الأحد، 17 أبريل 2011

البحرين مكان القمة العربية المقبلة..!

السياسة الكويتية 12-جمادى الأولى-1432هـ / 16-أبريل-2011م

أثير الجدل الواسع حول امكانية انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد وهو الامر المؤجل والمتجه حاليا نحو الإلغاء بسبب السياسة الطائفية وغير المسؤولة للحكومة العراقية الحالية التي تبنت ورعت ودعمت بكل أطرافها توجهات طائفية تقسيمية مضرة بالعمل القومي العربي وتنسجم بالكامل مع الطروحات الإيرانية بل انها النسخة العربية لها, ولا يتناطح عنزان في تقرير حقيقة ان الحكومة العراقية الراهنة بقيادة حزب الدعوة الطائفي الايراني الهوى والولاء والتاسيس وبقيادة نوري المالكي وجماعته من التيارات الايرانية المهيمنة في العراق لا تصلح لادارة مسجد او حسينية.

فكيف تستطيع بحالتها الطائفية الرثة وباحزابها المهلهلة وبشخصياتها المهتزة ان تقود مسيرة العمل القومي في واحدة من اصعب منعطفات التاريخ العربي الحديث حيث تضرب المتغيرات الكونية بتاثيراتها الهائلة في العمق العربي وحيث سيادة عصر الحريات الجماهيرية المتخلصة من اطر الاستبداد والتخلف والتبعية, والمطالبة بالغاء عقد القمة العربية المقررة في بغداد في مايو المقبل بات امرا محسوما تسانده في ذلك حالة التدهور الامني التي تضرب اطنابها في العراق وتصاعد تظاهرات الغضب الجماهيرية المطالبة برحيل نوري المالكي وحكومته العجفاء التي لم تستطع الايفاء بوعودها وظلت تتلاعب بعامل الزمن من اجل المراهنة على الوهم, فادارة الازمة الداخلية في العراق قد شهدت فشلا ذريعا من خلال التلكؤ والمناورة بل والتحلل من كل الاتفاقيات والتعهدات كما حصل في الضحك على ذقون قائمة العراقية وعلى الدكتور اياد علاوي شخصيا الذي سلموه وقائمته منصبا وهميا لا اصل له ولا فصل وهو منصب السياسات الإستراتيجية العليا, رغم انه في العراق لا توجد إستراتيجيات اصلا لكي تكون عليا او سفلى, وكان مقلبا مؤلما اكله علاوي الطبيب والجراح الذي ضحك عليه جمهرة من باعة الخواتم وتجار حي السيدة زينب الدمشقي, فوصلت العملية السياسية العراقية لطريق مسدود ووصل الانقباض الشعبي العراقي حدوده القصوى.

وجاءت احداث التخريب الطائفي المدعومة والموجهة ايرانيا في مملكة البحرين لتكشف المستور وتنزع الغطاء الاخير عن من لا غطاء له اصلا, ولتثبت النخبة السياسية الحاكمة حاليا انها ليست مؤهلة لادارة اي نوع من انواع الصراع لا داخليا ولا خارجيا وحيث ظهر المكتوم وتبين حجم الارتباط الحكومي العراقي بمصالح السياسة الايرانية وباظهار هوية طائفية متحيزة لا تحاول لملمة الوضع الاقليمي وقطع دابر الفتنة بل لتتحول لعنصر مشارك في تلك الفتنة وهو الامر الذي اصاب مشروع قمة بغداد العربية في مقتل لم تعد بغداد معها مؤهلة لان تتحمل مسؤولية قيادة العالم العربي في هذه الحقبة الصعبة.

اضافة لكون العراق يعاني من فشل اداري وخدماتي قاتل ومن تغلغل فظيع للفساد وبما شل عجلة الدولة العراقية وحول بغداد العريقة الجميلة وبقية المدن العراقية لمقالب زبالة للاسف, ولا جدوى من قمة عربية تعقد في بلد يعلن قادته بالولاء لإيران ويستعدون لتجييش الجيوش ضد الاهل والأشقاء تلبية لنزعات مريضة, والمالكي الفاشل عراقيا لا يمكن ان يكون زعامة قومية لانه اصلا غير مؤهل ولا مستعد لذلك الدور الذي هو اكبر بكثير من كل مقاييسه, واعتقد ان ضرورات الامن القومي العربي تتطلب التنادي والعمل لعقد قمة عربية فاعلة تعالج الخروقات الأمنية وتتبنى رسم إستراتيجية تصد عربية شاملة لمشاريع التخريب والتقسيم الطائفية العدوانية وان تستضيف مملكة البحرين بالذات هذه القمة وذلك تعبيرا عن الاصطفاف العربي الشامل خلف الشرعية الدستورية والحضارية في البحرين اولا ولإظهار وتوجيه رسالة عربية جماعية واضحة المعاني والمباني للنظام الايراني بان تهديداته الجوفاء ضد مملكة البحرين وضد دول مجلس التعاون الخليجي مرفوضة من جميع الدول العربية وان امن البحرين الداخلي والخليج العربي بشكل خاص خط احمر لا ينبغي لأولئك الاشقياء من راكبي الدراجات المائية والزوارق المطاطية من (مخابيل) الحرس الثوري الصفوي تجاوزه... وهي مناسبة رائعة لإظهار العرب لوحدتهم وتلاحمهم امام رياح الشر واحابيل الدجالين.

اما بغداد فتبقى حاضرة العرب وجوهرة الاسلام وقلب العروبة النابض حتى يقدر الله وبجهود أحرار العراق تحريرها من ربقة الصفويين ومن لف لفهم ودعا بدعوتهم ونافق بشعاراتهم الهزيلة, اما وزير الخارجية العراقي الكاكا هوشيار زيباري فهو يتحسر على ضياع مبلغ 450 مليون دولار الذي صرف على تجميل بغداد على رغم من الخرائب والشوارع القذرة لم تزل من معالم العاصمة العراقية كما ان غياب التيار الكهربائي ما زال يمثل الامل الموعود لقادم لن يأتي ابدا وهو البحبوحة والازدهار, لقد فعل الفاشلون الطغاة الجدد الافاعيل في بغداد العظيمة وسيعود حتما يوم مجدها وساعتها ستحتضن العرب لانها مادة العرب والاسلام... اما القمة العربية القادمة فلا ارى مكانا مناسبا افضل لعقدها من عاصمة مملكة البحرين العربية (المنامة) التي تكسرت على صخور سواحلها مؤامرة الشر والعدوان والخبث التاريخي.

الكاتب / داود البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق