الخميس، 21 أبريل 2011

القضية الأحوازية.. مأزقٌ لإيران وللحكام العرب!!

موقع المسلم 15-جمادى الأولى-1432 هـ / 90-أبريل-2011م

يوم الجمعة الماضي الموافق للـ 15/4/2011م كان يوماً تأريخياً عند عرب الأحواز التي تحتلها إيران منذ 86سنة، إذ صمم الأحوازيون على الانتفاض مجدداً على الاحتلال الفارسي المجوسي الشوفيني الحاقد على العرب حتى لو كانوا شركاء له في الدين والمذهب!!

وسقط المناضلون الشجعان برصاص الولي الفقيه الغادر، لكنهم أطلقوا ثورة جديدة ضده، وجددوا ذاكرة شعبهم الذي يعاني الأمرّين على أيدي شرذمة الكراهية أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي.

ويكفيهم فخراً أنهم أشعلوا النار اليوم في إيران ذاتها بعد أن نجحت في نشر النيران في الخارج بعامة وفي دول الجوار العربي والإسلامي بخاصة :العراق-أفغانستان-باكستان-لبنان-سوريا-الخليج-اليمن....

وليس سراً أن للأحواز أهمية إستراتيجية مفصلية فلولاها لما كان للمجوسيين الجدد أن يطلوا على الخليج العربي الذي يصرون على رفض اسمه حقداً على عروبته الراسخة على الشاطئين الغربي والشرقي، فالأحواز مصدر 80% من نفط دولة الملالي العدوانية التوسعية، والأشد خطورة من ذلك كله أن سياستها العنصرية في الإقليم السليب تُسْقِط كثيراً من الأكاذيب المحورية التي تمثل العمود الفقري للصورة المفتراة للإمبراطورية الصفوية الجديدة، فأهل الأحواز شيعة في أكثريتهم لكن انتماءهم المذهبي لم يشفع لهم عند أدعياء التشيع، فهم موضع مقت متأصل وموروث لأنهم عرب فحسب..

ولقد حرص القوم دائماً على حجب قمعهم المستمر لأهل السنة في إيران لخدمة تقيتهم التي سهلت لهم التسلل إلى بيئات إسلامية غافلة تجهل هوية الرفض عقدياً ولا تعلم شيئاً عن مظالم أشقائهم في جمهورية الخوف.

فلا ريب في أن يكون حرص دولة الملالي أشد على طمس معالم البطش المجوسي بالأحوازيين شركائهم في التشيع الاثني عشري؟فافتضاحه يضر إضراراً فادحاً بمشروع التمدد الصفوي أمام السنة والشيعة العرب على حد سواء، فأهل السنة سوف يقولون في أنفسهم:إذا كان ظلم الرافضة الصفويين لإخوتهم في المذهب بهذه القسوة فلا بد أن كراهيتهم لنا أشد وأعنف.والشيعة العرب المنخدعون بكون طهران فاتيكان الرفض في العالم سوف يقفون حائرين وعاجزين عن استيعاب التناقض الإيراني بين حماية التشيع في الخارج والظلم البشع لشيعة تحت حكمهم!!

صحيح أن تسنن كثير من الأحوازيين في السنوات الأخيرة قد يستفز أتباع الملالي في البلدان العربية باعتبارهم "ضالين" و"مارقين"و"نواصب" لكن ذلك سوف يدفع الشرائح الأكثر وعياً واستقلالية إلى طرح تساؤلات شائكة عن أسباب تمرد الأحوازيين الآن على التشيع الذي ظلوا يعتنقونه منذ قرون؟

فكيف يفر هؤلاء من "جنة"التشيع ويرفضون مزاياه ويختارون التحول إلى أهل السنة والجماعة المظلومين ظلماً جذرياً؟ولكن للمسألة وجهاً آخر، إذ إن تسنن الأحوازيين يزيد من الاحتضان العربي الشعبي لقضيتهم العادلة .

وتسليط الضوء على مظلمة الأحوازيين يسهم في إسقاط الرداء الثوري الزائف الذي تشبع به نظام خامنئي إعلامياً على مدى سنوات بادعائه نصرة المستضعَفِين في كل مكان وزمان...

كما أن له أثراً لا يقل أهمية في الجهة الغربية من الخليج حيث يغدو عامل ضغط هائلاً من الشعوب العربية على نظمها السياسية التي أدارت ظهرها لمأساة الأحوازيين بصورة مزرية حتى إنها لم تستعملها على الأقل كسلاح في مواجهة الاستفزازات الصفوية المتوالية ضدها!!

ناهيك عن تسديد صفعة قوية لتجار القومية العربية المتآمرين مع طهران ضد أمتهم الأمر الذي تجلى بتخلي هؤلاء عن مؤازرة الأحوازيين منذ تسلط خميني على إيران!!بل إن أحد أشد النظم العربية تشدقاً بالعروبة انتقل من احتضان الأحوازيين إلى مطاردتهم وتزويد أجهزة القمع الصفوية بملفات لأبرز الناشطين في الدفاع عن شعبهم المظلوم.

وعلينا التأكيد هنا أن نصرة القضية الأحوازية العادلة لا تتطلب منا سوى تأسيس قناة فضائية تدافع عنها بمنطق سديد ولغة علمية تعززها الوقائع والوثائق وتبنيها في المحافل السياسية والحقوقية الإقليمية والدولية وإعادتها إلى خريطة الوطن العربي وبخاصة أنها حُذِفَتْ منها بصورة غامضة لا يدري مخلوق كيف تم الحذف المريب ولماذا؟

وختاماً، فإننا نتمنى على عرب الأحواز ممارسة الذكاء في طرح قضيتهم العادلة، بحيث تصبح جزءاً من مطالب الشعوب الأخرى التي يقهرها الصفويون من كرد وبلوش وتركمان بل وفرس مغلوبين على أمرهم.إذ يمكن المطالبة في المرحلة الحاضرة بحرياتهم الدينية وحقوقهم القومية في صيغة حكم ذاتي موسع مثلاً، ثم يمكن البناء عليها لمطالب أكبر في مرحلة لاحقة.


الكاتب والمصدر / موقع المسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق