الأحد، 17 أبريل 2011

الخطـــــــر الايرانــــي في تفريـــــس دول الخليـــج العربــــي

الاطماع الإيرانية في الخليج العربي ما زالت تلوح بالأفق ومازالت دور في خلد المعممين الفرس سعيا منهم لتصدير الثورة الخمينية بشتى الطرق وبكل الأساليب فالغاية تبرر الوسيلة كما يقولون .فلقد كانت إيران دائما من أكثر دول الجوار رغبة على التمدد والتغلغل في الجسم العربي الراهن والقابل للاختراق، حيث ان تمدد إيران في الشأن العربي ليس بالأمر الجديد لكنه أصبح الآن أكثر وضوحاً وضخامة وحضوراً في أكثر من بلد عربي خصوصا في الخليج وقد تحول إلى مصدر إزعاج شديد، ومثل هذا التمدد الزائد والفاعل في أكثر من مفصل من مفاصل الجسم العربي يحول إيران إلى تهديد سياسي وإستراتيجي يضاف إلى قائمة التهديدات الخارجية التي تستهدف النظام السياسي العربي, فالأجندة الإيرانية ومصالحها تختلف اختلافا بيناً مع المصالح العربية، فإيران اليوم طرف نشط في تمزيق العراق ولا يوجد ما هو أسوأ من الاحتلال الأميركي سوى التدخل الإيراني فكلاهما يتحملان المسؤولية السياسية والأخلاقية لمعاناة الشعب العراقي بالتساوي.

ايران تحاول بشتى الطرق التوسع او الإمتداد في المنطقة الى حد قيامها بحرب سرية تشنها طهران في العالم العربي بواسطة اعوانها وحلفائها ومحاولتها ايجاد منطقة نفوذ ايراني بشكل طوق جيوسياسي حول شبه جزيرة العرب. ويعتقد الكثير من النقاد ان القيادة الإيرانية الحالية لا يمكن التكهن بتصرفاتها، وانها مستعدة للإقدام على اكثر الخطوات تطرفا من اجل انشاء الإمبراطورية الفارسية الجديدة. الأمر الذي يشكل ، خطرا على العالم كله ، ناهيك عن الأقطار العربية.ولانها لا تمتلك قدرات كافية لتملي ارادتها على المنطقة كلها، وصل بها الحال الى اطلاق التهديد بعمليات انتقامية في العالم العربي في حال تعرضت ايران لضربات حربية مزعومة من طرف الولايات المتحدة اودويلة الكيان الصهيوني,ومن خلال هذه التهديدات فان ايران تبحث عن اي اعذار لشن عمليات في العالم العربي تقوم بها القوات المسلحة الايرانية .. او تكلف نوابها بالمنطقه من اعوان وحلفاء بالقيام بمثل تلك الحروب.

ان وجود خلايا نائمة وجيوب ايرانية مندسة في الخليج ، تشكل أدوات المخطط التوسعي الإيراني ، وأنها تعمل وفق أجنـدة مشروع (تصدير الخمينية) الذي يتبنـَّاه نظام طهران الحالي الذي هو أشدّ الأنظمة في المنطقة طغيانا ، ووحشية ، وإستبدادا ، وإذا كانت الأنظمة العربية الفاسدة قد طغت على شعبها ، فطغاة طهران ، قـد وسَّعوا طغيانهم  بعد أن اذاقوا الشعب الإيراني سوء العذاب وانتهكوا حريته ، وحقـوقه المشروعـة حتـّى تزوير الإنتخابـات ، وقمـع ، وقتل المتظاهرين سلميـا ضد التزويـر كما جرى في الانتخابات الايرانية الماضية ، وقد شهد العالم أجمـع ما فعلوه في العراق من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، تفضـح ما يحمله هذا النظام الطاغية من أحقـاد لا تبلغ أن تصفها الكلمات ، كما كانوا أهم أعوان الإحتلال الأمريكي لأفغانسـتان ، وشاركوا في جرائم الإبادة التي تعرض لها الشعب الأفغاني.

وليس ثمة شكّ ، أن ما يجري في البحرين ليس سوى تحريك إيراني لأحزاب تابعة لطغاة طهران ، ضمن مشروع إقليمي يستهدف حضارتنا ، وليس الأنظمة السياسية الحالية ويرمي إلى القضاء على عقيـدة أمتنا العربية ، كما يستهدف الاسلام ذاته

ما ما يجري في البحرين ، هو تحرُّك طائفي يخدم أجندة خارجية ، ويمتـطي العنف ، والتخريب ، ويعارضه بقية الشعب البحريني ، ويعلم هذا الشعـب حقيقة نواياها ، وأبعاد تآمره على الوطن ، من خبرة تراكمت عبر عقود ، كشفت حقيقـة شخصيّات هذا الحراك ، وتنظيماته ، وعلاقته الوثيقة بالمخطّط الإيراني ، كما فضحـت سوابقه التي أفصـح فيها عـن مراميه . وتأتي قضية البحرين، لتشكل حلقة أخرى من حلقات المخاوف الخليجية الواسعة من الدور الخطير الذي تلعبه إيران، وأجهزة إستخباراتها المتعددة، التي لوحظ صلاتها مع أكثر من خلية وشبكة إرهابية كانت أجهزة الأمن الخليجية تضبطها، وهي على وشك تنفيذ مخططات دموية واسعة تستهدف إثارة الفوضى والبلبة في العواصم الخليجية المختلفة، وتنفيذ تفجيرات وإغتيالات، وكلها كانت معدة بالتزامن مع أي ضربة عسكرية قد توجه الى إيران من قبل الولايات المتحدة الأميركية أو دويلة الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي توقفت العواصم الخليجية أمامه مطولا، خصوصا وأن إعترافات أعضاء تلك الخلايا والشبكات كانت تشير صراحة الى إرتباطهم بضباط إيرانيين كانوا يدربونهم، ويمدونهم بأجهزة التجسس بعد تدريبهم عليها،

لكنه ورغم الخطر الإيراني الداهم والفاجر الذي وصل على كافة المستويات والصعد إلى داخل العديد من مجتمعات الدول الخليجية العربية مشجعاً ومحرضاً ومسوقاً وممولاً ومرشداً ومنظماً للتعصب المذهبي والكراهية والفرقة والحقد ونكء الجراح، ونشر ثقافة ولاية الفقيه الهادفة إلى إسقاط الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية على أنقاضها،ورغم استمرار الاحتلال الإيراني لجزر دولة الإمارات العربية الثلاثة، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى منذ العام 1971 ،ورغم تسلل الخلايا المخابرتية والميليشياوية التابعة مباشرة للحرس الثوري الإيراني وانكشاف أمرها ومخططاتها في كل من سوريا ولبنان والبحرين والكويت والسعودية ومصر والأردن والسودان والعراق وقطاع غزة والضفة الغربية،ورغم وجود جيش إيراني في لبنان هو حزب الله الذي بات يهيمن على البلد وعلى حكمه ويهدد السلم والاستقرار في كل المنطقة، ورغم الاحتلال الإيراني السافر والعلني للعراق،ورغم استمرارية إيران بادعائها ملكية وفارسية كل دول الخليج العربي،ورغم هيمنة إيران الكاملة على مصادر تمويل وقرار وتسليح منظمة حماس واختطافها قضية العرب الأولى، فلسطين،ورغم معرفة كافة الدول العربية بأن السلاح الإيراني بما فيه النووي هو ضدهم وليس ضد  دويلة الكيان الصهيوني، إنه ورغم كل هذه الأخطار الإيرانية المخيفة والقاتلة لا تزال مواقف وتصرفات معظم الدول العربية تجاه إيران رمادية وفاترة وتتميز بتقية لافتة وبتردد وخوف من الصعب على المراقبين والمحللين فهمها. إنها سياسة النعامة ودفن الرؤوس في الرمال الرافضة حتى الآن الإقرار علناً بالخطر الإيراني والمتقاعسة عن واجب الوقوف في وجه هذا الخطر السرطاني والتصدي له.  باختصار مفيد لا يجب أن يغيب ولو للحظة عن ذكاء وفطنة مفكري وساسة وقادة وحكام وعقلاء كل الدول العربية وتحديداً الخليجية منها أن المشروع الفارسي المذهبي العسكري والتوسعي الساعي  لتصدير ثورة الخميني بالقوة والإرهاب وإلى امتلاك السلاح النووي وكل أنواع السلاح التقليدي الهجومي من صواريخ وغواصات وطائرات وغيرها، هو مشروع أولاً وأخيراً يستهدف دولهم ومجتمعاتهم وأنظمتهم وثقافتهم وشعوبهم وليس إسرائيل، وبالتالي كلما استمروا عن سابق تصور وتصميم في انتهاج سياسة التقية وفي تقليد النعامة في مواقفهم كلما تراجعوا أكثر وخسروا أكثر وتركوا أبواب أوطانهم مشرعة دون حماية للمشروع الفارسي وقد يأتي يوما لا يفيد فيه لا الندم ولا النواح فدويلة الكيان الصهيوني لن تكبر أكثر مما كبرت ولن يصبح عدد سكانها بين ليلة وضحاها 80 مليون نفس بينما الأمبراطورية الفارسية موجودة فعلا ومن يدري فإن الأمبراطورية العثمانية فد تكون التالية.

للاسف الشديد فإن إيران نجحت في تحقق ما كانت تتمنى واستطاعت أن تحقق حلمها المنشود في بسط سيطرتها على كثير من الدول العربية منها العراق والبحرين والإمارات فضلا عن لبنان وسوريا والكويت ، وان ما يحدث في العراق من انقسامات طائفية وصراعات تحزبية وفوضى أمنية إنما هو بفعل إيراني وأيدي فارسية خفيف تحرك المشهد العراقي كما تريد وأينما تريد خدمة لمصالحها وسياساتها .ومن استقراء بسيط للساحة العربية نجدها تعاني من مرض داخلي وسرطان أصاب مفاصلها واخذ يسري في جسدها ألا وهو تواجد الشيعة في الدول العربية السنية التي تسعى -الشيعة- لتنفيذ المخططات الإيرانية الرامية لنشر فكرها الفارسي على الأرض العربية .

لقد تمكنت إيران من فرض سيطرتها الجزئية على البحرين ومن دلائل النجاح الجزئي للمخطط الإيراني هو ما ذكرته مجلة الوطن العربي في 18/10/ 2006 عن النجاحات الإيرانية في البحرين  (( أنه بعد أن كانت الشيعة تتزعم المعارضة البحرانية وهي منفية في الخارج ومطاردة في الداخل أصبحت تتواجد في البحرين على شكل جمعيات سياسية ويؤخذ رأيها في الميثاق الوطني وتعديل الدستور، وقد أصبح لهم خمس جمعيات هي: العمل الوطني الديمقراطي، الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي، المنبر الديمقراطي التقدمي، المنبر الوطني الإسلامي، الوفاق الوطني الإسلامي، ومن النجاحات في هذا الأسلوب عزم وزير التربية على تدريس المذاهب والفقه المقارن في المعهد الديني وتخصيص مدرسين من كل مذهب لتدريس مذهبه مع تعديل المناهج لتناسب ذلك وقد بدأت البحرين منذ العام 2002 في نقل مراسم عاشوراء على أجهزة إعلام الدولة بأمر ملكي

ان ما يحدث اليوم من اعتداءات ومظاهرات على ارض البحرين لم تأتي من فراغ بل من جذور تأصلت من خلال الخلايا النائمة وسقيت بمياه فارسية طائفية وإذا ما رجعنا إلى التاريخ سنجد أن العلاقات البحرينية الإيرانية اتسمت بالتوتر والجمود في ظل مطالبات الحكام الإيرانيين بضم البحرين إلى إيران , فقد بادرت إيران في تشرين الثاني عام 1927 بإثارة موضوع تبعية البحرين لها في عصبة الأمم وأكدت في المذكرة التي قدمتها إلى المنظمة الدولية في ذلك الوقت أنها كانت المسيطرة على البحرين في معظم عصور التاريخ ، حسبما أفادت به صحيفة نيروز إيران. وفي 21 ايلول عام 1945 أبرزت جريدة ( نيروز إيران ) الحديث الذي أدلى به وزير الخارجية الإيراني في المجلس النيابي والذي طالب فيه الولايات المتحدة بالتريث في استخراج النفط من الحقول البحرينية نظرًا للحقوق الإيرانية في البحرين ..وفي بداية التسعينات وجهت المنامة اتهامًا رسميًا إلى طهران بالتورط في تمويل تنظيمات سرية تهدف إلى قلب نظام الحكم وإقامة الجمهورية الإسلامية على النمط الإيراني، وأقدمت البحرين في مطلع شهر شباط عام 1996 على إبعاد السكرتير الثالث في السفارة الإيرانية معتبرة أنه شخص غير مرغوب فيه ويقوم بأعمال تتنافى ومهمته الدبلوماسية، وردت إيران بالمثل فطردت دبلوماسيًا بحرينيًا بعد يوم واحد من الإجراء البحريني حسبما ورد في صحيفة كيهان الإيرانية .وفي 3 حزيران عام 1996 وحسب ما أوردته الصحيفة البحرينية الرسمية أعلنت الحكومة البحرينية الكشف عن حزب الله البحريني وهو حركة معارضة شيعية، يعد أحد فروع حزب الله الإيراني، هذا بالإضافة إلى وجود الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين وهي حركة معارضة شيعية تأسست عام 1976 واتخذت طهران مقرًا لها، وعقب الكشف عن حزب الله البحريني ومخططه لقلب نظام الحكم قررت البحرين سحب سفيرها في طهران وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران إلى درجة قائم بالأعمال. وتأكيدا لما سبق ومدى تواجد النفوذ الإيراني في البحرين فقد شهدت البحرين مظاهرات عديدة ذات طابع طائفي  إيراني , ففي18 حزيران 2004 تظاهر الآلاف من شيعة البحرين من مختلف الأعمار رجالاً ونساءً رافعين أعلاما داعين لوقف الانتهاكات الأميركية ، وحمل المتظاهرون صورا لعلي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى . كما شهدت البحرين في 26 اذار2005 مظاهرات جديدة ، وذلك في منطقة سترة بالمنامة, كانت قد دعت إليها جهات بحرينية شيعية معارضة على رأسها جمعية (الوفاق الوطني) . وفي 18/2/2006 تظاهر نحو ألف بحريني للمطالبة بالإفراج عن عدد من الأشخاص الذين حكم عليهم بالسجن بتهمة التجمهر احتجاجا على توقيف رجل دين شيعي في المطار في كانون الثاني.

ان انهيار البوابة الشرقيّة للعرب مع الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق ((الذي كان يشكّل سدّاً في وجه النفوذ الإيراني إلى الخليج وبقية الدول العربية))، وانتقال إيران من العمل السري إلى العمل العلني المترافق مع إعلانها الواضح والصريح في أكثر من مناسبة عن طموحاتها الإقليميةو قد ادى الى تخلخل التوازن الاستراتيجي في الخليج بل و تزعزعه وانهياره لصالح ايران وترافق تعاظم القدرات العسكرية الإيرانية مع غياب سياسة واضحة وشفافة لطمأنة دول الجوار. وعلى رغم انّه يحلو لبعض المحللين من العرب القول بأنّ أميركا و دويلة الكيان الصهيوني تعملان على التحريض ضد إيران باعتبارها تخلق تهديداً مصطنعاً لدول الخليج العربية وللدول العربية الأخرى، إلا أن إيران نفسها لم تقم بأي جهد يذكر لإثبات نواياها السلمية وطمأنة الجيران، بل على العكس أمعنت طهران في إثبات نظرية أنها تشكل خطراً على الدول العربية والخليجية تحديداً, من خلال رفع قدرة الابتزاز التي تملكها إيران تجاه دول الخليج العربية، في ظل قدرتها الدائمة على التهديد بقوتها النووية أو حتى استخدام القوّة في فرض أجندتها في ظل حيازتها رادع نووي يحصّنها من عواقب تصرفاتها ويمنحها القوة على تعزيز سياستها الهجومية والتدخلية. واستخدام قدرتها على القيام بحروب بالوكالة تهدد أمن دول الخليج العربية للضغط عليها بخصوص الاعتراف بدورها ومصالحها في هذه الدول وفي المنطقة ككل، من دون أن يكون هناك قدرة على مواجهتها أو إجبارها على التراجع أو حتى التفاوض لكونها في مأمن من تحمّل العواقب.

إما ما يحدث في اليمن اليوم فهو حلم إيراني آخر بدولة فارسية وجمهورية إيرانية في مكان جديد هو جنوب اليمن وفي جزيرة العرب, بعد أن تمكنت من تحقيق أحلامها الوردية في العراق ((ولو بشكل آني)) فالاستمرار في العمل على التحريض لفصل جنوب اليمن عن شماله هو عمل تحريضي يستهدف وحدة اليمن وان تحركات جزء من الشعب اليمني وإن كانت وطنية كما يعتقدون فإنها لا يمكن أن تكون كذلك طالما تماشت مع المخطط الإيراني التخريبي في اليمن.

ان حكام طهران قد تمادوا في غي تدخلاتهم السافرة, وبالطبع فان تحريض الشعوب ضد حكوماتها ودولها ليس من أخلاق الدول الكبيرة وليس من تصرفات الأنظمة المحترمة ولا تمارس ذلك إلا الدول المارقة والأنظمة المخربة التي تبحث لنفسها عن دور. وطهران ليس لها أي حق في التحريض المستمر ضد اليمن أو مصر أو السعودية أو غيرها من الدول العربية,

النظام الايراني ما زال مصرا على الطائفية في تحركاته التوسعية, السياسية والأيديولوجية. والمشكلة أن البعض من الشارع العربي والإسلامي يصدق أكاذيب إيران بشأن ادعائها العمل على حماية الإسلام, والحقيقة أن إيران تحاول تأجيج صراعاً سنياً شيعياً لتحقيق أهدافها السياسية. والكل يعلم أن السنة والشيعة عاشوا بسلام مئات السنين ولم تنبش خلافاتهم إلا إيران منذ نجاح الثورة الخمينية وبعد حرب العراق الأخيرة. إذن الأهداف الإيرانية لم تتغير وإن تغيرت الآليات, من أجل تنفيذ مخططاتها وطموحاتها الفارسية, وغير المشروعية في  المنطقة, عن طريق إشغال أقوى الدول العربية, كمصر والسعودية, وغيرهما من دول المنطقة, لصرف انتباهها عن مخططاتها في العراق وأفغانستان, ولتحقيق الهدف من تصدير ثورتها الصفوية الفارسية

إن النوايا الإيرانية المبيتة لليمن والبحرين وقطر والإمارات ومصر على كانت دوماً تكشف عن نفسها بنفسها في تصرفات وتصريحات مسؤولي دولة الإحتلال الإيرانية ، وكلها بإيعاز من كبيرهم خامنئي. ولنستذكر كلام شريعتمداري وكروبي ونجاد تجاه الخليج العربي ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة ، وكلام حسن روحاني عام 1994م , حين قال بأن ((... إيران ستقطع اليد التي ستمتد إلى الجزر الثلاث...)). هذه العنجهية الإيرانية ما جاءت إلا بعد تنسيق إيراني أمريكي طويل وتفاهمات منذ أن جيء بخميني وحتى الساعة والبسطاء من السياسيين من يبرؤون ( آيات الله ) الإيرانيين من العمالة الكبرى للغرب وحضورهم الفاعل في محافل الماسونية العالمية. كان حسن روحاني هذا حينها سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وهو أعلى سلطة عسكرية وسياسية في إيران بعد سلطة خامنئي المطلقة. وقد كان هنالك مخطط (تدريبي) لإحتلال البحرين وقطر ثم الإمارات ، وكانت هنالك مناورات عسكرية بحرية وجوية وبرية إيرانية واسعة في 23 أيلول 1994م ، بحجة التحضير لخطة صد هجوم (محتمل) على الجزر الثلاث المحتلة ، ثم لحقتها تصريحات كثيرة من مصباح يزدي وغيره على فارسية الخليج العربي  , وبالمراهنة على قدرات إيران العسكرية الهجومية في حال نشوب أي نزاع ، وصلت المناورات العسكرية الإيرانية إلى 200 مناورة عسكرية سنوياً منذ ذلك التأريخ وحتى اليوم ، وهي المناورات التي وضعت أصلاً للتجهز لتنفيذ المخطط الإيراني السري لغزو الخليج العربي.

ختاما فان الطموح الايراني لن يقف امام دولة او دولتين وانما يسعى لفرض سيطرته على دول المنطقة ، حيث يشكل هذا الطموح خطرا عظيما يهدد المنطقة بأسرها إذ أن الهدف الإيراني يتجلى في بسط نفوذه الواسع والسيطرة على الكثير من البلاد العربية التي أصبحت لقمة سائغة للنظام الإيراني الذي بدا تحقيق حلمه المنشود بالسيطرة على منطقة الخليج العربي مبتدأ يتغير باسم المنطقة بـ(منطقة الخليج الفارسي) وكأنها تابعة لإيران، وكان هذا بداية الغيث ثم جاء الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث غير مبالين بالأصوات العربية المستنكرة لهذا الاحتلال ثم بدأت بلاد فارس ببسط سيطرتها على باقي الدول منها احتلال العراق وبشكل علني وتأجيج العنف الطائفي ضد أهل السنة العرب من قتل وتهجير وتهديم المساجد ، ولم تكن لبنان من تلك الاحداث ببعيدة فهي التي قد خاضت حرب فرضت عليها من قبل الكيان الصهيوني بمباركة وتأجيج من حزب الله  المدعوم من ايران ان إيران وكما هو معروف للجميع تسعى جاهدة لنشر التشيع الفارسي في البلدان العربية إما موقف الدول العربية عامة ودول الخليج خاصة من هذه التهديدات الإيرانية فهو موقف الضعيف أمام القوي فليس لهم سوى الامتعاض والاستنكار إزاء النهج الإيراني تجاه منطقة الخليج العربي. ولا بُدَّ وأن يعي العرب من الخليج إلى المحيط ، مفكرين وسياسيين وشباباً مثقفاً وجيلاً متطلعاً نحو بناء الخصوصية والاستقلال الاجتماعي والوطني والقومي ، بأن التغييرلقادم في إيران ، ويشكل ضرورة إستراتيجية لهدوء المنطقة الإقليمية برمتها ، ويمثل مطلباً للتخلص من جيوب النظام الإيراني التفتيتية ، القابعة في زوايا البلدان المأزومة كلبنان والبحرين والعراق وغيرها ، وينبغي أن تدرك النخب وبعض القيادات السياسية العربية ، المرتبطة مع النظام إيران بعلاقات حميمة ، بأنَّ النظام الإيراني يتطفل على ذهنية الشعب العربي دون خجل ، بما يجعل من تلك الحميمية حمماً منبوذة في المواقف الجادة والحوادث المفصلية التي يعيشها المجتمع العربي ، ما دام النظام الإيراني مصراً في جميع حالاته على فرض نظرية تصدير ثورته الخمينية بكل الطرق بما فيها التلويح بامتلاك مصادر التهديد والقوة, فلم يعد مقبولاَ عند المجتمع العربي وهو يصنع تاريخه الحضاري الجديد بدمائه وثورة أبنائه ، أن يكون أخرساً أو لا أبالياً أمام نوازع الغرباء والمتطفلين الذين يسعون لاختراقه ، سواء كان هذا الاختراق قادماً من عقلية النظام الإيراني أو من عقلية النظام الأجنبي الغربي ، أو أي نظام خارجي آخر ، ويستدعي هذا الأمر ، إقامة دعامة حيوية من تحصين خصوصية الذات المعرفية للنخب الفكرية العربية ، من أجل ديمومة الحصاد الذي جناه المجتمع العربي بثوراته التحررية على الفساد السلطوي ، لغرض غرس بذوره في صناعة الأجيال المستقبلية الراسخة ، غير المفرطة بحقوقها الزمنية والعقائدية والقيمية.

الكاتب / نبيل ابراهيم
شبكة المنصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق