون، لكن لا يحق له أن "يسن القوانين المغايرة لأصول وأحكام المذهب الرسمي للبلاد أو المغايرة للدستور"، المادة الثانية والسبعون!
وتصف المادة السابعة بعد المائة الخميني بأنه "المرجع المعظم والقائد الكبير للثورة الإسلامية العالمية، ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية"! وتشترط المادة التاسعة بعد المائة في القائد الذي ينبغي أن ينوبه في قيادة الثورة وعلى خطاه أن يكون متصفا بـ: "الكفاءة العلمية اللازمة للإفتاء في مختلف أبواب الفقه، والعدالة والتقوى اللازمتان لقيادة الأمة الإسلامية، والرؤية السياسية الصحيحة والكفاءة الاجتماعية والإدارية والتدبير والشجاعة والقدرة الكافية للقيادة"! ووفقا للمادة الخامسة عشرة بعد المائة "ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسيين" ويشترط فيه أن يكون "مؤمنا ومعتقدًا بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد"! ويؤدي رئيس الجمهورية اليمين على أن يكون –فيما ينبغي عليه أن يكون- "حاميا للمذهب الرسمي"! و"متبعًا لنبي الإسلام والأئمة الأطهار عليهم السلام"! المادة الحادية والعشرون بعد المائة! كما أن على جيش جمهورية إيران أن يكون جيشًا إسلاميًا عقائديًا يضم أفرادًا "مؤمنين بأهداف الثورة الإسلامية، ومضحين بأنفسهم من أجل تحقيقها"! المادة الرابعة والأربعون بعد المائة. و"تبقى قوات حرس الثورة الإسلامية -التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة- راسخة ثابتة من أجل أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها"، المادة الخمسون بعد المائة!
إذن نحن أمام مواد تكرس هيمنة طائفة مذهبية على حساب بقية المذاهب التي تدعي مساواتها في الحقوق والحريات والمواطنة! ولن تحلم أي طائفة بتغيير الوضع سلميا مهما بلغ تعددها السكاني وثقلها الانتخابي ففي حين تسمح المادة السابعة والسبعون بعد المائة بإعادة النظر في دستور جمهورية إيران في الحالات الضرورية، إلا أن "مضامين المواد المتعلقة بكون النظام إسلاميًا وقيام كل القوانين والمقررات على أساس الموازين الإسلامية والأسس الإيمانية، وأهداف جمهورية إيران الإسلامية وكون الحكم جمهوريًا، وولاية الأمر، وإمامة الأمة، وكذلك إدارة أمور البلاد بالاعتماد على الآراء العامة، والدين والمذهب الرسمي لإيران، هي من الأمور التي لا تقبل التغيير"!
كما أن توجه الدولة في سياستها الخارجية ونظرتها لمحيطها الإقليمي محكوم على أساس طائفي باعتبار أن أتباع المذهب الشيعي، القائلين بولاية الفقيه، هم رعايا للفقيه القائم مقام الإمام المعصوم.
ومن العجيب أن المادة الرابعة والخمسون بعد المائة، في شأن السياسة الخارجية تنص على أن "جمهورية إيران الإسلامية تقوم بدعم النضال المشروع للمستضعفين ضد المستكبرين في أية نقطة من العالم، وفي الوقت نفسه لا تتدخل في الشئون الداخلية للشعوب الأخرى"! وشعار المستضعفين ضد المستكبرين اليوم يستخدم في أدبيات الأقليات الشيعية في المنطقة وهي تثور بمساندة بالولايات المتحدة (الشيطان الأكبر) للوصول إلى السلطة!
إننا في هذه السطور اعتمدنا على رؤية النظام الإسلامي في إيران السياسية الواردة في أسمى وثيقة رسمية، ولو أضفنا إلى ما لدى الشيعة (الإثنى عشرية) من عقائد تميزهم عن المسلمين لعلمنا قطعا أمام طائفة تختصر رؤيتها العقائدية والسياسية للأمة في أتباعها المؤمنين بمذهبها والكافرين بمذاهب الأمة الأخرى.
إيران والعرب عبر التاريخ:
ينظر البعض إلى أن إيران اليوم هي حاملة لواء الإسلام والمدافعة عن الأمة وعن مقدساتها، وهي نظرة في الحقيقة لا تخلو من الغفلة والتسطيح وغياب الوعي ونسيان التاريخ.
فالعلاقة بين القومية الفارسية والعرب خلال عهود التاريخ لم تتسم باللقاء أو التصالح. وبالرغم من تمكن الملك الفارسي قورش عام 542 ق.م من احتلال العراق وأرض الشام، ومن تمكن ابنه من احتلال مصر وبعض بلاد العالم القديم، إلا أن الجزيرة العربية ظلت مستعصية على الفرس. ولم يخضع العرب لسلطان الفرس، وإنما كان فيهم حلفاء لهم. واستمر الحال كذلك إلى أن عمد الملك الفارسي سابور الثاني عام 370م بشن حملة إبادة ضد العرب، فتك فيها بقبائل العرب على الساحل الإيراني وعبر الخليج، وحاول التوغل في جزيرة العرب فقتل من تمكن منه من العرب، وهجر قبائل منهم.
وقد خضع العرب في العراق أو ما كان يعرف بأرض الحيرة، وفي البحرين على سواحل الخليج العربي للنفوذ الفارسي حتى مجيء الإسلام؛ كما امتد نفوذ الفرس حتى اليمن.
وكان الفرس في حكمهم وقتالهم للعرب عتاة وقساة ومجرمون، وكان العرب لتفرقهم أصعب من أن يواجهوا الفرس ويتغلبوا عليهم. ومن بين المعارك المشهورة التي تغلب فيها العرب على الفرس معركة (ذي قار). وكان الفرس يحتقرون العرب ويستهينون بهم ويعاملونهم باستعلاء وعنصرية شديدة.
وحيث أن الفرس كانوا أصحاب رؤية توسعية وحلم إمبراطوري، فقد احتكوا منذ القدم بالغرب، ودخلوا معه في صراع نفوذ وهيمنة على المنطقة الممتدة من إيران وحتى فلسطين. وقد سجل القرآن الكريم مشهدا لهذا الصراع في مطلع سورة الروم.. "ألم، غلبت الروم في أدنى الأرض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم"، (1-5).
وقد عبر القرآن الكريم عن فرح المسلمين بانتصار الروم نظرا لكونهم أهل كتاب في حين كان الفرس عبدة للنار، فكان في انتصار أهل الكتاب إشارة لانتصار قيم الحق السماوية وهو ما يبشر المسلمين بانتصارهم على من سواهم نظرا للحق الإلهي المطلق الذي يحملونه.
وبعد هجرة الرسول الكريم –عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة، وعقب عقد اتفاق صلح الحديبية مع كفار قريش، بعث الرسول الكريم إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام. فبعث بعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى يدعوه للإسلام، وقد قابل كسرى كتاب النبي –عليه الصلاة والسلام- بأن مزقه! متطاولا على مقام الرسول –صلى الله عليه- بالشتم! فلما أخبر الرسول الكريم بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب دعا عليه بقوله: "مزق الله ملكه"!
وفي زمن أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- توسعت فتوحات الدولة الإسلامية، ودخلت بلاد فارس تحت حكم الإسلام في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو ما زرع الحقد في قلوب أهل فارس عليه حين ذهبت دولتهم. وهذا ما دفع بأبي لؤلؤة المجوسي إلى قتل عمر بن الخطاب، ويُعدُّ قبره اليوم مشهدا يزار في إيران.
وقد نشأت في العصر الأموي في بلاد فارس بوادر الدعوة "الشعوبية"[3]، لكنها ظهرت وانتشرت في بدايات العصر العباسي. و"الشعوبية" دعوة تنكر فضل العرب على غيرهم من العجم، بل تفضل العجم على العرب وتنتقص منهم وتحتقرهم.
وقد استطاع الصفويون بمكرهم التلبس بالمذهب الشيعي الإثنى عشري مع ما لديهم من دعوة (شعوبية) لإضفاء الطابع الديني على توجههم السياسي، وإمعانا في تضليل العامة من المتشيعين لآل البيت ولهذا نجد أن غالبية الشيعة الإيرانيين ينظرون إلى غالبية العرب نظرة عداء وكره تحت مبررات دينية، كما أن الشيعة يميلون في محبتهم للإمام الحسين وذريته، كونه قد تزوج من الفرس، في حين أن نظرتهم للإمام الحسن أقل توهجا في مشاعرهم ووجدانهم العاطفي.
ولا يزال الشيعة الإثنى عشرية، ومن قبلهم الصفويون، يمجدون آثار فارس ويتمدحون بمآثرها ويأخذون الكثير من العادات والتقاليد عن حضارتها. ولا يزال الإيرانيون يصرون على وصف الخليج العربي بالخليج الفارسي في مقرراتهم الدينية والسياسية والتعليمية والأدبية والثقافية!
فإذا خلصنا من هذه المقدمات إلى أن جمهورية إيران الإسلامية تنفصل عن كيان الأمة برؤية مذهبية طائفية، وقومية (شعوبية) معادية لأهم مكون من مكونات الأمة، وهم العرب؛ فنحن إذن أمام طرف آخر وكيان مستقل في أهون أحواله (الطبيعية) نِدٌ يحمل بذور العداء التاريخية والدينية والسياسية –كما سيأتي معنا!
إذن فلا غرو أن نجد سياسة إيران الخارجية تذهب باتجاه التوسع الإقليمي على حساب أمن المنطقة، فقد دخلت إيران في حرب طاحنة مع العراق لمدة ثمان سنوات، وعملت على تأجيج الأقليات الشيعية ضد الأنظمة الحاكمة في دول الخليج خلال ثمانينات القرن الماضي، واحتلت الجزر الإماراتية الثلاثة وهي تطالب بالبحرين لتكون تحت سيادتها! وعملت على زرع ذرع سياسي وعسكري (طائفي) لها في لبنان! وعملت على دعم حركة (تمرد الحوثي) باليمن! وساعدت قوى الاحتلال الأجنبي (الكافرة) على إسقاط نظام طالبان[4] وحكومة بغداد[5] والاعتداء على شعوب البلدين!
قد لا يريح كلامنا عن عداء إيران للعرب والسنة البعض باعتباره يثير الضغائن ويفرق الأمة ولهؤلاء نقول: إن القرآن الكريم وصف على عهد الرسول الكريم فصيلا من الناس أعلن عن إسلامه وأظهر تمسكه بشرائعه وشارك في الجهاد مع الرسول الكريم وبنى مسجدا وأنفق من أمواله بأنهم (العدو)! وحذر الرسول وأتباعه من بعده منهم، نظرا لما يضمرونه للإسلام والمسلمين من عداء مبطن.
ثُمَّ إن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن الخوارج –وهم في التصنيف محسوبون على السنة- فأخبر عن صلاتهم وصيامهم وقراءتهم القرآن لكنه أخبر عن كونهم يمرقون من الدِّين وأن الواجب قتالهم! كونهم يُكفِّرون أهل القبلة ويستحلون دماءهم وأعراضهم ويتركون مجاهدة الكفار وقتالهم!
فإذا كان منهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وصف بعض الفصائل المنتسبين للأمة بـ(العداوة) و(المروق من الدِّين) رغم ما هم عليه في ظاهر أمرهم فإن من الأولى بنا التزام هذا المنهج القرآني مع كل فصيل يخالف قوله عمله وظاهره باطنه وأثره شعاره!
وبحسب بيان السفارة الإيرانية في موسكو فإن الرئيس "لم يكن يقصد الكلام بعبارات حادة عندما تحدث عن إزالة إسرائيل من خريطة العالم"! وأن "طهران لا تهدف إلى الدخول في صراع، إلا أن الرئيس أراد التركيز على الدور المحوري لإيران في المنطقة"![6] فالتركيز على الدور المحوري لإيران في المنطقة" هذا هو المغزى لا أقل ولا أكثر!
عداء إيران.. لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية: حقيقة أم شعار:
لقد مثل الشاه ونظامه في إيران أداة طيعة للولايات المتحدة الأمريكية وشرطيا لها في المنطقة، وحتى ثورة الخميني "الإسلامية"! لم تكن في الحقيقة طاهرة من دنس هذه العلاقة مع واشنطن وإن كانت في السر! بل إن تلك المواجهة التي ظهرت مبكرا بين الثورة الإيرانية وواشنطن، والتي تمثلت في حادثة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران واختطاف الدبلوماسيين فيها كرهائن، والتي كان وراءها بحسب شهادة "أبو الحسن بني الصدر"[7] الأمريكيون! وأنها كانت لخدمة مصالح الفريقين: "لخدمة الملالي في إيران، وأيضاً خدمة الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا إلى السلام بعد حرب الفيتنام، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين للسلطة، وقيل كثيراً إن الخطة كانت من إعداد (هنري كيسنجر) و(روكشيلر) ولم يكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار، لم نجد طالباً واحداً يحدثنا عن مخطط العملية حتى الآن، لا نعرف في إيران حتى اليوم من الذي خطط لعملية الرهائن"[8].
هذه الحادثة التي جرت عام 1979م من قبل الطلبة السائرين على نهج الإمام (الخميني) كان يتم الاحتفال بها تحت تكبير هؤلاء الطلبة وترديد شعار (الموت لأمريكا) حتى عام 1998م، حيث رفع المتظاهرون المحتفلون بهذه المناسبة لافتة كتب عليها: (نحن لا نضمر كراهية للشعب الأمريكي، بل نعتبره في الحقيقة شعب عظيم)، وأخرى كتب عليها: (في غمرة الحماس الثوري تحدث أشياء لم يكن من الممكن احتواؤها).[9]
 وبعد فوز ريجان في انتخابات الرئاسة، تم التوصل في مطلع عام 1981م لاتفاق في لندن، أفرجت إيران بموجبه عن الرهائن الأمريكيين، واستمرت الولايات المتحدة في تزويد الجيش الإيراني بالسلاح وقطع الغيار والعتاد.. وفي مارس- أبريل 1981م، نقلت الطائرات من إسرائيل إلى إيران قطع غيار طائرات "إف-14" المقاتلة ومعدات عسكرية أخرى. وعبر إسرائيل، اشترت إيران في عام 1983م صواريخ أرض-أرض من طراز "لاتس"![10]
 لقد كانت واشنطن على علاقة سابقة مع قيادة الثورة "الإسلامية"! التي قادها الخميني، فقد نشرت مجلة تايم الأمريكية في 5/3/1979م تصريحاً للرئيس كارتر رد فيه على معارضيه، قال فيه: "إن الذين يطلبون من الولايات المتحدة أن تتدخل بشكل مباشر لوقف الأحداث مخطئون ولا يعرفون الحقائق القائمة في إيران!! لقد سبق أن أجرينا اتصالات مع أبرز زعمائها منذ بعض الوقت"![11] هذا الاتصال ضمن لواشنطن بقاء مصالحها التي عبر عنها هارولد ساوندرز -مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق- في تقرير ألقاه أمام لجنة شؤون الشرق الأوسط، بقوله: "إن المصالح الأمريكية في إيران لم تتغير، ولنا مصلحة قوية في أن تبقى إيران دولة حرة مستقرة ومستقلة"![12]
وفي حديث لوزير الدفاع الأمريكي براون –حينها- وصف حكومة بازركان -أول رئيس وزراء في عهد الخميني- بأنها متعاونة جداً وباستطاعة الأمريكان أن يقيموا معها علاقات ودية! وفي تصريح هام للراديو الحكومي قال بازركان: "إن جوهر الوجود الإيراني كدولة قد تولد من اتصالنا مع الغرب!! وإنه لما يتنافى مع المبادئ الإسلامية تدمير كل ما هو أجنبي"![13] بل سبق أن صرح آية الله روحاني، الذي كان ممثلاً للخميني في واشنطن، عندما كان الأخير في فرنسا، بالقول: "أنا مقتنع بأن أمريكا أعطتنا الضوء الأخضر"![14]
هذه العلاقة ظلت مستمرة حتى في أجواء الحرب العراقية الإيرانية، ففي عام 1986م، قام مستشار الأمن القومي الأمريكي "بَدْ مكفارلن" بزيارة سرية لطهران، وحضر والوفد المرافق له على متن طائرة تحمل معدات عسكرية لإيران، وكان الكشف عن هذه الزيارة هو ما أثار القضية التي عرفت وقتها بـ"إيران غيت" والتي قام الأمريكان -بتعاون ومباركة يهودية- بتزويد إيران بأسلحة في وقت كانت تقوم فيه على حماية الخليج العربي من الزحف الإيراني الإرهابي!![15]
وفي غمرة الاحتفالات بالذكرى العشرين للثورة قال آية الله حسين علي منتظري: إن خيار القطيعة بين إيران والولايات المتحدة منذ انتصار الثورة وضع مؤقت قابل للتغيير وفقاً للظروف السياسية والاقتصادية! إن العلاقة مع أمريكا تحددها مصالح البلاد! لا بدَّ من مراجعة للسياسة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة في شكل عملي، وعلى يد أصحاب الخبرة والاختصاص، وإذا توصلوا إلى وجود مصلحة في التطبيع ما عليهم إلا أن يبادروا إلى ذلك من دون تردد.[16]
 وفي مقال لتوماس فريدمان، في صحيفة هيرالد تربيون 30/3/1995م، ذكر أنه حتى هذا العام كانت أمريكا هي الشريك التجاري الأول لإيران!! وأن الصادرات الأمريكية إلى إيران زادت عشر مرات منذ العام 1979م.[17]
أما وزيرة الخارجية الأمريكية الصهيونية مادلين أولبرايت فقد صرحت في 21/1/1999م بالقول: "فكرنا كثيراً في شأن كيفية التعامل مع إيران، لأن من المهم ألا يُعزل إلى ما لا نهاية بلد بهذا الحجم والأهمية والموقع"!! وكانت أولبرايت قد أوصت الرئيس كلينتون، في 25/11/1998م، برفع اسم إيران من القائمة الأمريكية للدول الرئيسة المنتجة للمخدرات، وذلك في خطوة إيجابية تجاه هذا البلد[18]. ولم يتأخر الرئيس كلينتون في الاستجابة، فكان أن أصدر قراراً برفع اسم إيران من القائمة بتاريخ 8/12/1998م[19].
ويقول السفير الأمريكي السابق لدى قطر جوزيف جوجاسيان الذي عمل في الدوحة بين عامي 1985م و1989م إن الرئيس الأمريكي سيلغي قرار حظر تعامل الشركات الأمريكية مع طهران قبل نهاية العام المقبل -1999م. ولفت إلى أن كلينتون وضع على الرف قراراً كان أصدره الكونغرس يمنع تعامل شركات غربية مع إيران، مشيراً إلى أن هذا القرار سينتهي تلقائياً عام 2001م، وأعرب عن اعتقاده أنه لن يتم تجديده، وقال إن الشركات الأمريكية ستعود قريباً للعمل في إيران. (الحياة، العدد 13056، 2/12/1998م)![20].
إن إيران أحمدي نجاد هي إيران محمد خاتمي هي إيران آية الله الخميني هي إيران الشاه، لا فرق! ولنستشهد هنا بتصريح علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس الإيراني السابق، في 8 فبراير 2002م، في خطبته بجامعة طهران، حيث يقول: إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، ولولا مساعدة القوات الإيرانية في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني! وتابع قائلاً: "يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان"!
كما صرح محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية سابقا، في الإمارات العربية المتحدة في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية (15/1/2004م) قائلا: إنّ بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق"! وأنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة"!![21]
صرح مسئول المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الصدر أن مرشد الثورة الإسلامية بإيران –علي خامنئي- بالعمل مع المعارضة والتعاون مع الأمريكان من أجل إسقاط نظام صدام حسين، وأنه لولا هذه الفتوى[22] .

----
[1] تنص المادة الخامسة عشرة في (الفصل الثاني: اللغة والكتابة والتاريخ والعلم الرسمي للبلاد) على أن اللغة الرسمية هي الفارسية، أما العربية حسب المادة السادسة عشرة فبما أنها "لغة القرآن والعلوم والمعارف الإسلامية،..... وأن الأدب الفارسي ممتزج معها بشكل كامل؛ لذا يجب تدريس هذه اللغة بعد المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في جميع الصفوف والاختصاصات الدراسية"! كما تنص على استخدام الأشهر الفارسية أو اللاتينية وليس العربية! كما يعتمد في التقويم الرسمي على السنة الشمسية.
[2] المادة الخامسة من الدستور.
[3] قال عنها القرطبي: هي حركة "تبغض العرب وتفضل العجم"، وقال الزمخشري في (أساس البلاغة): "وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم". تعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة (anti-arabisim).
[4] يقول المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، في حوار مطول نشر على حلقات في صحيفة النهار اللبنانية، 6 نوفمبر 2002م: لـ"قد كسبت إيران من خلال هذا الموقف الكثير في أفغانستان، ولذلك فإنها تملك الآن مواقع جيدة متقدمة حتى على مستوى الحكم"!!
[5] في مارس 2003م كتب ألكساندر شوابة، بعنوان (مع الشيطانالأكبر ضد صدام حسين)، في الواشنطن بوست: "إن الإيرانيين التقوا بالأمريكيين فيأواخر يناير 2003م في لندن، وأيد نائب وزير خارجية أمريكا ريتشارد أرميتاج هذا اللقاء، ويبدو أن الأمريكان ضغطوا في هذا اللقاء السري على الإيرانيين ليتعهدوا ألا يمانعوا في إسقاط صدام، ولذا أعلن رفسنجاني بعدئذ مباشرة وفي خطبة الجمعة: أننا نوافق على خلع أسلحة النظام العراقي ولا نوافق على دخول جيوش أمريكا المنطقة، وزير خارجية إيران أعلن أن إيران لن ترفض الهجوم على العراق إذا كان ضمن نطاق الأمم المتحدة.
[6] انظر: أخبار الـBBC، في 29/10/2005م.
[7] أبو الحسن بني الصدر أول رئيس منتخب لجمهورية إيران (1980م) عقب إسقاط الشاه، غادر فرنسا مع الإمام الخميني للمشاركة في قيام الثورة الإسلامية، لكنه عاد إلى فرنسا، ليخلفه الخميني في الحكم في العام التالي. وكان الانقلاب عليه لعدم توقيعه على الاتفاق الذي كان بين جماعة الخميني وجماعة (ريجان) و(بوش)!
[8] راجع: حوار قناة الجزيرة مع أبي الحسن بن الصدر، الرئيس الأول للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في برنامج زيارة خاصة بتاريخ 17/1/2000م.
[9] الجارديان، في: 18/11/1998م.
[10] راجع: الكشف عن تقرير سري يفضح علاقة إيران بإسرائيل، علي حسين باكير، مجلة العصر الإلكترونية، في 13/4/2006م.
[11] انظر: عبد الله الغريب، الجذور التاريخية، ص: 255.
[12] المرجع السابق، ص: 255.
[13] المرجع السابق، ص: 255.
[14] انظر: مقابلة مع صحيفة باري ماتش، نقلتها الوطنالكويتية، بتاريخ 11/2/1979م، المرجع السابق.
[15] وانظرلمزيد من التفاصيل حول هذه القضية ومسار التعاون بين الدولتين في العهد الخميني،مذكرات وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز: نصر واضطراب، ص 275-377، الأهلية للنشر، ط1، 1994م. وكتاب: يوميات الفضيحة الإيرانية الصهيونية الأمريكية، تمام البرازي، دار الفكر للنشر والتوزيع، 1987م.
[16] انظر: صحيفة الحياة، العدد 13120، في 7/2/1999م.
[17] انظر: مقال لعلي الدين هلال، صحيفة الحياة، العدد 13056، في 2/12/1998م.
[18] صحيفة الحياة، العدد 13049.
[19] الشرق الأوسط، العدد 7315.
[20] للمزيد من الفائدة انصح القارئ الكريم بكتاب ويل للعرب مغزى التقارب الإيراني مع الغرب والعرب، لعبد المنعم شفيق، وأتمنى من الخيرين طباعة هذا الكتاب مرة أخرى! وهو من المراجع المهمة التي اعتمد عليها الباحث.
[21] راجع: عالم متعدد الأقطاب: روسيا تتحدى تفرد الولايات المتحدةالأمريكية، علي حسين باكير، مجلة الدفاع الوطني- تصدر عن الجيش اللبناني، www.lebarmy.gov.lb.
[22] في تقرير سري إلى الخارجية البريطانية يذكر السير "هوارد جونس" –الوزير الإنجليزي المفوض في القرن الماضي- أن هناك طبقة متنفذة أخرى في إيران غير البلاط الملكي والنخبة الحاكمة يجب أن تحمى من قبل التاج البريطاني، وهم علماء الشيعة ومشائخهم؛ موجها إلى استغلالهم في التأثير على عامة الشيعة. والشيء ذاته يشير إليه وزير خارجية بريطانيا، في جلسة سرية في السفارة البريطانية في طهران في11 أكتوبر 1914م، حيث يشير أن أقوى جهاز متنفذ في إيران هو طبقة رجال الدين الشيعة، معبرا عن ثقة حكومته فيهم.
انظر كتاب (أسرار وعوامل سقوط إيران).
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق