الأحد، 17 أبريل 2011

حقائق كبيرة وخطيرة طموحات إيران


بقلم الشيخ الدكتور/ طه حامد الدليمي

حقائق كبيرة وخطيرة
عن طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة
بمناسبة 4/9 اليوم الذي ابتدأت به إيران الحرب على العراق سنة 1980

(الحلقة الأولى)

إيران وطموحاتها في المنطقة لإقامة إمبراطورية (فارس الكبرى)

ذكرى العدوان الإيراني على العراق
في مثل هذا اليوم قبل سبعة وعشرين عاماً، أي يوم (4/9/1980) ابتدأ العدوان الإيراني على العراق، تنفيذاً لمبدأ (تصدير الثورة) الذي جاء به الخميني عند توليه زمام الحكم في إيران، واستمراراً لسلسلة الاعتداءات التي ما انفكت تتوالى منذ خمسين قرناً من التاريخ المكتوب. وقد ظل العراق محتفظاً بحق الرد مدة (18) يوماً، أملاً بأن توقف إيران اعتداءها، ولكن دون طائل! فجاء الرد العراقي الكبير يوم (22/9/1980). وهو اليوم الذي تؤرخ فيه إيران لابتداء الحرب، وذلك من أجل أن يسلم لها ادعاؤها بأن العراق هو البادئ بالاعتداء. متناسين كل الحقائق التي على الأرض.
مشكلة التاريخ أن الحدث يختفي من صفحة الأرض بعد وقوعه مباشرة، أو بعد ذلك بقليل، وينتقل إلى صفحات الكتب. وعندها يكتب ويصور حسب مشيئة الكاتب. وإذا استحضرت أن الشيعة أكبر مزوري التاريخ في التاريخ، وأنهم بارعون غاية البراعة في الإعلام والدعاية والإشاعة، وأنهم هم الذين يكتبون التاريخ، رغم أن غيرهم هو الذي يصنعه، وأن أهل السنة – وإن كتبوا - لا يحسنون العرض والإعلام.. أدركت أي خديعة تاريخية نعيشها! وأي أساطير نقرأها، ونقوم بنشرها!
وتأسيساً على هذه الحقيقة أريد أن أطوي صفحات تلك الأحداث سريعاً، وأصل بالقارئ إلى الأحداث الأخيرة، التي يستطيع أن يراها، أو يستحضرها؛ لأنه إن لم يكن أحد شهود عيانها، فإنه لا بد أن يكون رآها وسمع بها من خلال شاشات القنوات الفضائية، وأجهزة الإعلام الأخرى، وقرأها في الكتب والصحف والنشريات، بحيث سيكون من السهل عليه أن يصل معي إلى الحقيقة التالية، وهي: أن أن العدوان الإيراني فعل، وليس رد فعل. وأنه ليس اعتداء عارضاً تثيره أسباب موضوعية مباشرة، إنما هو عدوان مبيت تفرضه النفسية والعقيدة الفارسية، التي ظلت تثيره وتفرضه طيلة العصور المتطاولة الماضية. فكان من الطبيعي أن يقوم بالاعتداء مبتدئاً، لا مدافعاً.. وفاعلاً لا منفعلاً.
وهذه بعض الشواهد الثابتة، التي تدل دلالة واضحة على أن إيران ذات مشروع إمبراطوري، أفرزته عقلية توسعية، تدفع أصحابها دفعاً إلى الاعتداء والاحتراب مع جيرانهم من دول المنطقة. وذلك في العصور القديمة والحديثة دون استثناء:

1. الحزام الشيعي : في لقاء لقناة الجزيرة مع الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر كان أحد الأسئلة:

س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
ج- لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر ، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيدا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع(1) إ.هـ.
وقال عبد العزيز الحكيم متهكماً: الهلال الشيعي؟ هذا كان من قبل.. أما اليوم فقد صار بدراً.

2. عدم الاعتراف بالعراق :

لا تخفي إيران حلمها في ضم دول الخليج والعراق تحت جناحها! إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تعترف بالعراق عضواً في عصبة الأمم في عشرينات القرن الماضي. وظلت على موقفها الغريب هذا، حتى أجبرتها السياسة - وتداخلاتها مع بريطانيا - ليتغير الموقف عام 1929. بينما كانت من أوائل الدول، التي اعترفت بالكيان الصهيوني، كدولة مستقلة منذ عام ‏1951م،‏ أي بعد نشأته بحوالي ثلاث سنوات فقط. ولم يرد الشاه رضا بهلوي زيارة الملك فيصل الأول لإيران عام 1931، إنما انتدب ولي العهد محمد رضا، بعد إلحاح الجانب العراقي لرد الزيارة(2). وهذا له أبعاده المعنوية التي لا تخفى على المدقق. فالشاه يستنكف من زيارة العراق كضيف على دولة مستقلة. وقد استغلت إيران بريطانيا وخوفها من روسيا آنذاك، فتآمرت معها، وقامت باحتلال إقليم الأحواز عام 1925 في مقابل صد الخطر الروسي.

3. وزراء الخميني:

العراق والخليج جزء من إيران : ومرة بعد مرة يطيش رأس المسؤول الإيراني بذلك الحلم؛ فيأخذ بالهذيان، وتظهر النوايا على صفحات اللسان. وجاء الخميني صاحب (الجمهورية الإسلامية) ليعلن وزير خارجيته (صادق قطب زادة) أن العراق جزء من إيران. وبسبب هذه التصريحات، وما جرت على الحدود من تحرشات واعتداءات وقعت الحرب التي استمرت ثماني سنين. بل صرح هذا السفيه في مقابلة له أجراها "راديو مونت كارلو" في 30/04/1980 علانية بـ(أنّ كلّ بلاد الخليج تشكل تاريخيّاً جزءاً من الأراضي الإيرانية). ولربما ظنها البعض زلة لسان، فأعادها وأكدها (روحاني) في 15/05/1980 حين ذكر في مؤتمر صحفي: (أنّ البحرين جزء لا يتجزّأ من الأراضي الإيرانية، وهي تشكل الإقليم الرابع عشر في إيران بموجب الدستور الجديد… وأنّ الشاه المخلوع تنازل للعراق عن مناطق شاسعة جنوبي إيران، بموجب اتفاق الجزائر 1975، وإننا نشعر بالحاجة الآن إلى إيضاح وضع البحرين بالنسبة لإيران، لأن بعض الدول العربية وبينها العراق تطالب بثلاث جزر في الخليج).

4. حفيد الخميني:

العراق عراقنا والنجف عاصمتنا: وما خفي أعظم وأعظم. في برنامج (الاتجاه المعاكس) على قناة الجزيرة يوم 22/2/2005 قال الأستاذ عوني قلمجي الناطق الرسمي باسم التحالف الوطني العراقي: في سنة 1979 جاء حفيد الخميني مبعوثاً عنه إلى المنطقة الشمالية من العراق - وكنا وقتها في المعارضة – ليقول لجلال الطالباني، وكان فؤاد معصوم حاضراً: ارفعوا يدكم أيها المعارضة عن العراق؛ العراق عراقنا، والنجف عاصمتنا.

5. احتلال الجزر العربية الثلاث :

طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى منذ عام 1971م ورفضها الدائم حل القضية عبر المحكمة الدولية لأن إيران تعلم قبل غيرها أن المحكمة الدولية سوف تحكم لصالح الإمارات. وفي عـام 2004، طالبت إيران قطر بتبطئة معدل استغلالها لاحتياطيات حقل الشمال وحقل بارس الشمالي التي تشترك فيها الدولتان، محذرة إياها من أنها قد تلجـأ (لإيجاد طرق ووسائل أخرى لحل القضية).

6. المطالبة بضم البحرين :

واعتبارها محافظة إيرانية. وهذا ما صرح به علناً رئيس إيران في تموز الماضي (2007). إضافة إلى التصريحات التي سبقت في (الفقرة 3)، وغيرها من التصريحات المماثلة.

7. احتلال قطر الأحواز العربي : عام 1925 وإلحاقه بإيران، وتفريس أرضه وشعبه.

8. الإصرار على تسمية الخليج بالفارسي :

أما الإصرار على إطلاق اسم (الخليج الفارسي) من قبل حكام إيران على الخليج العربي، فقد أخذ أخذ منحى طفولياً سمجاً. في العام الماضي، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، يقاطع الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي) مقدم البرنامج الذي تلفظ باسم الخليج مطلقاً من أي وصف، ربما مداراة لمحدثه، ليقول له: (الخليج الفارسي.. نعم الخليج الفارسي)!. حتى وصلت السفاهة والاستخفاف إلى مندوبهم في العراق عبد العزيز الحكيم الذي ردد في لقاء رسمي قبل أشهر (آخر سنة 2006) اسم الخليج موصوفاً بـ(الفارسي) ثلاث مرات، بطريقة توحي بأنها زلة لسان. وما درى بأن زلة اللسان هنا تعني أن هذا هو المعتقد المترسب في العقل الباطن، الذي يظهر ما فيه من مكنونات حين تخف رقابة العقل الواعي. ولكني لا أرى إلا أنه قالها تعمداً واستخفافاً.
وبلغ التعصب بالمسؤولين في إيران حداً جعلهم يمنعون دخول أربع ناقلات شحن كبيرة من باكستان محملة بالكبريت إلى إيران، لا لشيء إلا لوجود علامة على الكبريت تحمل اسم (الخليج العربي). كما منعوا دخول صحيفة (انترناشونال جيوغرافيك)، وكذلك صحفييها إلى إيران. وذلك في تشرين الثاني/ 2004. ويصدر أمر حكومي بمصادرة العدد الأخير من الأسواق. كل هذا بسبب ورود كلمة (الخليج العربي) بدل (الخليج الفارسي) في العدد المذكور! والمنع سارٍ حتى تغير الكلمة(3)!

9. ظهور ألسنة النار المجوسية في المملكة العربية السعودية:

الأمر جد..! والشيعة – بعد الذي حصل ما حصل في العراق - يستشعرون القوة، ويتطلعون إلى تكرار ما حصل هناك في مناطق أخرى. وبدأت تحركاتهم في هذه المناطق وتصريحاتهم تأخذ طابع العلن.


حسن الصفار يعلن ولادة فرق الموت في السعودية
فهذا كبيرهم في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، الشيخ المتلاعب حسن الصفار، يحاول استثمار الأوضاع الإقليمية الحالية ليعلن – في وسط حشد كبير من أنصاره المتعصبين، اكتظت به ساحة الشويكة في القطيف – مطالبته بتشكيل تنظيمات شعبية منظمة، للعمل في مختلف المجالات المدنية. مخاطباً جمهوره بأن التحرك الشعبي المنظم أساسي ومحفز للعمل الحكومي. ومهدداً بشكل يقرب من العلن بتفجير الأوضاع في المملكة، في حالة عدم السماح له بما يريد. وجاء في كلمته: "إن الأمة على مفترق طرق. ولا بد من تجاوز عقدة الممانعة للتغيير. فإما المبادرة بالإصلاح الشامل، وإلا فالمزيد من الكوارث والأزمات التي قد تفجر الأمة من الداخل(4). وهذا تطور خطير إن لم يتداركه السعوديون اليوم، وإلا فالمستقبل ينذر بكوارث كما قال هذا الغراب.

10. فضيحة يفجرها معمم إيراني من قم:

جاء على موقع مفكرة الإسلام ما يلي: صرح أحد علماء الشيعة خلال مداخلة له بقناة "المستقلة" الفضائية أمس – 4 محرم 1428 ، 22/1/2007 - أن الحوزة الشيعية في "قم"، و"النجف"، تسعى للسيطرة على كل منطقة الحجاز، والشام، واليمن، والعراق، وأن هدف المرجعية هو "رئاسة العالم الإسلامي كله"، وأن تمدد الشيعة "ليس له حدود"، وأنهم يسعون إلى التمدد على كل الآفاق.
وجاءت تصريحات العالم الشيعي المعروف باسم "الكناني" في تعقيب على حوار بقناة "المستقلة"، ردًا على أحد المحاورين، من أهل السنة. وقال في مداخلته: "يا سيدي، نحن أصحاب عقيدة واضحة وضوح الشمس، في الحقيقة، وبصراحة، كل من استضفتموهم يقولون سياسة، وليس عقيدة. العقيدة الجعفرية تقول، وبكل وضوح: "كل من لا يؤمن بولاية علي عليه السلام وأولاده، فهو لا يملك شيئًا، لا في الدنيا، ولا في الآخرة" وهذا رأي المتأخرين، والمتقدمين. والسيد الخميني رضي الله عنه قال: "نحن نسعى إلى وحدة سياسية، وليست دينية" ؛ لأنه لا يستطيع على جلالة قدره أن يخالف ما قاله أهل البيت. وأضاف: "ونحن نقول صراحة: نحن شيعة أهل البيت، لدينا قدوم عظيم، ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق. بعد أن زال صدام، أصبح لدينا العراق. وهناك مواقع عديدة، نسعى للوصول إليها، نحن أمة لا تعرف الكلل والملل". واستطرد قائلاً: "أنا أقول لك بصراحة: الخليج هو الثاني، واليمن: الحوثيين والزيديين إخواننا سوف يكونون الطوق الذي نسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة، نحن لا نسعى إلى الأندونيسيين، أو إلى الجزائريين، أو إلى أفريقيا، لأن هؤلاء يتبعون آفاق هذه المنطقة العراق".
ثم زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (بالحرف الواحد) على حد قوله: "رأس الأمة الشام، والعراق، وإيران، [هكذا] والجزيرة واليمن" نحن نسعى إلى السيطرة على هذه المناطق، لا يهمنا أندونيسيا، ولا تهمنا أفريقيا، لدينا طموح نسعى "ليل نهار"، للسيطرة على كل الإسلام، رأس الإسلام في الشام، وغير الشام. ويواصل حديثه: "أما ما يقوله أهل السنة، بأنهم ليسوا بإخواننا، وأن الشيعة ليسوا بمؤمنين، فنحن لسنا بإخوانهم، ويشهد الله ورسوله، لا نعترض عليهم لا في الدنيا، ولا الآخرة، نحن أمة عظيمة، أمة جاهدنا من ألف وأربعمائة سنة، كنا ألفي شخص يا رجل، الآن أصبحنا ثلاثمائة مليون، ماذا يقول أهل السنة؟ ونحن نسعى إلى السيطرة على الحجاز ، وعلى نجد ، وعلى الكويت ، وعلى البحرين ، والحوثيين موجودين إخواننا الزيديين "زيد بن علي بن الحسين بن علي"، وليس "زيد بن عمر بن الخطاب". ثم استطرد كلامه موجهًا حديثه إلى الضيف السني: "نحن أمة لا تقطعنا حدود، نحن لدينا عقيدة واضحة، هي رئاسة الأمة الإسلامية بأكملها، رئاسة الأمة بقيادة المرجعية في النجف وقم، الذي يعجبه يعجبه، والذي لا يعجبه عليه أن يشرب البحر، هذا هو الوضوح في عقيدتنا، لا نجامل في عقيدتنا، لا نهادن في عقيدتنا".



هل يحتاج هذا التصريح الواضح إلى تعليق؟!!!

المصادر :-

(1)حوار قناة الجزيرة مع أبو الحسن بن الصدر ، الرئيس الأول للجمهورية (الإسلامية) الإيرانية ، في برنامج زيارة خاصة ، بتاريخ 17/1/2000 .
(2) الشيعة والدولة القومية في العراق 1914-1990 ، حسن العلوي ، ص295 ، دار الثقافة للطباعة والنشر ، إيران – قم .
(3)محمود أحمد الأحوازي في ندوة على قناة "المستقلة" الفضائية ، بعنوان (الدور الإيراني في تحديد مستقبل العراق) ، بتأريخ 24/11/2004 . والحدث وقع قبل أسبوعين من التأريخ المذكور كما أفاد الناقل.
(4) موقع فيصل نور.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق