الجمعة، 22 أبريل 2011

سوريا وإيران.. علاقة تبعية أم مصالح ؟

الجزيرة نت 16 من جمادى الأولى 1432هـ / 19 من إبريل 2011م

في برقية دبلوماسية سرية كتبتها ماورا كونيللي، الأمين العام المساعد لمكتب شؤون الشرق الأدنى بالخارجية الأميركية، شدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على أن بلاده ليست تابعة لإيران، وأن علاقة سوريا بإيران هي علاقة مصالح لأن طهران تدعم المصالح السورية وخاصة في مجال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

المعلم اجتمع وفق البرقية التي سربها موقع ويكيليكس يوم 7 مارس/ آذار 2009 لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة مع السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان ومسؤول رفيع المستوى بمجلس الأمن القومي الأميركي. كما حضر الاجتماع عن الجانب السوري فيصل مقداد نائب وزير الخارجية ومستشارة الرئيس السوري لشؤون السياسة والإعلام بثينة شعبان.

كما شدد الوزير خلال اللقاء على خطأ سياسة الإقصاء التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه إيران، وقال إنها ساهمت في الحقيقة بزيادة نفوذ إيران الإقليمي.

المعلم أسهب –وفق البرقية- في إثبات ابتعاد بلاده عن دعم الطروحات الإيرانية التي تهدد المنطقة، وضرب مثلا في وقوف سوريا إلى جانب البحرين عندما صدرت من إيران تصريحات تدّعي بأن البحرين جزء إيران، وقال إن بلاده عملت على دفع إيران لسحب تلك التصريحات. كما استذكر تدخل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد دبلوماسيًّا عندما هدد الجيش الإيراني باحتلال مدينة البصرة العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

تخوف "غير عقلاني"

تقول كونيللي في برقيتها: المعلم انتقص من خشية العرب من إيران ووصفه بأنه "غير عقلاني" وأرجعه إلى سياسات الإدارة الأميركية السابقة. لقد قال إنه سمع بمخاوف الإمارات من خطط إيرانية لغزوها وإن بلاده تعمل على طمأنة دول الخليج والدول العربية الأخرى لأن سوريا تريد إنجاح القمة العربية (التي عقدت بالدوحة أواخر مارس/ آذار 2009). تعمل سوريا حاليا (أي وقت كتابة البرقية) على طمأنة الدول العربية من ناحية النوايا الإيرانية.

وفيما يخص الاتهامات الموجهة لسوريا بأنها تابعة لإيران، رفض المعلم

–وفق البرقية- تلك الاتهامات وساق قرار ذهاب سوريا إلى محادثات أنابوليس وبدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل رغم الاعتراضات الإيرانية على أنها إثبات بأن سوريا مستقلة في قرارها.

وتورد البرقية على لسان المعلم قوله "سوريا ليست في جيب أحد، ولا حتى الولايات المتحدة".

أزمة ثقة

وفي الشأن النووي الإيراني، تقول كونيللي إن إيران لا تثق بنوايا الغرب، وترى أن ملفها النووي قد جرى تسييسه من قبل الدول الغربية.

نصيحة سوريا أن الغرب يجب أن يعترف بحق إيران –كإحدى الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية- في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، وأن دعوتها لوقف تخصيب اليورانيوم كشرط للمفاوضات هو خرق لذلك الحق.

كما حث المعلم الأميركيين على عقد المفاوضات بخصوص ملف إيران النووي في نطاق الوكالة الدولية للطاقة النووية وليس مجلس الأمن الدولي.

السفير فيلتمان من جهته قال إن إيران ساهمت في خلق جو عدم الثقة من خلال تصريحاتها العدائية لإسرائيل والدول العربية وعدم تطبيقها قرار مجلس الأمن رقم 1747، إلا أنه أوضح أن الإدارة الأميركية تعتزم اتباع منهج جديد بإشراك إيران في الشؤون الإقليمية مثل دعوتها لمؤتمر حول الأمن بأفغانستان، لكنه أبدى عدم وضوح الموقف الإيراني من خطوات واشنطن.

كما تطرق الاجتماع إلى موضوع السفينة مونتشيغورسك المحملة بأسلحة إيرانية خفيفة كانت في طريقها إلى سوريا، واحتجزتها السلطات السورية.

تقول البرقية إن المعلم أبدى غضبا شديدا من موقف واشنطن من هذه المسألة، وتساءل عن الأسلحة الأميركية غير القانونية المرسلة إلى إسرائيل مثل الفسفور الأبيض الذي يمكن استخدامه في جرائم ضد الإنسانية.

كما تساءل الوزير عن هدف الولايات المتحدة من دخول سوريا في مفاوضات مع إسرائيل من موقع "ضعف مزمن".

الكاتب / الجزيرة نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق